|
ثم ماذا بعد الانتخابات؟ بقلم الطيب مصطفى
|
01:33 PM Apr, 16 2015 سودانيز اون لاين الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
الآن وقد انتهت الانتخابات وانتقلت البلاد إلى مرحلة سياسية جديدة ووضع دستوري جديد، فإن على القوى السياسية جميعاً أن تُرجِع البصر كرتين وتمعن النظر في المشهد السياسي السوداني مقروناً بالمشهد الإقليمي والدولي، وتفكِّر عميقاً في كيفية التعامل مع الأوضاع الدستورية الجديدة من خلال نظر ثاقب يتجاوز الخاص إلى العام والحزب إلى الوطن الذي يتعين علينا جميعاً أن نعمل على إخراجه من كبوته وأزماته الكثر إلى بر الأمان. كانت القوى السياسية ولا تزال منقسمة إلى ثلاثة تيارات كبرى تتمثل في الحكومة ومن والاها من الأحزاب، وفي قوى سياسية وحركات مسلحة على الطرف الآخر من المشهد السياسي ترفض التعامل مع الحكومة وتسعى إلى إسقاطها بكل الوسائل بما فيها شن تلك الحرب المدمرة التي كبدت السودان وشعبه دماء ودموعاً وخراباً واضطراباً بأكثر مما فعلت بالحكومة وحزبها الحاكم الذين نراهم اليوم قد ظفروا بفترة جديدة من الشرعية سواء اعترفت المعارضة أم لم تعترف ولا عزاء للمعارضين جميعاً. الطائفة الثالثة التي أنحزنا إليها تتكون من أهل المنزلة بين المنزلتين وهم من يعارضون الحكومة لكنهم يرفضون حمل السلاح وإسقاط الحكومة خوفاً من مصير مجهول وبديل يأتي على أسنة الرماح وتغيير مفروض بالقوة وهو ما يمكن أن ينقلنا إلى الحالة الليبية أو السورية أو الصومالية أو اليمنية، وهو ما ظللنا نتجنبه نحن الذين استجبنا لنداء الحوار الذي ابتدره الرئيس اعترافاً منه بحق المعارضة في أن تشارك في حل الأزمة السودانية وفي صنع مستقبل السودان. دعونا نأتي إلى المشهد السياسي الحالي من الآخر ونسأل ما الذي تغير في أوضاع السودان بعد هذه الانتخابات وهل شارك المعارضون في صنع الواقع الذي تمخّض عن الانتخابات؟. بالطبع لا, بدليل أن الحوار توقف وأن وثيقتي خريطة الطريق واتفاق أديس أبابا لم يجدا حظهما من التنفيذ ولم تسر البلاد وفقاً للمسار الذي اتفق عليه المحاورون سواء من جانب الحكومة أو من شاركوها من القوى المعارضة في صناعة تلكم الوثيقتين. لست في معرض إلقاء اللائمة على أي من الطرفين فقد قتلنا ذلك بحثاً خلال المرحلة الماضية ولا نريد أن ننكأ الجراح لكننا نريد أن نتباحث حول المرحلة الجديدة بعد أن أفرزت الانتخابات وضعاً دستورياً وواقعاً سياسياً جديداً. البعض قد يتصور أننا لن نعترف بما أفرزته الانتخابات من واقع نظراً لمعارضتنا قيامها سيما وأنها تمت بدون أن تمر عبر فقرة التوافق التي نصت عليها خريطة الطريق، ولكني أقول إن السياسة هي فن الممكن فالتاريخ يسجل وقد سجل بالفعل كل ما جرى من خروقات ونكوص وأهم من ذلك فإن الله شاهد على ذلك كله. نحن أولاد اليوم ويجب أن نتعامل مع الواقع الذي نشأ لأن عدم الاعتراف به لن يغير شيئاً كما أنه قد يشكل خطراً على حاضر ومستقبل البلاد ولا خيار لمن يرفض نتيجة الانتخابات غير الانضمام إلى المطالبين بإسقاط النظام بكل الوسائل بما في ذلك حمل السلاح رغم البديل الليبي والسوري والصومالي واليمني والعراقي الذي نخشى أن تنحدر إليه بلادنا. سنظل في المعارضة وفي نفس المنزلة الوسطى بين الطرفين المتطرفين خوفاً على هذه البلاد التي تعاني من هشاشة مكوناتها الاجتماعية والقبلية التي لا تزال تشن على بعضها حروب داحس والغبراء ومن واقع سياسي محتقن ومضطرب يهدد سلامه الاجتماعي لوردات الحرب الذين أبوا إلا أن يستمروا في ترويع أهليهم رغم أنهم يعيشون وأبناؤهم الذين من أصلابهم في فنادق أوروبا ونعيم العواصم المترفة.. سنظل في المعارضة التي لا تحمل سلاحاً رأينا ما فعله في أهلنا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.. لكنها معارضة تنصح وتضغط بالوسائل السلمية حتى يستجيب أهل الحكم لمطلوبات الحكم الراشد والمسار الديمقراطي. نعم، ظللنا نطلب استقراراً لبلادنا وننشد مساراً ديمقراطياً وحكماً راشداً نعلم كيف طور البلاد والشعوب الأخرى ولا نزال نطلب من المؤتمر الوطني وقياداته أن يترفقوا بهذه البلاد وأهلها وبإمكانهم فعل الكثير. هل نعتبر الحوار الوطني قد انتهى؟ هذا يحتاج إلى إجابة مستبصرة تخضع أولاً وأخيراً لما تفعله الحكومة في عهدها الجديد ولا أجد من بيده إمكانية وضع البلاد في مسار ينقلها إلى طور جديد يدخل به التاريخ غير الرئيس المنتخب وكذلك لا أجد من بإمكانه أن يغلق أي بادرة أمل في مستقبل جديد غيره.
http://www.assayha.net/play.php?catsmktba=4195http://www.assayha.net/play.php?catsmktba=4195
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- غازي صلاح الدين وقيمة العفو بقلم الطيب مصطفى 04-13-15, 01:43 PM, الطيب مصطفى
- الزراعة بين المحنة والمنحة بقلم الطيب مصطفى 04-12-15, 01:26 PM, الطيب مصطفى
- أسامة حسون.. آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه! بقلم الطيب مصطفى 04-11-15, 01:34 PM, الطيب مصطفى
- أغاني الراب وإصلاح الاتحادي الأصل بقلم الطيب مصطفى 04-09-15, 03:48 PM, الطيب مصطفى
- وزراء أخشى أن يغادروا بقلم الطيب مصطفى 04-07-15, 01:32 PM, الطيب مصطفى
- عندما استبدل الجنوب سيداً بسيد!! بقلم الطيب مصطفى 04-06-15, 01:53 PM, الطيب مصطفى
- حسين الحوثي وعارف الركابي بقلم الطيب مصطفى 04-04-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
- صحة المواطن وحماية المستهلك بقلم الطيب مصطفى 04-02-15, 01:14 PM, الطيب مصطفى
- يا ويل السودان من كتالين الكتلا! 2-2 بقلم الطيب مصطفى 04-01-15, 02:20 PM, الطيب مصطفى
- لنازحون والخطر الداهم يا وزير الداخلية بقلم الطيب مصطفى 03-26-15, 01:50 PM, الطيب مصطفى
- مبروك للبشير إعلان سد النهضة بقلم الطيب مصطفى 03-25-15, 02:19 PM, الطيب مصطفى
- الميرغني واعتزال السياسة بقلم الطيب مصطفى 03-24-15, 01:57 PM, الطيب مصطفى
- بين الترابي والكادوك! بقلم الطيب مصطفى 03-23-15, 01:48 PM, الطيب مصطفى
- عقدة الدونية وسودانية أوباما وزوجة نوح..! بقلم الطيب مصطفى 03-22-15, 02:13 PM, الطيب مصطفى
- نبتة التمباك هل هي شجرة الزقوم؟! بقلم الطيب مصطفى 03-21-15, 12:58 PM, الطيب مصطفى
- بين نداء السودان والهجوم على كلوقي بقلم الطيب مصطفى 03-18-15, 02:13 PM, الطيب مصطفى
- أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (3-3) بقلم الطيب مصطفى 03-17-15, 01:24 PM, الطيب مصطفى
- أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (2-3) بقلم الطيب مصطفى 03-16-15, 02:08 PM, الطيب مصطفى
- (الصيحة) في عامها الثاني بقلم الطيب مصطفى 03-15-15, 01:10 PM, الطيب مصطفى
- بين حسن عبد الوهاب وإهدار المال العام بقلم الطيب مصطفى 03-14-15, 02:07 PM, الطيب مصطفى
- يتامى المسلمين؟ بقلم الطيب مصطفى 03-13-15, 01:55 PM, الطيب مصطفى
- لماذا يا لطيف؟! بقلم الطيب مصطفى 03-12-15, 12:58 PM, الطيب مصطفى
- بين مصطفى عثمان وياسر يوسف بقلم الطيب مصطفى 03-11-15, 01:25 PM, الطيب مصطفى
- المؤتمر الشعبي ولعبة السياسة القذرة! بقلم الطيب مصطفى 03-10-15, 02:44 PM, الطيب مصطفى
- اللهم لا شماتة! بقلم الطيب مصطفى 03-09-15, 01:32 PM, الطيب مصطفى
- مجزرة الاتحادي الأصل! بقلم الطيب مصطفى 03-08-15, 02:14 PM, الطيب مصطفى
- أخطار الصعوط أو التمباك.. اقرأ لتتقيأ! بقلم الطيب مصطفى 03-07-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
- مصدر الاعتقاد الحق بقلم الطيب مصطفى 03-06-15, 02:00 PM, الطيب مصطفى
- الضربة الاستباقية .. اقراوا جيدا وسوف تفهمون بقلم الطيب مصطفى 03-05-15, 12:32 PM, الطيب مصطفى
- بين القضاء والصحافة بقلم الطيب مصطفى 03-04-15, 01:59 PM, الطيب مصطفى
- من يقنع الباز؟! بقلم عثمان الطيب مصطفى 03-03-15, 01:42 PM, الطيب مصطفى
- المساواة ثابتة في القرآن بقلم الطيب مصطفى 02-27-15, 01:45 PM, الطيب مصطفى
- المطلوب من الوطني والصادق المهدي بقلم الطيب مصطفى 02-26-15, 01:25 PM, الطيب مصطفى
- دمعات على قبر الزهاوي إبراهيم مالك بقلم الطيب مصطفى 02-24-15, 01:58 PM, الطيب مصطفى
- حركات دارفور ودورها في الحروب الأفريقية! بقلم الطيب مصطفى 02-23-15, 01:39 PM, الطيب مصطفى
- بين أردوغان وأعداء الإسلام السياسي بقلم الطيب مصطفى 02-22-15, 01:20 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-21-15, 02:01 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-20-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
- بين سجن دبك وغابة السنط والمأساة المنسية بقلم الطيب مصطفى 02-19-15, 01:14 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني وتصحيح المسار بقلم الطيب مصطفى 02-17-15, 02:53 PM, الطيب مصطفى
- هل يفعلها عصام البشير؟ بقلم الطيب مصطفى 02-15-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني والمسار الديمقراطي بقلم الطيب مصطفى 02-14-15, 03:27 PM, الطيب مصطفى
- حسّنوا صورة المرأة المسلمة بقلم الطيب مصطفى 02-13-15, 01:28 PM, الطيب مصطفى
- هلا أوقفنا إهدار المال العام؟ بقلم الطيب مصطفى 02-11-15, 01:47 PM, الطيب مصطفى
- حدود الحلال والحرام الوطني بقلم الطيب مصطفى 02-10-15, 01:38 PM, الطيب مصطفى
- الترابى واقتراب الاجل بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 05:31 PM, الطيب مصطفى
- عندما عضَّ الرجلُ كلباً! بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 01:29 PM, الطيب مصطفى
- رهينة المحبسين: الجهل والفقر بقلم الطيب مصطفى 02-08-15, 02:36 PM, الطيب مصطفى
- وعادت الإنتباهة بقلم الطيب مصطفى 02-07-15, 06:48 PM, الطيب مصطفى
- رفع الدعم والمعالجات المجنونة!!..الطيب مصطفى 09-18-13, 06:29 PM, الطيب مصطفى
|
|
|
|
|
|