|
حراميـة هسـه! حراميـة زمـان! (مذكرات زول ساي)! بقلم فيصل الدابي/المحامي
|
04:02 PM Mar, 26 2015 سودانيز اون لاين فيصل الدابي المحامي-الدوحة-قطر مكتبتى فى سودانيزاونلاين
حرامـي آخر مـوديل!
قال الزول الساي ، الما بقعد ساي ، وما بسكت ساي : الحرامي أو اللص أو السارق أو النشال هو الذي يقوم بسرقة المال من صاحبه خفية وسراً ويعتبر مرتكباً لجريمة السرقة وهو بخلاف النهاب أو القلاع أو قاطع الطريق الذي ينتزع المال من صاحبه عنوة واقتدارا ورجالة كده وحمرة عين والذي يعتبر مرتكباً لجريمة النهب بالمصطلح القانوني أو الحرابة بالمصطلح الشرعي! زمان بدري خالص ، في سنة دو ، الحرامية ، كانوا مساكين ساكت ، وكانوا بيسرقوا أشياء أي كلام ، زمان بدري حضرت محاكمة حرامي في المحكمة الشعبية الكائنة في السوق بمدينة كوستي، أدانت المحكمة الحرامي الغلبان بثماني تهم وحكمت عليه بمدد سجن مختلفة بعد اعترافه بسرقة الكثير من الأشياء التافهة من عدة بيوت أذكر منها طشت، حلة ، طورية ، جلابية ، سفنجة وهلم جرا! زمان كان الحرامي إذا نشل أحدهم جنيهاً واحداً وصاح المنشول حرامي يقوم جميع الرجال بمطاردة النشال والقبض عليه وإعطائه علقة ساخنة قبل تسليمه للشرطة! زمان كان بعض الناس يعتبرون شغل الحرامي مهنة محترمة يجب الافتخار بها فقد قالت إحدى النساء لجارتها : زوجي مسكين ، طول الليل بيكون صاحي وما بنوم كلو كلو! فقالت لها الجارة العزيزة: راجلك شغال ممرض واللا شنو؟!فردت عليها بافتخار: راجلي شغال تُلب (أي حرامي عديل كده)! عندما كنت في الرابعة عشر من عمري تقريباً ، تسلل حرامي مسكين ساكت إلى منزلنا المسكين بمربع 27 بمدينة كوستي لكن والدتي التي تنام دائماً مفتوحة العينين شعرت به وأيقظت والدي وأيقظتني ، فجأة وقبل أن يصل الحرامي إلى الراكوبة الغارقة في الظلام الدامس، هجمنا عليه أنا ووالدي هجمة رجل واحد ، وفي أثناء الهجوم المفاجيء صاح والدي بأعلى صوته: يا ولد جيب المسدس ، أصيب الحرامي بالذعر عندما سمع كلمة مسدس وطار في الهواء على جناح السرعة إلى خارج المنزل ولو أن الحرامي سمع ردي على والدي: (يا بوي مسدس شنو ، انحنا ما عندنا مسدس؟!) لعاد مرة أخرى إلى داخل المنزل واشتبك معنا في مضاربة تاريخية! عندما فهمت حيلة المسدس الوهمي لاحقاً اعترفت لوالدي بالدهاء العملي الفعال وأقررت على نفسي بالغباء الميداني الشديد! ذات مرة كنت مسافراً على ظهر لوري من القضارف إلى كسلا ، عند المغيب وبعد خروج اللوري من ضواحي القضارف انفجر أحد الاطارين الخلفيين ، فتوقف اللوري وتم حمل الاطار المنفجر على ظهر لوري آخر متجه للقضارف بغرض إصلاحه ، تجمع المسافرون وراحوا يتسامرون ، بينما ذهبت أنا بعيداً عن شلة المسافرين وتوسدت حذائي ورقدت على الأرض ، فجأة رفعت رأسي ، وبلمحة خاطفة رأيت حرامي يتسلق اللوري ثم يحمل حقيبة وينزل بسرعة في الاتجاه المعاكس للمكان الذي تقبع فيه شلة المسافرين، صحت حرامي وانطلقت خلف الحرامي ، انضم المساعد للمطاردة السريعة ، اقتربت من الحرامي بشدة وكان المساعد خلفي مباشرة ، عندها رمى الحرامي الحقيبة المسروقة على أمل أن نتوقف عن مطاردته، ولكننا واصلنا المطاردة السريعة، فجأة ظهر رجل من الاتجاه المعاكس ، فصحت فيه: ثبت ثبت حرامي، رفع الرجل القادم من الاتجاه المعاكس عصاه ، فاستدار الحرامي متراجعاً وعندها ضربته بونية في منتصف وجهه فسقط الحرامي طريحاً على الأرض ، بعد ذلك وصل بقية المطاردين وانهالوا على الحرامي ضرباً بالعصي ، شعرت بالشفقة على الحرامي وخفت أن يُقتل ضرباً بالعصي، فحميته بجسمي وصحت في الشلة بعنف: إذا الزول ده مات أنا حأشهد ضدكم في المحكمة! وعندها توقف الضرب وانسحب الضاربون تاركين الحرامي طريحاً على الأرض وهو ينوح كالذئب الجريح! في قديم الزمان ، كنت أعمل في قطع براميل الزفت الفارغة في جبال الفاو وأعمل أيضاً كحارس لها، تمت سرقة عدد 19 برميلاً في ذات الليلة التي سافرت فيها لشراء كجيك (سمك مجفف عفن) من مدينة مدني! عندما عدت واكتشفت السرقة، أصبحت أنام بالنهار وأقوم الليل من أجل اكتشاف وضبط الحرامي ، ذات ليلة سمعت كركبة فحملت عكازي وتحركت في اتجاه الصوت ، اقتربت من شبح الحرامي الذي كان يتستر بالظلام ويحاول سرقة برميل ، قلت له بلهجة صارمة: يازول أنا عرفتا شخصيتك ، انتا الحرامي السرق ال 19 برميل بتاعتنا، هسه أنا حامشي انوم ، والصباح بدري إذا ما لقيت البراميل المسروقة قدامي ، انتا بكرة حتنوم في الحراسة! ثم سحبت عكازي وعبرت الزلط وذهبت لمقري العشوائي ونمت نوم قرير العين هانيها ، في الصباح الباكر وجدت كل البراميل المسروقة قد أعيدت إلى قواعدها سالمة! لقد انطلت الحيلة الجهنمية على الحرامي فأنا لم أعرف شخصية ذلك الحرامي الغشيم حتى تاريخ اليوم! ويبدو أنني استفدت بشكل أو بآخر من حيلة المسدس الوهمي التي اخترعها والدي عند قيامي بحل لغز حرامي براميل الفاو! الآن وبعد تطور الحراسة المنزلية ووجود الأسلاك الشائكة وكلاب الحراسة الخطرية وانتشار الحراسات الأمنية في الأحياء الراقية والشعبية، تطورت أدوات الحرامية ، فهناك حرامية يحملون مسدسات حقيقية ويقومون برش المكيفات من الخارج بمواد مخدرة وتتولى المراوح توزيعها على سكان المنزل بالعدل والقسطاس فيغرقون في نومة أهل الكهف ويخلو الجو تماماً لزوار الليل ، وهناك حرامية يحملون أجهزة لكشف مكان الذهب داخل البيوت، وهناك الحرامي السياسي الذي يسرق ولاية بحالا أو بلد بحالو دون أن يشعر به المواطنون الشرفاء الغشماء! وهناك الحرامي الالكتروني، الذي ظهر في كل دول العالم، وهو حرامي متخصص في تكنلوجيا المعلومات وبإمكانه أن يسرق كل رصيدك من حسابك المصرفي وأنت جالس في مكتبك أو سائر في الطريق العام! وهناك الحرامي الأكاديمي أو الحرامي آخر موديل، الذي ظهر مؤخراً في السودان ، وهو الذي يسرق النقدية عبر تقديم أرقام جلوس وامتحانات وهمية ويكب الزوغة من القبضة الأمنية ويدخل الطلبة الممتحنين وأهلهم في دوامة نفسية! أخيراً وليس آخراً، لا نملك إلا أن ندعو لكم ولأنفسنا ونقول: اللهم احفظنا يا الحفيظ من شر الحرامية ومن حيلهم الخفية، آمين يا رب العالمين. فيصل الدابي/المحامي
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- أغـرب فتـوى دينيـة سودانيـة! بقلم فيصل الدابي/المحامي 03-21-15, 03:14 PM, فيصل الدابي المحامي
- كبسولة إيمانية (قانون الخلق)! بقلم فيصل الدابي المحامي 03-20-15, 01:54 PM, فيصل الدابي المحامي
- مخاطر غسل الأموال! بقلم فيصل الدابي/المحامي 03-20-15, 05:01 AM, فيصل الدابي المحامي
- نسوان هسه ، نسوان زمان! (مذكرات زول ساي)! بقلم فيصل الدابي/المحامي 03-20-15, 04:49 AM, فيصل الدابي المحامي
- مهرجلين هسه ، مهرجلين زمان! (مذكرات زول ساي)! بقلم فيصل الدابي المحامي 03-17-15, 04:25 PM, فيصل الدابي المحامي
- آخـر نكتـة سودانيـة! بقلم فيصل الدابي/المحامي 03-17-15, 03:17 PM, فيصل الدابي المحامي
- بشرى سارة للرجل السوداني! بقلم فيصل الدابي/المحامي 03-15-15, 06:25 AM, فيصل الدابي المحامي
- بشرى سارة للمرأة السودانية! بقلم فيصل الدابي/المحامي 03-14-15, 02:54 PM, فيصل الدابي المحامي
- بشرى سارة للمعارضة السودانية! بقلم فيصل الدابي/المحامي 03-14-15, 02:41 PM, فيصل الدابي المحامي
- مخاطر الوكالات بقلم فيصل الدابي/المحامي 03-12-15, 05:26 AM, فيصل الدابي المحامي
- مجانين هسه ، مجانين زمان! (مذكرات زول ساي)! بقلم فيصل الدابي المحامي 03-12-15, 02:33 AM, فيصل الدابي المحامي
- مخاطر التوقيعات! بقلم فيصل الدابي/المحامي 03-11-15, 03:50 PM, فيصل الدابي المحامي
- عدو المراسيل رقم واحد! (مذكرات زول ساي)! بقلم فيصل الدابي/المحامي 03-11-15, 03:40 PM, فيصل الدابي المحامي
- فتح بلاغ هجيج ضد حفلات التخريج!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 03-07-15, 06:45 AM, فيصل الدابي المحامي
- براءة الفئران السودانية من التهمة الكيدية!! بقلم فيصل الدابي /المحامي 03-06-15, 06:32 PM, فيصل الدابي المحامي
- المعلقـة السودانيـة مـوديل الانتخابات الصورية بقلم فيصل الدابي/المحامي الدوحة/قطر 03-06-15, 02:03 PM, فيصل الدابي المحامي
- تعليق سوداني على الكسل السعودي!! بقلم فيصل الدابي المحامي 03-03-15, 00:17 AM, فيصل الدابي المحامي
- إحذر السقوط في هذه الاختبارات! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 02-28-15, 02:28 PM, فيصل الدابي المحامي
- المساواة ثابتة في القرآن بقلم فيصل الدابي/المحامي 02-27-15, 01:47 PM, فيصل الدابي المحامي
- أبلـد نصيحـة زوجيـة! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 02-26-15, 07:06 PM, فيصل الدابي المحامي
- أقبح وسيلة تجميل في العالم! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 02-26-15, 07:04 PM, فيصل الدابي المحامي
- أحدث طريقة لإطالة عمر الانسان! بقلم فيصل الدابي/المحامي 02-26-15, 01:59 AM, فيصل الدابي المحامي
- أحدث طريقة لاختيار شريك الحياة! بقلم فيصل الدابي/المحامي 02-26-15, 01:53 AM, فيصل الدابي المحامي
- سودانيز بوكيت ، انجلش بوكيت!(مذكرات زول ساي)! بقلم فيصل الدابي/المحامي 02-25-15, 01:49 PM, فيصل الدابي المحامي
- آخـر نكتـة سودانية! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 02-23-15, 05:17 PM, فيصل الدابي المحامي
- جوز الحمام والآيباد والآيفون! (مذكرات زول ساي)! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 02-23-15, 03:28 PM, فيصل الدابي المحامي
- صيد السمك بمدينة كوستي! (مذكرات زول ساي)! بقلم فيصل الدابي/المحامي 02-22-15, 02:14 PM, فيصل الدابي المحامي
- أولاد السكـة حديـد! (مذكرات زول ساي) ! بقلم فيصل الدابي/المحامي 02-20-15, 01:40 PM, فيصل الدابي المحامي
- فالنتيـن دى سودانـي!! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 02-14-15, 04:34 AM, فيصل الدابي المحامي
- ألف مرحب بتكريم الاستاذ/ بابكر صديق! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 02-13-15, 03:21 PM, فيصل الدابي المحامي
- في زول بكتب شعر في ام اولادو؟! بقلم فيصل الدابي/المحامي 02-12-15, 01:53 PM, فيصل الدابي المحامي
- ماكينة الرياضة أهم من الذهب! بقلم فيصل الدابي/المحامي 02-10-15, 06:17 PM, فيصل الدابي المحامي
- والله لن يفلحوا بعدها أبدا! بقلم فيصل الدابي/المحامي 02-10-15, 05:12 AM, فيصل الدابي المحامي
- سقوط الرئيس! بقلم فيصل الدابي/المحامي 02-06-15, 06:08 PM, فيصل الدابي المحامي
- اخيب رجل في العالم! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 02-06-15, 03:52 PM, فيصل الدابي المحامي
- أفضل شرطي في العالم! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 02-06-15, 01:45 PM, فيصل الدابي المحامي
- لماذا لا يشارك الشماليون في المصارعة النوبية السودانية؟! بقلم فيصل الدابي/المحامي 01-31-15, 03:52 PM, فيصل الدابي المحامي
- فتح بلاغ ضد طفل عمره ثمانية أعوام! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 01-31-15, 07:37 AM, فيصل الدابي المحامي
- انتهاء مراسم العزاء بحفل زفاف! بقلم فيصل الدابي/المحامي 01-31-15, 07:31 AM, فيصل الدابي المحامي
- شابة سودانية تتحول لشاب سوداني! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 01-24-15, 04:14 PM, فيصل الدابي المحامي
- يوميات في غوانتاناموا! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 01-23-15, 01:27 PM, فيصل الدابي المحامي
- أنـا لسـت شـارلي! بقلم فيصل الدابي/المحامي 01-14-15, 02:55 PM, فيصل الدابي المحامي
- خيانة في ليلة الدخلة! بقلم فيصل الدابي/المحامي 01-12-15, 05:08 PM, فيصل الدابي المحامي
- (قبضة مصرية وفك بيرق سوداني)! مـذكـرات زول ســاي! بقلم فيصل الدابي/المحامي/الدوحة/قطر 01-10-15, 05:51 AM, فيصل الدابي المحامي
- (عندما أصبحت رئيساً)! مـذكـرات زول ســاي! بقلم فيصل الدابي/المحامي/الدوحة/قطر 01-09-15, 04:55 PM, فيصل الدابي المحامي
- (عشاق الظلام)!!مذكرات زول ساي بقلم فيصل الدابي/المحامي 01-09-15, 01:38 PM, فيصل الدابي المحامي
- مـذكـرات زول ســاي! (عيفونة ، شطة بي ليمونة)! بقلم فيصل الدابي/المحامي/الدوحة/قطر 01-06-15, 03:55 PM, فيصل الدابي المحامي
- ذكـريـات زول ســاي! (حنكشة أولاد الأقاليم!) بقلم فيصل الدابي/المحامي/الدوحة/قطر 01-05-15, 02:16 PM, فيصل الدابي المحامي
- مذكــرات زول ســاي! (شتائم سودانية)! بقلم فيصل الدابي المحامي 01-04-15, 09:52 AM, فيصل الدابي المحامي
- مذكرات زول ساي! (السودانيون يحيرون قوقل)! بقلم فيصل الدابي المحامي 01-03-15, 02:32 PM, فيصل الدابي المحامي
- ادينا واحد راس سنة بالبيض والطماطم وصلحوا! بقلم فيصل الدابي/المحامي 12-31-14, 02:04 PM, فيصل الدابي المحامي
- هـل هـو رجـل أم إمــرأة؟! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 12-31-14, 12:49 PM, فيصل الدابي المحامي
- يا ليـتني كنـت تلفـازاً! بقلم فيصل الدابي/ المحامي 12-27-14, 06:19 AM, فيصل الدابي المحامي
- أبو ماجدة! (قصة قصيرة) بقلم فيصل الدابي 12-20-14, 02:44 PM, فيصل الدابي المحامي
|
|
|
|
|
|