|
حقيقة " الفوفوزيلا " ثروت قاسم ! عبد المنعم سليمان
|
لمن لم يسمع بـ (الفوفوزيلا) فانها آلة نفخ ضخمة مصنوعة من الصفائح الفارغة إخترعها أفراد قبيلة (الزولو) ، وهي أضخم حجماً من البوق وأكثر ضجيجاً وإزعاجاً منه ، فلا شجن أو تطريب يصدر عنها ، بل هي نشازاً مصنوعاً بالأصل لإزعاج الخصوم وجعلهم يفقدون تركيزهم .
وظهرت هذه الآلة لأول مرة عالمياً في كأس العالم التي أقيمت بجنوب افريقيا ، قبل ان يمنع الإتحاد الدولي لكرة القدم إستخدامها في الملاعب بإعتبارها ضد مبدأ اللعب النظيف وكونها تمثل خطراً جسيماً على السلامة العامة .
هذا فيما يخص شرح فوفوزيلا العنوان ، ولكن ماذا عن شرح فوفوزيلا الإنسان؟
لا أبالغ إن قلت بأن مشاعر كثيرة ومتناقضة تتنازعني وأنا أكتب هذا المقال ، فإحساسي الذي أحس به في هذه اللحظة يشبه إحساس الضحية عندما تشعر بالذنب ، فأنا ضحيّة ومذنب هنا ، ضحية للإساءة والسب والشتائم المقذعة ، ومُذنب في نفس الوقت ، مُذنب لأنني سأهدر كلماتي في مكافحة سيول البذاءة و(الحقارة) ، والدناءة والدنس ، في الوقت الذي تُغرق فيه السيول الحقيقية أهلنا الشرفاء الذين تركتهم حكومة الضياع والفساد للطوفان ، دون تقديم طوق نجاة لهم ، ينامون في الماء بإنتظار (موسى) جديد ينقلهم إلى البرِّية سالمين من بطش الفرعون.
ظلت تصلني ومنذ فترة رسائل شاتمة ومسيئة ، وظل الشاتم يستخدم بريداً الكترونياً مُحدداً ألفته كما ألفني ، ولكن وبناءً على المثل القائل (غلطة الشاطر بعشر) فإنني أقول (غلطة ال######## بصفر) ، فقد سهى ذلك (الشبح) بعد مقالي الأخير، وأرسل رسالته هذه المرة من إيميله الشخصي ، وبعد أن تأكدت والزملاء في (حريات) من كاتبها قمت بإعادة إرسالها إلى الإخوة بصحيفة (الراكوبة) ، الذين أكدوا لي صحّة الإيميل . ولم يكن ذلك المُسيئ البذيئ سوى من يُسمي نفسه بـ (ثروت قاسم) !
في البدء أقدم خالص إعتذاري لكل من أرسلت إليه الرسالة المسيئة ، وامتناني يتعاظم للإخوة في (الراكوبة) لما قدموه ويقدمونه دائماً لنا ولغيرنا ، مشفوعاً بإعتذار مستحق لهم ولغيرهم إذ أطلعوا على تلك الرسالة المحتشدة بكلمات فاحشة وفاجرة وبذيئة لم تتفوه بها (سمية أو بُغيّه) أشهر عاهرتين في الجاهلية الأولى، ممن حملن الرايات الحمراء قبل الإسلام . كلمات من فرط سفالتها تستنكف عن قولها الشائنة الشهيرة (فاطمة شاش) ، وبدوري أسأل الله صادقاً أن يهلكني في التو واللحظة على أن أحيا لأنطق بمثلها شاتماً ومُسيئاً .
لست مُتسامحاً لدرجة ان أدير خدي الأيمن لهذا الشبح ، بعد أن صفعني على الأيسر ، بل ان السيد المسيح عليه السلام نفسه الداعي إلى التسامح والعفو لم يغفر عندما وصلت الإهانة إلى (بيت أبيه) ، فقد غضب غضبا شديداً وقطع سوطاً من الحبال ضرب به الجميع (الغنم ، البقر والتجار، والصيارفة) ، وقلب موائدهم وكب نقودهم على الأرض عندما رآهم يبيعون داخل بيت الله المقدس ، وقال لباعة الحمام : ( أرفعوا هذه من هاهنا ، لا تجعلوا بيت أبي ، بيت تجارة) كما جاء في أنجيل يوحنا .
للأسف ليس لدي حلم السيد المسيح وتسامحه كما لا أملك سوطه لأطرد وأطارد به هذا السافل كما فعل السيد المسيح مع باعة الغنم والبقر والحمام ، فالدنس الذي تخلفه كلماته على المواقع الألكترونية أقذر من روث البقر ، وأ###### من (أبعار) الأغنام ، وأنتن من فضلات الحمام ، ولكن ماذا أفعل وقدري أن خصمي (شبح) ######## لا يملك حتى حجم الأشباح الخرافية التي سمعنا عنها ، فهو أقرب للضب الذي تفرض عليه تركيبة حواسه الهزيلة المكوث داخل الجحر طوال حياته خوف الإمساك به ، لذا يظل في حفرته ينفث خبثه على كل قادم ظناً منه أنه سيفتك به .
لماذا يشتمني هذا الشبح بهذه الألفاظ المسيئة المُخزية ؟ ماذا فعلت له ، وما ذنب أهلي وأسرتي وأمي – رحمها الله وأحسن اليها - وما ذنب أبي فيما أكتب ؟ بل من هو ثروت هذا؟
هو (كاتب) لا يوجد أوطأ وأحقر منه في كل تاريخ الكتابة ، فهو وكي يوهم القارئ بقدرته على الربط والتحليل وبإطلاعه وثقافته العالية يُقحم دائماً في مقدمة مقالاته أسماء صحف ومجلات ووكالات عالمية مثل (نيويورك تايمز) و(غارديان) و(نيوزويك)، وإذا قُدِّر ونظرت للمقال فلن تجد أية علاقة لهذه الأسماء الفخيمة بمتنه ، وإذا اقتربت أكثر فإنك سرعان ما ستكتشف مدى التسطيح ، والكذب والحيل والألاعيب الرخيصة التي لن تفوت على أي ساقط في إمتحان (الآي كيو) ، ومع ذلم لا يخجل في تقديمها كمقال وتحليل وسياسي ! وإذا كان خليط القص واللصق والبصق يعتبر تحليلاً سياسياً فإن تاجر (البنقو) أكبر محلل سياسي في البلاد.
لعميد الأدب العربي الدكتور "طه حسين" دراسة ضافية عن أدعياء الكتابة في التاريخ العربي ، حيث ذكر أن "حماد الراوية" و"خلف الأحمر" هما أشهر مُحتالي الكلمات في التاريخ العربي ، لأنهما مارسا الغش والتزوير وتلفيق أحاديث الغير، وكانا يُدخلان أبيات شعر من هنا وهناك ، وينسبونها لأحد الشعراء العظماء في الكوفة والبصرة ، حتى تكاد أن تصدقهما من حسن كلماتهما وبديع ألفاظهما.
لا أعرف ماذا كان سيقول الأديب "طه حسين" لو أنه كان حاضراً زمن شبحنا هذا ؟ فهل كان سيطلق عليه لقب "حرامي" الكلمة الأول ، أم سيتركه كما هو : فوفوزيلا ثروت قاسم؟!
[email protected]
|
|
|
|
|
|