|
حركات دارفور ودورها في الحروب الأفريقية! بقلم الطيب مصطفى
|
01:39 PM Feb, 23 2015 سودانيز أون لاين الطيب مصطفى - الخرطوم-السودان مكتبتي في سودانيزاونلاين
لم أعرف أأضحك أم أبكي حين قرأتُ عن قيام حركة مناوي بإرسال (مرتزقة) لدعم قوات الانقلابي الليبي خليفة حفتر في مقابل 700 دولار تمنح لكل مقاتل في الشهر!. تخيلوا أن يتمخض جبل (ثوار تحرير السودان) في حركة مناوي فيلد فأراً )مرتزقاً( يستأجر للقتل والسلب نظير أموال تافهة، فيا له من ثمن بخس يشترى به هؤلاء الذين يعكرون صفو السودان، بل وصفو جيرانه، ويحيلون حياة شعوبهم إلى خراب ودمار، واقتتال وموت زؤام. مواطنو دولة جنوب السودان التي تشتعل فيها الحرب الأهلية التي كان ينبغي أن تُسمع من به صمم من عشاق الغفلة الذين لا يزالون يتحسرون على وحدة الدماء والدموع وهم يرون أهل الجنوب يحصدون أرواح بعضهم بعضاً بأيسر مما يفعلون بالجرذان ومن الذين لم يقنعهم أكثر من نصف قرن من الخراب والدمار والموت كانت كفيلة لو حسمنا العلاقة المأزومة بين الشمال والجنوب من قديم بانفصال سلس بأن تجعل من السودان أعظم الدول الأفريقية مكانة وقوة ومجداً.. أقول إن مواطني دولة الجنوب، وكأنهم ناقصين، يتعرضون كذلك لاعتداءات من قوات الجبهة الثورية ولطالما سمعنا وقرأنا عن المواجهات العنيفة بين مليشيات حركة العدل والمساواة وقوات رياك مشار التي مات جراءها المئات في كل من ولايتي الوحدة وأعالي النيل. حركة العدل والمساواة ويا للعجب كانت ضالعة في الصراع الليبي منذ ما قبل سقوط القذافي الذي استخدمهم مرتزقة، مما جر سمعة سيئة على السودان وشعبه لدى الليبيين خلال الحرب ضد القذافي وفي أعقابها، بل إن الحركة اشتركت في حروب تشاد وفي دول أفريقية أخرى!. هذه بعض تداعيات حروب وتمردات دارفور التي خرجت من الإقليم إلى جنوب كردفان وإلى دول أفريقية مجاورة، فمن تراه يقنع لوردات الحرب أنهم يجنون على أنفسهم وعلى وطنهم وعلى الدول التي يلهبون ظهرها بأسلحتهم بعد أن أدمنوا الولوغ في الدماء، ولم يعد يهمهم فداحة الجرم الذي يرتكبونه في حق كل من اكتوى بنيران حروبهم التي عانت منها دارفور وعانى منها شعب السودان، بل وكثير من الشعوب المجاورة؟!. لن أتعرض للصراع في ليبيا الآن، ولا للدور الخطير الذي يلعبه حفتر بالنيابة عن أميركا التي يحمل جنسيتها والتي أرسلته بعد أن استقر فيها ردحاً من الزمان إلى موطنه الأول، وليشعله بحرب أهلية في إطار الأجندة الأميركية، سيما بعد مقتل السفير الأميركي في بنغازي، ويا ويل السودان لو وجد حفتر موطئ قدم في ليبيا وانتصر في حربه بالوكالة عن سيدته أمريكا. لقد انكشف حفتر للشعب الليبي وهو يستعين بالمرتزقة من السودان ومن غيره.. لقد كان حفتر طوال تأريخه المجلل بالعار عبئاً على ليبيا فقد أعاد سيرة هزيمته القديمة في حرب القذافي في تشاد حين اعتقل من قبل الجيش التشادي قبل أن يغادر إلى أمريكا. هذا استطراد دفعني إليه الدور السلبي الذي ظلت حركات دارفور المتمردة تلعبه في ليبيا ضد إرادة شعبها باحثة عن فاتورة تسدد لمصلحتها في صراعها ضد الدولة السودانية منذ أيام القذافي ثم في الحرب التي تدور رحاها الآن. أختم بأن أدعو كلا من جبريل ومناوي وعبد الواحد لأن يفكروا مرة أخرى في ما جنوه من تمرداتهم، ويخضعوا حصادهم المر إلى جرد حساب ومراجعة أخلاقية وسياسية بادئين بما أحدثوه وما جره كل منهم على موطنه الصغير (دارفور) وعلى وطنهم الكبير (السودان) وقبل ذلك لما أضافوه لرصيدهم يوم يقوم الناس لرب العالمين متذكرين قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (ما يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً) أو كما قال الرسول الكريم، كما ادعوهم إلى التأمل في الآية الكريمة (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً). أشعر بأسف بالغ أن تختلط الأهداف وتضطرب لدى الحركات الدارفورية المسلحة وتفقد مبرراتها الأخلاقية بما يحيل تلك الحركات إلى مجرد مرتزقة يبيعون أنفسهم وأسلحتهم لأصحاب الأجندة الشريرة من مضرمي النيران ومشعلي الحروب، الأمر الذي يدعونني إلى مخاطبة ضمائر أولئك القادة بأن يثوبوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان. http://www.assayha.net/play.php?catsmktba=3040http://www.assayha.net/play.php?catsmktba=3040 مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- بين أردوغان وأعداء الإسلام السياسي بقلم الطيب مصطفى 22-02-15, 01:20 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 21-02-15, 02:01 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 20-02-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
- بين سجن دبك وغابة السنط والمأساة المنسية بقلم الطيب مصطفى 19-02-15, 01:14 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني وتصحيح المسار بقلم الطيب مصطفى 17-02-15, 02:53 PM, الطيب مصطفى
- هل يفعلها عصام البشير؟ بقلم الطيب مصطفى 15-02-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني والمسار الديمقراطي بقلم الطيب مصطفى 14-02-15, 03:27 PM, الطيب مصطفى
- حسّنوا صورة المرأة المسلمة بقلم الطيب مصطفى 13-02-15, 01:28 PM, الطيب مصطفى
- هلا أوقفنا إهدار المال العام؟ بقلم الطيب مصطفى 11-02-15, 01:47 PM, الطيب مصطفى
- حدود الحلال والحرام الوطني بقلم الطيب مصطفى 10-02-15, 01:38 PM, الطيب مصطفى
- الترابى واقتراب الاجل بقلم الطيب مصطفى 09-02-15, 05:31 PM, الطيب مصطفى
- عندما عضَّ الرجلُ كلباً! بقلم الطيب مصطفى 09-02-15, 01:29 PM, الطيب مصطفى
- رهينة المحبسين: الجهل والفقر بقلم الطيب مصطفى 08-02-15, 02:36 PM, الطيب مصطفى
- وعادت الإنتباهة بقلم الطيب مصطفى 07-02-15, 06:48 PM, الطيب مصطفى
- رفع الدعم والمعالجات المجنونة!!..الطيب مصطفى 18-09-13, 06:29 PM, الطيب مصطفى
|
|
|
|
|
|