حزب المؤتمر السوداني و خياراته الفكرية زين العابدين صالح عبد الرحمن

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 07:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-06-2014, 09:30 PM

زين العابدين صالح عبد الرحمن
<aزين العابدين صالح عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 1034

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حزب المؤتمر السوداني و خياراته الفكرية زين العابدين صالح عبد الرحمن

    يعتبر حزب المؤتمر السوداني، و الذي تأسس بعد إنتفاضة إبريل من أحزاب النخبة السودانية، و الذي فرض نفسه في الساحة بقوة، و كان لتيار الطلاب المستقلين في الجامعات أثرا كبيرا في رفد الحزب بطليعة مستنيرة، إكتسبت تجاربها السياسية من خلال عملية الصراع الطلابي في الجامعات السودانية، ثم إزداد نشاطه في مواجهته لحكم الإنقاذ، و قد لفت نظري تعريف عن الإطار الفكري للحزب، نشر في جريدة " العرب" التي تصدر في لندن، حيث كتبت الجريدة ( يتبني الحزب " منهج التحليل الثقافي" و جدلية الهامش و المركز، كمرجعية فكرية لموقفه السياسي، و هذه المرجعية تعزو تخلف البلاد و أزمتها إلي التهميش الثقافي، و الذي تمارسه النخبة العربية التي تحتكر السلطة و الثروة منذ إستقلال البلاد، التي تقطنها مجموعات سكانية متعددة عرقيا و دينيا، و ظلت منذ الاستقلال عن الحكم الانجليزي في عام 1956 في صراع دائم علي السلطة) و في تعليق في الصحيفة قال أحد الباحثين ( إن الحزب مكانته و زخمه الحالي ليس بسبب مرجعيته السياسية، أنما بسبب موقف الحزب المتشدد تجاه نظام الإنقاذ) و في هذا المقال لا أريد أن أناقش مواقف الحزب السياسية و لكنني فقط أحاول التعليق علي المرجعية الفكرية التي تبناها الحزب " منهج التحليل الثقافي" و التي تعد تطورا جديدا في فكر المؤتمر السوداني مخالفا لرؤية التأسيس.
    في المؤتمر التأسيسي لحزب المؤتمر السوداني، و الذي كان قد عقده عقب انتفاضة إبريل، في الصافية ببحري، في منزل السيد مصطفي التني، و كان يستأجره الحزب، و الذي يقع بالقرب من مسجد المسرة، حضر ذلك المؤتمر عددا كبيرا من النخبة السودانية، و كنت قد حضرت جلسات المؤتمر مع الأخوين عبد الرحمن الأمين، رئيس تحرير جريدة الخرطوم الآن، و الكاتب الصحافي محمد لطيف، و بدعوة من الأخير، و كان الحوار الفكري داخل المؤتمر يمثل رؤيتين مختلفتين حول الديمقراطية، فريق ليبرالي يعتقد يجب أن يتبني الحزب الفكر الليبرالي و يرسخ هذا المفهوم في المجتمع، و يظل منافحا لتعضيد الفكرة، و مدرسة أخري كانت تتبني الفكر الإشتراكي الاجتماعي، علي قرار المنهج الديمقراطي المطبق في الدول الاسكندنافية، أو هو تيار قريب من أحزاب العمال في الغرب، بأن يكون للدولة دورأ فاعلا في العملية الاقتصادية، و لم يحسم المؤتمر هذا الجدل بالتصويت، أو تبني فكرة واحدة، أنما جعل الحوار مفتوحا داخل الحزب، بهدف إن التيارات الفكرية التي تتفق علي الديمقراطية، سوف تكون عامل حراك فكري سياسي داخل البناء الحزبي، و بعد ذلك المؤتمر، جرت مياه كثيرة تحت الجسر، و حدث إنقلاب الإنقاذ 1989، و جاءت كثير من الأحداث بالضرورة قد أثرت علي البناء الفكري للحزب، بسبب تغيير حدث في عضوية الحزب.
    و لكن الذي لم أتخيله، أن يستلف الحزب مرجعية فكرية لحزب سياسي، مازال يمارس نشاطه في الساحة السياسية السودانية حتى الأن، و يتبني " منهج التحليل الثقافي" المنهج الذي تستند عليه الحركة الشعبية لتحرير السودان، و هذا المنهج الذي بني عليه الدكتور محمد جلال هاشم أطروحته النظرية، حاول أن يدعم بها الخط الفكري للحركة الشعبية، التي تبنت قضية الهامش و المركز في الصراع الاجتماعي، و أصدر كتابا بعنوان " منهج التحليل الثقافي .. الوطنية السودانية و ظاهرة الثورة الديمقراطية" و جاءت مجهودات الدكتور هاشم لتملأ الفراغ الفكري للحركة الشعبية، و التي كانت تتعامل مع القضايا بشعارات منذ منفستو التأسيس عام 1983، ثم ندوة واشنطن عام 1992 التي تغير فيها مسار الحركة بتبنيها مبدأ تقرير المصير، إلي جانب مؤتمر كمبالا عام 1993، الذي أعلن فيه الدكتور قرنق قضية الدوائر المتحركة في تجاه الوحدة و الانفصال، كل هذه المحطات كانت الحركة تبحث عن قاعدة فكرية تنطلق منها، فجأت كتابات الدكتور هاشم لكي تشكل القاعدة الفكرية لقضية صراع الهامش في السودان من خلال " منهج التحليل الثقافي" وهو المنهج الذي يتبناه حزب المؤتمر السوداني. إذن ما هو تعريف هذا المنهج؟
    يعتبر المفكر المصري الدكتور السيد يس أحد أعمدة " منهج التحليل الثقافي، و يقول عنه (هذا المنهج يركز على دراسة رؤى العالم السائدة في مجتمع معين، وعلى تحليل الادراكات والتصورات والصور النمطية عن النفس وعن الآخرين، وعلى القيم السائدة، وعلى نوعية الخطابات السياسية المتصارعة في المجتمع، مع تركيز خاص على اللغة باعتبارها معبرة برموزها عن الشبكة المعقدة للقيم والمعايير التي تؤثر على السلوك الاجتماعي والسياسي في التحليل النهائي) و أيضا كتب عنه السيد عاصم الحاج، و اعتقد هو أحد أعضاء حزب المؤتمر السوداني يقول (جاءت رؤيتها للثقافة بربطها ربطاً وثيقاً بالسلطة وصراع الإنسان حولها وذلك في سبيل بسط نفوذه عليها . ثم نظرت الى تراكمات هذه التجارب وكونت ما يعرف بالقوالب السلوكية ، تميزها عن بعضها البعض . ومن خلال معرض رؤاها التراثية مدرسة التحليل الثقافي تتولى قضايا الاصالة والمعاصرة التي تخضع كلياً إلى نظرية الثابت والمتحول من حيث الشكل والوظائف والقيم) و يقول أيضاعنها الناقد الأدبي المغربي محمد أيوب (هي مجموعة الافكار الاساسية التي تشكل نظرة مجتمع بعينه الى نفسه والى العالم من حوله او الموقف الاساسي الذي يعبر به المجتمع عن اتجاهاته في الحاضر وامانيه في المستقبل) و تعميقا للفهم يقول الكاتب و الناقد الإدبي يو سف عليمات في مقال بعنوان " جماليات التحليل الثقافي" هو فرع من فروع النقد النصوصي العام معني بنقد الأنساق المضمرة التي ينطوي عليها الخطاب الثقافي بكل تجلياته وأنماطه وصيغه ، ولذا هو غير معني بكشف الجمالي كما هو شأن البلاغة والنقد الأدبي ، وإنما همّه كشف المخبوء من تحت أقنعة البلاغي الأدبي . وهو علم يبحث في عيوب الخطاب ويكشف عن سقطات في المتن والسند) نتكفي بهذا القدر من التعريفات عن منهج التحليل الثقافي، و هو منهج خرج من رحم علم الاجتماع و يستخدم في جميع الحقول الأدبية و السياسية، و يعود الفضل للدكتور محمد جلال هاشم في استخدامه لتحليل الواقع السياسي الاجتماعي السوداني، و من ثم أصبح المنهج يمثل القاعدة الفكرية لحزب المؤتمر السوداني و يحلل من خلاله الواقع السياسي السوداني و كيفية معالجاته.
    لا يهدف المقال البحث عن تحليل" منهج التحليل الثقافي" و هو أحد المناهج التي خرجت من رحم علم الاجتماع و حاول البعض إرجاعه إلي الفيلسوف ديكارت، لكن المقال يهدف إلي تبين التطورات الفكرية داخل حزب المؤتمر السوداني، و ذكرت أعلي المقال كان في المؤتمر التأسيسي خلاف حواري بين مدرستين المدرسة الليبرالية، و مدرسة الإشتراكية الاجتماعية، و لم تحسم بالتصويت بل ترك الحوار و النقاش مفتوحا، ما دام الأعضاء متفقون علي قضية الديمقراطية و الحرية و من خلال الحوار المستمر داخل المنظومة الحزبية يصل الحزب لاتفاقات حول القضايا مثار النقاش، و كان الهدف هو فتح باب الاجتهادات الفكرية، و التي بالضرورة تنمي الوعي، ليس داخل المؤسسة، و أيضا في محيطها السياسي، مما يؤدي إلي نقلة نوعية في تناول الموضوعات، ثم جاءت الإنقاذ لكي تقطع النمو الطبيعي للحركة السياسية في مسألة الحرية و الديمقراطية و نظام الحكم، و من ضمنها إنعكست علي حزب المؤتمر السوداني.
    و معروف إن الدكتور محمد جلال هاشم كان باحثا في جامعة الخرطوم ،و جاءت أطروحاته من هذا الصرح التعليمي، و ثار حوار و نقاشات حول أطروحاته الفكرية داخل الجامعة، و في العديد من المنابر، و الصحافة، و كانت المؤسسة أيضا تضم أعدادا كبيرة من " مؤتمر الطلاب المستقلين" الذي كان يفرخ القيادات لحزب المؤتمر السوداني، و من خلال هؤلاء طرحت قضية تبني " منهج التحليل الثقافي" باعتبار أنهم تأثروا بكتابات الدكتور محمد جلال هاشم و هي كتابات مثيرة للنقاش، و تطرح تحدي للثابت الثقافي في المجتمع، و هذا إعتقاد ربما يكون خاطئ، لكن تبني الحزب للمنهج نفسه يطرح سؤالا مهما: إذا قبلت عضوية حزب المؤتمر السوداني أن يكون منهج التحليل الثقافي هو قاعدتها الفكرية، لماذا لم يطرحوا قضية الوحدة مع الحركة الشعبية التي تتبني ذات الفكر؟ و هناك تجربة إن عضوية المؤتمر السابقة التي كونت " قوات التحالف السودانية" هم الذين تبنوا فكرة إدماج قوات التحالف في الحركة الشعبية، في السنة الأولي لبداية هذا القرن، و لكن لم يكتب للوحدة النجاح و سرعان رخي الرباط، كان من المؤامل أن يشكل حزب المؤتمر السوداني تيارا وسطيا، بعد تدهور حزب الحركة الوطنية " الاتحاد الديمقراطي" و الذي تشقق إلي أجزاء متناثرة، و أن يجعل الحزب مفتوحا علي التيارات الفكرية الإنسانية لكي يضم أكبر قطاع من الطبقة الوسطي، و لكن الحزب في فوران عملية منهج الكفاح المسلح حاول أن يسير مع الموجة، لذلك حاول أن يتبني قضية صراع المركز و الهامش، و هذا يؤكد إن عضوية الحزب تمر بأزمة إنتاج فكري، الأمر الذي جعلهم يتبنوا "منهج التحليل الثقافي" و يجعلونه مرجعية فكرية للحزب، بدلا من أن يجعلوا الحزب مفتوحا علي التيارات الفكرية، و يكون "منهج التحليل الثقافي" أحد مرجعيات الحزب، لكي يبتعدوا عن الوقوع في فخ الأيديولوجيا، و التي بدأت الأحزاب العقائدية تتحرر منها لقصورها في قبول الأخر، و التعامل معه باعتباره أحد المكونات الرئيسية للعملية السياسية، لكي تكتمل صورة الوعي الديمقراطي، كما إن تعدد المرجعيات يفتح الحزب للتيارات الفكرية، و يجذب العديد من النخب و الطبقة الوسطي، لكي تكون قريبة من الحزب، بدلا من الوقوع في جدل الهامش و المركز، و لكن ليس لدينا غير إحترام رغبة عضوية حزب المؤتمر السوداني، و هذا لا يمنع أن ننتقد التوجه الفكري للحزب، رغم إن الحزب الآن لا يشتغل كثيرا بالقضايا الفكرية، أنما مال إلي ما هو سائد في المجتمع السياسي، العمل من خلال الشعارات السياسية، و هي عملية لا تكلف الحزب كثيرا، لذلك قال المعلق لجريدة العرب اللندنية، إن الحزب كسب مكانته لمعارضته للإنقاذ و ليس بسبب أفكاره، و هذه معضلة، فإذا غابت الإنقاذ غدا أصبح لا ضرورة للحزب، و هذه قضية يجب أن تفطن لها عضوية الحزب. و نسأل الله لهم و لنا التوفيق.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de