|
جامعة ام درمان الاسلامية تبيع تاريخها ياسر التوم المصباح
|
تفضل بعض المكتبات استبعاد كتب ومطبوعات يرى القائمون انها قد اتلفت او جرت عليها عوامل القدم والشيخوخة ,لربما يكون هذا الامر طبيعيا عند امين المكتبة او اللجان القائمة على ذلك بيد ان المنطق يكاد ان يفرد اسلوبا اخر وهو طريق ثالث ما بين استبعادها او اركانها في ارفف المكتبة والتي قد تضيق ارففها بهذا النحو وعطفا على ذلك وفي اطار التكنكة الالكترونية تدرج بعض المكتبات على ادخال الكتب والمخطوطات في عملية ارشفة الكترونية وتوفيرها باسلوب يجعلها متاحة للقراء والبحاثة بواسطة التصفح الالكتروني وحفظ الكتب والمخطوطات التي يرى انها غير صالحة للاستخدام المباشر, في ارفف زجاجية لتسهل ان تكون معرضا داخليا يصعب على رواد المكتبة تناول هذه الكتب سيما وانها قد بذلت لهم على نحو الكتروني وهذا سائد في غير ما جامعة او مكتبات ضخمة تلجأ الى هذا النحو باعتبار ان الكتاب ثروة لا تستغنى عنها اي جامعة او مؤسسة اكاديمية تمتلك قدرا من الاحترام والسمعة الاكاديمية . تدرج بعض الجامعات السودانية على استبعاد كتبها بطريقة توحي بان عهد الكتاب قد ولى زمانه ويمكن ان نعدد في هذا عديد من جامعاتنا وهو يعبر عن ضيق افق ومعالجة تشبه بطريقة *البصيرة ام حمد *,يلاجظ في الاونة الاخيرة ان ختما موسوما بمكتبة الجامعة الاسلامية-المركزية قد بدأت في بيع مخلفاتاها من عيون وامهات الكتب متناسية ان اغلب الكتب والمطبوعات المهداه اليها جاءت من مكتبة المعهد العلمي ام درمان وحسب المامنا المتواضع ان علماء و شيوخا ومعلمين كبارا قد اوقفوا مكتباتهم للمعهد وهنا سؤال محوري هل يمكن لموظف او امين المكتبة او لجان مختصة ان تتصرف ببيع الكتب الموقوفة وبين ايدينا قانون الوقف الذي يمنع التصرف في الاوقاف بعد حالة الوقف دون الرجوع لاصحابه ولاشك ان اغلبهم يمكن ان يكون قد فارق الحياة,ضف الى ذلك من هو المستفيد من الامر برمته علما بان الجامعة الاسلامية ونحن نفخر باننا كنا من الاف الذين تشربوا من علمها خاصةوان المكتبة المركزية بالعرضة جوار استاد الهلال قد كانت محط لكثير منهم اضافة لباحثين وطلاب من خارجها ,من المعروف ان حاصل بيع هذه الكتب لايعمل شيئا لجامعة بها موارد ولها اراضي واستثمارات تنفي شبهة ان الريع المرتجى من هذا العبث يمكن ان يعالج اشكالات مالية وان قيمة الكتب والمطبوعات تبلغ اهمية قصوى استبعدتها المكتبة من ارففها وخرجت كتبا قيمة , فالكتب التي تشيخ ويصيبها التلف ودودة الكتب يمكن معالجتها بعدة طرق اهمها الطريق الثالث الذي تدرج عليه المكتبات, فقط كان يمكن تلافي ذلك باضعف الايمان حسب تصورات فقهاء الجامعة باهدائها لدار الوثائق القومية أو اقامة مكتبة لها نظام خاص بالمناولة والتسليف كمكتبة السودان . ان موجة التحديث والبناء فكرة جيده ينبغي ان تتم بمنهجية وتروي فان كانت الجامعة بكل مستوياتها لاتدرك اهمية الكتب التي يقال انه بيعت في دلالة فهذا اثم وان كانت تعي اهميتها فان الامر يتوجب تكوين لجان مساءلة وتقديم اعتذارا رسميا لاصحاب الكتب الموقوفة وكذلك تطمين المؤلفين والباحثين الذين اهدوا مؤلفاتهم بأنها بخير وان عمليات الدلالة والبيع لم تطالها وارجو ان لايكون هذا,نكتب عن هذا الامر وليس لدينا مأربا خاصا سوى اننا حادبين على مصلحة هذا الصرح التعليمي رغم تحفظاتنا على كثير من الاشياء والتي نكون قد عاصرنا جزءا يسيرا منها وهذا لا مجال لذكره الان. كان يمكن لمكتبة الجامعة المركزية وبالجامعة عشرات من اساتذة وخريجي قسم الوثائق والمعلومات وشعبة التاريخ و كليةالقانون واصول الدين بان تاخذ رأيهم في امر الكتب النادرة التي بيعت في* سوق الله اكبر*,نود ان نقول في نهاية هذه السطور للقائمين على امر الجامعة*الجفلن خلهن اقرع الواقفات* وانني كواحد من خريجي الجامعة يستفزني ان اجد كتابا مستبعدا مختوما بختم الجامعة وافضل ان يستبعد الذي استبعد هذه الدرر والنفائس من المكتبة .
|
|
|
|
|
|