تحليل: د.أنور شمبال لفت اهتمامي سؤالين أثنين، وإجاباتهما في حوار رئيس الجمهورية المشير عمر البشير مع صحيفة "الشرق" القطرية الذي أجراه الصحفي صادق العماري، ونشرته "أخبار اليوم" كاملاً، الأول هو سؤاله عن تقييم الرئيس للدور القطري في دعم الاقتصاد السوداني وللتعاون الاقتصادي والاستثماري والمالي، ومستقبل هذا التعاون؟. دعم قطر أجاب الرئيس بقوله(نحن كنا في لحظة فارقة إبان انفصال السودان، حيث كان الهدف من الانفصال هو ضرب الاقتصاد السوداني ليس حباً في الجنوب ولا قناعة بقيام دولة في جنوب السودان، وما يحدث في جنوب السودان لم يكن مفاجئا لنا نحن في السودان، ولكن كان الهدف هو حرمان الجنوب من عائدات البترول ( 90 % من عائدات النقد الاجنبي و40% من عائدات الموازنة) من خلال الاتفصال، ولم يكتف المتربصون بالسودان بذلك، ولكن سعوا لإشعال الحرب في دارفور، ومن هنا فإن قطر كان لها دور مزدوج داعم للسودان ودخلوا معنا في اتفاقيات ومحاولة دعم البنك المركزي بودائع اودعت في بنك السودان المركزي، مما مكن الدولة من تسيير دولابها وتوفر السلع والخدمات الأساسية للمواطنين، وفي الوقت نفسه عملت معنا على ايقاف حرب دارفور التي كانت تشكل استنزافا اقتصاديا كبيراً جداً فدعمت ميزان المدفوعات بودائع وأوقفت الحرب في دارفور). يعطونا حقوقنا والثاني سؤاله عن: إذا رفعت العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان نهائيا ما الأثر الإيجابي المتوقع على السودان وشعب السودان سياسيا واقتصاديا؟ فرد الرئيس:(سياسيا الأثر سيكون محدوداً جداً لأنه إلى الآن ليست علينا ضغوط سياسية لكن لا تزال عندنا قضايا، فالسلام لم يكتمل ولدينا تفاوض حول السلام وهذا يعطي للموضوعيين بأن يقدروا موقفنا حيث ابرمنا اتفاقية سلام وضحينا بوحدة السودان من أجل السلام وعملنا اتفاقا شاملا واتفاقية ابوجا واتفاقية الدوحة وهي كلها إنجازات تستدعي أن يعطونا حقوقنا لكن الحل السياسي سيساهم في أن يكون الناس موضوعيين في قضايا السلام الأخرى لكن الأثر الأساسي هو الوضع الاقتصادي، فكثير من الجهات التي لديها مصالح تتأثر بالعقوبات، فحقول البترول كلها كانت مرخصة لشركات نفط امريكية وبسبب العقوبات خرجت الشركات الامريكية وبعدها حرمت امريكا كل الشركات الغربية والبنوك حتى الدول العربية من التعامل مع السودان، وقد وصلنا لمرحلة عدم القدرة على تحويل أموال المغتربين للسودان فالاثر الاقتصادي سيكون كبيرا وتترتب عليه آثار اجتماعية وامنية وسياسية ومنافع كثيرة، والان بدأت الشركات الامريكية والغربية ترد الى السودان). تمعن مليّاً وأعد قراءة الأجابتين كرتين، وحلل وقارن. أريحية كاملة يبدو واضحاً لمن قرأ الحوار أن رئيس الجمهورية، في أريحية كاملة، وصريح وواضح للدرجة التي جعلت الصحفي لا يدقق في نقله للحديث أو يصححها، وكذلك الصحف التي أعادت نشره لم تدخل يدها في التوضيح للقارئ، فقد أعطى رئيس الجمهور حق دولة قطر بالشكر، في تعاونها مع حكومته في ظروف صعبة وهي تستحق خاصة وأنها اسهمت في توقيع وثيقة الدوحة، وهو يكشف ذلك لاول مرة بهذه الصورة، الأمر الثاني أن انفصال الجنوب، والتوقيع على اتفاقية السلام جاءت وفق ضغط واصرار جهة محددة، لم يفضل الرئيس ذكر اسمها، لكنه أشار إليها أكثر من مرة، في إجابتيه للسؤالين، لكنه عاد وقال واشنطن في سؤال آخر الحوار الذي تصمن (26) سؤالاً، أي يعني أن كثير مما يطبق على الشعب هو تنفيذ لبرامج امريكا . حرمان السودان وتمثل عدم التدقيق فيما نقله الصحفي عنه قوله (انفصال السودان) والصحيح هو (انفصال جنوب السودان) ونقله قوله "الهدف هو حرمان الجنوب من عائدات البترول" والصحيح هو حرمان السودان، وهو نماذج من الملاحظات على الحوار ولها تبعاتها، مع علاقات الدول، ويبني عليها أي محلل معلوماته، وكذلك سفراء الدول ومتخذي القرار. وفي الاجابة على السؤال الثاني نبه الرئيس لامرين مهمين هما أن ليس على السودان الآن ضغوط سياسية، وفي نفس كان حديثه عن أن إجراءات المحكمة الجنائية سياسية، وفرض العقوبات الاقتصادية سياسي. والثاني أن هناك حقوق واجبة الالتزام، تجاه ما تم في البلاد، فلا أدري أي حق مستحق لشخص رضى بتقسيم بلده؟ وفي ذات الوقت فتح الأمل واسعاً بعودة الشركات الامريكية للعمل بالسودان بقوة خاصة شركات النفط.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة