|
ثورة دارفور نحو القومية
|
بسم الله الرحمن الرحيم ثورة دارفور نحو القومية
لا شك في ان اختلال ميزان السلطة والثروة في السودان البلد القارة المتعدد الأعراق والثقافات—المترامي الأطراف—لأمر جلل ولهو السبب الأساسي في كل الذى حدث وسيحدث لا قدر الله من اضطرابات وثورات. فالثورة المسلحة التي انطلقت في دارفور منذ فبراير من العام 2003 لم تكن الا تعبيرا صادقا ضد هذا الاختلال رغم الغبار الاعلامي الكثيف والذى يحجب الرؤيا تماما احيانا ويجعل مدى الرؤيا بعيدا عن هذه الحقيقة احيانا أخرى. فتدمير الطائرات الحربية في مطار الفاشر لم يكن هدفا لضرب القبائل ذات الأصول العربية في دارفور_ واذا الحقنا بهذا الفعل التعريف المتجرد لمجموعات الجنجويد كمجموعات نهب وسلب مسلح وكمجموعات من الصعاليك الخارجين من قانون القبيلة اولا ثم من قانون الدولة ثانيا فهي اذا تتكون من كل القبائل و ليست لهم قبيلة معينة مما يجعل عبارة( كل جنجويدى عربي وليس كل عربي جنجويدى) غير صحيحة --- هاتين الحقيقتين تجعل من هذه الثورة ثورة حقيقية ضد أزمة الحكم التاريخية منذ الاستقلال. ولكن هناك ثمة ملاحظات في سلوك بعض الفصائل في الميدان والذى شوه كثيرا من هذه الحقيقة وأعطي هذا النظام الكارثة الفرصة الذهبية لجعل هذه الثورة صراعا محليا محضا ولتعميق وتثبيت هذا الفهم اصبح النظام داعما أساسيا لمجموعات الجنجويد اضافة لقيامه بالابادة الجماعية في المناطق التي انطلقت منها شرارة الثورة. هذا السلوك السالب يمكن حصره في الاتي:-- *أولا:--الاستقطاب الاستفزازى للثورة والدلالة علي ذلك أحداث كلبس----الطويشة----شعيرية-----برام-------الضعين, مع ملاحظة تنوع القبائل التي تسكن هذه المناطق!!! زيادة الى تلك الاحداث اختطاف الاستاذ\ عمر محمود هرون\ موظف الاغاثة من معسكرات النازحين (دمة) شمال شرق نيالا ومعروف عن هذا الاستاذ\ والذى هو من أبناء محلية نيالا\ انفعاله الشديد ضد تهميش المركز للاقاليم وبهذه المناسبة أدعو الاخوة الثوار الى اطلاق سراحه فورا!! *ثانيا:--الكثافة الاعلامية في الخطاب السياسى لبعض قيادات الثورة بالتعريف الخاطئ لمجموعات الجنجويد وعدم الطرق الاعلامى بنفس الكثافة على سلوك هذا النظام الكارثة!! كل ذلك شكل انحرافا عن خط الثورة الواضح حتى اصبح المجتمع الدولى يصور الثورة وكأنها عبارةعن صراع عرقى محلى فقط ويحمل النظام مسؤلية عدم حفظ الامن!! بمعالجة تداعيات هذا السلوك وبالالتحام بطلائع الثورة فى الشرق وفى الشمال والوسط وبثورة الجنوب السابقة لهذه الثورات وبالتحالف على برنامج الحد الادنى واعلان التشكيل القومى لمؤسسات حركة العدل والمساواة يكتمل عقد الثورة القومى من اجل سودان واحد تسوده قيم العدل والمساواة والسلام الحقيقى الشامل لا السلام الثنائ!! ولا يفوتنى أن أذكر سوءات هذا النظام والتى ضاعفت كثيرا من أزمة الحكم فى هذا الوطن!! فبعد أن ضرب بكل الشعارات والمبادئ التى أتى لتحقيقها بعرض الحائط تعامل من أجل الخلود في السلطة بالعامل الجهوى قلبا وبعض الشئ قالبا فقلبا نجد أن كل الطاقم الذى يتخذ القرار جهوى التكوين تماما أما قالبا فمن السخريات حتىالأ ندية الرياضية الكبرى ( الهلال والمريخ) لم تسلم هى الأخرى من التعين الجهوى ناهيك عن المؤسسات والهيئات الاستراتيجية الأخرى فالحديث عنها ذو شجون!!! الأمر الذى يجعل التطهير العرقى فى طريقة تكوين الطاقم الذى يتخذ القرار على مستوى المركز واضحا!!! ولا أقول أن الذى يحدث فى الميدان فى دارفور الان تطهير عرقى بل هو ابادة جماعية وهى أسوأ من التطهير العرقى!!! ومن سوءاته أيضا ظهور الأجسام الهلامية والأسماء الكودية بالخارج والتى تتناول الثورة تناولا مخلا امعانا فى التمزيق وبالتالى التشتت حتى يسود هو فى الاخر!!! وختاما نهيب بأهلنا فى محليتى كبم ورهيدالبردى بجنوب دارفور والذين اووا اخوانهم من القبائل الأخرى النازحين من سياسة الأرض المحروقة التى ينتهجها هذا النظام الكارثة فى مناطق الثوار, نهيب بهم أن يطوروا هذا الايواء الى التحام كامل بالثورة حتى تصبح ثورة دارفور تعبيرا صادقا عن لوحة الشرف التاريخية القومية من لدن الامام المهدى مرورا بالخليفة عبدالله التعايشى الى على دينار والسحينى وعبدالرحمن دبكه وعثمان دقنه والمك نمر وعلى عبداللطيف, لازالة هذا النظام الكارثة وبناء دولة الفيدرالية الحقيقية ذات النظام الديمقراطى الرئاسى البرلمانى والذى تكون فيه الرئاسة دورية بحيث يجد كل اقليم من الأقاليم السبعة حظه من الرئاسة وكذلك من المؤسسات القومية الأخرى.
أحمد ابراهيم بشرى ألأمين عضو القيادة التنفيذية لحركة العدل والمساواة السودانية وعضو اللجنة التنفيذية لاتحاد عام أبناء دارفور بالمملكة المتحدة وايرلندا بريد الكترونى [email protected]
|
|
|
|
|
|