· كثيراً ما وقفت أمام بعض مقالات الكاتبة سهير عبد الرحيم بشيء من الريبة والشك فيما ترمى له من طريقة نقل أفكارها.
· وفي أوقات مضت وجدت نفسي مجبراً على التعقيب على مقالين لها.
· كان آخرهما تعقيبي الذي حمل عنوان " وأنت تتحرشين بنا لفظياً".
· في ذلك التعقيب أشرت إلى أن الطريقة التي تناولت بها الكاتبة حادثة مدير مدارس الاتحاد واستضافته لبعض التلميذات الصغيرات بمكتبه لم ترق لي.
· وأوضحت أنه كان بالإمكان توصيل الفكرة التي أرادت نقلها للقارئ بأسلوب وطريقة مختلفتين تماماً.
· بالطبع لم يعجب التعقيب المعني بعض المتحذلقين و( المنظراتيه) الذين خيل لهم أنها جرأة مطلوبة من الصحفي وأن الكاتبة لا تدفن رأسها في الرمال مثل الآخرين.
· ومثل هذا ( الوهم) الذي يعيش فيه بعضنا هو ما يشجع كتاباً بعينهم من تلك النوعية الباحثة عن الشهرة السريعة ويتيح لهم المجال لبث السموم، وربما تحقيق أهداف تناقض تماماً عما هو معلن.
· فقبل أن نفيق من صدمة تلك اللغة والأسلوب الشاذ في مقالها حول حادثة مدير مدارس الاتحاد، إذا بها توجه لنا صدمة أكبر بمقال جديد حمل عنوان " أنت الفشل3".
· أرادت من مقالها الأخير أن تقول لنا أن وزير الصحة رجل فاشل في أداء المهام الموكلة إليه.
· ولم تجد وسيلة لتوضيح هذه الفكرة إلا عبر سرد قصة تشمئز منها النفس السوية.
· حدثتنا سهير عن بنغالي في أحد المستشفيات الخاصة كان قد دلق على حذائها صابوناً عن طريق الخطأ.
· وبالرغم من أن صديقتها التي كانت ترافقها قامت بتنظيف الحذاء بمنديل ورقي، إلا أن البنغالي أصر أن تصطحبه سهير إلى حمامات النساء.
· وهناك قام العامل البنغالي ( الماهر) حسب رأيها بغسل (فردة) الحذاء التي سكب عليها الصابون كما لم تُغسل من قبل وفقاً لوصف الكاتبة.
· وبعد أن انتهى منها أصر على تنظيف ( الفردة) الثانية قبل أن يقوم بغسل قدمي الكاتبة وتجفيفهما بقميص كان يرتديه!!
· تقول سهير أنها كانت مشدوهة طوال تلك الدقائق وكلما حاولت سحب قدمها كان العامل البنغالي يصر على إكمال مهمته!!
· ولك عزيزي القاريء أن تتأمل وتسأل نفسك سؤالاً هاماً: ما الذي ترمى لها سهير من مثل هذه المقالات؟!
· وكيف سمحت الصحيفة أصلاً بنشر مثل هذا المقال؟!
· طبعاً نسيت أن أقول الخلاصة التي قفزت لها الكاتبة من هذه القصة المقززة هي أن العامل البنغالي أكثر لطفاً ومهنية من نظيره السوداني، حيث بدأت في سرد مطول لتوقعاتها لو أن من سكب على حذائها الصابون كان عاملاً سودانياً!
· وتخيلت الكاتبة حواراً مع العامل السوداني المفترض وكتبت لنا أنه كان سيقول لها" أنت المخطئة وواقفة غلط.. اسمعي ده صابون أصلو ولا موية نار و... الخ".
· سعي سهير ولهثها الدائم وراء الإثارة – التي يفترض أن يكون مكانها الصحف الصفراء وليس صحيفة سياسية محترمة- تنسيها جملة من الأمور المهنية.
· فقد قصدت من مقالها الأخير التنبيه إلى الاختلاف الكبير بين المستشفيات الحكومية والخاصة لتأكيد فشل وزير الصحة، لكن فات عليها أن المقال جاء بمثابة هجوم غير مبرر على محمد أحمد السوداني أكثر من كونه ينتقد وزير الصحة.
· فالمقارنة كانت في صالح العامل البنغالي.
· والتركيز كله وعنصر التشويق في المقال تركز على هذه المقارنة غير الموضوعية والواهمة.
· فالعمال البنغال أكثر عمال الدنيا (شتارة) ( وخراقة) وأقلهم مهارة ونظافة والدليل أنه سكب الصابون على حذاء سهير".
· لكن يبدو أن سهير تحتفي دائماً بـ ( الشتارة).
· لعلمك يا سهير نحن هنا في مسقط عندما نضطر لأن نتعامل مع عامل بنغالي في بعض المجالات التي لا يؤديها سواهم نكون في حالة توتر إلى أن تكتمل المهمة بأقل الأضرار.
· ثم كيف يطيب لك أن تقارني ابن بلدك- الذي جارت عليه الأيام -بهذه الجنسية تحديداً وتعطيها الأفضلية كمان!!
· لو أنك قارنت بجنسية من الجنسيات التي تفوقنا خبرة ودراية ومهارة لما قلنا شيئاً، بل لأشدنا بذلك باعتبار أن الشعوب تتعلم من بعضها.
· لكن المؤسف أن احتفائك بالبنغالي مرده إلى أنه أرضى فيك غروراً لا أكثر.
· وهو غرور بالطبع ما كان من الممكن أن يرضيه أي سوداني.
· بل إن طلبت من عامل سوداني أن يغسل لك الحذاء والقدمين لربما وجه لك صفعة.
· فليس متوقعاً من أنثى سودانية أو صحفية معروفة تحدث الناس كل يوم عن حرصها على مواطن بلدها أن تسمح لعامل أجنبي أو بأن ينظف لها حذاءها ويغسل لها قدميها!!
· حتى صديقتك سلمى لا أدرى كيف سمحت لك نفسك بأن تتركيها تخرج منديلاً ورقياً من حقيبتها وتنظف به حذاءك!!
· لا تقولي لنا أنك أيضاً كنت تحاولين سحب رجلك لكن سلمى أصرت على أن تكمل المهمة!!
· السودانيون لا يسمحون بمثل هذه الأشياء يا عزيزتي.
· وطالما أنك تتحدثين باسمهم دائماً فالأحرى بك أن تتمثلي بهم.
· أما حكاية السماح للعامل بغسل القدمين فدي والله لا أجد لها توصيفاً حتى اللحظة والعتب عليك فما زلت تحت تأثير الصدمة.
· كما أن العديد من مقالاتك تحمل إيحاءات غير مستساقة للقارئ السوداني تحديداً أو هكذا يخيل لي.
· فطريقة البدء بسرد قصتك مع العامل البنغالي أعطتني انطباعاً بأنه في طريقة لأن يرتكب في حقك جريمة وكنت أتساءل لحظتها كيف سيتسق ذلك مع فحوى فكرة المقال!
· وهل كان فشل وزير الصحة – الذي يطيب لي أن أسميه وزير تدمير صحة البشر- يحتاج لبنغالي وحذاء وقدمين مغسولتين حتى يتبين لنا؟!
· يكفي المقارنة بين مستوى النظافة والخدمة بين مستشفى عام وآخر خاص لتوضيح الفكرة، ولو أن المستشفيات الخاصة نفسها تعاني كثيراً في مستوى خدمتها وهي ليست أفضل حالاً من المستشفيات العامة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة