عندما كنا ندرس في الجامعة الاسلامية في اواخر سبعينات القرن الماضي ، كان معنا زميل ساخر جدا وعملنا معنا في وكالة الانباء ، لديه نظرية في كل يوم تثبت صحتها، وتتلخص نظريه الاخ عثمان في لأن بلادنا في حالة فوضى ، وليس بها من يمسك باللجام ، مهما ادعى القوة ، وتتمثل النظرية في أنه بامكان اي من ان يقوم باقتطاع اي جزء من السودان ، بشرط أن يكون خارج الخرطوم او مدني ، ويقيم عليه دولة ويرسل السفراء لشتى بقاع الدنيا ، ويعمل علم وشعار حتى لوكان صقر الجديان أو وحيد القرن ، ويختار مايشاء من الاسماء لدولته الوليدة . بشرط الا يتجرأ بالذهاب للأمم المتحدة حتى يطلب العضوية ، في هذه اللحظة ستقوم وكالات الابناء والقنوات التلفزيونية بنشر الخريطة ، في تلك اللحظة ينكشف أمره ويتم تجييش الدولة كلها لإسقاطه واسقاط دولته.
فقد قام جيراننا بشتى الجهات باحتلال اراضينا ونشر سيادتهم عليها ، واقاموا عليها المكاتب الادارية وتم تعيين الموظفين وادخلت ضمن خرائطهم ، ومنهم من زرع ومنهم من نقب عن المعادن، ومنهم من اطلق على جبنته اسم حلايب، والحكومة نائمة في العسل ، وكل ما تفتح القنوات الفضائية ، تشاهد اعلانات جبنة حلايب ، حتى اشتهيتها من كثرة هذه الاعلانات، وتمنيت لو تذوقتها حتى أتأكد بنفسي. وهل يوجد لها وكلاء بالسودان وخاصة عند اهلنا في الجزيرة ، حتى يستمتعوا بها ويقوموا بتجربتها لأن الاعلان يقول (اسأل مجرب) . وعلى الرغم اطلاق التصريحات العنترية من جماعاتنا الا أن الامر الوقع قد فرض ، وسيكون الوضع كما هو عليه. وسمعت تصريح وزير اعلامنا المبجل وظننت أنها ستعود غدا، و قطعت الحكومة بأنها لن تتخلى عن مثلث حلايب المحتل بواسطة السلطات المصرية، وأكدت أن المنطقة ستعود إلى حضن الوطن عاجلاً أم آجلاً، وقطعت بأنه لا تنازل ولا تفريط في شبر واحد من أرض البلاد.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة دكتور أحمد بلال عثمان في تصريح لـ"المركز السوداني للخدمات الصحفية حلايب سودانية ومصر ترفض التحكيم منذ التسعينات"، وأكد أن الخرطوم تملك من الوثائق ما يثبت بجلاء سودانية المنطقة التي تبلغ مساحتها "22" ألف كيلومتر، أي ما يعادل مساحة ولاية الجزيرة بوسط البلاد.
وكانت وزارة الخارجية قد جددت في أكتوبر الماضي شكوى بشأن تبعية مثلث حلايب للسودان في مجلس الأمن، ودعمتها بشكوى إضافية حول الخطوات التي تقوم بها القاهرة في "تمصير"، حلايب فيما ظلت مصر ترفض التحكيم بشأن تبعية المنطقة.
والبلاد من شتى الجهات محتلة والدولة تقتل في اهلها الابرياء الذين يخرجون في تظاهرات سلمية يطالبون بحياة كريمة والخدمات الضرورية ، لايطلبون سلطة ولايريد كنس النظام. ويريدون رميه في البحر مثل اسرائيل. هناك الفشقة وهناك حلايب وهناك الكثير والكثير من الاراضي ضائعة سياسيا او اقتصاديا او بحكم الامر الواقع.
رحمة بنا نريد ان نعرف حدودنا ونريد ان نعرف اين تذهب خيرات هذا البلد الذي حباه الله بالكثير من النعم التي لاتجد عند غيرنا ، الصمغ العربي 80% من الانتاج العالمي ، ولا يحتاج إلى ري او سماد او قنوات أو مبيدات حشرية، والذهب فوق سطح الأرض ولايحتاج حفر مناجم حتى 3000 متر تحت الارض. والزراعة المطرية تنتج الكثير من الحبوب مثل الذرة والسمسم والدخن وغيرها. دون الحاجة لقنوات ري او سكة حديد او مفتشين زراعة او توجيه من احد. ولدينا ثروة حيوانية مشاء الله . لانريد حكومة ترجع الصادق وانجاله او الميرغني واهله واتباعه، والدقير وعصابته. نريد ايقاف الحروب الاهلية واعادة الحقوق لاهلها حتى لايكون هناك مغبون او مظلوم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة