|
حاجة تغيظ .... بقلم حسين الزبير
|
بالامس قرأت التصريح التالي في صحيفة الرأي العام
و اصبت بكثير من الغيظ و الغضب من هذا التصريح الذي يدلي به واحد من قيادات الانقاذ!! حكمكم للسودان ما يربو علي ربع القرن جرح غائر في جسم الوطن ، يحمله كل مواطن جرحا في قلبه و في حواسه ، فكيف بالله "تدعكون بالملح" مثل هذا الجرح بالتصريحات المستفزة- يقول الخضر: ان حرية الصحافة في البلاد غير موجودة في اي من بلدان العالم!!! كما ترون اغرق العالم بالمياه و لم يترك فيه يابسة غير السودان و كوريا الشمالية!! في حاجة تغيط اكثر من كدة؟! لكن هدأت قليلا في منتصف الليل و تذكرت طرفتين خففتا عني الغيظ:
الاولي من ذكريات الفنان العظيم محمد وردي عندما اعتقل بعد حركة 19 يوليو – يحكي عن احد السجانين الظرفاء و اسمه "عم لوج" – سال عم لوج الفنان قائلا: انت يا وردي الجابك مع الشيوعيين ديل شنو؟ رد عليه الفنان مازحا : و الله يا عم لوج انا ذاتي ما عارف! فقال عم لوج: كيف ما عارف امال عنتر هنتر اللي بيغنوه برا دا شنو؟؟
كمان انت يا الخضر العنتريات دي شنو:
جهاز الأمن يُقاضى صحيفة (الميدان) ونيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة تُحقِّق مع رئيسة التحرير مديحة عبدالله حققت نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة يوم (الأربعاء 14 يناير 2015) مع رئيسة تحرير صحيفة (الميدان) مديحة عبد الله. وجاء التحقيق بناءاً على بلاغ نشر، تحت الرقم (60)، الشاكي فيه جهاز الأمن. وهاتفها جهاز الأمن حوالي الحادية عشر من صباح (الثلاثاء 13 يناير 2015)، وأمرها بالحضور يوم(الأربعاء 14 يناير 2015) إلى مقر النيابة بحي العمارات بالخرطوم شارع (53)، بموجب أمر قبض صادر ضدها.
وفُتح في مواجهتها بلاغاً تحت أربع مواد من القانون الجنائي هي: المادة (21): (الاشتراك تنفيذاً لإتفاق جنائي)، المادة (50): (تقويض النظام الدستوري)، المادة (63): (الدعوة لمعارضة السلطة العامة بالعنف أو القوة الجنائية)، المادة (66): (نشر الأخبار الكاذبة)، بالإضافة إلى المادة (24) من قانون الصحافة والمطبوعات: (مسؤولية رئيس التحرير).
وبدأت إجراءات التحري في الثانية عشر من ظهر(الأربعاء 14 يناير 2015)، ثُم أُحيلت أوراق القضية لمحكمة الخرطوم وسط، وبعد إقرارها أمام القاضي، أعيدت رئيسة التحرير إلى النيابة التي أفرجت عنها بالضمان العادي في السابعة مساء.
وصادر جهاز الأمن عدد (الخميس 15 يناير 2015) من (الميدان) بعد طباعته، مُواصلةً لمُصادرة أعدادها الصادرة منذ (الأحد 1 يناير 2015) بعد الطباعة.
وفي محاولة لإرباك الصحيفة وإستنزافها إقتصادياً، سمح جهاز الأمن بطباعة (1200) نسخة فقط من عددها الصادر يوم (الثلاثاء 13 يناير 2015) بهدف إحداث ربكة في عمليتي الطباعة والتوزيع، ولم يلبث أن عاد وصادر عددها المطبوع يوم (الخميس 15 يناير 2015).
وتُطبع (الميدان) في مطبعة (التيسير) بالخرطوم، وهى صحيفة يوميّة ، تصدر – مؤقّتاً - ثلاث مرات في الأسبوع، فى أيام: (الأحد، الثلاثاء، والخميس).
وصادر جهاز الأمن عدد (الخميس 8 يناير 2015) من صحيفة (الصيحة) بعد الطباعة، وسبق ذلك حضور الرقيب الأمني لمقر الصحيفة، ومطبعة (كرري)، بالخرطوم
و الغريب ان هذا الخبر نشر بالتزامن مع تصريح السيد الوالي!! فكيف لنا ان نفسر تصريح السيد الوالي؟ اما انه يتذاكي علينا كما فعل الفنان وردي مع عم لوج، ام انه امر آخر تجسده الطرفة الثانية: الطرفة الثانية ، طرفة نوبية شائعة سمعناها من آبائنا ، و هي تحكي عن نوبي مزارع يعيش في قمة السعادة، سعادة يحسد نفسه عليها، و ذلك بفضل بقرة حلوب يسميها "الحمرا"، ساعده الايمن في الساقية،و بفضلها يحصد المحاصيل بمواسمها ، و يشرب اللبن اسرته، ومن وقت لآخر يبيع العجل و يحصل علي الكاش، وفي يوم شؤم ماتت نبع السعادة و لم يصدق الرجل ، و من يأسه و احباطه توجه بدعوة لرب العالمين: (الهي انحمرانديكا نسراكجي) و ترجمتها : الهي اجعل وفاة الحمرا حلما!! و يبدو ان اهل الانقاذ ، و هم لا يصدقون ما وصلت اليه حال البلاد من تدهور يجيز وصف الاطباء (هوبلس كيس) ، يؤكدون لانفسهم اولا ان لا احد ينافسنا فيما وصلنا اليه، و اننا في نعمة ، و يجب ايها الشعب السوداني العظيم ان تحمدوا الله علي انجازاتنا، فهاهم ائمة المساجد ينتقدوننا علي المنابر (لاول مرة اعرف ان منابر صلاة الجمعة من ضمن الصحافة) و ترسمون الكاريكاتير.
و هذه في رأيي حالة من حالات الدفاع النفسي ، او استخدام ميكانيزمات الدفاع السيكولوجية، و بينما المزارع النوبي يقر بالواقع الأليم و يعرف ان لا مبدل له غير رب العالمين فيتوجه اليه، القائد الانقاذي يلجا لاكثر الميكانيزمات بدائية اي الانكار (Denial) !! رب لا نسألك رد القضاء و لكنا نسألك اللطف فيه. و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي اشرف الخلق و المرسلين.
مكتبة محمد علي صالح
|
|
|
|
|
|