فقد كان اصرارى وتصميمى على ان لا تغمض لى عين ولا يهدى لى بال حتى ارى جبال النوبة قد تحررت من لورادت الحرب وبالاخص ياسر عرمان. ياسر عرمان رفض الحوار الوطنى ورفض السلام وكما رفض ايضا دخول مواد الاغاثة الى اطفال النوبة الذين يموتوا يومياً جوعاً ومرضاً . ياسر عرمان لايهمه بقاء شعب جبال النوبة ام فنائه انما الذى يهمه طموحاته السياسية. فها هو قد باع شعب جبال النوبة فى اول صفقة عرضت عليه لم يتوانى ولم يتأخر فى ضمها بين جناحيه. عندما عرض له الصادق المهدى منصب وزيرخارجية السودان. ببساطة وبسهولة جداً تخلى عن النوبة وتفاصيلهم من اجل منصب وزير الخارجية. الم اقل لكم ان ياسر عرمان ومعه الجاموس الكبير مالك عقار متباكين على السلطة هكذا باعوا كل شئ من اجل المناصب والغنائم. اننى قد حذرت شعب النوبة مراراً من هذا المجرم الانتهازى المتسلق ياسر عرمان من خبائسه ودسائسه ومؤمراته فى اكثر من خمسون مقال. لم تكن دسائسه ومؤامراته وليدة اليوم لقد حاكها منذ الحرب الاولى فى التسعينات فى عهد جون قرنق ضد النوبة منسوبى الحركة الشعبية بما فيهم يوسف كوة مكى. ان المؤامرة التى حاكها كل من ياسر عرمان ومالك عقار والصادق المهدى فى باريس العاصمة الفرنسية امتداداً للمؤامرة التى بدات فصولها فى العام الماضى. عندما وقع ياسر عرمان من الحزب الشيوعى وسارة نقد الله من حزب الامة مذكرة تفاهم كحلفاء العام الماضى. لقد كتبت مقالاً تحت عنوان ياسر عرمان وسارة نقد الله لا ترقصوا فوق قبور النوبة. لانه لم يسبق فى تاريخ الحزب الشيوعى السياسى الطويل ان تحالف مع الاحزاب الطائفية ذات التوجة الاسلامى. فلذلك اقول بكل فخر واعتذاز لقد اثلج صدرى قرار مجلس تحرير جبال النوبة او بالاحرى جبهة تحرير جبال النوبة. لانه يعتبر قرار منطقى وعقلانى واستراتيجى انحيازى الى جانب شعب جبال النوبة بكل المقاييس. لقد قلب القرار كل موازين القوى لصالح شعب جبال النوبة. الان ألتقى جيل البطولات مع جيل التضحيات. ولكن السؤال الذى يطرح نفسه الى اين نحن ذاهبون؟ فهل قد اصبحت وحدتنا قوية وصلبة. لقد كنا ضاعين بين الاخرين نبحث عن كيفية تقوية مصيرنا حتى لا يتخاتفوننا الاخرين من اجل اهدافهم وطموحاتهم. لاندرى كيف نتخذ لأنفسنا القرار السليم والشجاع الذى يقودنا الى وحدتنا ومصلحتنا وتطلعاتنا وطموحتنا. الا من خلال الحفاظ على الخصوصية الثقافية لانه سيكون من صميم ارادتنا. لقد استوعبنا الدرس على ان لا نترك الاخرين الذين يسعوا الى تحطيمنا والقضاء على كياننا وهويتنا وخصوصيتنا الثقافية. لقد تعرض شعب جبال النوبة الى نكبات والاضطهاد السياسى والاجتماعى فى تاريخة الحديث فى ظل الحكومات المدنية والعسكرية والديمقراطية الشمولية. حيث طرحت تلك التجارب من تحديات جسام وعجت من الألم. جبال النوبة لم تخرج بعد من نفق الظلم والاضهاد والمؤامرات والدسائس. حزب الامة لم يشاطره احد او حزب فى تدابير المكائد والاحقاد والكراهية والبغض والعنصرية ضد شعب جبال النوبة. لانه اى حزب الامة فى الطليعة فى توظيف سياساته التطحمية والتدميرية التى تتمثل فى سياسة التثقيف المضاد لوعى شعب جبال النوبة منذ الحقب التاريخية بابقاء شعب جبال النوبة تحت خط الفقر والجهل والتخلف حتى يكون عاجز عن التقدم والنهوض والرقى كسائر الاعراق السودانية الاخرى. ولاننسى ايضا سياسة التصنييف العرقى الاسوى بكل المعايير عندما وضع حزب الامة القبائل الرعوية كالمسيرية والحوازمة وغيرها فوق رؤوس شعب جبال النوبة على اساس التفوق النوعى.نأسياً لولا النوبة لما قامت قائمة للمهدية ألبتة. حزب الامة لايرى الحل فى التعايش السلمى بين الاعراق والاديان والطوائف فى سلام, انما يرى الحل فى طائفة ويبدد الاخرين فى حقول الموت وبرك الدماء وبرارى المجاعة. لان زعيم حزب الامة زعيم بلا افاق وبلا مشاعر وبلا اعتبار. سياساته استفزة ضمير شعب النوبة بصورة مهينة وجارحة. اطلق قمم البؤس ضد قبائل النوبة. حزب الامة احد عناصر فشل السودان كدولة. حزب الامة سلح القبائل الرعوية فى جبال النوبة ودارفور بالسلاح النارى من اجل الدفاع عن انفسهم وعن مواشيهم من النهب والسلب. ولكن فى الواقع ان القبائل الرعوية هى التى قتلت ونهبت وهتكت العرض دون حياء. زعيم حزب الامة الصادق المهدى لم يلاحق الظالمين اذا صدفت وقعت ظلامة على انسان برى ولم يلاحق ايضا الذين رموا القانون من النوافذ وشلحوا الثقة من الابواب. الصادق المهدى سحب مبلغ 300 مليون جنية سودانى من الخزينة العامة مال الشعب السودانى تعويضاً للاسرة المهدية على حد تعبيره, وكان ذلك فى الديمقراطية الثانية عام 1986. كل شعارات حزب الامة تثير الكراهية والعنصرية والفتنة والقبلية والعداء ضد الاعراق ذات الاصول الافريقية. حزب الامة وضع حجر الاساس لذلك. حزب الامة غير منشغل بهموم وقضايا النوبة الملحة والضرورية. لان سياسات حزب الامة تجاة النوبة اولدت انطباع سئ. لان اهداف حزب الامة التى ساقها فى جنوب كردفان لم تكن لصالح شعب جبال النوبة. لانها ادت الى اختلال موازين القوى والمساواة واختلت بذلك المعايير. لان ما هو مطروح معبر وفق منظور حزب الامة الذى لا يريد بقاء شعب جبال النوبة فى جنوب كردفان. لان زعيم حزب الامة الصادق المهدى يريد تسليم جبال النوبة الى القبائل الرعوية ويحفظ لهم تفوقهم النوعى. الصادق المهدى زعيم حزب الامة لم يقل ان الرسالة هى القانون ولم يقل ان الواجب قبل الحق والسمعة وقبل الجاة. ولم يقل ان الوطن قبل الدولة وان التواضع اعلى مراتب العز. وان الاجدار تذكره الناس دائماً. ولم يقل ايضا ان للأخر حق الوجود وان للبسطاء حق فى الحياة والكرامة. ولم يجعل عن نفسه مقياساً ولم يعلن على نفسه التجربة والامتحان. فها هو قد دبر مؤامرة جديدة ضد النوبة بغرض ابعاد شعب جبال النوبة من اى تسوية سياسية سلمية فى المستقبل. الصادق المهدى لم يقدم شيئاً للشعب السودانى بل عبئاً ثقيلاً عليه. لانه احد قادة الخذلان وواحد من عناصر فشل السودان. فالان الكرة فى ملعب مجلس تحرير جبال النوبة. لان شعب جبال النوبة يريد ان يكون مجلس تحرير جبال النوبة الريادة والقيادة الرشيدة والحكيمة له رؤوية ثاقبة من اجل تحرير جماهير النوبة من التخلف واطلق قدرتها السياسية والاقتصادية وحشدها واعدادها بالادوات الملائمة فى حركة واسعة متعددة الجوانب موزعة فى تركيبة اجتماعية. واستنهاض الحركة الجماهيرية النوبية وتأهليها الى طريق السلطة والمشاركة. توعية جماهير النوبة من اجل تنظيمها وتوحيدها حتى تتمكن فى النظر فى القضايا ذات التعقيد التاريخى والاجتماعى. تحرير جماهير النوبة من التخلف والجهل والفقر والمرض. تمكين جماهير النوبة من العمل فى الساحة الاقتصادية كقوة يمكنها ان تقف بقوة فى وجه الفقر والتخلف والجهل. تنظيم جماهير النوبة وحشدها خلف تنظيمات المجتمع للأرساء المهام التاريخية. جبال النوبة فى مفترق الطرق اكثر من اى وقت مضى بين ان يكون شعب جبال النوبة موحداًقوياً قادراً على حماية مصالحه وتطلعاته وطموحاته واماله, او ان يتمزق ويتبدد ويصبح غير موجود فى الخارطة السودانية. فان الذى حدث فى فرنسا مؤامرة ضد شعب جبال النوبة كالتى حدثت اثناء اتفاقية نيفاشا التى خرجوا منها النوبة يحملون الحبال فوق ظهورهم واكتافهم دون ابقار. فهل ستكرر التجربة الان كل شئ فى يد مجلس تحرير جبال النوبة. لان الدرس قد تم استيعابه سوف لم ولن تكرر تجربة نيفاشا او اى تجارب اخرى ساقوا النوبة اليه دون رغبتهم وارادتهم. ولن يقود النوبة احد من بعد اليوم الا انفسهم.
اختصاصى فى حقوق الانسان والقانون الاوروبى 27/03/2017
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة