:: كما الذكرى السنوية لرحيل عزيز، عادت قضية خط هيثرو إلى سطح الأحداث.. نجتهد في نسيان هذا (الخط العزيز)، ولكن السلطات تفتح جراحات الحزن والغضب - بين الحين والآخر - بترديد (إسم الخط)..إنهم قرروا ملاحقة أجنبيين - متهمين في قضية الخط - بالإنتربول، كما تقول أخبار البارحة بهذه الصحيفة.. وبهذا الخبر الغريب يبدو خط هيثرو - في أذهان الناس - كالآثار التي تتم سرقتها بلا علم السلطات، وكذلك كالبشر الذين يتم تهريبهم بلا علم السلطات أيضا..!! :: فالبلاد لم تتعرض لغزو أجنبي بحيث يسرق الأجانب ملفات (خط هيثرو)، وكذلك هذا الخط لم يكن كائناً في السودان بحيث يهربه الأجانب عبر الحدود.. ولذلك، كان يجب أن يكون الخبر مكتملا على النحو : ( عقب القبض على السودانيين المتهمين في قضية خط هيثرو، السلطات تلاحق م الأجانب المتهمين بالإنتربول)، ولكن هيهات .. لم يرد ذكر لأي مواطن سوداني في تفاصيل هذه (الملاحقة )، وكأن إدارة سودانير ومجلس إدارتها كانت خالية من بني جلدتنا يوم ضاع الخط ( منا) وإنطوى بالقلب (حسرة)..!! :: وقبل عام، عندما أصدرت وزارة العدل قراراً، كتبت : ( لم يتحدث القرار عن مجلس إدارة سودانير الذي في عهده (ضاع الخط)، بل تحدث عن مسؤولية شركتين ( عارف والفيحاء)، وهي في الأصل (شركة واحدة).. ثم تحدث القرار الوزاري عن مسؤولية رجلين (المدير المكلف والمستشار الأجنبي ).. إنتقل أحدهما إلى رحمة مولاه وغادر الآخر الأجنبي إلى بلاده..ومن ينتظر حقوقاً من هذا وذاك عقب المساءلة والتحقيق فلينتظر طويلاً.. (مين عارف)، عسى ولعل يبعث الله أحدهما إلى الحياة ويعيد الآخر إلى السودان، لنرصد جلسات المحاكمة)..!! :: واليوم تذكرت، فالسلطات تطارد الأجانب بالإنتربول .. ومن ينتظر القبض عليهم ومحاكمتهم، سوف ينتظر طويلاً.. مثول الأجانب أمام المحكمة ليس من مصلحة البعض الموصوف - مجازاً – بالوطنيين.. فالشراكة في مسؤوليات الإدارة ومجلس الإدارة كانت ( سودانية وأجنبية)، وما تورط الأجانب في بيع خط هيثرو إلا بعلم أو إهمال الوطنيين الذين كانوا في (الإدارة ومجلسها).. وما لم تكن رؤوسنا محشوة بالأسمنت أو الجبص، فأن العقول لا تستوعب أن تتجاوز عدالة المساءلة والملاحقة هؤلاء (الوطنيين) ثم تقفز إلى (الأجانب).. !! :: المهم، فالبعض يعشق في الأفلام الهندية (رقصها)، وفي الأفلام الأمريكية (أكشنها)، ولا يبالي بقصة الفيلم، وهكذا حال من يتابع قصة خط هيثرو.. جحا كان أذكى من باعة النقال الوطني .. باع جحا داره لجاره بسعر زهيد ، ثم غرس مسماراً في جدار الدار، وألزم الجار بأن عقد بيع الدار لايشمل المسمار، فوافق الجار – بسذاجة – على هذا النص الغريب.. وبالموافقة، ظل عمنا جحا يطرق باب الجار يومياً ليتفقد حال مسماره، فاستاء الجار وهرب من القرية تاركاً الدار و (مسمار جحا)..!! :: ومن يقرأ عقد بيع سودانير لعارف والفيحاء، لن يجد مسمار جحا المسمى (خط هيثرو)..عقد البيع يشمل بيع الشركة بكل ورشها، و طائراتها ومحطاتها المحلية والأجنبية..وكذلك بالعقد، عندما تقرأه طولاً وعرضاً وقمة وقاعاً، لن تجد نصاً يلزم عارف والفيحاء بعدم بيع سودانير - أو أي أصل من أصولها، خطاً كان أو مكتباً - لأية جهة.. وهذا شئ طبيعي، إذ ليس من العقل أن تبيع سيارتك لجارك بشرط عدم بيع المقعد الخلفي أوالزجاج الأمامي لأي كائن.. كان يجب وضع خط هيثرو في عقد بيع الناقل الوطني (زي مسمار جحا)، ليكتسب فيلم الملاحقة بالإنتربول بعض ( الإثارة )..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة