جنوب كردفان: القوميات العربية عبر الزمان والمكان وتداعيات الحرب الأهلية (6

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 11:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-05-2004, 02:47 PM

بريمة محمد أدم/ واشنطن


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جنوب كردفان: القوميات العربية عبر الزمان والمكان وتداعيات الحرب الأهلية (6

    جنوب كردفان: القوميات العربية عبر الزمان والمكان وتداعيات الحرب الأهلية (6)
    بريمة محمد أدم/ واشنطن
    [email protected]
    مفوضية الأرض ومصير السلام في المنطقة

    هل حقيقة إن مفوضية الأرض سوف تهدد مصير السلام في المنطقة؟ وما هو السبب الذى جعل هذه المفوضية بالأهمية هذه؟ وما هو المرجو من مفوضية الأرض لكى تنجز عملها، والذى نسأل الله من أعماق ضمائرنا لها بالتوفيق فيه؟ ولماذا لم تكن هناك مشكلة أراضى في السودان عامة بهذه الأهمية؟ ولماذا جنوب كردفان بالذات؟ هل لأن هناك قوميتين عربية ونوباوية تسكنا المنطقة؟ أم لأن ما يسمى بالجلابة الوافدين أمتلكوا أراضى المغلوبين على أمرهم في المنطقة ووجب طردهم ونزع الأرض منهم؟ هل هؤلاء الجلابة سودانيون أم أجانب وجب طردهم؟ هل هناك حقوق مواطنة لهؤلاء الجلابة في جنوب كردفان وحقوق ملكية في المنطقة؟ لعل القارئ أيقن أن ما أريد أن أعالجه هو مشكلة الجلابة ومصيرهم في المنطقة؟ أو قل مشكلة إنتشار الزراعة الآلية في غير هدى. مع تقديرى لحجم هذه المشكلة المستعصية أو العصية، لكنها سوف لم تكن مهدداً للسلام في المنطقة، فالمشكلة مدروسة وجزورها معروفة تماماً لخبراء الزراعة وإستصلاح الأراضى، وإن خبراء مؤسسة الزراعة الآلية (التى تم إفلاسها) في جنوب كردفان كانوا يملكون تصوراً وحلولاً ربما تكون مرضية لأطراف النزاع إذا ما تم الإستعانة بهم. فالمشكلة هى نتاج إهمال إدارى أو قل تندرج طمن التلاعب والفساد الذى إجتاح مؤسسات الدولة في ذلك الأقليم النائي نتيجة لبعد دوائر المحاسبة.
    إذن ما المشكلة التى تهدد السلام في الأقليم؟ ما يهدد مصير السلام هو مشكلة أكثر من مليون رعوى يعيشون في جنوب كردفان وجنوب دارفور، ويتنقلون من مكان إلي أخر من غير هدى يحملون أمتعتهم ويرحلون من منزلة إلي أخري ولا يعودون إلي هذا المكان إلا بعد عام كامل. والمشكلة هنا تمكن في أن مفوضية الأرض سوف تبحث لهؤلاء القوم عن أرض ذات حدود ضمن تقسيم الأراضى مع الأخرين. إذن أين ستكون أرضهم، هل هى المنزلة التى نزلوا فيها الأن؟ أم المنزلة التى رحلوا عنها بالأمس؟ أم التى يحلون فيها بالغد؟ هل كل حدود تجوالهم هى أرضهم التى سوف يمتلكونها؟ أم تمنحهم مفوضية الأرض قطع أراضى ضمن المستقرين من ذويهم؟ أم ليس لهم أرض أصلاً، كأنهم عالة على غيرهم يتطفلون على ديار غيرهم يغتصبونها متى ما نزلوا، ومن ثم وجب طردهم؟.

    وقبل أن نخوض أكثر دعنى أدلل لك لعظم هذه المشكلة، لم يكن هناك نموزج محلى أو عالمى تقاس عليه هذه المشكلة. وسوف يكون عمل المفوضية بادرة أولى من نوعها تحدد مصير الرعاة ليس في جنوب كردفان بل السودان عامة والعالم أجمع. وسوف تكون نموزج ربما يطبق على الرعاة التايلاندين في جنوب شرق أسيا، الرعاة في مرتفعات التبت في الصين، الأسكيمو في شمال القارة الأمريكية، البشمن في صحراء كلهارى، الماساى في كينيا، رعاة شبه القارة الهندية، الأستراليون الأصليون (أب أوريجنال) وقبائل الفولانى في النيجر ومالى، وإن أردته، سوف تحدد مصير 8% من مجموع سكان الأرض الذين هم رعاة.


    الأن دعنا من رعاة العالم، ماذا تم بشأن الرعاة في السودان؟ رعاة مشروع الجزيرة ليس مثال يصلح ليحتزى به لأن أرض الجزيرة تم سلبها من قبل الحكومة وأجبر الرعاة على الأستيطان، فالأمر ليس تقسيم بل نزع أراضى، وفي حالة جنوب كردفان المسألة هى تقسيم للأراضى أى إعطاء كل ذى حق حقه، ولا أدرى كيف يحققون للرعاة المتجولون حقهم. فشلت كل المحاولات لتوطين رعاة القاش في شرق السودان، وأنسحبت سلبية التجربية للتقاضى عن وغض الطرف عن الرعاة في غرب السودان وجعلهم يواجهون الأمر الواقع أمام زحف مشاريع الزراعة الآلية، التى سلبت مراعيهم، مراحيلهم، وأماكن تجمعاتهم، مما جعلهم ينحصرون في بئات جافة شحيحة المراعى والمياة (راجع المقال الرابع لمزيد عن سلبيات التجربة).

    مشكلة الأراضى في جنوب كردفان مشكلة معقدة ومركبة، ففي جانب هى حل لمشكلة أراضى المواطن والزراعة الآلية التى إجتاحت أرضه، وفي جانب هى حل مشكلة الرعاة والزراعة الآلية التى إغتصبت مراعيهم ومراحيلهم وأماكن نزولهم، وفي الجانب الثالث هى تقسيم للأراضى بين الرعاة و المستقرين من المواطنين وزاد من تعقيدات هذه الحالة أن الرعاة هم القبائل العربية والمستقرون أغلبهم من قبائل النوبة. وفاقم الأمر سوءاً نوايا التمرد وقبائل النوبة بطرد القبائل العربية من المنطقة بأسرها (راجع المقال الثالث وعلى مدار 10 صفحات ناقشت فيها جزور الوجود العنصرى لتصفية القبائل العربية في المنطقة).

    دعنا نتناسا التعقيدات الأمنية وحتى لو حين ونقدم تصور عملي لحل مشكلة الرعاة، وقد قدمت هذا التصور في المقال الرابع. يحتاج الرعاة إلي دائرة نصف قطرها 20-30 كيلومترات في مناطق إستقرارهم. كما يحتاج الرعاة إلي مراحيل عرضها 1-2 كيلومترات. ما المشكلة في هذا التصور؟ المشكلة تكمن في أن الرعاة ينزلون حول قرى مستقرة، وأن هذه القرى سوف تدعى ملكيتها على محيطها والذى ربما سيكون 30 كيلومترات أو أكثر دون مراعاة لظروف الرعاة الذين يحلون معهم في كل عام مرات معدودة. الأن أفترض أن أهل القرية قاموا بزراعة محيط قريتهم بنسبة 100%. إذن أين ينزل الرعاة، لا مكان لهم. هذا الأفتراض ليس صحيح؛ في واقع الحال سوف ينزل الرعاة داخل الحيازات الأرضية وبما فيها من محصول وقبل حصاده، مما يؤدى إلي إقتتال مميت بين الرعاة والمواطنون. وسوف يتكرر ذلك النمط مع كل القرى التى يمرون بها من أقصى شمال حدود التجوال إلي أقصي جنوبه. إذن ما الحل؟ على مفوضية الأرض تحديد نسب تقاسم الأرض بين الزراعة والرعى في محيط كل القرى والحفاظ على المراحيل ومراكز المياة وأماكن النزول مفتوحة وخالية من الزراعة البلدية ومشاريع الزراعة الآلية. دعنى أقدم قصة عملية، في منتصف السبعينيات قامت مشاريع هبيلا الزراعية بأغلاق مراحلين (مرحال هبيلا ومرحال "وطا")، وعندما عاد الرعاة وجدوا ممراتهم مغلقة تماماً، ماذا عملوا؟ إخترقوا المشاريع من أقصى شمالها إلي جنوبها ولم تستطع إدراة المشاريع الوقوف أمامهم أو صدهم، والنتيجة كانت ضياع كثيرمن المحصول الزراعى لذلك العام. ومشكلة محيط القرى هى من أهم المشاكل التى تواجه الرعاة في شمال كردفان مع قبائل البديرية، مسبعات والداجو. والمشكلة هناك أن أهل تلك الديار لا يقبلون بأقتراب البهائم إلي قراهم حيث تراهم يخرجون في جماعات يتسابقون لقتال الرعاة دون أن تدخل البهائم زراعتهم، ولكنها فقط دخلت محيط قراهم، كما أنهم لا يقبلون بشرب البهائم من مياه قراهم. إن دراسة مشكلة الرعى في شمال كردفان وتفادى سلبياتها سوف تلقى مزيد من الضوء على إيجاد فرص للحل في جنوب كردفان.

    مع أننا نقر بعظمة المسؤلية التأريخية التى ألقيت على عاتق لجان الأرض ومفوضيتها وأهمية النتائج التى سوف تخرج بها، نأمل أن تأخذ لجان الأرض حقوق وأرث القبائل العربية في المنطقة بعين الجد، ونخشى أن تنزلق المحاولة لتصبح عن كونها محاولة لتصحيح أحوال المنطقة وسكانها، إلي محاولة تكرس لزعزة أو طرد القبائل العربية من المنطقة في المستقبل. إن القبائل العربية التى أبادها التمرد بصورة وحشية مرعبة تعلم جيداً ما يحيكه التمرد ضدها سراً وعلناً، وسوف تتعامل مع النتائج بكل حيطة وتعول نتائجها ومدلولاتها على مداها البعيد على خلفية مستقبلها في المنطقة، ونخشى أن تؤدى بنا النتائج إلي حروب أخرى في جنوب كردفان، وإن ظاهرة الجنجويد المخزية ما هى إلاّ نتاج لفشل سياسات الأراضى في السودان ومصلحة الأراضى السودانية والتى فشلت بدورها في إيجاد وصفة أو صيغة مرضية لتعايش الرعاة والمستقرين في المنطقة.

    وما التوفيق إلا بالله
    نواصل.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de