صحيح الازمة السودانية ازمة تراكمية قبل الاستقلال وبعد الاستقلال. كثير من الاخطأ وقعت خلال تلك المسيرية التاريخية فكان على نظام الانقاذ الحاكم اليوم ردم هذه الهوة التاريخية التى عمقت الخلافات بين ابناء الوطن الواحد من شماله وجنوبة وشرقة وغربة عندما جاء الى سدة السلطة فى يونيو عام 1989. لانه عندما حصل الاستقلال المؤسسة السياسية التقليدية السودانية لم تستطيع ان تاخذ المطالب فى الاعتبار او لربما عمداً رفضت استيعاب هذه المطالب. فلذلك حدث ماحدث الى اليوم من فروقات اجتماعية واقتصادية ومسائل اخرى لها علاقة بالهوية ذات جذور عميقة. لانه لم تكن هناك ذهنية وطنية ذات رؤية واضحة المعالم لأدارة التنوع السودانى الغنى. المؤسسة السياسية التقليدية فاوضت الحكم الثنائى الانكليزى والمصرى المعرفون باسم اباء الاستقلال او وكلاء الاستعمار هم الذين الت عليهم مقاليد السلطة السياسية. شرعوا دون تردد او حياء فى تهميش الاخرين, فلذلك كان التهميش واسع النطاق وليس فقط الجغرافى انما قوميات داخل الجغرافية الواحدة. لان الحركة الوطنية تبلورة حولها القوى السياسية وارتبطت مع البيوتات الدينية بتحالفات قبلية ومعها الطبقة الراسمالية التجار اصحاب المخازن التجارية الكبيرة. فلذلك لم تجد المناطق المهمشة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا قدر من التنمية المتوازية يعنى الحظوظ الاقتصادية بوجه عام. فلطالما سيطرة القوى السياسية التقليدية على مقاليد السلطة السياسية عمقت حظوظها فى الثروة ايضا لذلك لم تكن تنمية السودان ونهضته همهم الاساسى الصراع على السلطة والمال هو المهم بل الاهم من وحدة السودان ومن مصلحته ومصلحة شعبه. فاصبح التغرض والكراهية ضد الاخرين قانون البلاد فى تلك المرحلة التاريخية.عندما دخل الاستعمار السوادن وجد مؤسستان مؤسسة القبيلة ومؤسسة الطائفية حينها وجدوا المثقفين طريقهم الى الطائفتين الانصارية والميرغنية وان مشكلة الطوائف لا تعرف الديمقراطية رؤوساء الطوائف هم رؤوساء الاحزاب نفسها. فلذلك ادى ما يعرف بحكومة السيدين لم يبنوا امة متجانسة مع بعضها البعض, بل امة مبنية على اسس غير عادلة وغير ديمقراطية. فكانت النظرة الحقيقية للهوية السودانية كان مزاج عروبى, لذلك ابعدوا الاخرين وابعدوا هويتهم وثقافتهم. فعندما سلم الاستعمار مصائر البلاد الى القوى السياسية التقليدية وكلاء الاستعمار كان من المفترض ان يداعى فيه كافة ابناء الوطن من شتى مكوناتهم واعراقهم وتجمعاتهم وتشكيالتهم. ويجتمعوا ويقرروا اى جهة يريدون ان يساق السودان اليه واى اسس يريدون ان يصبح حكم السودان واى قضايا اهم يريدون ان تكون هى من اولويات. فقد كانت السانحة عظيمة وكانت هى المرحلة الملائمة ليتداعى ابناء السودان لينظروا ما ننظر نحن اليوم فى تطاحنا الداخلى بالسلاح وتشتتنا وتبعدنا عن بعضنا البعض نخرب وندمر بلادنا بأيدينا. تصوروا لو جمعت القوى السياسية التقليدية اهل الحركة الوطنية الفاشلة وكلاء الاستعمار ابناء السودان كافة فى ذلك الزمان لحفظ للسودان وحدته وتجمع من تلقاه الصف واستبانت المصالح طريقنا هو هذا الطريق ونهجنا هو النهج وسياستنا هى هذه السياسة واقتصادنا يقوم على هذه الاسس وعلاقتنا الاجتماعية تاخذ هذه الاعتبارات وامننا يقوم على هذه المعانى وعلاقتنا مع بعضنا البعض تبنى على هذه الاسس بعيداً من التغرض والكراهية والحساسية المفرطة. فلو تحاورنا فى ذلك الزمان واتفقنا على حكم بلادنا مع بعضنا البعض لما وقع هذا الاختلاف الباين المستبين بين ابناء السودان. اليوم ننظر الى واقعنا القبائل تفتت وصارت نصف القبيلة تحارب النصف الاخر واصبحت الدماء تسيل فى كل مكان فى السودان بالتحديد مناطق التهميش. هذا التبدد والتشتت السبب فيه انه فى مرحلة من مراحل تاريخنا بعد الاستقلال ونتيجة للعقلية التدميرية لتلك القوى السياسية التقليدية والنخب بالاخص مؤتمر الخريجين خرجت من ذلك المؤتمر ذهنيات تدميرية وتحطمية للاخرين بشكل فظيع. عليهم ان لا يقولوا قد فلت منا دون قصد بل عليهم ان يعترفوا ويقولوا اننا كنا السبب فى كل ذلك عمداً قصدنا ذلك. لانه كان من الضرورى جداً الجلوس مع الاخرين فى مائدة ويتفقوا على الكليات والاولويات. ولكن للاسف تبدد امر بلادنا على هذا النحو الذى نراه جميعا اليوم. لاننا جميعا قد استدركنا ما فتنا ان نوحد صفنا ويجمع شملنا على اسس ومعانى وثوابت نتفق عليها نحن جميعا اهل السودان ونحترمها جميعا اهل السودان ونتوافق عليها. فاذا حدث ذلك يستقر سبب حكمنا وتتوحد من تلقاء ذلك بلادنا ويعمل من وراء ذلك وطننا وتنتهى من تلقاء ذلك الحروب التى نراها تقوم هنا وهناك. وتتوفر كل الموارد الاقتصادية لنهضة. لانه من الصعب جدا ان تتحقق النهضة فى ظل الحروب والانشقاقات والخلافات والشقوق العميقة بين ابناء السودان الواحد على النحو الذى نراه. لان كل هذه الشقاقات والخلافات لم تفتح باب السلام المستدام. قضية جبال النوبة جنوب كردفان لهما خصوصيتها لاتحتاج الى سقوفات عالية. لان الواقع يقول بان مواطنى المنطقتين قد ضحوا وكافحوا وناضلوا. الان القضية اخذت منحى اخر وارتبطت بعبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال الذى ينادى بتقرير مصير جبال النوبة جنوب كردفان. فهذا يتناقض تماما مع الالة الافريقية الرفيعة التى شرعت فى مسار جديد للتفاوض. لان قضايا المنطقتين مطلبية بكل المعايير, ابناء المنطقتين موجودون كقوى سياسية حية ممثلة تمثيل كبير فى الاطار الجديد. لان القضية قضيتهم وهم اهل الشأن واصحاب القرار فى هذه القضية الواضحة المعالم. هذا تسهيل مهمة ابناء المنطقتين تناول القضية على مسار الجديد وترتيبتها الموضوعية تحت معطيات جديدة فصلت القضايا ذات الشان العام المربوطة بتفاصيل التى تطرح فى شكل من اشكال السقوفات. هذا غير موجود على ارض الواقع اليوم. الالة الافريقية وضعت ترتيبات جديدة لدفع عجلة الحوار نحو السلام العادل والشامل. الالة الافريقية تتعامل مع القضية باعتبارها قضية محورية عادلة مهمة وضع لها مساحة كبيرة من حيث خصوصيتها وامانتها. كما ذكرت فى المقال السابق المشكلة ليست فى رفع السقوفات انما المسالة مربوطة بالواقع على الارض. جبال النوبة جنوب كردفان القوة العسكرية الضاربة على الارض. لديها مضمامينها وتفاصيلها وحاجياتها. ابناء المنطقتين المعنين بالقضية مايجرى فى المنطقة مسالة لها الخصوصية لاعلاقة لها بما يجرى على المستوى القومى نتكلم عن اولويات التنمية للمنطقتين على المستوى القومى لان التقاوت موجود وكبير. يجب ان نتكلم عن الخصوصية للمنطقتين بعد ذلك نتكلم عن الشان القومى حتى نتمكن من موازة المسالتان الناس التى تطالب بالقومية والناس التى تدفع ثمن المطالبة بالعدالة المطلقة والتنمية المتوازية. المنطقتين لم تتساوى فى حظوظ التنمية مما اشعر الناس بالغبائن والمرارات وكان واضحا جدا لدى الحركات المطلبية التحررية طالبت بالتنمية والعادلة منذ الستنيات القرن الماضى. فاما مسالة حق تقرير المصير للجبال النوبة لا وجود له اطلاقاً. جبال النوبة لا تحتاج الى رفع السقوف ولا تحتاج الى تقديم تنازلات ايضا, انم النظام الحاكم فى الخرطوم هو الذى سيقدم تنازلات لا حدوداً لها. انسان جبال النوبة لا يطالب بحق تقرير المصير فمن هو الذى يريد انسان جبال النوبة جنوب كردفان تقرير مصيره منه. انسان جبال النوبة موجود واصيل بكل ارثه وتاريخيه وحضارته ببطولاته ونضالاته ودوره الوطنى العظيم. انسان جبال النوبة هو السودان وهو الارض نفسها فاى كيان يريد انسان جبال النوبة تقرير مصيره منه.انسان جبال النوبة موجود فى خارطة الوطن فكيف له ان يخرج من كيان ينتمى اليه روحيا السودان ارضه وارض اسلافه. مشروع الحركة الشعبية المطلبى لا احد يتكلم عنه حتى الالة الافريقية الرفعية وحتى النظام الحاكم فى الخرطوم. يريدون توطين الملف على ايدى ابناء جبال النوبة لتسهيل عملية التفاوض ووضع المحاور بطريقة واضحة جداً. هذا الكلام قاله النظام الحاكم للاكثر من عشرة مرات منذ جولة اديس اببا الاولى النظام الحاكم يريد التقاوض مع اهل القضية الاصلين وليسوا المزورين على حد تعبير النظام الحاكم. موقف الحكومة فى الخرطوم واضح من قضية جبال النوبة جنوب كردفان وخصوصيتها. لان جولات العشرة سنوات الماضية لم يتمكنوا المفاوضين الوصول الى نقاط الحوار الاساسية. فقد كانت نسبى وشكلى لانها ببساطة مربوطة بدوائر اخرى لا علاقة لها بالقضية اذا تناولنا القضية فى اطارها المطلبى سنتكلم عن التنمية والتوزيع العادل للفرص واسترداد الحقوق ورفع المظالم. كما هناك المحور الانسانى والعسكرى والاقتصادى. الحركة الشعبية كتنظيم عسكرى وسياسى لديها شانها الخاص بها. رئيس الالة الافريقية الرفعية ثامبو امبيكى قراراته فاصلة ونهائية لانه يتعامل مع الواقع. طلب امبيكى من عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال تقرير مفصل حول الاوضاع للحركة الشعبية اجمالاً. اهل المنطقتين يئسوا الحرب. الان طغت الحاجة الى السلام ثامبو امبيكى سيضغط على الطرفين الحكومة والحركة الشعبية قبول السلام الدائم والعادل خلال جولته القادمة. صحيح عبد العزيز الحلو قد بدأ توطين القضية لانه ذهب الى طريق المصالحة والوحدة الحقيقية ظروف موضوعية للاسلام. جبال النوبة جنوب كردفان فى حاجة ماسة للسلام والامن والاستقرار.الحركة الشعبية لها منفستوها الخاص بها. حق تقرير المصير لشعب جبال النوبة جنوب كردفان يبدو مجرد رفع السقوفات. لان حق تقرير المصير من الصعب ان يتبلور على ارض الواقع. اقول جبال النوبة لها خصوصية سياسية وامنية معروفة بحكم البعد الجغرافى لهذه المنطقة وبحكم التركيبة الاثنية الموجودة وبحكم التاريخ السياسى لهذه المنطقة. التعديلات التى حصلت فيها هى منطقة وجود الحركة الشعبية وخط وجود مسلح من كل ابناء جبا ل النوبة القوة العسكرية الضاربة فى الارض. فأى تلاعب بمصائر جماهير النوبة من تزيف الارادة سيكون عاقبة خطيرة ووخيمة. لذلك نحن نناشد عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال مواصلة عملية السلام من حيث انتهت. كما نريد خطاب سياسى اعلامى يطرح القضايا بطريقة واضحة ومحددة ويحدد حجم الاخطار المهدد وحجم المطلوب والادوار المتوقعة من الاطراف وليس مجرد تسويق الاعلام. مجلس تحرير جبال النوبة جنوب كردفان امام مسؤولية تاريخية ليطلع بدوره الذى يرضى طموحات وتطلعات شعب جبال النوبة. ولكن نخشى ان تكون النخبة الحاكمة فى الجنوب وراء فكرة حق تقرير المصير لشعب جبال النوبة من اجل ضم منطقة أبيى المتنازعة عليها الى الجنوب عبر بوابة جبال النوبة جنوب كردفان. فاذا كانت هى نوايا النخبة فى جوبا. فانه من الصعب على شعب جبال النوبة تسديد فواتير اخرى من اجل أبيى كما حدث فى الحرب الاولى عندما كانت الحركة الشعبية تحت قائدها الراحل جون قرنق مات مئات الالالف من شعب جبال النوبة رجال ونساء واطفال من اجل حماية أبيى ومن يقول غير ذلك يكون مارد. فذلك اقول للاخ عبد العزيز الحلو حق تقرير مصير جبال النوبة جنوب كردفان ليست قضية مطلبية. حتى لقاء اخر
اختصاصى فى حقوق الانسان والقانون الاوروبى 20/10/2017
سلام .. لو فرضتم سوء تضييع حقوق النوبة كما ضاعت في الماضي .. شوف حجم الخراب والدمار الذي ضرب جنوب كردفان .. شوف الفاقد التربوي .. أنظر هل دفع الجنوب تعويضات لأهل الولاية .. لا شيئ. عبد العزيز الحلو يباري أراء الجنوبين سوف تضيع حقوق النوبة مثلما ضاعت من قبل .. نحن نقف مع الوطنين من أبناء النوبة كما وقفنا وسوف نقف من أجل حكم موسع للأقليم .. يحكم أبناء الأقليم أنفسهم .. وتكون علاقتنا بالمركز فدرالية ذات صلاحيات موسعة. طرح كرت حق تقرير المصير يجعل الأمر في يد الجنوب .. وسوف يبتلع الجنوب جنوب كردفان .. كان هناك مسؤول من أبناء الجنوب يناكفني في النت بأستمرار .. ذات يوم تجلي وقال لي لو النوبة أنفسهم رفضوا يقرروا مصيرهم سوف نرغمهم علي ذلك .. قلت للرجل أنت في دولة وهذا تدخل في شئونا في جنوب كردفان .. قال الشأن كله شأن الجنوب .. نحن نريد أبيي، جنوب كردفان وأبار البترول في هجليج ..
لدي معلومات شبه موثقة أن الحركة الشعبية جناح عقار وياسر عرمان .. سوف تهاجم النوبة من أجل إجندات الجنوب .. والسبب هم عايزين يحوزوا علي رضاء الجنوب علي حساب النوبة .. كما يفعلون كل مرة ... الدسائس ضد النوبة كثرت بصورة لا يتخيلها المرء .. حتى من أبناء دارفور الذين يقولون سراً وعلناً لن نترك النوبة يوقعون شيئ مع الحكومة ما لم يخدم قضايانا ..
أنا أفتكر نحن نضغط جميعنا نحو حكم موسع للأقليم .. وفي المستقبل من داخل برلمان جنوب كردفان نقدر نحقق المزيد .. لكن إذا أخذ النوبة أمر تقرير المصير كما يريد الجنوب .. أغلب أبناء جنوب كردفان، البقارة في كل مكان وكذلك النوبة في الجبال الشرقية وكثير منهم في كل بقاع الإقليم .. وبقية القبائل الأخرى الفلاته، برقو وبرنو .. كلهم سوف يقفون ضد حق تقرير المصير .. وينتهي بنا الحال .. لا خلينا النوبة يحققوا أهدافهم .. وهناك أيضاً نفقد حق الحكم الموسع .. يكن لا رحنا ولا جينا.
والعاقل يا أخي سليم من أتعظ بغيره .. وفي الجنوب لنا عبرة ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سليم عبد الرحمن دكين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست