|
حكاية نظام اللوترى الأمريكى للهجرة و السودانين بقلم ماهر هارون
|
03:42 PM Aug, 06 2015 سودانيز اون لاين ماهر هارون- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
هذا التعليق جاء كرد فعل لحديث الدكتور عوض إبراهيم عوض - فى فيديو كليب وصلنى عن طريق إحدى مجموعات الوتساب – و الدكتور عوض هو إعلامى و أستاذ جامعى معروف . لم أعرفه كصديق أوزميل مهنة و لكنى شاهدت له برامج تلفزيونية خلال التسعينيات من القرن الماضى و أشهد إن له شخصية جذابة و لدي قدرة عالية لجذب إنتباه المشاهدين خلال تلك الفترة التى شاهدت فيه برامجه التلفزيونية. حديثى فى هذا المقام هو عن حكاية الدكتور عوض مع رجل أعمال أمريكى وعضو مجلس النواب سابقا (كونقرس مان) فى مدينة كوالالمبور عاصمة ماليزيا ومساعدة الدكتورلرجل الأعمال الأمريكى فى تـاسيس مركز لتعليم اللغة العربية و هذه العلاقة أدت الى تقارب أسرى بينهما و هنا - و حسب قول الدكتورعوض - أباح رجل الأعمال الأمريكى سرا مفداه أن نظام اللوترى عمل خصيصا لتغذية المجتمع الأمريكى بمهاجرين سودانيين وذلك لرفع الغباوة عن عقول الأمريكان مستقبلا و ذلك لأن المجتمع الأمريكى أصبح يعانى من الضمور العقلى نتيجة لإبتعادهم التدريجى من قيم التواصل و الترابط الأسرى و الإجتماعى.
عند سماعى لهذا الحديث تعجبت للأمرين: أولا: كيف يصدر حديث من عضو مجلس نواب سابق بهذا الشكل من البساطة فى تحليل إجراءات سن القوانين داخل أورقة الكنقرس والتى تعمل بآليات شديدة الدقة و التعقيد و الفحص و التدقيق و إستنادا الى حقائق و إحصائيات. وهذا إضافة الى الحقائق أدناه فى مسألة التغير فى طرق الترابط و قيم التواصل الإجتماعى فى المجتمات البشرية: أ- الزيادة فى حجم السكان يؤدى للزيادة فى طلب الاحتياجات الإساسية للسكان من مأكل و مشرب و مسكن ..الخ و جاءت الثورة الصناعية وتقيسم العمل و زيادة فرص التعليم و هذا التغيرأدى الى الأستقلالية المادية للأفراد والأسرلبناء ذاتهم بذاتهم بدون الإعتماد على الآخرين. و هذا وقد شجعت الحكومة الأمريكية فى إستقلالية الأفراد وإعتمادهم على أنفسهم وذلك بإدخال نظام الضمان الإجتماعى والرعاية الطبية لتأمين حياة مستقرة للأفراد والأسر عند التقاعد. و يتم تمويل هذا النظام من الإستقطاعات الشهرية من رواتب و أجور كل العاملين طوال سنوات خدمتهم و تقوم الحكومة المركزية الفيدارلية بإستقلال هذه الأموال بنسب فوائد محددة لمشاريعها التنموية أو تغطية العجز فى الموازنة العامة. وهذا النظام كسر إعتماد الأبوين على أبنائهم عند التقاعد عن العمل و الإستمتاع بالحياه دون إرهاقهم ب- نقل المعرفة و القيم من الآباء و الأجداد الى الأبناء كانت مباشرة وذلك لتواجد كل أفراد الأسرة من الأجداد الى الأب و الأم و الأبناء و الأحفاد و لكن هذا النظام الأسرى لم يعد ممكن لأسباب عديدة -لايتسع الفرصة للخوض فى تفاصيلها – و لكن المهم هو إستحداث أساليب وطرق جديدة للمحافظة على قيمنا و عاداتنا و كيفية زرع بذورها فى أجيالنا القادمة و إلا فإن العولمة سوف تغير عقول الأجيال الناشئة لما هو أحدث و معاصر ومجارى لمستوى تفكيرهم و خيالهم إن أبينا أو رفضنا. ج - الإنسان مر بمراحل تطور عديدة ذهنيا و مظهريا و معيشا بدا من العيش فى الكهوف الى التجمعات السكانية بعد ظهور الزراعة والى عصر الثورة الصناعية والذى أدى الى أكبر هجرة من الأرياف و بالتحديد المناطق الزراعية الى المدن الصناعية و التجارية وحولها وكانت هذه الهجرة هى البداية فى تفكيك الروابط و القيم الإجتماعية والإسرية التى كانت سائدة فى السابق. ثانيا: الحقائق و الإحصاءات لا تدعم ما إدعاءة رجل الأعمال الأمريكى على لسان دكتور عوض . و هذه الحقائق كالآتى: قانون الهجرة لعام 1990 أتى للوجود للأسباب التالية: * أمريكا هى دولة مهاجرين منذ نشأتها ’ و كانت فرص الهجرة تمنح لمن لديهم أقارب أو فرص عمل لدى شركات أمريكية. * فتح مزيد من الفرص للأفراد من الدول التى لم يهاجر منها 50 ألف مهاجر خلال الخمسة سنوات السابقة . تم أستحداث نظام اللتورى السنوى و الذى يعطى 50 ألف فرصة هجرة سنويا الى الولايات المتحدة الأمريكية . * فى عام 2010 كان توزيع ال 50 الف كالاتى: أفريقيا 23903 فرصة وهذا يمثل من مجمل الفرص 48% آسيا 13447 فرصة و هذا يمثل من مجمل الفرص 30% أروبا 9353 فرصة و هذا يمثل من مجمل الفرص 19% أمريكا الشمالية و الجنوبية ..الخ فرصة 7111 وهذا يمثل 3% وأكثر الدول نصيبا فى أفريقيا كانت كالاتى: أثيوبيا 3987 فرصة مصر 3447 فرصة كينيا 2279 فرصة نيجريا 2937 فرصة
و أخير أود أن أوكد للقارى الكريم بأن القصد من هذا التعليق هو القاء الضوء على الحقائق التى وجدتها تتعارض مع ظاهر ما أفاد به الدكتور عوض . أرجوا ان تعذرونى إن تخلل هذا العمل خطأ أو تعدي غير مقصود . الله ولي التوفيق ، ماهر هارون – محاسب قانونى –أغسطس 2015 mahir@mahirharoun,com
أحدث المقالات
- مافي زول بلقى عضة..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-06-15, 02:55 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- كيف نواجه مخططات تصفية الأونروا؟ بقلم د. فايز أبو شمالة 08-06-15, 02:53 PM, فايز أبو شمالة
- هواية تعذيب الناس في السودان !!! بقلم فيصل الدابي المحامي 08-06-15, 02:52 PM, فيصل الدابي المحامي
- سؤال"السوداني" :: الدواء وين راح ؟! بقلم نورالدين مدني 08-06-15, 02:50 PM, نور الدين مدني
- دولتان بنظامٍ واحد ضد حرية الصحافة والتعبير ! بقلم فيصل الباقر 08-06-15, 02:44 PM, فيصل الباقر
- من يهن يسهل الهوان عليه بقلم شوقي بدري 08-06-15, 02:42 PM, شوقي بدرى
- ايها المشير سوار الذهب لم يعد هناك متسع لترقيع السروال المقدود.. بقلم الفاضل سعيد سنهوري 08-06-15, 02:40 PM, الفاضل سعيد سنهوري
- العنصرية والأنانية هُمَا أس الدَاء (2) بقلم عبد العزيز سام- 5 أغسطس 2015م 08-06-15, 02:38 PM, عبد العزيز عثمان سام
- تكميم الأفواه لدحر الارهاب باتريوت- بقلم عثمان محمد حسن 08-06-15, 02:13 PM, عثمان محمد حسن
- نكتة جديدة لنج (سودانيين في الخليج)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-06-15, 02:11 PM, فيصل الدابي المحامي
- هل شارك علي عثمان في انقلاب رابعة العيد ؟؟ بقلم جمال السراج 08-06-15, 02:09 PM, جمال السراج
- خير الكلام ما قل ودل يافخامة الرئيس بقلم سميح خلف 08-06-15, 02:07 PM, سميح خلف
- انقاق الدولة " ماسورة "... ووعد الحسن الميرغني!! بقلم أبوبكر يوسف إبراهيم 08-06-15, 02:06 PM, أبوبكر يوسف إبراهيم
- كيف صار الرئيس البشير وسيطاً يتهافت عليه المعجبون المتعشمون ؟ بقلم ثروت قاسم 08-06-15, 02:04 PM, ثروت قاسم
- سيد قطب وظلاله! بقلم محمد رفعت الدومي 08-06-15, 02:02 PM, محمد رفعت الدومي
- الفصل بين المنظمة والسلطة وفتح استحقاق فلسطيني بقلم نقولا ناصر* 08-06-15, 02:00 PM, نقولا ناصر
- يحكى ان ..... يحكى عنا.............!! بقلم توفيق الحاج 08-06-15, 01:59 PM, توفيق الحاج
|
|
|
|
|
|