|
جائزة الشيخ البرعي للمدح النبوي ..تعقيب
|
ومنذ بدايات العام السابق أعلنت منظمة أروقة للآداب والفنون عن نيتها إقامة مهرجان شعري كبير في المدح النبويوأسمته مهرجان الشيخ البرعي للمدح النبوي ، وتحت رعاية شخصيات اعتبارية كثيرة ومنها شركة سوداني للهاتف السيار ،وتحت عناية النائب الأول لرئيس الجمهورية آنذاك ،الشيخ علي عثمان محمد طه،وأعلنت بعد زمن عن أن آخر موعد لتسليم المساهمات في مجالات المنافسة هو أوائل شهر نوفمبر لتنخرط بعدها اللجان وتقدم نتائجها التي سيعتمدها الأخ رئيس الجمهورية على ان يقام المهرجان الختامي في أوائل مارس المنصرم ، وبسبب تزامن إعلان جائزة الطيب صالح فقد أجل المهرجان إلى الثلاثاء 25مارس وأقيم الاحتفال بقاعة الصداقة حيث أعلنت نتائج المسابقات على الهواء مباشرة .. ومع علمي بقول اللجنة إنه لا مجال للتعقيب على قراراتها باعتبارها نهائية ولكن لا بد من تعقيب ..فليس هناك من لا معقب لقوله إلا الله تعالى .. وبدءا أقول إن النيات العظيمة لا تصنع أعمالا عظيمة وإن الذين ينوون زراعة محصول ما لا يكفي انتواؤهم هذا لإنتاج محصول جيد . وقد فعلت رئاسة الجمهورية خيرا إذ انتبهت أنه لا بد من تشجيع الشباب السوداني للتذوق والتفاعل مع شعر المدح النبوي ..فصيحه وعاميِّه.. ولكن أن توكل هذه الأعمال إلى لجنة دائمة وسرية ، فهناك ألف سؤال من شاكلة : من هم هؤلاء الذين تم اختيارهم لإدارة أعمال التحكيم بصفة دائمة ؟ ما هي مؤهلاتهم العلمية والذوقية ، وما هو كسبهم الشعري الذي يعرفه القاصي والداني لهم في هذه المجالات؟ لماذا هم مستترون ؟لماذا نتائج أعمالهم التحكيمية لا مرد لها؟ ما هي الأسس والقواعد التي حددتها اللجنة في اختيار نص ما ، من أي فرع كان، ليُحكم بجودته أو رداءته؟ ما هو معيار اعتبار نص ما هو قصيدة ،من ناحية طوله الزائد أو قصره المخلّ.. ما هو معيار اعتبار مجموعة قصائد ديوانا من ناحية عدد القصائد أو مجموع عدد أبيات القصائد أو كلماتها؟ ماهي معايير النصوص التي تدخل في المسابقة من نواحي الالتزام بقواعد الشعر العربي الصارمة وزنا شعريا وقافية ونحوا ووزنا صرفيا، ومن بعد ذلك المعنى الشعري المستظرف والخيال الشعري ؟ كثيرمن عامة الناس يعتبرون النص قمة في مجاله إذا وافق هوى في مزاجهم ،وإن لم يكن ملتزما بأدنى قواعد الشعر المعروفة ، وكثير من (القصائد) بلغت حد النصوص التي لا ينبغي التطاول لها لأنها من موافقات عامة الناس ،ونرى ذلك في أغلب شعرنا السوداني الديني إذا استثنينا شعر محمد سعيد العباسي ،والمادح الشيخ البرعي في شعره العامي والفصيح ، ولكن إذا بحثنا في دواوين غيرهما بعد اطلاعي على كثير منها فهو مليء بالأخطاء النحوية والصرفية ،ويجد بعض (النقاد ) لهم العذر بأنهم انجذبوا في بحور العشق الإلهي والنبوي فلم ينتبهوا إلى أخطائهم النحوية الصريحة ، وما هذا بالعذر المستساغ ، فالشعر هو الشعر بقوانينه الصارمة ولكن معاني الشعر تتفاوت من شاعر لآخر ..هذا من نافلة القول في مجال النقد الأدبي ،من لدن امرئ القيس الكندي إلى آخر الشعراء ولادة .. ولنأت إلى بعض ما وجدته في أعمال اللجنة السرية..اللجنة لم توضح معايير اختيار النصوص الفائزة وبهذا أتاحت للمشاركين أن يبدأوا التخمين فقد كان لهم العذر وهم يرون أسماءً معروفة لا نصيب لها في قائمة الفائزين ..محمد سيد حمد النيل صاحب ديواني (أخت روحي)و(الذكرى الأولى) والذي تنبه لمشروعه الشعري الناقد المصري المعروف (رجاء النقاش) في أوائل الثمانينات، والفائز في ملحمة فيضان النيل عام 1988 والمربدي ،ممثلا للسودان في العراق أيام كان للشعر جولة وصولة ،الشاعر عبد السلام كامل صاحب الدواوين المطبوعة والمخطوطة ..ديواناه (وسلمى التي أعني)و(بشري بالفجر) فازا في جائزة الشهيد الزبير على مستوى السودان ، ومخطوطته الشعرية عن مكان ميلاده في حلة حمد بالخرطوم بحري (وفي الذكرى لنا عبرُ) يكفي أنها كتب عنها الشاعر العملاق مصطفى محمد سند وهي لم تكتمل بعد ، في صحيفة الصحافة ،ونوه بجمالها ولوّح للشاعر أن يتجه إلى الشعر المسرحي لملكاته الذاخرة في هذا المجال ، الشاعر محمد عبد القادر عمر ،الشاعر الأمدرماني المعطون بحب أم درمان وكردفان ،والفائز في المهرجان الثقافي الثاني في مجال الشعر ، والشاعر محمد الفاتح ميرغني ، صاحب ديوان (حين أرتاد الضفاف) ،الشاعر يبات علي فايد الذي فاز أيضا في جائزة الشهيد الزبير عام 2010م والشاعرة المربدية آية يوسف وقيع الله ،كل هذه الأسماء وغيرها من أصحاب الشعر الدارجي كالشاعر محمد عبد الحليم عبد الله والذي يعرفه السامعون صاحب قصائد عاطفية ونبوية وأناشيد وطنية مؤداة من حنان النيل وعلي اللحو وغيرهما ،فما هي المعايير التي تجاوزتهم بها اللجنة وأخرجتهم من اثنتي عشرة جائزة في مجال الشعر ؟هذا طبعا غير الجوائز التي تناصفها اثنان ،وتصير بذلك الجوائز أكثر من اثنتي عشرة جائزة .. أضحكني أن سمعت بشاعر اشترك بديوان شعري كامل ففاز عن قصيدة ! كيف تغدو القصيدة ديوانا أو كيف يغدو الديوان قصيدة في معيار اللجنة الدائمة السرية ..هذا سؤال ينبغي للجنة أن تجيب عليه.. العجيب في الأمر أن هناك فائزين ثمانيين وأكثر فزوا وما هذا بالشيء الداعي للسؤال ، ولكن لو علمنا لهم كدحا في الشعر أو مساهمات ملموسة في عالمه لقلنا : هؤلاء لا يزالون ينبضون شعرا .. لو قرأنا في أسماء الشعراء الفائزين الشاعر سيف الدين الدسوقي لقلنا هو جدير بنيل الجائزة ، أعاد الله له عافيته ومتعه بالصحة ،ولكن !! لو أرادت اللجنة الدائمة السرية أن تكرم هؤلاء الثمانيين فلتفعل ، ولكن ليس على حساب الشعراء الجيدين ولتقم لهم مهرجانات تكريمية ولكن أن تنصبهم فائزين في مجالات الشعر والبحث العلمي والترجمة فاسئلة تحتاج إلى إجابات ..جميل أن يخترق أسماء الفائزين بعض شبابنا الواعد كأمثال (أبو عاقلة إدريس ) و(عبد الرحيم حمزة ) هذه الاحتفالية وليس جميلا من اللجنة التي أنيط بها تقديم نتائج في مسابقة هي في حب خير خلق الله والذي أرسل رحمة للعالمين تشوبها شائبة من مجاملات ، أن يكون الأصل فيها الشوائب .. سؤال أخير عن تسليم الجوائز الذي طالما نوه له البروفسيرإبراهيم القرشي ،رئيس مجلس الأمناء ،وهوالتسليم الفوري للجوائز لمستحقيها، ولكن ما رأيناه كان (صكا كبيرا محلًّى بصورة كبيرة للراحل الشيخ عبد الرحيم البرعي ومكتوب فيه اسم الفائز ،ولكن الشيك الورقي !! فهذا علمه عند ربي .. كنت أتمنى أن تجد اللجنة الشجاعة لتعلن عن نفسها أو تكون لجنة جديدة من ذوي الخبرة والفضل والدرجات العلمية من الجامعات المتخصصة في النواحي العربية والإسلامية لتكون هي الفيصل، ولكن هذه اللجنة الدائمة السرية!!!!!!!!!!!!!!!!!! كنت أتمنى أن تعصم اللجنة نفسها بجعل المساهمات المقدمة لها تحت أرقام سرية كالامتحانات في الشهادات السودانية ولا يكون هناك معرفة للجنة بشخوص المتنافسين إلا بعد إظهار النتائج ومن بعدها معرفتهم ولكن إلى أن يكون هذا ، فالأمر يحتاج للمراجعة والمناصحة ..
عبد السلام كامل عبد السلام يوسف منزل 55 مربع 3 حلة حمد الخرطوم بحري هاتف 0129092503
|
|
|
|
|
|