03:13 PM March, 12 2016 سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر
بعد أن هجع الوفد الرسمي إلى غرف نومهم بفندق الهيلتون فكر الوزير عبدالقوي أن يقوم بمغامرة في جوف مدينة لاغوس.. أراد أن يستلهم شيئاً من التجربة النيجيرية لتعينه في وزارة المعلومات والتخطيط الإستراتيجي.. سمع أن لاغوس مدينة صاخبة وضاجة لا تنام.. ربما وجد شيئاً في دهاليز المدينة يسحر به زملاءه في مجلس الوزراء.. قرر الوزير أن يمضي وحيداً في مغامرته.. عليه أن يرتاح قليلاً على السرير الوثير حتى يضمن أن الجميع قد مضوا في «سابع نومة».
ما بين اليقظة والنوم جاءه طيف السكرتيرة ثريا.. لا يدري لماذا هذه البنت من دون خلق الله يحاصره طيفها حتى وهو في الأسفار.. شيء غامض في عينيها لفت انتباهه.. السيد عبدالقوي ليس من الذين يسحرهم الجمال.. لا يتذكر أبداً إن كان قد قبل يوماً أحد أبنائه.. زوجته التي تزوجها رآها مرة واحدة قبل أن يوافق على مقترح المرحومة والدته.. تحسس عبدالقوي قلبه.. هذه البنت ربما تكون طابوراً.. يمكن لخصومه وأيضاً لأصدقائه بأن ينصبوا هذا الشرك.. قلّل احتمال المؤامرة بعد تذكر أن الذي اختارها للمنصب لم يكن سوى منتصر عابدين مدير مكتبه وساعده الأيمن خلال عشر سنوات.. إذاً لماذا لا تهرول ثريا عندما يطلبها كغيرها من الموظفين.. اهتدى عبدالقوي لفكرة أن يغير أسلوبه.. إستراتيجية الحنان واللطف ربما تأتي بسر السكرتيرة الجميلة.
مضى عبدالقوي عبر ردهات الفندق مثل اللص.. لم ينتبه موظف الاستقبال إلى الضيف الذي تسلل كأنما يريد أن يشتم بعض الهواء النقي خارج الأبواب.. في الخارج ركب الوزير سيارة أجرة.. طلب من السائق أن يأخذه إلى وسط المدينة.. مضى الوزير مثل التائه بين أزقة المدينة المتسعة.. استغرب عبدالقوي عندما سمع أصوات حفل صاخب تخرج من أحد الأندية.. بلا شعور نظر إلى ساعته التي أخبرته أن عليه الانتباه لفروق الوقت.. تمنى عبدالقوي أن تكون مثل هذه المخالفة في عاصمته.. ربما كان سيقوم بفض الحفل بنفسه ثم يقيل مسؤول النظام العام من موقعه.
توقف الوزير في محل لبيع الهدايا.. سيبدو الأمر محرجاً لو خص السكرتيرة الجديدة بعطر باريسي.. سيخرج عن المألوف ويسن سنة جديدة لو عمم الأمر على طاقم المكتب.. أخيراً اهتدى إلى فكرة هدية مسببة.. سيتحدث إلى ثريا بمفردها ويؤكد لها أنها استحقت الهدية بسبب تفانيها في أداء عملها.. ضميره أنبه فاشترى عطراً آخر للسيدة زوجته.. أعجبته ربطة عنق جميلة تناسب القميص الأصفر الذي يرتديه.. ربطها على التو ثم ناول صاحب المتجر قيمتها.
ابتسم الوزير عبدالقوي بعد أن وجد المدخل لفك لغز السكرتيرة الحسناء.. قبولها أو رفضها للهدية يفك نصف الشفرة.. عند خروجه من المتجر كادت عينيه أن تقع على الحارس الشخصي بابكر.. الحارس بدوره تسلل إلى جوف المدينة يبحث عن دنيا يصيبها .. سرعان ما حول الحارس خطأه الى عمل صالح.. سيتتبع الوزير من على البعد حتى يصل مأمنه في الفندق.. عندها سيخبره أن حوله رجال لا ينامون.
في ركن قصي ومظلم هجم أحد المشردين على الوزير.. المراهق النحيل كان يحمل بين يديه مطواة.. الوزير الباطش استسلم لقدره.. أخرج محفظته ثم هاتفه السيار وكيس الهدايا.. سلم العدو بهدوء كل مايملك.. لم يكتفِ المتشرد بذلك طلب ربطة العنق فمنحها له الوزيرعن طيب خاطر.. عندما وصلت مطالب الصبي مرحلة القميص بدأ الوزير في «الجرسة» حتى رق قلب اللص الجرىء.
هرول الوزير خالي الوفاض بينما بدا الحارس سعيداً من الصبي الذي فش غبينته.
http://akhirlahza.info/akhir/index.php/2011-04-07-15-00-26/2012-03-22-12-59-12/60449-2016-03-12-09-17-02.htmlhttp://akhirlahza.info/akhir/index.php/2011-04-07-15-00-26/2012-03-22-12-59-12/60449-2016-03-12-09-17-02.html
أحدث المقالات
آخر نكتة سودانية (جدادة الخلا طردت جدادة البيت)!! بقلم فيصل الدابي/المحاميالعقوبات الإقتصادية على السودانسر إنجذاب الأجنبى إلى الشخصية السودانية بقلم الياس الغائبمحن المسلمين السياسين فى أوروبا بقلم محمد بشير ابونموخبر وتعليق .. مكايدات وعنصريات . بقلم ابومحمد شرقاويالمراأة في عيدها بقلم حسن عباس محمد نورتراجيديا الدولة الواحدة بقلم سميح خلفدكتور منصور خالد عمارة العقل وجزالة المواهب ؟ بقلم صلاح جلال تراب الجنة..! بقلم الطيب الزينالصحفيون لايكذبون يابروف/ حميدة !! بقلم حيدر احمد خيراللهأبو عركي رائد الحداثة الموسيقية بقلم صلاح شعيبالسودان ومسرح الرجل الواحد بقلم بشير عبدالقادرأليس فيكم رجل رشيد ؟ بقلم حسن عباس النورمستشفي أمبدة النموذجي سيرة من الأاف للياء(1) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات