|
حنتوب الجميلة: الأستاذ عبد العظيم التيجاني
|
الأستاذ الطيب السلاوي دخلت مدرسة حنتوب الثانوية في 1949 وتخرجت منها في 1952. وأعرض بالتعريف منذ أيام لطاقم شعبة العلوم في المردسة ممن تلقينا عنهم تلك المادة. الأستاذ عبد العظيم التيجاني أبو قصيصة مثال نادر وفريد من المعلمين الذين أبلوا بلاءً متميزاً فى حنتوب، وفى كل المدارس إلى انتقل أليها معلماً أو إدارياً. لم يتخل عن التدريس منذ أن التحق بوزارة المعارف في عام 1943 حتى عندما تولى النظارة في مختلف الشوامخ من مدارس البنين والبنات. فاض حباً واحتراماً لطلابه وبادلوه وداً بود ووفاءً بوفاء . لم تسعد مجموعتنا بتدريسه في حنتوب ولكنني سعِدت بالعمل معه معلماً في مدرسة مدني الثانوية للبنات عندما جاءها نائباً للناظر، ثم في ود مدني الثانوية للبنين حين كنت نائباً له ونحن على قمة هيكلها الإداري في عام 1971. عبد العظيم في طيبة نفسه ونقاء سريرته اللتين تبدوان على محياه حالما تلمحه الأعين> كان صاحب وجه صبوح وجميل تعلوه على الدوام ابتسامة الرضا عن النفس وعن الآخرين وعن الحياة. كان معلماً متمكناً. بكل المقاييس بما ظل يقدمه للطلاب من علم نافع في لغة انجليزيةرصينة ومنتقاة. فقد كان لغوياً ملماً الماماً تاماً باللغة الإنجليزية يتحدّثها في طلاقة وجمال نبرات تجذب المنصتين إليه. وهو الذى مارس تدريسها زماناً في المدارس الوسطى قبل انتقاله إلى حنتوب التي كانت أولى محطات عمله في المرحلة الثانوية . تنقل في مجالات الإدارة التربوية ناظراً بين مروي وسنجة وكوستي وودمدني بنات وبنين، ثم مشرفاً على شؤون الطلاب في معهد الكليات التكنولوجية بالخرطوم. فكان الأب الرحيم للطلاب والأخ الكريم لزملائه من المعلمين. كان نعم الأخ والصديق هادياً ومرشداً خارجاً عن نفسه واهباً إياها لكل محتاج إلى عونه ومساعدته من طلابه. لم تمهله الأيام طويلاً بعد بلوغه الستين في عام 1981، سن التقاعد عن العمل الرسمي. فقد جاء كتابه المسطور وأجله المكتوب في مايو من ذلك العام حين كانت إدارة التعليم الثانوي في رئاسة الوزارة قد رأت الاستفادة من خبراته الواسعة في مجال تدريس العلوم بمواصلته التدريس، مع الإشراف على تدريب معلمي مادة العلوم حديثي الالتحاق بالعمل في الإقليم الأوسط. رحمة الله عليه فى الفردوس الأعلى بين الصديقين والشهداء منرفاق دربه من معلمينا الأبرار. لم يبق من معلمي مادة العلوم في حنتوب خلال تلك الحقبة من لم يرد ذكره سوى معلمين اثنين لهما قدرهما الكبير في كل مجالات العمل التربوي تدريسا وإدارة. آثرت إرجاء تذكار سيرتهما العطرة إلى نهاية هذه الذكريات. فالحديث عنهما يطول ويتشعب. وهما النصري أفندي حمزة نائب الناظر، وربان قيادة العمل التربوي والتعليمي الفريد، المستر لويس براون "هدماستر حنتوب" أي ناظرها. ونأخذ بالحديث عنهما تباعاً.
|
|
|
|
|
|