18 يناير: في الذكرى الأربعين لإعدام الأستاذ محمود محمد طه كتبه محمد محمود
|
حنتوب الجميلة الأستاذ الطيب السلاوي الأستاذ أحمد السيد عثمان
|
كان الأستاذ أحمد السيد عثمان إلى قصر القامة أقرب من رباعها مع بشرة تذهب الى البياض لونا، فى نظافة هندام، و"نظاكة" وحسن اختيار ملبس. وهو القادم الى حنتوب منتدبا من كلية الخرطوم الجامعيه لفترة محددة وقصيرة، انتهت بإنقضاء العام الدراسى فى العشر الأواخر من ديسمبر 1952 حينما عاد الى موقعه "مساعد تدريس" فى شعبة الجغرافيا بكلية الآداب. كان من جيل معلمينا ألأخيار خريجى قسم ألآداب بالمدارس العليا فى منتصف اربعينات القرن العشرين، وعمل لفترة قصيرة بالمدارس الوسطى بعد التحاقه بمصلحة"المعارف" قبل ترفيعها الى وزارة. وكنتيجة حتمية لتفوقه تم انتدابه للعمل بقسم الجغرافيا فى كلية الخرطوم الجامعية توطئة لأبتعاثه لمزيد من التاهيل ألأكاديمى لينخرط بين منظومة اساتذتها. سعدنا بلقائه فى رابعه "ابن خلدون" فى اواخر شهر اكتوبر1952عند رحيل الاستاذ عبدالرحمن النصرى الى بريطانيا. وكان النصري قاب قوسين أو أدنى من الوصول بنا إلى نهاية مقررمادة الجغرافيا متعدد ألأقسام قبل حلول ميقات مغادرته حنتوب مبتعثا. انحصرت مهمة الاستاذ احمد فى استكمال اللمسات لأخيرة مما تبقى من المقرر مع المراجعة فى ضوء ما جاء فى أوراق امتحانات شهادة كمبريدج من اسئلة فى سوابق السنين. وكان له التوفيق فيما توقع وروده من الأسئلة فى نهاية العام مما جعله يتباهى بقدراته كلما جاءه فوج من الطلاب من مختلف فصول الروابع. وكان على رأس شعبة الجغرافيا الاستاذ هاشم ضيف الله العائد الى حنتوب فى بداية عام 1952 خلف فيها المستر كاننق وكان ممن عاد فى معية عدد من المعلمين البريطانيين إلى بلادهم فى اعقاب تعطيل الدراسه فى اكتوبر من عام 1951. بطبيعة الحال كان الاستاذ هاشم يولى طلابه كل اهتمامه ولكنه لم يكن من المؤمنين بفكرة "السبوتنق " والتركيزعلى أسئلة سابقة بعينها. وقد كان نفر من طلاب الاستاذ هاشم ضيف الله يؤثرون حضور حلقات المراجعه بين مجموعتنا مع ألأستاذ احمد بعد ان ذاع صيته بين الطلاب حالما وطأت قدماه أرض حنتوب. كانت الإبتسامة تعلو وجهه أحمد السيد كلما دلف الى فصل من الفصول أو إلتف حول تربيزته الطلاب يطلبون منه العون. وهولا يكل من الشروح وإعادتها كل حين. ولعله وجد متسعاً من الوقت لهذه الهمة لعدم مشاركته الطلاب انشطتهم المختلفه، التى لم تتوقف حتى والعام الدراسى يلفظ أنفاسه، فضلاعن خلو طرفه من أى أعباء إضافيه خارج نطاق التدريس. وجعله هذا يوجه كل وقته واهتمامه الى الجانب الاكاديمي البحت وهو يشرح ويعيد طوال يومه وهوباسم وسعيد. وما ان انتهت أيام امتحانات شهادة كيمبردج فى بداية الاسبوع الاخيرمن شهر ديسمبر غادر الاستاذ احمد السيد حنتوب عائداً الى كلية الخرطوم الجامعيه مواصلاً عمله مساعد تدريس فى قسم الجغرافيا. ولم نلبث أن سعدنا بلقائه ثانية فى يوليو1954 بجامعة الخرطوم وهو يقدم العون لأساتذة القسم اثناء ساعات تدريس مادة "الجغرافيا التطبيقيه". لم يبق الأستاذ احمد طويلا فى المجال الأكاديمى فقد آثر الإنتقال الى ادارة الجامعة فى وظيفة بمسمى مساعد المسجل للشؤون الادارية والمالية وشؤون الموظفين. وظل يقوم بمهامها فى اقتدار وكفاءة الى ان ولى فى نهاية المطاف منصب " السكرتير ألأدارى" (أعلى وطائف قيادة العمل الإدارى فى الجامعة فى لاحق من الزمان. وافاه ألأجل المحتوم وهو فى قمة عطائه قبيل بلوغه سن التقاعد بالمعاش. رحمة الله عليه فى أعلى عليين.
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|