|
حنان بلبلو والشيخ الانقلابى
|
حنان بلبلو والشيخ الانقلابى فى منتصف الثمانينات ابان الديمقراطية الثالثة ، وعندما كان التنافس الانتخابى بين الاحزاب الرئيسية(الامة والاتحادى والجبهة الاسلامية) على اشده نسب للمغنية السودانية ذائعة الصيت السيدة حنان بلبلو ، مقطع او وصلة غنائية تقول: يا صادق المهدى انا صوتى ليك بهدى انا صوتى ليك بهدى وللترابى ما بدى الى اخر الكوبليه. فالسيدة حنان بلبلو كانت تعلم ومنذ وقت مبكر جدا ان الدكتور الترابى رجل انقلابى،لذلك لم تغامر باضاعة صوتها الانتخابى واعطته لرئيس حزب الامة فى ذلك الوقت وامام الانصار الحالى السيد الصادق المهدى. والسيدة حنان برفضها لاعطاء صوتها للترابى فى ذلك الوقت كانت تعلم ان الصادق المهدى سيتيح لها فرص اكبر للغناء والطرب وسهر الليالى ، بخلاف رجل الدين والمفكر الاسلامى الذى كتب وحاضر ودخل فى معارك مع السلفيين بسبب ارئه حول الغناء والطرب والتي يرى فيها فسحة وترويح عن النفس (روحوا عن انفسكم ساعة بعد ساعة ) ويعتبرها من المباحات ، وقد اقام ندوة فى جامعة الخرطوم اشترك فيها معه السيد راشد الغنوشى زعيم الاسلاميين فى تونس ودعوا فيها الى تجديد الفكر الاسلامي ، واعتبر الغنوشى ان الفن والغناء مدخل هام للدعوة ، واستدل بالاية " ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانكم غالبون ". ولكن السيدة حنان لم تكن تقرأ الكتب ولاترغب فى حضور وسماع احاديث المحاضرين فهي تعشق الطرب وبيوت الافراح والليالي الملاح وكانت تعلم بخبرتها الشخصية ان السيد الصادق اكثر انفتاحا واريحية من صهره الدكتور الترابي . وربما كان تقدير السيدة حنا ن غير ذلك فهي تعلم _ رغم قلة معرفتها وضعف خبرتها السياسية ان الترابي يقول بخلاف ما يعتقد ويؤمن بالنظام الابوي او النظرية الابوية (والنظام الابوي الذى يعتبر من اعلي درجات الدكتاتورية السياسية ) ويعرف ( بان يعتبر النظام او الحاكم نفسه ابا والشعب ابناء او يعتبر نفسه معلما والشعب تلاميذ ). والترابي قبل خلافه مع المؤتمر الوطني كان يعتبر اصحاب مذكرة العشرة ابناء وربما تلاميذ وصدق حدس السيدة المغنية حيث نفذ الترابي انقلاب 89 بدم بارد واطاح بصهره السيد الصادق المهدى ، واصبح العميد الركن (وقتها ) عمر حسن احمد البشير رئيسا للسودان ، وانكر الترابي علاقته بالانقلاب ودخل السجن مع من دخل من قادة الاحزاب السودانية ، وبعد الانشقاق قال الترابي عبارته المشهورة ( ذهبت الى السجن حبيسا ، وذهب الى القصر رئيسا ) ويقصد بذلك الرئيس البشير ، الذي لم تنطلي عليه الحيلة ورفض النظرية الابوية التى يتمسك بها الترابي . وبعد سجنه الاخير ، اعلن الشيخ توبته من الانقلابات وصدقه اصحابه القدامي وقالوا (التائب من الذنب كما لا ذنب له ) واعطوه الضوء الاخضر ، فاصبح يصول ويجول ويحاضر ويلتقي بالفضائيات ، ثم تورط حزبه فى ازمة دارفور ، بل هناك من يعتقد ان حزب الترابي هو من صنع هذه الازمة ، وعندها تلبسته الحالة الانقلابية فكان ما كان وحصل ما حصل .فهل ستعطي الحكومة شيخها السابق فرصة اخيرة ام ان المؤمن لايلدغ من جحر مرتين . وبماذا تتغني حنان بلوبلو هذه المرة (( حاجة كولن كولن )) ام (( شيخنا الترابي في الانقلاب مابحابي )) . علي يوسف الهميم الخرطوم
|
|
|
|
|
|