|
تودينا للسادة بقلم عمر عبد العزيز
|
07:44 PM Mar, 16 2015 سودانيز اون لاين عمر عبد العزيز - مكتبتى فى سودانيزاونلاين
جاء على صفحات صحيفة اليوم التالي الأسبوع الماضي أن بخاري الجعلي عضو الهيئة القيادية بالحزب الاتحادي الأصل شن هجوما عنيفا على مؤيدي الانتخابات بالحزب، ووصفهم بمراهقي السياسة وخدم السلطان ومتعثري المصارف، وذلك على خلفية القرار الأخير القاضي بفصل سبعة عشر قياديا بالحزب بينهم الجعلي. ويعود الخلاف بين القياديين المفصولين من جهة وبين مؤيدي الانتخابات من جهة أخرى إلى رفض الجعلي ومجموعته مشاركة الحزب في الانتخابات. وواصل الجعلي هجومه على المجموعة المؤيدة للانتخابات، واصفا إياهم بمراهقي السياسة والفاقد التربوي وخدم السلطان، حسبما ذكرت صحيفة اليوم التالي. كل هذا لا بأس منه ولا غبار عليه، على الرغم من أن الرجل قد قسا بعض الشيء على معارضيه، ولكن لا بأس حتى الآن، أو باللهجة الدارجة (لغة هنا نحن كويسين). متى وأين تبدأ المشكلة؟ في الفقرة المقبلة من الخبر. في هذه الفقرة عبر الجعلي عن تقديره واحترامه للسيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الإتحادي، مضيفا "إنهم لن يردوا في المرحلة الحالية بالتفصيل وسيسكتون على ما أصابهم من رشاش، احتراما للميرغني". والفقرة الأخيرة بين القوسين منقولة كما هي من حديث الجعلي. هنا تكمن المشكلة، مشكلة القياديين في الحزب الاتحادي الأصل، وخاصة القياديين الرافضين للخط الحالي في الحزب، الرافضين للمشاركة في الانتخابات والتقارب مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم. المشكلة باختصار أن هؤلاء القادة الرافضين يهاجمون كل من يروج للمشاركة أو التقارب مع حزب المؤتمر الوطني دون تردد أو وجل، وهذا من حقهم طالما أنهم اتخذوا هذا الموقف السياسي، لكن ما أن تقترب القضية من حمى الميرغني حتى تسكت شهرزاد عن الكلام المباح، وتختلق الأعذار والحجج للابتعاد عن مهاجمة الميرغني. لا أريد هنا أن أوجه سهام الانتقاد إلى الدكتور الجعلي على وجه التحديد –فهذا الأمر ليس هدفا لهذا المقال- لكني أريد أن استفهم عن سر هذا الأمر. لماذا يهاجم الدكتور الجعلي خصومه السياسيين داخل الحزب دون تردد ولا وجل، لكنه يتوقف في تلك المحطة ولا ينتقد الميرغني على صمته المريب بشان هذه القضية. دعك من الانتقاد، فربما يكون الانتقاد مرحلة لا نحلم بها في هذا المقام، لماذا لا يستفسر الجعلي عن موقف مولانا مما جرى ويجري في الحزب بشأن ما أشيع عن فصله وآخرين، وقبل ذلك لماذا لا يستفسرالجعلي عن موقف واضح للحزب من قضية المشاركة في الانتخابات، تلك القضية التي كانت سببا في تفجير الأزمة الأخيرة، وقبل كل شيء لماذا لا يستفسر الجعلي عن سر الغياب الطويل خارج السودان والصمت المريب عن كل ما يجري في السودان من قبل الميرغني؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا يحاط السيدان الميرغني والصادق داخل حزبيهما بهالة من القداسة تجعلهما فوق النقد أو المراجعة؟ لماذا؟ قد تبدو الإجابة سهلة ويسيرة كما يتبادر إلى الكثير من الأذهان، وهي أنهما زعيمان دينيان موقران لهما مكانة تقترب من تخوم التقديس لدى ملايين السودانيين، قد تبدو الإجابة كذلك. لكن هذه الإجابة السهلة –للأسف الشديد- لا تغلق ملف تلك التساؤلات السابقة، بل تزيده اسئلة حائرة، اسئلة ظلت في انتظار إجابات شافية من نشوء الأحزاب السياسية في السودان. لماذا؟ لماذا يسلم المثقفون والمتعلمون السودانيون أمرهم إلى قيادات جمعت بين السلطة الدينية والسياسية؟ لماذا كتب علينافي السودان أن ننتقل بطوائفنا و"سادتنا" إلى قبة البرلمان. قال لي أحد الأصدقاء المقربين –الذي عرف بخفة دمه- قال لي "عليك الله دي بلد دي؟ ناس اغنوا يقولوا: تقوم بينا العربية تودينا للسادة؟!!". ضحكت حينها كثيرا من هذه الملاحظة الغريبة التي لم التفت إليها على الرغم من أنني استمعت إلى هذه الاغنية من قبل، ضحكت حينها دون أن التفت إلى المعني العميق في هذا التساؤل، لكنني الآن اطرح هذا السؤال على الكثير من القياديين في حزب الأمة والاتحادي الأصل: هل تنتظرون السيارة التي ستأخذكم إلى السادة؟
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- نداء السودان يبيع جلد الدب قبل صيده بقلم عمر عبد العزيز 12-04-14, 01:58 PM, عمر عبد العزيز
- كلمات وأساليب غير صحيحة تسللت إلى الصحافة السودان عمر عبد العزيز 09-09-13, 05:15 PM, عمر عبد العزيز
|
|
|
|
|
|