حواري مع العلامة الراحل البروفسر عبد الله بقلم الشيخ الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 08:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-30-2014, 09:36 PM

الشيخ الحسين
<aالشيخ الحسين
تاريخ التسجيل: 11-10-2014
مجموع المشاركات: 313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حواري مع العلامة الراحل البروفسر عبد الله بقلم الشيخ الحسين

    تائه بين القوم / الشيخ الحسين
    ....... يا عزيزي ....... معاذ الله أن أكذب علي الموتي والتسجيل بصوت البروف معي وقد راجعته الصحيفة قبل النشر وهذا هو ما قاله عن الأستاذ محمود محمد طه:

    يواصل العلامة الدكتور عبد الله حديثه حول تاريخ وحاضر السودان محملا المسئولية في المشكلة بين الشمال والجنوب لفترة حكم محمد علي باشا، وسيجد القارئ الدكتور الطيب منحازا للزبير باشا ومدافعا عنه نافيا تهمة تجارة الرقيق التي أصبحت ملتصقة بالزبير ومرادفة لاسمه كما يحمل البروف على الحكم الوطني الذي خلف الاستعمار واصفا إياه بأنه سلطة المستعمر عادت على صورة "بعاتي" من الأفندية، فإلى الجزء الثاني من الحديث.
    مع العلامة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب:(2_2)
    حكم النميري لم يكن مبنيا سوي علي السلطة الشخصية
    عندما قال الشيخ تكرون للمرغني : يا سيدي المصحف بختوه في الواطة
    الزبير باشا لم يكن تاجارا للرقيق و حاربه الإستعمار لأنه كان خطرا عليه
    أنا لست سياسيا ولكن (...)
    هذا الحوار مع العلامة البروفيسور عبد الله الطيب وهو سلسلة من حوارات كنت قد أجريتها بالقاهرة مع رموز الطيف السياسي والفكري والإعلامي السوداني، وأردت نشر ما تيسر منها الآن لأهمية ذلك. ويمتاز حوار الدكتور عبد الله الطيب بأن ما تناوله منذ أكثر من عقد من الزمان ما زال صالحا وما زال بعضه مدار الجدل والحوارات المتجددة حول الحياة وماهية الروح ومآلات البشرية والمستقبل، اللغة العربية في السودان وامتزاج تاريخها بتاريخه، هاجسه وأمله في أن يتمكن العلماء من فك طلاسم خط اللغة المروية القديمة فهو يرى فيه فتحا جديدا ستنتج عنه قراءة جديدة لتاريخ السودان وله في ذلك جدله وأسانيده التي يستمدها من معرفته الموسوعية وعلمه الغزير بأسرار الديانات واللغى، وخطراته التي تفضح الناس والكتب كما قال أبو الطيب المتنبئ يمدح سيف الدولة، ولا بد أن أشير هنا إلى أن هذا الحوار مع البروف عبد الله الطيب كنت قد نشرت جزءا منه في جريدة المعارضة السودانية (الاتحادي الدولية) إبان وجودها بالقاهرة في عام 1999 وكان في نيتي حينما ذهبت إليه أن ظفر منه بحديث حول الشؤون السياسية السودانية ولم يرد هو ذلك إلا لماما ولكنني بعد أن قدم العهد اكتشفت أنني قد ظفرت منه بما يفوق ما كنت أتمناه.
    حوار وإعداد: الشيخ الحسين
    يقال إن الحديث عن الخرافة والجن ووادي عبقر مرتبط بالعقل العربي.؟
    هذا غير صحيح فأحاديث الجنيات موجودة في الشعر الانجليزي وكذلك أحاديث الأشباح لدرجة أن هناك رواية تسمى [القطر الشبح] انظر لكتاب ألف ليلة وليلة فستجد فيه اللؤلؤة ذات الأسرار التي تريك من تفكر فيهم وهم على البعد فهي أدق من التلفزيون الحالي ولكنها في وقتها كانت تعبر عن الأماني البشرية ولكن غير كونها أماني ففيها جانب يقبله العقل. الآن حينما تشغل التلفزيون فإنك ترى روسيا وامريكا والتلفزيون يستعمل قوى كونية كي يمكنك من رؤية هذه الأشياء البعيدة فطالما استطاع التلفزيون ذلك فمن باب أولى أن يستطيع العقل الموجود عندك وهو الجهاز الأكبر، مفروض أنه يستطيع أن يعمل دون الاستعانة بجهاز، وهذه هي الحكاية التي فكر فيها أهل ألف ليلة وليلة ووصلوا في تفكيرهم لأهمية وجود جهاز سواء كان طاقية إخفاء أو لؤلؤة أو بساط ريح أو شيء من هذا القبيل أما الجماعة الصوفية فقد استغنوا عن الجهاز بالكلية. ولهم في هذا قصص غريبة.
    مثل قصص أهل الخطوة يا دكتور؟
    تحكي قصة أن هنالك تلميذا اشتاق لرؤية أهله فسأل شيخه أنه يريد أن يشوف أهله والناس مصطفون لصلاة المغرب فوجد التلميذ نفسه مسافرا في قافلة أياما وليالي وذهب أهله وأقام معهم أياما وليالي وودعهم وسافر راجعا ووجد الصلاة التي تركها مصطفة على حالها وهذا يعني أن الله قد طوى له الزمان والمكان لأنه مشى وقضى زمنا طويلا في لا زمن وسافر بعيدا جدا ولم يبرح مكانه. إذن فمجرد التفكير في إمكانية حدوث هذا يدل على أن العقل البشري عنده تصورات له.
    هذه شبيهه بقصة صاحب سيدنا سليمان الذي عنده علم الكتاب؟
    نعم هناك أساس روحي والروح يحتار فيها الناس حتى الآن، الناس الآن عرفوا ال "دي ان ايه" وعرفوا الجين وكل هذه أعراض بالنسبة للروح. الحقيقة أن الصوفية سلكوا هذا الطريق ولكن تهيبوه في الآخر فكونك تحاول أن تفنى يتطلب منك أن تقدم تضحيات كثيرة جدا فالأسهل أن تظل في أول الطريق وتكتفي بالذكر. حتى أصحاب التفكير المادي في الغرب يقولون إن أعداد البشر سوف تزداد في المستقبل على موارد الأرض والأمل في البحث عن كوكب آخر للمستقبل تكون فيه حياة وذلك يقتضي سفرا طويلا جدا للمريخ أو لغيره من التوابع في مجموعتنا الشمسية والتفكير في المستقبل قد يكون في الانتقال إلى نظام شمسي آخر غير مجموعتنا الشمسية وأقرب نظام شمسي آخر بيننا وبينه يمكن سنتين نوريتين وبعد ذلك قد تكون فيه كواكب صالحة للسكنى وقد لا تكون. وكي تسافر بسرعة الضوء سنتين نوريتين فإن عمر الإنسان لا يمكنه من ذلك وإن كان الزمن نسبيا، ولكن من القواعد المعروفة أنك كي تسافر بسرعة الضوء فلا بد أن تكون أنت مثل الضوء أي لا يكون لك بدن، ولو رجعنا للآية فسوف آتك به قبل أن يرتد إليك طرفك، فالرجل الذي نقل عرش بلقيس لا بد أنه أتى به بأسرع من سرعة الضوء وهي سرعة التفكير فالعرش ثقيل معناها أنه تحلل وصار ليس له هيئة إذن فالحكاية عقلا ممكنة والعرب قالت قديما [لو تعلق قلب المرء بالثريا لبلغها] فهو ممكن ولكن الإنسان أحيانا يتهيب الطريق. أريد أن أعود لموضوع اللغة العربية في السودان فهي قديمة جدا ولها أصل في البلد وجائز جدا أن تكون الكتابة المروية الموجودة في السودان تحتوي على عناصر كتابة عربية قديمة. فالناس كانوا يعتقدون أن الكتابة العربية بدأت قبل الإسلام بقليل ولكنهم اكتشفوا أن الكتابة العربية قد بدأت قبل التاريخ الميلادي، فقد وجدت كتابة عربية تعود إلى مائة عام قبل الميلاد وجائز أن تكون هنالك كتابة قبل ذلك لأن عادا وثمود أقدم من ذلك وقد يكونوا معاصرين لقدماء المصريين.
    دكتور، ما رأيكم في الدعوة لفصل جنوب السودان على أساس أنه افريقي زنجي عن الشمال المسلم؟
    مسألة أن الجنوب افريقي زنجي ليست هي المهمة فالعنصر الزنجي موجود في افريقيا وموجود خارجها فإذا كان المقصود هو السواد وقوة الشعر والأنف الأفطح فالأنف الأفطح موجود في الصين ويقال إن الهنود الحمر في أمريكا هم أبناء عم الصينيين ولكن تجد أن أنوفهم عديلة، كيف؟ يقولون إن الصينيين استحسنوا أن تكون أنوفهم فطحاء ولذلك اختاروا أن يتوالد هذا النوع من بينهم وأعرضوا عن النوع الآخر وهذه كلها مسألة تخمينية من أولها إلى آخرها ولا يوجد سبيل للتأكد من صحتها، أما جنوب السودان وشماله فالذي فصل بينهما هو محمد علي باشا جاء بكل صراحة وقال إنه "عايز جنود سود" وداخل في مخ الناس أن السود أقوياء وهذا الاعتقاد موجود ليوم الليلة في أمريكا تجد الملاكمين معظمهم سود لأنهم يعتقدون أنهم ثيران بشريين فملاكمتهم مثل مصارعة الثيران في اسبانيا مع إن الرومان كانوا أحسن في هذه الناحية لأن المصارعة كانت عندهم مبارزة بالسيوف كانت بين المساجين ولم تكن فيها مسألة لون لأن أغلبهم كان من البيض.
    هل تعتقد أن المشكلة سببها الوافدون من الخارج؟
    الذي فتح السودان عام 1821 هو معروف هو إسماعيل باشا ابن محمد علي باشا وحكاية محمد علي معروفة قال إنه أتى السودان من أجل الذهب والرجال السود وذهب إلى السودان بنفسه حتى فازغلي وقد كان رجلا ذكيا طموحا ولكنه كان يجهل تاريخ أوربا ويجهل مخططات الاستعمار ورغبته في الدخول والسيطرة على افريقيا ورغبته في السيطرة على دولة الخلافة الإسلامية الموجودة في تركيا وإنشاء دولة جديدة على أساسها بالاستعانة بأهل البلد أو الناس الأقدر على ذلك وقد نجحت سياسة الاستعمار بعدها في هذه الناحية فمثلا الزبير باشا لم يكن تاجر رقيق بالمعنى الحقيقي وهو نفسه نفى ذلك كل النفي ولكن الزبير باشا كان قد عمل شئيا خطرا جدا كان له جيش قوامه عشرون ألفا من الجنود مسلحون ببنادق جيدة ويعرفون صناعة الذخيرة بأنفسهم ولم تكن أوربا تسمح بوجود قوة بهذا الشكل في افريقيا فكي يحاربونه فالإمدادات نفسها ستكون صعبة عليهم.
    هل تعتقد أن من أجل ذلك أشيع أن الزبير تاجر رقيق وأبقي في مصر؟
    هو لم يبق في مصر حتى مصر لم يطمئنوا لبقائه فيها.
    هل تقصد نفيهم إياه في جبل طارق؟
    أخذوه إلى منطقة في جبل طارق حينما تنظر إليها لا ترى غير البحر فقد اختاروا له موضعا لا تراه العين واستطاعت صحفية بريطانية اسمها فلورا شو الوصول إليه لأنها لاحظت بتطلع الصحفية غرابة المكان وذهبت إليه واستعانت بمترجم ليترجم لها حديثه.
    قالت الصحفية إن المترجم لم يكن جيدا؟
    مهما كان فالكلام الذي كتبته جيد لأنها استطاعت أن تكتب وتدافع عنه وتمكنت بكتابتها في الصحافة من تخليصه من الأسر وقد ترجم كتابها في السودان خليفة عباس العبيد الذي كان وكيلا لوزارة الخارجية بالسودان وهنالك أشياء كثيرة عن الزبير باشا يحق أن تعرف وهو رجل مهم جدا في تاريخ السودان وافريقيا ولكن اوربا لم تكن تريده لأنه خطر فقتلوا سليمان ابنه وقتلوا رابح الذي تبناه الزبير ولم يسمحوا للزبير بالحضور للسودان إلا بعد القضاء على قوته وكانت للاستعمار سطوة شديدة من غير رحمة والاتجاه الإنساني الموجود الآن أتى بين الحربين الأولى والثانية فالحرب حصدت في أوربا كثيرا فنتيجة لما وقع لهم أصبح لهم شعور إنساني وقد كانت لهم من قبل صرامة شديدة فبعد انتصار الانجليز في معركة كرري قتلوا أبناء المهدي الفاضل والبشرى والخليفة شريف دونما سبب حتى في الكتاب الذي صدر حينها في السودان وهو موجود في جامعة درم توجد به صورهم مع تعليق يقول إن سبب قتلهم غير معلوم ولكن الحقيقة أنهم قتلوا بأمر الحاكم.
    هل تعتقد أن هناك تزويرا للحقائق فيما يختص بالجنوب؟
    أنا لا أقول إن هناك تزويرا للحقائق ولكن أقول إن محمد علي كان رجلا طموحا ولا يعرف تخطيطات اوربا إلا حينما وضحت له في الآخر ومحمد علي أول من أدخل الصناعة في مصر وهي في الثلث الأول من القرن التاسع عشر كانت الدولة الثالثة من حيث الصناعة فى العالم بعدها شعر العالم أن محمد علي قد يجدد قوة تركيا فحوصر وأعلنوا أنهم لن يسمحوا بوجود قوة ضاربة فى افريقيا والدول التي حاصرته هي بريطانيا وفرنسا وامبراطورية النمسا والمجر وبروسيا التي هي المانيا وروسيا وهذه الدول لم تكن تتفق قبل ذلك ولكنها الخمسة اتفقت وفى وقت قصير وفي ذلك الزمان اذي لم تكن المواصلات ميسرة ك اليوم واتفقوا على حصار محمد علي وأجبروه على إخلاء سوريا وجزيرة كريت وبعد ذلك لحقوا أسلحته وصناعته فحطموها وتابعوه حتى فتحوا فى الآخر مصر ذاتها وفرضوا نفوذهم عليها فالتخطيط والصرامة فى تنفيذه كما حدث فى كررى وما حدث بعدها كان تخطيطا للتوسع الاوربي.
    هل تعتقد أن هنالك إمكانية للتعايش بين الشمال والجنوب دونما حرب؟
    أنا لست سياسيا ولكن حينما كنت طالبا في كلية غردون كنت أرى الدعوة للقومية السودانية دعوة باطلة لأن حدود الجفرافيا السودانية لم يعملها أهل السودان فقد خطط لها واحد أجنبي على حسب مصالحه وأحيانا لم يجد مصالحه كلها مثل قطعة الكيك كانت افريقيا تقطع بين الدول الاوربية بغض النظر عن الصلات بين البشر فى الأرض وصلاتهم الثقافية والاقتصادية خذ مثلا اثيوبيا وبين السودان وبينها قبائل مشتركة وتوجد قرابات وذلك أيضا فى غرب السودان فالقرعان مثلا لهم قرابات مع ليبيا وخذ مثلا نيجريا توجد دولتان إحداهما نيجريا والأخرى تسمى النيجر والأخيرة قام منها عثمان دانفوديو من ولاية قوبر وهى إحدى ولايات الهوسا فالحقيقة أن الاوربيين قسموا هذه المنطقة مثل تقسيم الكيكة مراعاة لمصالحهم وباتفاق بينهم بغض النظر عن مصالح الشعوب عندك مثلا العوينات على الحدود الشمالية الغربية للسودان كانت جزءا من السودان وقطعت منه في عام 1934 ولم يستشر أهل السودان حول ذلك فقد كانت الشورى حول ذلك القطع بين مصر وايطاليا وبريطانيا.
    أعود للسودان الشمال والجنوب؟
    خذ الاستقلال وخذ الجنوب ذاته فى اغسطس 1955 حصل تمرد فى توريت وغيرها من مدن الجنوب وقتل فيه الكثيرون وقتل فيه من زملائنا المدرسين وحزنا عليهم جدا ولي شخصيا صديق من التميراب اسمه علي ود مختار قتل في ذلك التمرد وبغض النظر عن ذلك التمرد وأسبابه فقد كتبت حوله مذكرات وأجريت محاكمات تجد أن نفس الناس الذين تمردوا فى اغسطس صوتوا للاستقلال مع جماعة الازهري في ديسمبر وهذا ليس معقولا فلا يمكن أن تكون متمردا فى اغسطس وحبيبا مندمجا في ديسمبر ونحن الذين لم تكن لنا كلمة في السياسة كنا نتنبأ بما حدث بعد ذلك وكنا نقول وندعو لحسم الخلاف قبل الاستقلال وها هو لم يحسم حتى يومنا هذا (منتصف عام 1999) .
    لأن الجنوب وعد بالفدرالية ولم يف الوعد؟ لا الفدرالزم دا لعبة لا يعرفها السودانيون في ذلك الزمن وقد أتت من الانجليز والانجليز إذا كانوا يرون في الفدرالية خيرا فلماذا لم يطبقوها في بلادهم ولمذا يسمون بلادهم المملكة المتحدة؟ فالعرف يقول إن تبدأ بالخير في بلدك وليس بلاد الآخرين. الانجليز عملوا الفدريشن في نيجيريا كي يكيدوا جمهوريات الهوسة السبعة لأنها مسلمة قسموها جزء منها أعطوه لفرنسا والجزء المتبقي منها أدخلوه في حكاية في نيجيريا اسموها الفدريشن وليوم الليلة لم تستقر الأوضاع في نيجيريا. النظام الذي طبق في السودان بعد الاستقلال نظام [وست منستر] هل تراه نظاما جيدا؟ الانتخابات والشورى أشياء جيدة إذا طبقت تطبيقا جيدا. والانتخابات يمكن تزويرها ويسخر [الكاتب المصري الكبير] توفيق الحكيم رحمة الله في كتابه [يوميات نائب من الأرياف] من تزوير الانتخابات وكذلك الجرائد المصرية [في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي] كانت تقول إن الناس تأتي وتصوت وفي النهاية يأخذون الصندوق ويضعون آخر بداله .......لكن الانتخابات السودانية الأولى كان مشهودا لها بالنزاهة حتى المراقبين الأجانب قالوا ذلك؟ أنا لا أعرف ذلك ولم أتهم المسألة الشيء الذي أعرفه أن السودانيين كانوا أولاد بلد وأفندية والذين أتوا بالاستقلال هم الأفندية. والأفندية كانت قدوتهم أوروبا والانجليز. ولم يروا الانجليز إلا حكاما لهم سلطة وهيبة. وأراد حكامنا بعد الاستقلال أن تكون لهم تلك السلطة والهيبة ولم يستطع الأفندية فعل ذلك بأنفسهم فقد تحالفوا مع الذين يعتبرون قادة البلد وهم المشائخ والمكوك وأشباههم. ولا تنس أن الانجليز عرفوا أن أهل ناس البحر ليسوا كأهل الخلاء فدخلوا بين ناس البحر ومن أغرب ما قرأته في مذكرات الانجليز أنهم أدهشهم وجود بلدتين أصبحتا عاصمتين لاقليمين كبيرين والمدينتين هما الدامر وكسلا وتشير مذكرات الانجليز إلى أن الدامر هي مركز للعلم والدين وكسلا هي المركز لطريقة دينية مهمة فقرروا فرض رقابة على هذه البلاد ولم يكتفوا بالمراقبة فقرروا تحطيم هذين البلدين وهذا ما حصل في النهاية فالطريقة الختمية أصبح مركزها الخرطوم بحري وهذا انتقال مهم جدا أصبحت كسلا بموجبه مجرد فريع والدامر صار أبناؤه أساتذة وموظفين ونحوه كسبا للعيش....... يقال إن الذي أقصى الدامر هو وجود رئاسة السكة الحديد بعطبره.؟
    الدامر كانت مهمة أيضا من الجانب التجاري فقد كان فيها سوق المواشي الكبير، وحتى هذا عمل سوقا موازيا له في تمبول فقد حطمت الدامر من جوانب عدة فذهب مركزها التجاري وذهب مركزها العلمي. كان آخر من يدرس فيها هو الشيخ أبشر ود سعيد كان يعلم [ألفية ابن مالك] و[رسالة ابن أبي زيد] هو ومعه جماعة. وأذكر في الدامر أن حفاظ القرآن كانوا يقفون فوق [ قوز الفكي حمد] [النقراب] وغيرهم كانوا يرتلون في كل يوم سبع القرآن ترتيلا جماعيا وقد اختفى هذا النوع من الفقراء الحافظين الآن. وأحكي قصة أحد هؤلا الفقراء الحافظين للقرآن واسمه الشيخ تكرون كان قد ذهب الى كسلا وذهب لزيارة السيد الحسن المرغني فيها ولم يكن السيد الحسن موجودا في ديوانه حينها فجلس الشيخ تكرون على عنقريب السيد الحسن وأراد خلفاء السيد الحسن منه أن يجلس على الارض ودخل السيد الحسن الى مجلسه فقال له الشيخ تكرون: يا سيدي المصحف بيختوه في الواطة؟ الشاهد أنه كان هنالك خيرا كتيرا في البلد وفقد ولم يعوض. تحدثت عن تحالف الأفندية مع قادة البلاد التقليديين ما هي رؤيتك له؟ الهدف كان السلطة وكانت سلطة مثل حكاية البعاتي والبعاتي في اعتقاد بعض الناس أن هنالك أناسا يقومون من قبورهم بعد موتهم ولكن وفق الحكاوي أنهم لا يقومون مثل هيئتهم الأولى فيصبح في صوتهم [نخنخة] وفي وجوههم دمامة. بروفسر أحمد محمد الحسن يعتقد أنه لا يوجد شيء اسمه البعاتي وإنما هم المجاذيم يقيمون في المقابر، وعسى أن يكون تأويله صوابا [المحرر: حكى الدكتور عبد الله الطيب حكاية طويلة عن البعاتي في القصص السودانية ثم قال]: الشاهد أن ما حصل في السودان بعد الاستقلال أن الاستعمار قد قام بعاتيا ممثلا في حكم الأفندية فالاستعمار كان المفتش يمثله المفتش ويذهب الى كل مكان فيحترمه الناس ويهابونه فأراد الآخرون سلطته فقامت بعاتية فليست هناك قدوة صحيحة غير طلب السلطة وأصبح ذلك متعمقا في الناس ويحتاجون زمنا حتى يستردوا قيمهم التي كانت سائدة ويعيشوا في نوع من السلام والوئام. وروح أولاد البلد إذا فتشت عنها فستجدها في المجموعات السودانية الموجودة خارج السودان الروح موجودة في السودان ولكن تحاصرها أشياء أخرى الأوضاع المعيشية وغيرها. فالمغتربون يساعدون أهلهم مساعدات كبيرة, فنحن أمامنا مشاكل كبيرة نسأل الله أن يعيننا عليها.
    يا دكتور انت قلت انك لست سياسيا ولكن حينما طبق النميري قوانين سبتمبر وأعدم الأستاذ محمود محمد طه كتبت قصيدة تنضح ب [مقاطعا] دي ما دايرة سياسة، ما عمله نميري حكاية واضحة وغلط، ونميري لم تكن حكايته مبنية على غير السلطة الشخصية، وللسودانيين مثلا حول السلطة الشخصية وهو [ملكة نصر الله العشية وضحوة] وهي رواية شعبية تحكى عن شخص استبد بالناس فخسف الله به الأرض كقارون. ونميري كانت عنده فرصة فأضاعها لأنه كان فردا والفرد لا يستطيع الحكم من دون شورى ومن دون أخذ ورد مع الآخرين. ولو وجد الفرد قدوة صالحة وشورى صالحة سيستقيم العمل. ولكن حينما لا يجد القدوة ويصبح الكل يعملون من أجل إرضائه يدخلون في عقله نوعا من التكبر والتجبر. ومحمود محمد طه إنسان ما خرج عن كونه واحدا من الناس عنده تفكير تصوفي إسلامي أو إسلامي تصوفي، وزمان النوع دا كان موجودا.. حتى إن بعضهم كانوا لا يقبلونك تابعا لهم إلا إذا ذبحوك وبعدها يرجعون لك حياتك فتصبح حوارا لهم، طبعا المسألة دي رمزية، انت تكون في منزلة المقتول في طاعتك لشيخك..الذي يقرأ طبقات ود ضيف الله يجد أصنافا من الفقرا. ومحمود ما خرج من المسألة دي وهو رجل مسلم.. ولكن ممكن ما تتفق معه في الآراء. معناها تقتله، لا دا ما صاح والحكاية دي مغضبة ولغاية يوم الليلة الصوفية غير راضين عن قتل[الحلاج] رغم أنهم انتقدوه لأنه دخل في السياسة وهي التي ضيعته وغير راضين كذلك عن قتل [السهروردي]. محمود ظلم لماذا قتلوه قالوا ارتد .. في واحد من الخريجين بتاعننا غير دينه وارسل لنا كرتا بذلك يقول فيه انا اسمي كذا وقد غيرته الى كذا وغيرت ديني .. وكل ذلك مطبوع في كرت فاذا كنت تقتل على الدين فلماذا تركت هذا.. فالمسألة اذن فيها ضلال وفيها نوع من التشفي. انا كنت بفتكر ان محمود سياسي جيد جدا وفي آراء كثيرة ولكن ما كان حقه أن يدخل مسألة الدين لأنها أدخلته في منافسات مع أناس آخرين . وشوف الذين يشتغلون بالسياسة غرضهم هو الوصول للسلطة أحيانا تكون هنالك دوافع أخرى مثل التحرر.. خدمة البلد أو أشياء كثيرة ممكن أن تكون اسبابا.. ولكن الغرض الذى يجمع السياسيين وجهته السلطة...والسلطة تتطلب الدهاء والمكائد.
    نشر بالسوداني بتاريخ ١٣ يولية ٢٠١٢























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de