|
حتى لا نندم! بقلم الطيب مصطفى
|
02:39 PM May, 07 2015 سودانيز اون لاين الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
قلت لمن يحاورونني في قروبات الواتساب، إننا نسعى إلى تغيير واقعنا السياسي، لكنه لن يكون تغييراً على أسنة الرماح، ينتج عنه أبشع ما تمخض عما حدث في العراق بعد إزاحة الشهيد صدام حسين.. كان صدام طاغية لكنه كان أرحم مليون مرة من الذي جرى ولايزال في العراق من مذابح وتشريد وانقسام وحرب أهلية أحالت العراق إلى حطام، وذلك ما نخشاه إن أتحنا للمغول الجدد من لوردات الحرب أن يجثموا على صدر بلادنا ليحيلوها إلى ساحة حرب أهلية لا تُبقي ولا تذر. عملنا بجد من خلال جلسات الحوار الوطني في سبيل إنجاز خريطة طريق تجمع أهل السودان على كلمة سواء عبر فترة انتقالية وتراضٍ وطنيٍّ يُهيء المناخ للانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة تفرزها انتخابات نزيهة يتم التوافق حول تشريعاتها وآلياتها.. لن أنكأ الجراح واستفيض لأسباب معلومة، ولكن أقول إن الانتخابات الأخيرة قد قامت على انقاض خريطة الطريق التي يتم إحياؤها الآن لتكون في صلب أجندة الحوار الذي سينطلق خلال الأيام القليلة القادمة. ماذا ينبغي أن نفعل الآن؟، هل نشعلها حرباً ونحن الذين ظللنا ندعو إلى التغيير السلمي؟، لا وألف لا، فمحيطنا الجغرافي الملتهب يُحدِّث عما يمكن أن يحيق ببلادنا إن نحن اخترنا المواجهة.. في الوقت ذاته فإن على المؤتمر الوطني أن يخفف من الاحتقان السياسي بتقديم تنازلات يمكن أن ترأب الصدع وترتق جرح اللُّحمة الوطنية الذي أصابه كثير من التمزق، وتحدث الوفاق بين التنظيمات السياسية جميعها تجنيباً لبلادنا مزالق كثيرة وكبيرة يمكن أن تهوي بها إلى القاع. الهزيمة التي تلقتها قوات العدل والمساواة ينبغي أن تجعلها تثوب إلى رشدها بدلاً من التهديد والوعيد ورفع شعارات الثأر.. اعترافها بالهزيمة وإن كان مُراً، يعتبر مؤشراً إيجابياً ينبغي أن يدفعها بالروح ذاتها إلى البحث عن طريق جديد تستدبر به مرحلة الدماء والدموع التي تجرعت صنوفاً وألواناً من علقمها المر، وذلك رحمةً بشعبها وخوفاً من ربها، فماذا بربكم جنت من سنوات الحرب الطويلة غير تشريد وتقتيل شعبها وتعطيل مسيرة بلادها وانهاكها اقتصادياً وسياسياً؟. كان بإمكان موسى محمد أحمد وأحزاب الشرق أن يحيلوا بورتسودان وكسلا والقضارف وكل المنطقة إلى ساحة حرب وموت وخراب ودمار، فقارنوا بربكم بين الأمن والسلام الذي يتمتع به الشرق كله، وما نتج عنه من تنمية واستقرار، وبين الخراب والاضطراب والموت والنزوح والتشرد وتعطيل التنمية الذي أصاب دارفور جراء نزق وسلوك لوردات الحرب الذين ينعم كثيرون منهم في بحبوحة الفنادق المترفة في أوروبا وغيرها، بينما يكتوي شعبهم بنيران الحرب ولأوائها وذل المعسكرات وبؤسها. ليس مطلوباً من جبريل إبراهيم لوحده أن يجنح للسلم بعد أن تعرض مقاتلوه لهزيمة منكرة استأصلت شأفتهم أو كادت، إنما من بقية الحركات الدارفورية والحركة الشعبية (لتحرير السودان) التي تقود تحالف الجبهة الثورية.. نعم إن على جبهة الخراب هذه أن تعلم أن الحرب لم تحقق لها ولن تحقق شعاراتها المستحيلة بقدر ما تزيد من معاناة من تستنصر بهم من البسطاء المخدوعين أو المقهورين، وتلحق بهم موتاً زؤاماً وتشريداً وخراباً، جعل المناطق التي تدور فيها الحرب الأكثر بؤساً وتخلفاً بعد أن تسببت آلة الموت في تخريب منشآتها وتحطيم كل بنياتها الأساسية، وحرمان أطفالها من العيش الهانئ والتعليم الذي دمرت مدارسه وهجر معلموه ومعلماته أو قتلوا. لا طريق ثالث أيها المتمردون غير مسار السلام الذي لا بديل له سوى الموت والخراب، فماذا جنى لوردات الحرب طوال العقود الماضية غير تجرع الندامة؟، وماذا ينتظر جبريل والحلو وعرمان وعقار غير ما أصاب من سبقوهم من الذين استعصموا بحمق العزة بالإثم والمكابرة من أمثال خليل الذي مات مقتولاً مذموماً مدحوراً، أو يوسف كوة الذي هلك وهو يلعق غصص الخيبة ومرارات الحسرة أو قرنق الذي هوى من السماء فتخطفته الطير وهوت به الريح في مكان سحيق بعد أن شمّر عن ساعديه، واستعد لقطف ثمار أوهامه وأحلامه الخائبة، وليته عاش حتى يرى كيف تتحطم الدولة التي حلم بأن يقيم فيها مشروعه السياسي البغيض. أما الحيارى التائهون القابعون في مصر والخرطوم ممن ينتظرون الحلو وعقار وعرمان وجبريل ليأتوا لهم بالتغيير عبر السلاح فيا حسرتاه عليهم ذلك أنهم لم ولن يتعظوا من عبر التاريخ ودروسه المجانية فلو كانوا يعقلون لتذكروا ما فعله قرنق حين تركهم في عراء نيفاشا ودخل إلى قاعة التفاوض ليقطف الثمار ويجرعهم كؤوس الذل والصغار. أما نحن فقد قررنا أن نعود إلى الحوار ولا خيار لنا غيره، فهو الطريق الذي سيجنب بلادنا ويلات الحرب، وإن طال صبرنا عليه، وسنكون كما كنا حينما استجبنا إلى دعوة الرئيس وسطاً بين المؤتمر الوطني والآخرين المغاضبين بمن فيهم حملة السلاح، نحاول أن نسدد ونقارب تضحية وصبراً مهما أصابنا من تضييق وترفعاً عن نزوات النفس الأمّارة بالسوء، ورتقاً للفتق وتقريباً للشقة لنقنع الطرفين بتقديم التنازلات من أجل الانتقال ببلادنا إلى مرحلة سياسية جديدة يسودها السلام والمسار الديمقراطي والحكم الراشد، بعيداً عن الاحتراب والاحتقان السياسي الذي قعد ببلادنا وانحط بها بين الأمم. مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- اللعب بالنار! (2-2) بقلم الطيب مصطفى 05-06-15, 02:29 PM, الطيب مصطفى
- اللعب بالنار! (1-2 ) بقلم الطيب مصطفى 05-05-15, 02:48 PM, الطيب مصطفى
- رحم الله الشيخ أبو زيد بقلم الطيب مصطفى 05-04-15, 03:16 PM, الطيب مصطفى
- حول فشِّ الغبينة وتخريب المدينة! بقلم الطيب مصطفى 05-02-15, 03:06 PM, الطيب مصطفى
- أين يكمن الخطأ؟ بقلم الطيب مصطفى 05-01-15, 03:49 PM, الطيب مصطفى
- البشير والغباء المستديم بقلم الطيب مصطفى 04-30-15, 02:33 PM, الطيب مصطفى
- رفقاً بشيوخ وحرائر الشام بقلم الطيب مصطفى 04-29-15, 03:31 PM, الطيب مصطفى
- معركتنا القادمة في جوبا بقلم الطيب مصطفى 04-28-15, 03:16 PM, الطيب مصطفى
- حنانيكم بالشيخ أبو زيد محمد حمزة بقلم الطيب مصطفى 04-27-15, 04:14 PM, الطيب مصطفى
- الجنوب.. سيك سيك معلق فيك بقلم الطيب مصطفى 04-25-15, 03:02 PM, الطيب مصطفى
- بربكم تأملوا في فقه الصديقة بنت الصديق بقلم الطيب مصطفى 04-24-15, 03:04 PM, الطيب مصطفى
- (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) بقلم الطيب مصطفى 04-23-15, 02:11 PM, الطيب مصطفى
- أيها الإمام: (من فشَّ غبينتو خرب مدينتو)! بقلم الطيب مصطفى 04-22-15, 02:27 PM, الطيب مصطفى
- يا والي الخرطوم ويا وزير التربية.. العقارات المدرسية والنهب المصلَّح! بقلم الطيب مصطفى 04-20-15, 02:12 PM, الطيب مصطفى
- يا ويل السودان من لوردات الحرب بقلم الطيب مصطفى 04-19-15, 02:35 PM, الطيب مصطفى
- أثرياء الحرب في دارفور! بقلم الطيب مصطفى 04-18-15, 03:36 PM, الطيب مصطفى
- ثم ماذا بعد الانتخابات؟ بقلم الطيب مصطفى 04-16-15, 02:33 PM, الطيب مصطفى
- غازي صلاح الدين وقيمة العفو بقلم الطيب مصطفى 04-13-15, 02:43 PM, الطيب مصطفى
- الزراعة بين المحنة والمنحة بقلم الطيب مصطفى 04-12-15, 02:26 PM, الطيب مصطفى
- أسامة حسون.. آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه! بقلم الطيب مصطفى 04-11-15, 02:34 PM, الطيب مصطفى
- أغاني الراب وإصلاح الاتحادي الأصل بقلم الطيب مصطفى 04-09-15, 04:48 PM, الطيب مصطفى
- وزراء أخشى أن يغادروا بقلم الطيب مصطفى 04-07-15, 02:32 PM, الطيب مصطفى
- عندما استبدل الجنوب سيداً بسيد!! بقلم الطيب مصطفى 04-06-15, 02:53 PM, الطيب مصطفى
- حسين الحوثي وعارف الركابي بقلم الطيب مصطفى 04-04-15, 02:31 PM, الطيب مصطفى
- صحة المواطن وحماية المستهلك بقلم الطيب مصطفى 04-02-15, 02:14 PM, الطيب مصطفى
- يا ويل السودان من كتالين الكتلا! 2-2 بقلم الطيب مصطفى 04-01-15, 03:20 PM, الطيب مصطفى
- لنازحون والخطر الداهم يا وزير الداخلية بقلم الطيب مصطفى 03-26-15, 02:50 PM, الطيب مصطفى
- مبروك للبشير إعلان سد النهضة بقلم الطيب مصطفى 03-25-15, 03:19 PM, الطيب مصطفى
- الميرغني واعتزال السياسة بقلم الطيب مصطفى 03-24-15, 02:57 PM, الطيب مصطفى
- بين الترابي والكادوك! بقلم الطيب مصطفى 03-23-15, 02:48 PM, الطيب مصطفى
- عقدة الدونية وسودانية أوباما وزوجة نوح..! بقلم الطيب مصطفى 03-22-15, 03:13 PM, الطيب مصطفى
- نبتة التمباك هل هي شجرة الزقوم؟! بقلم الطيب مصطفى 03-21-15, 01:58 PM, الطيب مصطفى
- بين نداء السودان والهجوم على كلوقي بقلم الطيب مصطفى 03-18-15, 03:13 PM, الطيب مصطفى
- أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (3-3) بقلم الطيب مصطفى 03-17-15, 02:24 PM, الطيب مصطفى
- أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (2-3) بقلم الطيب مصطفى 03-16-15, 03:08 PM, الطيب مصطفى
- (الصيحة) في عامها الثاني بقلم الطيب مصطفى 03-15-15, 02:10 PM, الطيب مصطفى
- بين حسن عبد الوهاب وإهدار المال العام بقلم الطيب مصطفى 03-14-15, 03:07 PM, الطيب مصطفى
- يتامى المسلمين؟ بقلم الطيب مصطفى 03-13-15, 02:55 PM, الطيب مصطفى
- لماذا يا لطيف؟! بقلم الطيب مصطفى 03-12-15, 01:58 PM, الطيب مصطفى
- بين مصطفى عثمان وياسر يوسف بقلم الطيب مصطفى 03-11-15, 02:25 PM, الطيب مصطفى
- المؤتمر الشعبي ولعبة السياسة القذرة! بقلم الطيب مصطفى 03-10-15, 03:44 PM, الطيب مصطفى
- اللهم لا شماتة! بقلم الطيب مصطفى 03-09-15, 02:32 PM, الطيب مصطفى
- مجزرة الاتحادي الأصل! بقلم الطيب مصطفى 03-08-15, 03:14 PM, الطيب مصطفى
- أخطار الصعوط أو التمباك.. اقرأ لتتقيأ! بقلم الطيب مصطفى 03-07-15, 03:05 PM, الطيب مصطفى
- مصدر الاعتقاد الحق بقلم الطيب مصطفى 03-06-15, 03:00 PM, الطيب مصطفى
- الضربة الاستباقية .. اقراوا جيدا وسوف تفهمون بقلم الطيب مصطفى 03-05-15, 01:32 PM, الطيب مصطفى
- بين القضاء والصحافة بقلم الطيب مصطفى 03-04-15, 02:59 PM, الطيب مصطفى
- من يقنع الباز؟! بقلم عثمان الطيب مصطفى 03-03-15, 02:42 PM, الطيب مصطفى
- المساواة ثابتة في القرآن بقلم الطيب مصطفى 02-27-15, 02:45 PM, الطيب مصطفى
- المطلوب من الوطني والصادق المهدي بقلم الطيب مصطفى 02-26-15, 02:25 PM, الطيب مصطفى
- دمعات على قبر الزهاوي إبراهيم مالك بقلم الطيب مصطفى 02-24-15, 02:58 PM, الطيب مصطفى
- حركات دارفور ودورها في الحروب الأفريقية! بقلم الطيب مصطفى 02-23-15, 02:39 PM, الطيب مصطفى
- بين أردوغان وأعداء الإسلام السياسي بقلم الطيب مصطفى 02-22-15, 02:20 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-21-15, 03:01 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-20-15, 02:31 PM, الطيب مصطفى
- بين سجن دبك وغابة السنط والمأساة المنسية بقلم الطيب مصطفى 02-19-15, 02:14 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني وتصحيح المسار بقلم الطيب مصطفى 02-17-15, 03:53 PM, الطيب مصطفى
- هل يفعلها عصام البشير؟ بقلم الطيب مصطفى 02-15-15, 03:05 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني والمسار الديمقراطي بقلم الطيب مصطفى 02-14-15, 04:27 PM, الطيب مصطفى
- حسّنوا صورة المرأة المسلمة بقلم الطيب مصطفى 02-13-15, 02:28 PM, الطيب مصطفى
- هلا أوقفنا إهدار المال العام؟ بقلم الطيب مصطفى 02-11-15, 02:47 PM, الطيب مصطفى
- حدود الحلال والحرام الوطني بقلم الطيب مصطفى 02-10-15, 02:38 PM, الطيب مصطفى
- الترابى واقتراب الاجل بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 06:31 PM, الطيب مصطفى
- عندما عضَّ الرجلُ كلباً! بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 02:29 PM, الطيب مصطفى
- رهينة المحبسين: الجهل والفقر بقلم الطيب مصطفى 02-08-15, 03:36 PM, الطيب مصطفى
- وعادت الإنتباهة بقلم الطيب مصطفى 02-07-15, 07:48 PM, الطيب مصطفى
- رفع الدعم والمعالجات المجنونة!!..الطيب مصطفى 09-18-13, 07:29 PM, الطيب مصطفى
|
|
|
|
|
|