|
جدليةالإستعراب الألى
|
جدليةالإستعراب الألى :
إنتشرت في الأونة الأخيرة صفات العلو والتمييز لدى مجموعات إثنية معينة ومحدودة تتدعى أن لها حق التفرد والريادة في قيادة الأخرين والإستئثار بحقهم الطبيعي والأدهى والأمر أنها تقوم بحملات منظمة لإبادة المجموعات الإثنية الأخرى التى لا تمت إليها بصلة لولا المواطنة فالحرب التى تدور رحاها في دارفور لأصدق بيان على ذلك فنجد أن المجموعة المستهدفة هي مجموعة الفور والزغاوة والمساليت الخ القبائل الزنجية الأخرى حيث يواجه هذه المجموعات أبشع أنواع الحروب التى شهدتها التاريخ فيتم إبادتهم بصورة منظمة من قبل المجموعات العربية، فقد أتخذوا من الصراع قيم دافعة لهم إلى التحدي وتوظيف القوة لخدمة أهلها وعلى حساب غيرها من الحضارات والثقافات بل هي تؤمن بالتمييز والأفضلية وعلى أسس عرقية في المقام الأول تم من خ! لالها تحديد موقفها الثقافي من الحضارت الأخرى فوصفت نفسها بصفات التفوق والتميز والقوة والهيمنة والإعتقاد في الأفضلية العرقية والتميز وبالتالي حق السيطرة والهيمنة على الإثنيات والمجموعات الأخرى فنجد أن الحرب المعلنة الآن هي حرب على الثقافات والإثنيات الغير العربية لإن الاعتقاد السائد هي القضاء على الأصول الزنجية وذلك للهيمنة على الحضارات الأخرى والانتصار في الصراع ضدها ولا بد من عزل هذه المجموعات وتجريدها عن أصولها ثم الانقضاض عليها وإخضاعاها في حالة عدم التمكن من إبادتها.والقضاء على التنوع الثقافي وتحقيق الوحدة الثقافية ثم الانتقال بمفهوم الصراع لفرض النمط العدائ إما بتشويهها أو إبادتها وكل هذا لا يتم إلا من خلال الإيمان بالصراع وحتميته لا بإلتقائها.
ويمكن أن نقول أن الاتصال بين الشعوب ليس بالضروة أن يولد الانفصال فالاتصال السليم القائم على أسس الاعتراف بالاخر وعدم الرغبة في الهيمنة واحترام الهوية والذات لا يمكن أن سببا في توليد الصراع وهناك مجتمعات كثيرة تقوم على أساس التعددية العرقية والدينية والثقافية وتمكنت من خلال الدستور والديموقراطية أن تزيل أسباب التو! تر الناجمة عن أختلاف الثقافات والأديان والأعراق لقد تمكنت الدولة الإسلامية قديما من تحقيق هذا التوازن وعاش اليهود والمسيحيون والهندوس وغيرهم في ظل الحكومة الإسلامية ينعمون بالتسامح على كل مستوياته ويحققون هويتهم الدينية والثقافية.
و يمكن القول بشكل نسبي أن بعض المجتمات الحديثة تمكنت من تحقيق هذا التعايش بفضل القوانين المنظمة لعلاقات الأفراد وبتأثير الديموقراطية كنظام للحكم الذي يقوم على مبدأ العدل والمساواةوما أبعدنا من هذه القيمة.
فنجد أن هذه العقلية الإستعلائية التى أقامت علاقاتها مع الاخرين على أساس من مبادئ القوة والهيمنة والعنصرية والتىلا ترى فائدة من الالتقاء الحضاري أو التفاعل مع الحضارات لأنها ذهنية إستعمارية وضعت عوربتها في كفة وكل الثقافات في كفة أخرى ورجحت الكفة الأولى ولا يمكن أن يتم ذلك في ظل بلد يتميز بتعدد الحضارات والثفافات والتى تأخذ بمنحى الحفاظ على ثقافات الأخرين لأن التباين الثقافي يمكن أن يكون قوة ضاربة ضد الهيمنة ولكن لأن العقلية التى تسيطر على دفة البلاد هي الخالقة للمشكلة لأنها تحض على العزلة وعدم التعاون.
لأن الاعتراف بالاخر بقيمه وعاداته وثقافته يمكن أن يبقي تأثيرها فالقيم الحضارية هي التىتدعم هذا البعد الحضاري لأنها عامل تقريب بين الشعوب فنجد أن الحضارات كلها تتفق حول حقوق الإنسان وتشتمل على مبادئ خاصة بهذه الحقوق وذلك قبل أن يتم التوصل إلى إعلان حقوق الإنسان وغير ذلك من الصور القانونية التى وضعتها المنظمات الدولية لحماية حقوق الإنسان ومنع ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية فالقيمة الحضارية أقدم بلا شك من القانون الذي وضع كنص تشريعى ضد الجرائم الإنسانية.
Osman karkataise
|
|
|
|
|
|