|
حكم عقلك أدعم العدل قل الحق ولو كان مرا
|
كانت ومازالت حكومة الانقاذ تتخاطب بلهجة جازمة من ا نكار للحقائق , كما عكف مناصريها ومنظريها بحشد سلسلة من المقالات فى صحفها الصفراء, بغية تشويه للحقائق , فى محاولاتها اليائسة لتأطير ثورة دارفور المسلحة ووضعها فى قالب الصراع القبلى للحيلولة دون لفت أنظار العالم لمعرفة حقيقة ما يدور هناك من أعمال وحشية ضد الاهالى العزل, بل وامتد ت موجة المغالطة لتنال من أى نشاط فعال فى مجال حقوق الانسان أو أى منظمة تفضح ممارساتها من حرق للقرى و الاغتصاب وسائر الاعمال البربرية التى اقترفتها جماعة الانقاذ وأعوانها( الجنجويد) تلك الوقائع المثبته بلا ريب.
ا بان تفجر هذه الازمة وحتى قبل وقت قريب , وجهت عدة نداءات من مفكريين ,سياسيين , كتاب وغيرهم من حكماء السودان , بأن الازمة فى دارفور لايمكن أن تحل عبر استخدام القوة ,ولكن سلطة الانقاذ التى أتت بالقوة وتمكنت من البقاء طوال هذه المدة بانتهاج سياسة العنف والقوة لاترى حلولا اخرى سوى القمع وشطب الرأى الآخر. ولو انها نقلت فلسفة القوة هذه فى معالجتها للثورة المسلحة فى دارفور و منازلة الثوار حيث يتواجدون فى ميادين القتال فوق سفوح الجبال وفوق التلال وبين تعرجات الاودية وفى السهول والصحارى الواسعة , لكان الحرب قد اكتسب شىء من المضوعية , لكن الامر غير ذلك , رأت الانقاذ ضرب هذه الثورة الصاعدة واستئصالها من الجذور, أى بمعنى أخر ضرب مصدر امدا دها البشرى, بتسليح و تدريب بعض الافراد من القبائل العربية وجلب أعداد أخرى من البدو من دول الجوار (الجنجويد) حيث لديهم امتداد قبلى مع بعض القبائل العربية التى تقطن دارفور واعدة اياهم امتلاك الارض بعد القضاء على سكانها الاصليين وهم الفور , الزغاوة , المساليت وأعداد أخرى من القبائل الصغيرة والتى تعرف كليتها بقبائل الزرقة أى القبائل التى تحتفظ بالسمات الافريقية من حيث الثقافة والعرق وللتنبيه (هناك أعداد كبيرة من المقاتليين فى صفوف الثوار من القبائل العربية). أما المعنيون هنا هم الجنجويد وهى جماعات هوجاء لاتعرف حتى استخدام البوصلة لذا فهى لاتدرى أين تتجه فقط اعتمدتها الانقاذ كوقود لاشعال حربها , لاسباب منها فشلها فى خلق عقيدة قتالية بين قواتها النظامية لمواجهة الثوار وعجزها من خلق شعارات فى صيغ مبدئية لرفع الروح المعنوية بينهم لذا فلجأت لتصعيد حملات الابادة مستخدمة سلاح الطيران و الهليكوبتر من ضرب للقرى والمدن عمدا , ويعقب ذلك بلحظات هجوما برى مشترك بين (الجنجويد) و بعض أفراد القوات النظامية التى تنفذ مخططات الانقاذ دون ادراك للعواقب , الامر الذى أفضى الى هروب أكثر من مليون من الاهالى داخل دارفور وتمكن ما يقارب ال 110,000 أخرين من عبور الحدود الى دولة تشاد المجاورة . ووسط هذه الاحداث المأساوية وتزايد الانباء عن ممارسات وحشية تجرى فى دارفور , ووسط النداءات المتكررة من أفراد وجماعات وروابط لحث الاسرة الدولية من فعل شىء لانقاذ الابرياء من حملات الابادة التى ينفذها نظام الخرطوم ضد الاهالى العزل فى غرب السودان , استجابت لتلك النداءات حكومة الولايات المتحدة ممثلة فى رئسها جورج بوش ووزير خارجيتها السيد كولن باول, كما استجابت المجموعة الاوروبية ودول اخرى أبدت قلقها ازاء ما يحدث . وبناءا على ذلك وجه الامين العام للامم المتحدة السيد كوفى أنان لمنسق الامم المتحدة للاغاثة المقيم فى السودان السيد كابيلا حيث قام الاخر بزيارة لدارفور وبعدها أعلن للعالم أن هناك تطهيرا عرقيا فى دارفور.وبعد هذا الاعلان كونت الامم المتحدة لجنة لتقصى الحقائق برغم رفض حكومة الخرطوم لهذه الاتهامات.توجهت البعثة التى تتألف من UNICEF—WHO—FAO—OCHA—HAC—UNSECOORD, نحو مناطق كاس , شطاية وكليك استغرقت الرحلة حوالى اليومين حيث وقفوا على أثار الدمار الذى الحقته قوات النظام و(الجنجويد).والنتائج التى خرجت بها البعثة من مثلث صغير لا يتجاوز واحد بالمئة من المناطق التى احرقت ودمرت وهى كما يلى:- 1- قيام قوات الحكومة ومليشيا (الجنجويد) بهجمات مختلفة استهدف المدنيين من قبائل الزغاوة , المساليت , والفور وبعض القبائل الاخرى . 2- اعدام مدنيين بينهم أطفال ونساء. 3- حرق المدن والقرى واجبار سكانها على الفرار. 4- حرق المساجد وقتل رجال الدين. 5- اغتصاب النساء وفتيات لايتجاوز أعمارهن الحادية عشر. 6- أجبروا أكثر من مليون مواطن على اخلاء ديارهم ومزارعهم ونهب ممتلكاتهم. 7- اجبار اكثر من 110,000 على الفرار الى دولة تشاد المجاورة. 8- القتل الجماعى . 9- اعتقال بعض المواطنيين بحجة انهم يؤيدون التمرد وقتلهم فيما بعد . 10- ضرب القرى والمدن بالقنابل من الطائرات ومن الهليكوبترات بالمدافع الرشاشة.
كل واحدة من هذه الفظائع تشكل جريمة ضد الانسانية وهى لاتقل بشاعة من الجرائم التى حدثت فى حرب البلقان(يوغسلافيا) و مجازر رواندا . انما ورد أعلاه لا يعد ضربا من الخيال أو سناريو من خبراء فى صناعة دراما الاحداث المأساوية بل هى حقائق وأحداث موثقة بشهادات ملايين من السكان وغيرهم بالاضافة الى الادلة المادية الدامغة وهى أثار التدمير من جراء القصف الجوى المكثف والتى لايمكن أن تخبأ بأى حال من الاحوال. وبعد أن كشفت التقارير عن الجرائم التى كانت تنفيها حكومة الانقاذ , قام البشير بتشكيل لجنة أسماها لجنة تقصى حقائق للتحقيق فى الانتهاكات المزعومة. اذا افترضنا جدلا أن اللجنة التى كونها البشير أتت بتقارير مماثلة للتى أوردتها لجنة الامم المتحدة , ماذا سيفعل البشير بالجناة ؟ وفى هذه الحالة ندرك بأنه لايدرى عن مايحدث هناك وهذه كارثة أخرى .
خليفة خوجلى خليفة أدمنتون/كندا [email protected]
|
|
|
|
|
|