|
حان الأوان لقرع أجراس الحرية بقلم / حسن بشير خليفة
|
حان الأوان لقرع أجراس الحرية
بقلم / حسن بشير خليفة الشعب السوداني البطل الصامد منذو عقود من الزمان كان معلم الشعوب في قيادة الثورات الشعبية المعبرة عن الحرية و المنددة بالدكتاتوريات، ثورتي أكتوبر و أبريل شاهدان . كان الشعب السوداني صاحب زمام المبادرة في كل ما يهم الشآن الوطني الخالص لان دولتهم و حزبهم و قبيلتهم هي السودان حينما يحيق الشدائد بالوطن، لكن عندما أتى ما يسمى بالإنغاذ متلفف بالثوب الإسلامي الزائف محاولة منه لاستقطاب عاطفة الشعب بالدين رافعين شعارات فضفاضة و ما تخفي صدورهم كان أعظم عندما انكشف الستار بان ذلك كان من اجل التمكين أو تمكين أهل الولاء كما يحلو لهم تسميته و كرسوا جل جهدهم و تكفيرهم في كيفية تثبيت سلطتهم دون أدنى مرعاءة لمصالح الشعب و اول ما عمدت تفكيرهم لفعله هو محاولة سد جميع قنوات التعبير عن رأي الشعب و ذلك بمنع التظاهرات السلمية و الاحتجاجات و الإعتصامات و غيرها من وسائل التعبير المعروفة و حل النقابات المهنية و تسييس مؤسسات الدولة المدنية و تلوينها بصبغة الدين محاولة منهم لتضليل الرآي العام و كذلك تدمير المؤسسة العسكرية و تقسيمها الي وحدات أو مليشيات تتبع للمؤتمر الوطني بدلا عن كان جيشآ وطنيا له كلمته في اللحظات الحاسمة كهذه الثورة التي انطلقت الآن . بهذه الإجراءات المتعمدة جردوا الشعب من كل أدوات و معينات الانتفاضة و أقعدتها من اللحاق بركب الشعوب التي عبرت عن رفضها للظلم أو ما يسمى بدول الربيع العربي كما في الحالة التونسية و المصرية . لم تكتفي بما ذكرته فقط و بل مارس في الشعب أبشع أنواع العزاب من قتل ، تعذيب ، تشريد و دمار و حرق القرى الآمنة و إبادة جماعية حتى بلغ بهم الحال الي أن رآس النظام مطلوب لدى أكبر مؤسسة عدلية في العالم . و النسيج الاجتماعي هى الأخري لم تسلم من الضرب حيث وجد نصيبه من الإفساد بما يكفي لتفكيك المجتمع السوداني بعد عن كانت متعايشة و متسالمة و لم تجد للقبلية سبيل الا للتعارف فقط و لكن مع الأسف ما أصابها من الفتن بمختلف الآليات من تقسيم على أساس قبائل موالية للنظام و غير موالية و عرب و زرقة و تسليح بعضها ضد الآخر أعمالا لسياسة فرق تسد اصبح الشعب السوداني لا يثق في بعضها البعض من شدة الرقابة القبلية المفروضة عليها من قبل الأمن و المتابعة و الرصد في كل تحركاتهم حتى في شؤونهم الاجتماعية. بهذا اصبح الشعب مكبل لم يرى له حركة و ملجم لم يسمع له صوت عبر كل وسائل الإعلام لان إلازاعة و التلفاز سارت حصريا لخدمة المؤتمر الوطني فقط و الصحف الجرائد أما تتبع له و أما أن تكف عن الصدور من شدة الرقابة القبلية المفروضة عليها . و عندما نتحدث عن الأحزاب السياسية هنا الأمر لم يختلف كثيرآ عن ما أصاب النسيج الاجتماعي هي الأخري نالت حظه من التقسيم و التشطيط حتى تصبح شرائح ضعيفة لم تكن قادرة على ممارسة دورها المناط بها في الحراك السياسي بل وجودها لم تتعدى مجرد صورة فوتوغرافية ينظر اليه المؤتمر الوطني بان هنالك أحزاب سياسية تعطيه الشرعية في الانتخابات ( أحزاب التوالي السياسي). بالله عليكم كيف لنظام أن يصًوب جل تفكيره في تضليل شعبه ؟. و لكن هذه القبضة الحديدية أخرجت من صلب الشعب السوداني أناس يبتكرون وسائل أخرى للمقاومة متمثلة غي الثورة المسلحة التي تعتبر امتداد للانتفاضة الشعبية استجابت للمؤتمر الوطني الذي لا يستجيب إلا لصوت السلاح . لا يغفل على الناس بان حمل السلاح من شانها يؤدي الي إضعاف النظام بسرعة عندما تشغل النظام بالمعارك سوف توجه مليشياتها هناك بدلا عن تستغل كل القوة في قهر المتظاهرين و حينها سوف تجد الشعب أكبر قدر من المساحة يتحرك فيها ، ولولا فصل الخريف الذي قيد من حركة جحافل الثوار لتحركت لحماية الانتفاضة وفقا للبرنامج المتفق عليه بين الأحزاب السياسية و الحركات الثورية ( الانتفاضة المحمية بالسلاح) و لكن هذه ظروف طبيعية حتما لم تدوم طويلا سوف تنجلي فصل الخريف و تجد الثوار طريقهم الي العاصمة لحماية الانتفاضة . عزرا بعد هذا السرد الطويل أريد أن أشير الي مطلوبات هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان التي بدأ فيها الشعب يكسر حاجز الخوف و فجر ثورته رغم آلة القتل التي لم تتوقف و الثورة تدخل يومه السابع و أعداد الضحايا في تزايد مستمر في ظل التعتيم الإعلامي . لكي نحافظ على هذه الثورة و نصونها من الضياع و تحقق أهدافها لا بد من الآتي ؛ اولآ : علي جميع القوى السياسية بمختلف احزابها و حركاتها الثورية أن تتولي مسؤولية تنظيم هذه الثورة بمسؤولية جماعية تحت مظلة واحدة . ثانيآ : يجب إقلاع الثوب السياسي و ارتداء ثوب الوطن الخالص لجميع أفراد القوى السياسية لتغليب مصلحة الوطن ثالثآ: تكوين مجلس انتقالي من جميع الأطياف السياسية ممثلا للشعب السوداني رابعا: إقناع المتجمع الدولي للاعتراف بالمجلس الانتقالي ممثلا للشعب السوداني و دعم العملية السلمية و ملاحقة المسؤولين السودانيين تحت البند السابع و تجميد ارصدتهم خامسأ: التفاف كل الشعب حول المجلس الانتقالي سادسا؛ على المجلس الانتقالي اعطاع الانتفاضة درجة عالية من الاهتمام و التنظيم و ذلك بإعمال مبدأ الإعتصامات و احتلال الميادين و الساحات العامة و المؤسسات الحكومية و توفير المعينات اللازمة للانتفاضة من مأكل و مشرب و غيره سابعا؛ على الثورة المسلحة التحرك بقدر ما أمكن رغم ظروف الخريف لحماية الثورة السلمية ثامنأ: علي المتظاهرين رفع شعارات واضحة تطالب برحيل النظام و ليست التنديد بغلاء الأسعار كما يروج لها بعض وسائل الإعلام الآن تاسعا: مخاطبة كافة المنابر الإعلامية لانتطام مهنيتها في نقل الحدث لتمليك الشعب الحقيقة الماثلة دونما النظر الي القيود التي تفرضها الحكومة عاشرآ : علي القوى السياسية و الحركات الثورية استصحاب النقابات المهنية و كافة تنظيمات المجتمع المدني في تكوين المجلس الانتقالي و العمل على التمهيد لمرحلة ما بعد النظام . بهذا قد يكون حان الأوان لقرع أجراس الحرية و الله الموفق لما فيه الخير للشعب حسن بشير /Nottingham Sent from my iPhone
|
|
|
|
|
|