:: المنتدى الاقتصادي الثالث، نظمته ونقلته على الهواء مباشرة (قناة السودانية 24)، وقد تناول مستقبل الثروة الحيوانية و المهددات .. وكان حديث السادة حماة الفشل بوزارة الثروة الحيوانية صادماً للمشاهدين والحاضرين .. عرض وكيل الوزارة ما أسماها بخطة لزيادة الإنتاج، وهي ذات الخطة التي تم عرضها للبرلمان قبل أشهر بذات الأرقام .. ولتأكيد جدية الخطة، تم تقسيم الإنتاج المرتقب بحيث يكون عدد الأبقار (30.926.000 رأس)، والضأن (40.752.000 رأس)، والماعز (31.659.000 رأس)، والإبل (4.850.000 رأس).. وهكذا .. ولتأكيد دقة حجم الإنتاج المرتقب أضافوا للأرقام ما ترونها من (كسور وبواقي).. !! :: ولكن المؤسف، وقد إعترف به وكيل الوزارة في المنتدى، أن آخر تعداد تم في قطاع الثروة الحيوانية كان في العام 1976، أي قبل (41 سنة).. وبعده، رغم صدور أربعة قرارات و تشكيل لجان الإحصاء وغرف العمليات، لم نسمع عن إحصاء في هذا القطاع الاقتصادي الحيوي بحيث تبني عليه وزارة الثروة الحيوانية خطة المستقبل .. كم حجم الثروة الحيوانية بعد انفصال الجنوب بثروته الحيوانية ؟، وكم حجم الثروة الحيوانية بعد اشتعال الحرب في ولايات دارفور و كردفان والنيل الأزرق؟، وكم حجم الثروة الحيوانية بعد نزوح أهل الأرياف إلى المدن بحثاً عن الخدمات، بعد قوافل الهجرة - بعقودات تربية المواشي - إلى الخليج..؟؟ :: للأسف، لا يوجد رقم بحيث يكون هو حجم القطيع القومي في البلاد .. وكل الأرقام التي ذكرها وكيل وزارة في المنتدى، وهي المتداولة في وسائل الإعلام، محض أرقام يتم رسمها في التقارير لتصبح من المسلمات الاعلامية رغم أنها محض أوهام مراد بها تغطية العجز والفشل والكسل .. وليس في الأمر عجب، فإن إطلاق الأرقام والإحصائيات - ذات الصلة بالإنسان والحيوان - في منتديات وبرلمانات واعلام بلادنا أسهل من إطلاق الألعاب النارية في المهرجانات.. والمؤسف للغاية أن البعض من صناع القرار يصدق هذه الأوهام المسماة بالاحصائيات ويبني عليها القرار..وهكذا تصبح أوهام التقارير من الثوابت الاقتصادية التي تُبنى عليها (أوهام المستقبل)..!! :: وبرر وكيل الوزارة عجزهم عن احصاء الثروة الحيوانية بعدم توفر الميزانية، فتأملواً هذا العذر الأقبح من الذنب..كم كانت ميزانية السودان في (العام 1976)، وهو عام الإحصاء الأخير ؟، وما هي موارد السودان في ذاك العام؟، وكيف كانت إمكانيات وزارة الثروة الحيوانية وكم كانت ميزانيتها؟.. لم تكن هناك ميزانية بحجم ميزانية اليوم، ولا موارد بحجم موارد اليوم، ولا جبايات بحجم جبايات اليوم، ولا تكنلوجيا وثورة إتصالات و أقمار إصطناعية، مع ذلك أحصت وزارة الثروة الحيوانية - في عهد مايو - كل أنعام هذه الثروة الاقتصادية، وذلك لتوفر الإرادة القوية على مستوى الدولة و الإدارة المسؤولة على مستوى القطاع الاقتصادي.. ويبدو أن تلكما الإرادة والإدارة من مفقودات هذا الزمان، وليست الميزانية ..!! :: وكما عجزوا عن الإحصاء، عجزوا عن تسجيل السلالات الوراثية أيضاً باعترافهم.. بجنيف مؤسسة عالمية - معترف بها دولياً - مسمى باللجنة الدولية للموارد الوراثية، وليست الملكية الفكرية كما قال وكيل الوزارة في المنتدى.. الملكية الفكرية لتسجيل ملكية الآداب والفنون والتراث، و لكن لجنة الموارد الوراثية لتسجيل الصفات الوراثية للسلالات الحيوانية حتى لا تستغل دولة سلالة حيوان دولة أخرى استغلالاً تجارياً..وللأسف السودان من الدول التي لم تسجل سلالات أنعامها في تلك اللجنة حتى مساء هذا المنتدى..ليس لعدم توفر الميزانية، بل لعدم توفر الإرادة على مستوى الدولة و الإدارة المسؤولة على مستوى القطاع الاقتصادي..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة