|
حرية الصحافة والتعبير بين منهج المساءلة داخليا والملاحقة خارجيا بقلم حسن الحسن
|
04:21 PM Sep, 02 2015 سودانيز اون لاين حسن احمد الحسن-USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
لم يجف مداد حبر توصيات لجنة الحريات باتحاد الصحفيين العرب الذي استضاف اجتماعاته الاتحاد العام للصحفيين السودانيين في الخرطوم ولم يختفي صدى تصريحات المسؤولين السودانيين الكبار حول التزامهم بضمان حرية الصحافة والتعبير حتى حملت الانباء ملاحقة جهاز الأمن للأستاذ وليد الحسين عضو هيئة تحرير موقع صحيفة الراكوبة الالكترونية واعتقاله بواسطة السلطات السعودية والضغط لترحيله إلى السودان وكأنه جميل للحكومة على عاتق الحكومة السعودية لوقوف الحكومة السودانية معها في عاصفة الحزم . كان المؤمل أن تكون مطالب الحكومة السودانية للسعوديين لرد الجميل مطالب اكبر قامة واوسع افقا بكبر قامة السودان لا باعتقال مواطنيها لمجرد ممارسة حقهم في التعبير والكتابة سواء في داخل السودان او في خارجه . وكلمة ملاحقة التي تمقتها الحكومة السودانية حين تأتي من محكمة الجنايات الدولية ضد مسؤولين سودانيين هي ذات الكلمة حين تمارسها الحكومة نفسها ضد مواطنيها في الدول التي لها بها علاقات وتفاهمات رغم أن السبب هو مجرد ممارسة حق الملاحقين في التعبير وهي ازدواجية تكشف عن عجز المنهج وتناقض السلوك . فحديث المسؤولين عن كفالة الحريات الأساسية وحرية التعبير وحرية ممارسة العمل الصحفي يصبح وكأنه حديث الليل يمحوه النهار في ضوء استمرار مثل هذه الممارسات من قبل الأجهزة الأمنية وهي ممارسات عفا عنها الزمن وأصبحت مثار استغراب في بلدان العالم الحر إلا في السودان وبعض دول العالم الثالث للأسف التي تعيش خارج حركة التاريخ الإنساني ومطلب الحرية الذي حض عليه الدين والخلق والقيم الإسلامية وهذا ما لا نريده لبلادنا ولشعبنا . إن الحديث عن الحوار الوطني والتزام الحكومة بالحريات وكفالة حرية العمل الصحفي وحرية التعبير وممارسة العكس تماما يزيد من الهوة وحالة فقدان الثقة وليس هذا المنهج بالمنهج الصائب بل سرعان ما ينقلب على صاحبه سيما في عالم حر لا تقيده القوانين الاستثنائية ولا تنطلي عليه الأكاذيب ولا تحده الملاحقات الساذجة هنا وهناك. وليس من مصلحة الحكومة وأجهزتها الاستمرار في سياسة الملاحقات والاستدعاءات للصحفيين ووضع العراقيل أمام أدوات ممارسة التعبير الحر بعد ان طوعت الصحافة المحلية وليس من مصلحتها أن تدفع رهبا ورغبا بالكتاب والصحفيين أن يختاروا طريق الشاب حسن إسماعيل أن يكون قطعة ديكورية في مجلس وزراء ولاية الخرطوم او غيره لتحقيق حلم شخصي بدائي او أن يحمل رقما وطنيا جديدا في المؤتمر الوطني. بل من مصلحتها من يهدي اليها عيوبها ومن يكشف مكامن الفساد ومواضع الخلل ومن يسهر على المصلحة الوطنية العليا ومن يحمل مشعل الحرية والكلمة الصادقة من خلال صحيفة او موقع الكتروني أو قناة فضائية إن كانت حقا تريد الإصلاح وأن تكف عن ملاحقة الوطنيين الذين طالما كانوا خفافا عند الفزع وثقالا عند الطمع .ليس بالملاحقات والاعتقالات تبنى الأوطان بل تبنى بالحرية والاستقرار ومحاربة الفساد .
أحدث المقالات
- ماذا تريد الحكومة من الحوار.. و ماذا تريد المعارضة.. و ماذا عن الشعب؟ بقلم عثمان محمد حسن 09-02-15, 04:17 PM, عثمان محمد حسن
- وإذا ماسألنا التاريخ باي ذنب قُتلت؟ بقلم محمد دهب تلبو 09-02-15, 04:15 PM, محمد ادم دهب تلبو
- في بيان شامل صحيفة الراكوبة الاليكترونية السودانية تؤكد احترامها وتقديرها للسلطات السعودية واعتقال ا 09-02-15, 04:12 PM, محمد فضل علي
- كيف صفعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركيل الصادق المهدي ؟ بقلم ثروت قاسم 09-02-15, 04:10 PM, ثروت قاسم
- المؤسسة الفلسطينية ولعبة الثلات ورقات بقلم سميح خلف 09-02-15, 04:08 PM, سميح خلف
- عجز الإسرائيليين والفلسطينيين عن التّوصل لسلامٍ من تلقاء أنفسهم بقلم ألون بن مئير 09-02-15, 04:07 PM, ألون بن مئير
- الحزب الشيوعي السودانى يأكل خيرة ابناءه بقلم شوقي بدرى 09-02-15, 02:55 PM, شوقي بدرى
- كان نصف المشكلة..!! بقلم عبدالباقي الظافر 09-02-15, 02:51 PM, عبدالباقي الظافر
- وفاة الإنقاذ!! بقلم صلاح الدين عووضة 09-02-15, 02:49 PM, صلاح الدين عووضة
- الوطني وسياط الرئيس ! بقلم الطيب مصطفى 09-02-15, 02:47 PM, الطيب مصطفى
- تناقضات ..!! بقلم الطاهر ساتي 09-02-15, 02:46 PM, الطاهر ساتي
- أبكر_بابكر_بكري بقلم كوكو ككيقلية 09-02-15, 05:57 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- مرحبا سبتمبر الاخضر بقلم امير نالينقي تركي جلدة اسيد 09-01-15, 11:53 PM, امير نالينقي تركي جلدة اسيد
- سياسة العزل إعدامٌ للنفس وإزهاقٌ للروح (2) بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 09-01-15, 11:38 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- ماذا يعنى بالحوار النوبى النوبى؟؟؟؟ بقلم الزاكى دبة عبدالله 09-01-15, 11:25 PM, الزاكى دبة عبدالله
- أجراس تدق برائحة الحنوط! بقلم هاشم كرار 09-01-15, 10:18 PM, هاشم كرار
- بدلاً من"كلفتة" حوار لايحل ولا يربط بقلم نورالدين مدني 09-01-15, 10:14 PM, نور الدين مدني
|
|
|
|
|
|