|
توقعات في دروب المستقبل السياسي بقلم صلاح الباشا
|
* تحتشد صفحات الصحف والمواقع هذه الايام باخبار الانتخابات القادمة وقد اصبح الامر واقعا لا يمكن تفاديه .. وذلك بان الدورة البرلمانية الحالية وكذلك فترة ولاية الجمهورية قد اقترب اوان نهاياتها مع الربع الاول من العام القادم 2015م. وبالتالي تختفي مسالة فترة انتقالية حسب منافستو المعارضة بكافة اشكالها. * وهنا يصبح الحديث عن تفاهمات حول الحوار الوطني ولجنة السبعتين قد تجاوزه الزمن برغم توقيع اللجنتين علي اعلان مباديء بالعاصمة الاثيوبية اديس قبل عدة ايام مع ما رافقها من زخم عالي في الاعلام والوكالات العالمية للدرجة التي بات البعض يعتقد فيها بان مسالة الحرب والسلام قد ان اوان وضع نهاية لها .. وقد اصبحنا نحلم بتطبيق مبدا الحقيقة والمصالحة التي اشرنا اليها في مقالنا السابق هنا . * والان انحصرت الهموم الاعلامية كلها حول من هو الوالي المرشح من مؤتمرات ولايته من بين الذين تم رفع اسمائهم من كل ولاية للمؤتمر العام القادم والخاص بحزب المؤتمر الوطني الذي حددت دورة انعقاده في اكتوبر القادم . * لكننا نلاحظ ان الانتخابات القادمة تتسم بشكل فطير منذ الان بسبب ان القوي السياسية في الساحة السودانية لم تعد تهتم بها .. ولا الجماهير نفسها تتابع ما يحدث من حراك قاعدي مثلما صاحب الانتخابات الماضية في العام 2014 . * ففي الانتخابات السابقة كانت كل قيادات الاحزاب متواجدة داخل الوطن وكانت البلاد موحدة .. وكان الحراك الحزبي عالي الوتيرة .. فقد كانت البلاد بطولها وعرضها تشهد ليال سياسية وزعماء الاحزاب يخاطبونها .. وجماهيرها تحسن استقبالها وتقيم لها الاستقبالات الحاشدة في المدن والقري والفرقان وبفرحة غامرة . ما يدل علي عشق السودانيين لاشواقهم السياسية الخالدة التي تسكن في الوجدان السوداني تماما . * والان ترد الاخبار في بعض الصحف والتي تناقلتها الاسافير في مواقعها ان المؤتمر الوطني قد شرع فعلا في التنسيق لتخصيص دوائر انتخابية محددة في العاصمة والولايات لبعض احزاب الشراكة .. بل ذهبت الاخبار اكثر بان هناك محاصصة وفقا لترتيبات مالية معينة قد تم الاتفاق حولها بين الحزب الحاكم والاتحادي الاصل بحسبان انه صاحب قاعدة جماهيرية لا تخطئها العين . * ولكن ذات الاخبار قد افرطت في القول بان الاتحادي الاصل يعيش خلافا داخليا في قمة قيادته الموجودة خارج الوطن حول خوض الانتخابات ... وهذا مالم يصرح به اي من تلك القيادات الرفيعة . خاصة وان الصحيفة المعنية لم تذكر اسم مرجعيتها في تحليلها الذي يعتبر اكبر خبر خطير يتهم تلك القيادات في ذممها لخلق نوع من الاضطراب والتعقيدات وسط جماهيرها . * ومثل تلك التهم ان حدثت في دول تعرف قدر الناس وتحترم الخلق السياسي لكانت تقف الان امام القضاء في اقل من اربع وعشرين ساعة .. وحتي حزب المؤتمر الوطني قد مسته مثل هذه الاخبار التي تسيء قطعا لادائه السياسي بانه حزب يعتمد في استمراريته علي شراء ذمم القوي السياسية المنافسة وفي هذه الحالة عليه ان يقاضي الصحيغة المعنية حتي تاتي باثباتاتها امام القضاء دون اللجوء الي ايقافها امنيا لان ذلك يؤكد ما تنشره من نقد .. وحتي القيادات الحزبية التي اشارت اليها الاخبار يجب عليها احترام قيمة العمل السياسي وامانة العمل الحزبي سواء في الاتحادي الاصل او المؤتمر الوطني حيث من المفترض ان تقوم اماناتها الاعلامية المكلفة بتوضيح الامر للجماهير . * اما ان كان هناك تنسيقا انتخابيا بين الحزب الحاكم واحزاب الشراكة فيجب الا يكون ذلك من الاسرار الخاصة التي تتطلب ( الغطغطة ) طالما كانت تلك القيادات صاحبة القرار علي قناعة تامة بجدوي ذلك التتسيق .. وفي هذه الحالة تكون الصحف صادقة فيما تنشره من اخبار . * اخيرا نقول ان علي المؤتمر الوطني ان يتاكد بواسطة اجهزة رصده العديدة من ان قرارات احزاب الشراكة جميعها تنبع من قناعات كوادر تلك الاحزاب الناشطة وسط الجماهير حتي يكون قرار الحزب الحاكم موفقا وسليما في اختياراته ونابعا ايضا من مكتبه القيادي لجمع اهل السودان علي صعيد واحد من اجل الوطن واستقراره. * ويبقي السؤال : هل يستمر الحوار الوطني مع الحركات المعارضة ام تسبب الانتخابات القادمة خميرة عكننة .. هذا ما تاتي به تطورات الاحداث القادمة . mailto:[email protected]@gmail.com
|
|
|
|
|
|