|
حمدي . . واعظم الصناعات في عهد الانقاذ/اكرم محمد زكى
|
قبل أيام تابع بعضنا برنامج تلفزيونى عبارة عن تجربة اداء ( تلفزيونية) للحديث عن الاقتصاد السوداني تحدث فيها عدد من الماركات المعروفة من المسئولين الرئيسيين عن تدهور الاقتصاد ووصوله الي الافلاس كما أعلنها وبدون مواربة كبيرهم عراب الانقاذ الاقتصادي عبد الرحيم حمدي ومعه طائفة من المستفيدين من هذا النظام سواء أن كانوا مشاركين في الحلقة . . أو معدين . . أو متمتعين بنتاج ما طرح فيها
موضوع الإقتصاد السوداني موضوع بسيط جدا لا يحتاج لدرس عصُر كما يعبر عامة الشعب وشرحه في خطوات بسيطة هي : كان هناك دولة اسمها السودان لديها اقتصاد وله حسيب ومراقب ولديها دخل ومنصرف وعليه ديون. احتل الاسلاميون البلاد واستولوا على كل السلطات. حولوا البلد الي حزب اتباعه دين ومخالفته كفر. استولوا على الاقتصادواصبحوا هم الحسيب والرقيب عليه. استولوا على الدخل القومي واستباحوه لانفسهم وتنظيمهم. استولوا على كل النشاط الاقتصادي والفرص والاراضي والموارد الطبيعية وقننوا لايلولتها وحصريتها عليهم في كل الاوقات . انتحلوا شخصية الدولة للحصول على القروض والمساعدات الخارجية ليغطوا بها نفقات التشغيل . نسوا او تناسوا الشعب والدولة .
وبعد ان بدأ لحم الفريسة في النفاذ . . وبدأت زمجرة الوحوش تعلو وتتصاعد اصوات شحناء وبغضاء هنا وهناك بدا وكانه قد حان وقت القيام . . والعودة للواقع ولو بكروش وجيوب مليئة . .
بدات حلقة الحوار عن الاقتصاد وكانها اعلان مدفوع الأجرة الهدف منه ان يظهر الليث الأبيض - بطل حلقتنا عبد الرحيم حمدي - بمظهر الناقد لسياسات غيره من الاسود ذات الالوان المختلفة . . ويقوم بالتأكيد والجزم بانهم لو كانوا اتبعوا ما اراده لكان الشعب اكثر رفاهية ولكان هو ومن معه في الحلقة وفي الحزب اقل ثروة وافقر مما هم عليه الان !!! . . وانه وثروته ومناصبه بريئون مما اجرمه الاخرون . . رتوش . . اسئلة ساذجة . . حماس مضحك . . اخراج لايحترم العقول . . ثم تنتهي الحلقة . . ليتحدث البعض في اليوم التالي بعظمة وجرأة ونزاهة الخبير الإقتصادي بينما تشيد الجهات العليا من التنظيم باداء جديد رائع اخر يكرس لصرف الانظار عن الجريمة الرئيسية، وهو المطلوب قبل الانتخابات .
لقد ابدع غازي صلاح الدين حين نجح في اتباع هذه الاستراتيجية فتحول من احد كبار منفذي عملية اغتيال الشعب والدولة السودانية ، ومن مجرم رئيسي ضمن قائمة المدمرين والمفسدين الى معارض للنظام ورئيس لحزب معارض له ماله من الاتباع اسوة بمعلمهم الذي علمهم الكذب وارضعهم الخبث المعلم حسن الترابي ، والذي اتبعه علي النهج اعلاميون من المفسدين المجرمين في حق الامة فاصبحت قنواتهم و برامجهم الاكثر مشاهدة، وصحفيون ممن روجوا ونصروا الفساد واستفادوا منه ايما فائدة ، فاصبحوا الان ابطالا يفضحون النظام بجرائم كانت لهم فيها اصابع تلعب وتقبض وتحسب. لا يلتبس الامر على البعض كما حدث و نجحوا مسببين لبسا للكثيرين . . فمواقفهم ليست سوى عدم رضا عما تحصلوا عليه من لحم بعد ادراكهم لنفاذه . . لكن الضبع يبقي ضبعا . . لا يستطيع ان يستغني عن طبعه . . او يترك القطيع . . ولذلك لا نستطيع الان الا ان نبارك لغازي نجاحه في التحول من منفذ مشارك الي منفذ معارض . . ونرحب بعبد الرحيم حمدي الذي بدأ رحلته في نفس السيناريو بمصاحبة الاوركسترا الاعلامية للتنظيم والالة القمعية للنظام . . ونصفق لهذا النظام المبدع والذي نجح ايما نجاح في تحويل المجرمين الى ابطال فيما يمكن ان يكون اعظم الصناعات في عصر الانقاذ . . ولا يسعنا ايضا الا ان نصفق ايضا لذاكرة الامة الطيبة المتسامحة
اللهم ارحمنا اجمعين
اكرم محمد زكي
|
|
|
|
|
|