|
ثوابت ومتغيرات .. العوض المسلمي
|
يحكى أن ملكاً كان يحكم دولة واسعة جداً. أراد هذا الملك يوماً القيام برحلة برية طويلة. خلال عودته وجد أن أقدامه تورمت بسبب المشي في الطرق الوعرة؛ فأصدر مرسوماً يقضي بتغطية كل شوارع مدينته بالجلد! ولكن أحد مستشاريه أشار عليه برأي أفضل. وهو عمل قطعة جلد صغيرة تحت قدمي الملك فقط.
تذكرت هذه القصة في ظل متابعة قريبة جدا، لما ينشر في الإنترنت والصحف حول تلك القنبلة. التي أطلقتها رئاسة الجمهورية، في حديث ابتدره أحمد ابراهيم الطاهر، القيادي بالمؤتمر الوطني. حول أمرٍ جلل سيـُعلن قريباً. فيه بشرى للمواطن. سارت الركبان بالخبر، استبشر بعضهم وأنكر آخرون، وقد توجـَّس بعضهم خيفة! وقبل أن يصدر من الرئاسة ما ينفي هذا الامر ، أتي جيمي كارتر، الرئيس الأمريكي الأسبق. مؤكداً الخبر نفسه! بل وحدَّد قُرب حدوثه.
لعلّ حكمة "أن تأتي متأخراً خير من ألاّ تأتي" كانت حاضرة، في ذهن بروفيسور إبراهيم غندور، مساعد رئيس الجمهورية؛ وذلك عندما صرح بأن ليس هناك من جديد! ولا مفأجاة من الرئيس في الوقت الحاضر. حديث يـُربك الساحة ويجعل الحديث أقرب لبالون اختبار للأحزاب والقوي السياسية. حول استعدادها للمشاركة أو انتظارها ما يحدث. ولعل في الأمر تشتيت لتماسُك الأحزاب! أو ضرب لها بما هو متوقع، ليأتي الصبح ويجد السياسيون أنهم في العراء.ل
أم أنّ الأمر لا يعدو عمّا يتحدّث به بعض الناس، بأن الرئيس كان جادٌّ فعلاً في عملٍ ما. حيث أعلن ذلك لأكثر من شخص، ليجد بعد ذلك عقبات حزبية عَصيّة، وأخرى سياسية تتقاطعها مصالح متعددة. فإذا أصر الرئيس على مفاجأته، تضرَّر أؤلئك وهؤلاء! كما سيخسر الحزب في النهاية، لأنّهم أعمدته. لقد كان درسٌ عظيما، فشل الصحفيون في تفسيره. كما عَجِز السياسيون عن توقـُّعه. فكانت المحصلة، أنّ الطرق لم تـُغطَّ بالجلود، بينما أصبح الوطن حافياً مكشوفاً غطاءه.
|
|
|
|
|
|