|
حمية الجاهلية حالت بينهم وبين الحق/عبدالدائم يعقوب ادم
|
حمية الجاهلية حالت بينهم وبين الحق عصبية الجاهلية المتأصلة والمتجذرة في الذين يلبسون جلابية الإسلام،يدينون له بالولاء ،ولا يألون جهداً عقليا في تدبر معانيه،انتشلتهم من عبادة ما نعبد،وفي غيهم ماضون،إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وشواربهم ولحيتهم التي تظهر الإسلام رياءاً،وميزان عقولهم لا تعلو مثقال ذرة، إذا اشكلت عليهم امراً من الأمور ،رجعوا الي قواعدهم، الذين توارثوا عبادة انشاد الحكامة وصهيل الفرس،ليهتدوا بهم الي الرشد والثواب،وإذا رجعوا الي الذين يعرفون ويظهرون الحق،يرتجلون ألفاظاً في قوالب لا سبقا اليها،تشمئذ منها السامعين، كأنهم دينكشوط الذي يحارب طواحين الهواء،يحاولون باليأس استعمال شعارات،ومجازات ، خارجة عن المألوف للتوفيق بين الحق والباطل، فالحق ابلج،ولكن أكابر قبيلة البني هلبة لا يعرفون له طريقا، سيطرت عليهم الهوى وجنون الحاكورة،وانحطت بهم قيم الأخلاق، والكرامة، والصدق، الي ادنى مستواها،وبذلك يرون الحق باطلا،والباطل حقا،فأسترخصوا النفوس التي كرمها الله، في سبيل تدميغ ذلك المذهب والعقيدة الفاسدة. فإذا كانت الحياة بين إغارة ودفع مغير،وحساب المغنم بالقتل والحرق ،دون مراعاة للإعتقاد، كما حدث في قرى حرازة،وعديرة الثورة،وجويغين ،وكتيلة،وانتكينا،والسبل كلها غير آمنة،ولا قاضي ولا حكومة تقتص من جانٍ أو تحمي طريقا،أفليسوا إذاً في حاجة لأن يفدوا الشجاعة،والوفاء،والعفو، من كبريات فضائلهم ،لتحقيق المصالحة المنشودة. فالمسألة أقل من معادلات وقوانين الحساب الإبتدائية، ولا تحتاج الي مداولات ومؤتمرات ،وكلام معسول من كل المشاركين في المصالحة التي تجرى حاليا بقانون الدب،فالصولات والجولات التي في النهاية لا تخرج من نظرية هوكايدو، تعد مضيعة للوقت والمال، كما قال رئيس قضاة جنوب دارفور في مؤتمر صحفي، إذا احيلت هذه القضية الي المحاكم لدينا، لا تأخذ منا ثواني في الفصل فيها. ولعله بعد الذي ذكرناه، الأمر لايحتاج منا ان ننتظر قوانين الطبيعة تحل بنا لتأتي بالحل، كالنبتة التي تنتظر الغيث، أو كالبهائم التي تنتظر النبتة،فقط يحتاج قليل من الشجاعة في تأنيب الضمير،و إحقاق الحق ،ونصرة المظلوم،وكذلك الطرف الذي يرى نفسه أكثر عددا وجندا،وانه حرر نفسه من قيود الحكومة والنظام،وان تسمع الحكومة له ولايسمع لها،اللهم إلا شيئين قيدا عقله ونفسه،قيد الحكامة وما تطلبها من إظهار البطولات،وقيد تقاليد القبيلة وما تستلزمه من واجبات شاقة،ان يخرج الي حيث المجتمع سكن،وأن لا يكون لتقاليد قبيلته أشد إخلاصاً ،وأقوى إيمانا، والمنافية لتعاليم الإسلام والمعتدة لحدوده. اضف الي ذلك،لولا ممارسة حكومة البشير ،دور القائد الواعظ ،النافخ للشرارة كلما هدأت ،والصراع الذي يطفو على السطح احيانا بين تجار السلاح والداعين الي زعزعة الإستقرار من جهة وبعض اصحاب الضمير من جهة أخرى،لما طال السفر،فكثير من الجنرالات الحاكمة لا تؤمن بالمصالحات القبلية ،ولاترى جدوى من تلك المصالحات التي في نظرها انتقاص من استبتات الأمن على مستوى المركز. تحليل ان البطء والتلكأ اللذان اتسم بهما وفد قبيلة البني هلبة في المصالحة الجارية، سواء كانتا في إعداد وثيقة التفاوض ، أو الإجابة على الأسئلة الموجه إليه من لجنة الوسطاء ،يدلان على تأرجح بوصلة القرار بشأن التفاوض ،ومبدأ المصالحة من اصلها،والنقاط التي وردت في الورقة المعدة من جانبهم للتفاوض حولها،كما نجد ان بعض المحللين يفسرون تخلي وفد قبيلة البني هلبة عن الشروط المسبقة للتفاوض عن صدق نيتهم ورغبتهم في وقف نزيف الدم والوصول الي سلام دائم مع قبيلة القمر،في حين يرى البعض الاخر تخليهم عن الشروط المسبقة ما هي الا مسلك اخر من التكتيكات التفاوضية،بدليل تضمين تلك الشروط في ورقتهم المعدة للتفاوض ،والتي تعتبر شبه تعجيزية ،او استحالة تحقيقها. اما الوسطاء الذين وقفو متفرجين لأدوار الطرفين ،تشحذهم الأمل في الوصول الي الحل،ليكتب لهم في صفحات تاريخهم،تحلوا بالصبر وضبط النفس ،لتلك السيناريوهات ،بحجة تقريب وجهات نظر الطرفين ،وامتصاص شحناتهم السالبة الزائدة، اما الحكومة والمتمثلة في لجنة عطا المنان تراغب الموقف عن بعد وبكثب،وترسل عبارات عسى ولعل تهتدي بها الطرفين، من ناحية أخرى يرى الشارع الدارفوري، ان الحكومة التي اعتادت على قتل الأبرياء والركوض خلف جنائزهم المحمولة على أكتاف أقاربهم ،لم تتدخل لحسم النزاع من الناحية الإنسانية،بقدر ما هو كسب سياسي،والا كان بالاحرى ان تحقن دماء المقاتلين اثناء المواجهات،أو على الاقل تجد مأوى للفارين من فوهة الزينات والجوعى الذين مازالو في الاحراش، لا يجدون لقمة اليوم او ماتسد رمقهم. أخيرا، يرى كثيرا من الناس على المستوى الإقليمي والعالمي ،مشاركة الحكومة مع الطرف المعتدي والمهاجم بالعتاد الحربي ،والدعم اللوجستي ،دليل على انها الان تصنع أدوار لرد ماء وجهها،ومسح الرزيلة والعار من على جبينها.
عبدالدائم يعقوب ادم 18-09-2013م
|
|
|
|
|
|