[email protected] الأستاذ صلاح بشير المعلم ومربي الأجيال في المدرسة الشرقية بودمدني، سنوات طويلة أنفقها بين ردهات المدارس وومهارات وخبرات متراكمة إكتسبها من مهنته التي عركها وعركته حتى صار علماً يُشار إليه بالبنان في مجتمع المهنة والمدينة تسبقه سيرته الرنانة في مجال التعليم ليس في مدني فحسب ولكن في كل المدارس التي عمل بها في أصقاع هذا السودان الممتد. تتلمذنا على يديه صغاراً ورهبة الإنتقال من حياة البيت تسبقنا إلى المدرسة، وصوت أستاذ صلاح في طابور الصباح يُرافق سوطه، يوجه هنا وهناك ويفتش هذا وذاك من ياقة القميص حتى الشعر والأظافر وكان يحمل (قطنة) يختبر بها نظافة أجسام التلاميذ (ويا ويلك لو القطنة شالت وسخ). وأستاذ صلاح متعه الله بالصحة والعافية من الذين تشربوا مهنة التدريس من منابعها على أيام معاهد التربية ثم صقلوها بالممارسة والتدريب المستمر في بخت الرضا وأخواتها من معاهد التربية في الحصاحيصا ونيالا وأمدرمان وغيرها، ويحكي عن البرامج التي تلقوها والرحلات التعليمية التي كانت تعجم عود المعلم حيث سافروا إلى جبل مرة وجوبا وطافوا كل الإقليم الجنوبي وكثير من مناطق السودان أثناء الدراسة والتدريب حتى يتواءموا مع البيئات المختلفة بهدف ترقية روح الإنتماء والاستعداد للعمل تحت كل الظروف وفوق ذلك خبرات وتجارب يكتسبونها في مقتبل حياتهم العلمية والعملية تنعكس في مستوى تلاميذهم فيما بعد. وعلى يد أستاذ صلاح تعلمنا ألف باء الكتابة وعلى يديه تعلمنا كذلك ألف باء القراءة حين شببنا عن الطوق ووجدنا عنده المجلات والقراءات الحرة وكُتب علم النفس ودراسات النفس البشرية التي لفتت نظري عنده وهو يداوم على مطالعتها بتركيز. ولعله يهتم بها لطبيعة مهنته التي تجعله يتعامل بموضوعية مع تلاميذه الوافدين إليه من بيئات وتكوينات مختلفة. ولذلك ليس غريباً هذا التميز الذي يطبع أستاذ صلاح وجيل أستاذ صلاح بطابع الكفاءة المهنية، ويجعل المقارنة تنعدم مع معلمي هذا الجيل الذين لا تتوافر لهم بيئة للتدريب قبل القذف بهم للمدارس وفاقد الشئ لا يعطيه. أستاذ صلاح وجيل أستاذ صلاح يستحق التكريم ليس لمواهبهم العالية ومهاراتهم ولكن لأنهم لا يزالون يبذلون جهدهم في صمت، يصنعون الأجيال بلا ضوضاء ولا أضواء. إنهم لا ينتظرون مكاتب ولا مناصب ولا بدلات، وليس أقل من زيارتهم يا وزيرة التربية والتعليم في مواقعهم وتكريمهم ومعرفة جهدهم الذي يبذلونه في سبيل بناء المستقبل. أجد نفسي من المطالبين بقوة لوزارة التربية والتعليم ووزيرة التربية والتعليم في المركز والولاية التي يجب عليها أن تترك الروتين وتلتفت للكفاءات التي لا تزال تنفق الجهد السخي بين أسوار المدارس، لقد عمل أستاذ صلاح طويلاً وشارك في عشرات البرامج التدريبية مدرباً لناشئة المعلمين وشارك في العديد من برامج تقييم وتقويم المناهج ولا يزال رغم سنواته وخبراته معلماً يلوذ بتواضع جم رغم الدرجة الاولى التي يحملها منذ سنوات وتميزه المشهود لكنه يعتز بالمهنة وتجده يبذل وسعه بين الصفوف بكفاءة يشهد بها أولياء الأمور ونتائج التلاميذ آخر العام. من باب الوفاء يستحق هذا الجيل التكريم يا وزيرة التعليم ويا إتحاد المعلمين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة