|
حقيقة وفاة بهنس ! خليل محمد سليمان
|
حقيقة وفاة بهنس... اولاً : تم العثور عليه امام مسجد مصطفي محمود بالمهندسين التابع لقسم الدقي، راقداً علي كنبة في الحديقة امام المسجد مباشرة، وذلك يوم 12 / 12 / 2013 وتم نقله بعربة اسعاف تابعة للشرطة الي مشرحة زينهم بعد تحرير المحضر في قسم الدقي، ودخل المشرحة مجهولاً. ثانياً : موجة البرد لم تمهل كل الناس وبظروف كل السودانيين بمصر وبهنسي هو سفيرهم ليعكس للعالم حال الامة السودانية، فقد بعض الاخوة المرحوم لعدم اطلالته التي لا تسر احداً، وتحكي وتذكر بمجد امة قد اندثر، وبدأ البحث عنه واخيراً تم التعرف عليه في مشرحة زينهم. ثالثاً : بالامس توقفت الاجراءات لغياب الموظف في نيابة شمال الجيزة والذي بيده ملف التحقيق، ذهبت اليوم الجمعة باكراً الي المشرحة فوجدت الاخ الصحفي محمد عثمان (حبة) ولحق بنا الاستاذ عاطف اسماعيل والاستاذ عبد العظيم حمدنا الله، ثم حضر مندوب السفارة في العاشرة صياحاً ومعه كل اوراق ومستندات استلام الجثمان. رابعاً : قبل ان نستلم الجثمان اتطلعنا علي التقرير وهو مزيل بالاتي ..تم الكشف الظاهري واخزت عينات للفحص والتحليل والحالة قيد البحث. وقبل ان نستلم شاهدنا الجثة بعد الغسيل ومعي الاستاذ محمد عثمان وعاطف اسماعيل وعبد العظيم حمدنا الله ولحق بنا الاخ خالد ومندوب السفارة ولم تكن بالجثة اي آثار لاي عمل جنائي، سوى اثر التشريح وجثمانه سليم ولم تكن به سوى تقرحات في الظهر نتيجة للنوم الطويل علي البلاط والارض. خامساً : ما جاء بجريدة اليوم السابع المصرية عار عن الصحة تماماً والمرحوم قتله البرد والحالة السيئة التي كان يعيشها من تشرد وعدم مؤى وكان يرتدي بنطلون وفنلة حتي لم تكن معه بطانية في ذلك الوقت العصيب علي الميسورين داخل بيوتهم. سادساً : اهمال بهنسي بدأ من اسرته التي علمت بحاله في وقت مبكر، ثم المجتمع الذي تفكك واصبح الكل لا يعرف الا نفسه، ثم المسؤولية الكبرى تقع علي الدولة التي شردت ابنائها ولم يسع صدرها لمواهبهم وافكارهم، فيموتون علي الارصفة متجمدين بالبرد وتلتوى افئدتهم بالجوع ويقعدهم المرض. خرج جثمان المرحوم من المشرحة في تمام الساعة الحادية عشر وتسع دقائق، لم نتمكن من الصلاة عليه، نسبةً لضيق وقت الطائرة لأننا كنا نتوقع الخروج من المشرحة في العاشرة، وصحب الجثمان الي المطار مندوب السفارة، وبعد خروجنا من المشرحة وجدنا المستشار الثقافي للسفارة خارج المشرحة. الامانة لله السفارة قامت بكل الاجراءات ويعتبر ذلك في ذمن قياسي في مثل هذه الظروف وهذا واجبها لا نشكرها عليه، ويجب ان يجد كل السودانيين الرعاية والاهتمام بعيداً عن اي تأثير، ثم علينا ان نتعامل بشرف ونبعد قضايانا الانسانية عن معتركاتنا السياسية. ولي نداء للكل ان نتوقف عن كيل الاتهامات وعتاب النفس والمجتمع، بدون عمل كالذي يري الجبل وهو جالس ويريد طلوعه من دون ان يتحرك، علينا ان ننتبه ونعيد حساباتنا ونفعل آليات العمل التكافلي وننشئ كيانات اجتماعية فاعلة في الاحياء والمدن والقرى وبالاخص الذين هم في المهجر، لنخلق جسور للمعرفة والصداقة والاخوة لنحس بآلام بعضنا حتي لا نتحسر علي ضياع عزيز لم ولن يعيده الندم والبكاء. فلنجعل من بهنس رمزاً للوحدة و التكافل كما كان عائش بييننا بجسده وروحه في عالم اللا زمن واللامكان، اللهم ارحمه واسكنه فسيح جناتك. خليل محمد سليمان
|
|
|
|
|
|