|
حسن سلامة: بفوق بحي السوق بقلم عبدالله علي إبراهيم
|
03:28 PM Apr, 21 2015 سودانيز اون لاين عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
قمت والصديق نور الهدي محمد نور الهدي في 2013 بطوافنا الدوري على بيوت رفاقنا من المرضي ومن العائدين من سفر و"الفاقدنهم". وأنتهينا كالعادة عند دار الرفيق حسن سلامة بآخر حي المسالمة بأم درمان. وهو عضو مركزية الحزب الشيوعي من نشأته حتى خرج منه في نحو 1959. وتقلد فيه مسؤولية العمل في الريف أو هامش اليوم بجبال النوبة. وعيني باردة. 88 عاماً من رشاقة الجسد والفكر. ما استرعى انتباهي هذه المرة من حديثة تشديده على وجود حلقة ثقافية بحي السوق بأم درمان لا تقل خطراً عن جماعة اب روف والهاشماب-الموردة ممن سارت بذكرهما الركبان. وتكونت منه ويحي الفضلي وعبد الرؤوف الخانجي وربما اقترب منها عفان أحمد عمر، محرر جريدة الشباب. فقد كان صديقاً لسلامة وجاراً. وقال إنه كان يسمي حيهم، الذي في آخر المدينة، "عواء الذئب" كلما حلا به لدى عودتهم ليلاً من نادي الخريجين. وكان يزكي لسلامة أن يكتب ولكن بغير تقليد الكتابة السائد الصفوي الميت. كانت جماعة السوق "شعبية" المزاج تريد مزج الفكر بالممارسة. فجماعة أب روف والهاشماب صفوية غارقة في التربية أو التبشير للخاصة. ولذلك خرج من السوق الجيل الاتحادي الشيوعي الأول ومن حزب الأحرار الاتحاديين بالذات الذي كان فيه حسن الطاهر زروق. وساقتهم وطنيتهم الشعبوية إلى الشيوعية لأن الحركات القائمة لم تكن شعبية بكفاية لهم. فقال سلامة إنه التحق بالإخوان المسلمين وتركهم بعد نحو 4 اجتماعات اقتصرت على الفقه. ثم سمع من الزعيم الأزهري أن ليس بوسع مؤتمر الخريجين عمل شيء كبير لأنه مثل عصاة العز تُلَوح بها ولكن لا تضرب. وأتفق للجماعة- لمزاجها الشعبوي- فتح مكتبة وطنية للقراءة بجهة البوستة بالسوق يغشاها الناس جميعاً. ثم عقدوا ندوات بدارها قال إنها لم تكن تسع الحضور. بل سعى إليهم مكتب الاتصال العام (المخابرات) الاستعماري ليقدموا وزير الإعلام العراقي من على منبرهم ليرد على يونس بحري المذيع العراقي الذي وظف صوته القوي للترويج للنازية الألمانية ضد الإنجليز. وأشتهر عنه قوله إن إذاعة أم درمان "حشرة تطن". وقال سلامة إن الوزير أحسن دحض أقوال يونس ولكنه لم يرحم الاستعمار. وقال لهم إدورد عطية، موظف المخابرات الاستعمارية من أصول لبنانية، لاحقاً إن الوزير وطني عراقي كبير. ودخل الشيوعيون على جماعة السوق من منفذ هذه الشعبوية. فكان يلتقي بهم أحمد محمد خير، من طلائع الشيوعيين، بنادي الخريجين، ويعرض الماركسية عليهم. وعرفوا شيوعيين آخرين: محمد أمين حسين وزين العابدين عبد التام وأحمد زين العابدين. وقال حسن عن عبد التام كلمات من ذهب في تواضعه ومعرفته. وقال إن عفان وافقه في تحوله إلى الماركسية ولكنه قال إن سيكتفي بتحرير "الشباب". من رأي الكثيرين أن الشيوعيين أخطأوا بترك الحركة الاتحادية إلى حزب خاص بهم. ولذا اشتهر بين هولاء عوض عبد الرازق، الذي سبق أستاذنا عبد الخالق محجوب إلى زعامة الماركسيين، من أراد للماركسيين أن يلزموا تلك الحركة كعناصر يسارية فقط لا غير. ولكن الواضح أن من أول من خرج على الحركة الاتحادية كانوا اتحاديين ضاق حزبهم بشعبويتهم حتى وجدوا ما أتفق معها في الماركسية. إقرأ "تلك الأيام" لكامل محجوب و"تاريخ الحركة العمالية" لعلي محمد بشير وستجد أنه لم يكن من مفر للمناضلين الجذريين من الماركسية وتكوين حزب من نوع جديد في ذلك المنعطف من الحركة الوطنية. فمن يعيب على الماركسيين تأسيس حزبهم الخاص في الأربعينات بحيثيات قديمة أو مستحدثة كمن يعمل قلم التصحيح في التاريخ. وهذا إلحاد صريح بعلم التاريخ.
Sudan Democracy First Group
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- حسن سلامة الخاتي الملامة بقلم عبد الله علي إبراهيم 04-17-15, 00:06 AM, عبدالله علي إبراهيم
- شيبون: كان فينا جملة مفيدة بقلم عبد الله علي إبراهيم 04-15-15, 09:57 PM, عبدالله علي إبراهيم
- الإنجليز غفروا وحيرانهم كفروا بقلم عبد الله علي إبراهيم 04-07-15, 01:16 AM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلامنا إتربا وحت دينا إتسبا بقلم عبد الله علي إبراهيم 04-04-15, 10:21 PM, عبدالله علي إبراهيم
- عدل الشريعة جعل جور الإنجليز مقبوح بقلم عبد الله علي إبراهيم 04-02-15, 04:45 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الزين على إبراهيم: عطر رونيو ثورة 1964 بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-21-15, 07:30 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الاستعمار والشريعة: هل "تخلف" الشريعة حق أم باطل استعماري؟ بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-20-15, 00:56 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الاستعمار والشريعة: وإذ أهدى الطريقين التي أتجنب بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-18-15, 04:41 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الاستعمار و"تأنيث" الشريعة بقلم عبدالله علي إبراهيم 03-15-15, 05:29 AM, عبدالله علي إبراهيم
- ياللعار قتلوا الجار: لوممبا بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-12-15, 04:43 PM, عبدالله علي إبراهيم
- وا حلاتي دا مي عبد الله! بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-08-15, 09:03 PM, عبدالله علي إبراهيم
- عبد الخالق محجوب واقع علي ود الترابي (2-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-07-15, 06:32 PM, عبدالله علي إبراهيم
- عبد الخالق محجوب والترابي الجد بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-06-15, 04:29 AM, عبدالله علي إبراهيم
- البرجوازية الصغيرة: ونهج عبد الخالق محجوب (3-3) بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-01-15, 05:47 AM, عبدالله علي إبراهيم
- البرجوازية الصغيرة: نهج عبد الخالق محجوب (2-3) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-26-15, 04:41 PM, عبدالله علي إبراهيم
- البرجوازية الصغيرة-الصفوة: نهج عبد الخالق محجوب بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-24-15, 09:53 PM, عبدالله علي إبراهيم
- 4-العقل الرعوي: لولا براعة الشبل بندر (4-4) بقلم عبدالله علي إبراهيم 02-22-15, 06:31 PM, عبدالله علي إبراهيم
- العقل الرعوي: أو إنت ساكت مالك آ (يا) طاها (3-4) بقلم عبدالله علي إبراهيم 02-21-15, 00:07 AM, عبدالله علي إبراهيم
- العقل الرعوي: أو إنت ساكت مالك آ (يا) طاها (2-4) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-18-15, 07:41 PM, عبدالله علي إبراهيم
- العقل الرعوي: أو إنت ساكت مالك آ (يا) طاها (1-4) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-17-15, 00:40 AM, عبدالله علي إبراهيم
- المسلمون كأسنان المشط: قالها ماركس (2-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-14-15, 04:21 AM, عبدالله علي إبراهيم
- زيارة كارل ماركس المغربي العثماني للجزائر (1-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-12-15, 02:13 AM, عبدالله علي إبراهيم
- محمود محمد طه: طوبى للغرباء (الحلقة الخاتمة) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-08-15, 05:53 PM, عبدالله علي إبراهيم
- محمود محمد طه: طوبى للغرباء 3-4 بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-06-15, 04:11 AM, عبدالله علي إبراهيم
- محمود محمد طه: طوبى للغرباء (2-4) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-03-15, 09:25 PM, عبدالله علي إبراهيم
- محمود محمد طه: طوبى للغرباء 1-4 بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-01-15, 08:55 PM, عبدالله علي إبراهيم
- سعودي دراج: الذكرى الجميلة لو تعرف معناها بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-31-15, 00:48 AM, عبدالله علي إبراهيم
- في تذكر 18 يناير محكمة طه في 1985 : أخذت القانون بيدها للثأر بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-22-15, 04:58 AM, عبدالله علي إبراهيم
- في تذكر 18 يناير ما هوية قضاة محنة الأستاذ طه (1985): قضاة شرعيون أم كيزان؟ بقلم عبد الله علي إبراه 01-21-15, 00:04 AM, عبدالله علي إبراهيم
- محمود عبد العزيز الحوت: ما قبل الربيع السوداني بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-19-15, 07:20 AM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (الأخيرة) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-17-15, 05:43 AM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (7) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-15-15, 06:48 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (6) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-14-15, 06:18 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (5-6) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-13-15, 01:05 PM, عبدالله علي إبراهيم
- في تذكر 18 يناير الجمهوريون: حقول الاستتابة 1985 بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-11-15, 10:30 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (4-6) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-10-15, 05:53 AM, عبدالله علي إبراهيم
- في تذكر 18 يناير: طه في وحشة طريق الآلام (1974-1982) بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-08-15, 05:56 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (3-6) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-07-15, 05:00 PM, عبدالله علي إبراهيم
- أخطأت الميدان، وصَحّ عثمان ميرغني: السودنة الدامية بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-06-15, 05:06 PM, عبدالله علي إبراهيم
- بين رزق وبابو: يوم انحلت أمريكا من فرط الشقاق بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-05-15, 06:58 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-05-15, 04:59 PM, عبدالله علي إبراهيم
- في تذكر 18 يناير : دراما محاكم الجمهوريين وقضاة الشرع بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-04-15, 06:53 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: في مناسبة مرور 57 عاماً على صدور العرب والسودان(1967)للدكتور يوسف فضل حسن 1-6 01-03-15, 08:19 PM, عبدالله علي إبراهيم
- اليوم نلعن أبو خاش راية استقلالنا بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-30-14, 03:46 PM, عبدالله علي إبراهيم
- تثقيف الغيرة على الحبيب المصطفى بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-28-14, 01:58 AM, عبدالله علي إبراهيم
- جيل الفراشات الشيوعي: قريب الله الأنصاري بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-26-14, 05:49 AM, عبدالله علي إبراهيم
- صه يا كنار: سيوبر وطنية بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-23-14, 11:18 PM, عبدالله علي إبراهيم
- عثمان ميرغني: استقلال بتاع الساعة كم! بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-21-14, 03:32 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الاستقلال: موت الأمل، موت الحلم بقلم عبد الله على إبراهيم 12-18-14, 04:08 PM, عبدالله علي إبراهيم
- وادي الشايقية ووطن الجعليين: هبوط إضطراري عبد الله علي إبراهيم 05-11-14, 06:23 AM, عبدالله علي إبراهيم
|
|
|
|
|
|