|
توبة النيل أبي قرون ..هل هي من قبيل التوبة النصوح؟! محمد وقيع الله
|
توبة النيل أبي قرون ..هل هي من قبيل التوبة النصوح؟! محمد وقيع الله (1) مجددا أعلن الرويفضة والرويبضة النيل أبو قرون تخليه عن اعتقادات أحبابه الروافض. وأول ما لفت النظر في الإعلان أن هذا الشخص تكلم وكأنه صاحب سلطان فخيم. وأوحى بأن له هيئة مستشارين من بينهم مستشاره الإعلامي الذي كلفه أن يدلي بهذا الحديث بالنيابة عنه. فكان أول الوهن أن ينأى هذا الشخص، المدعو النيل، والذي كان حتى الأمس القريب يكثر من مخاطبة الناس بنفسه عن طريق التلفاز، أن ينأى هذه المرة عن أن مخاطبتهم مباشرة. وأن ينتدب شخصا مجهولا ليحدث الناس عن التطورات الفكرية والعقدية التي تخص النيل شخصيا أول ما تهم ولا تخص هذا المتحدث المستضاف أو المتطفل في شئ. ولذا لم نجد تفسيرا أفضل لهذا التصرف غير المبرر وغير المعقول سوى اتجاه صاحب الشأن الأصلي، وهو المدعو النيل، إلى ادعاء الأهمية والكبرياء، واصطناع التعالي والتعاظم، وإلى التشبه بالزعماء والأكابر. وهذا تصرف ناتج عن الوهم الكبير الذي يستولي على عقله الباطن ويوجه سلوكه الظاهر ويخيل إليه أنه شخص كبير مثير خطير! وقد اتصف تصريح النيل هذا المروي عنه بالاقتضاب الشديد وشابه غير قليل من الغموض. فلم يشأ أن يخبر الناس بما جرى تحت الجسر الواصل بينه وبين أحبابه الروافض من المياه العكرة التي أفسدت علاقاته بأحبابه القدامى الذين كانوا يمدونه بما لذ وطاب من الأوصاب والأوشاب. ولم يحدثنا كيف عنَّ له أن يكتشف عثرات طريقه السابق الذي اندفع فيه بغير روية في خدمة دين آخر غير دين أمته من أهل السنة والجماعة. ولم يحدثنا تفصيلا كم أفسد وكم أضل من أفراد أهل السنة والجماعة وكم شوش عليهم اعتقاداتهم السنية الغراء. ولم يحدثنا عما هو فاعل في مقبل أيامه لهداية من كان سببا في تضليلهم من السنيين الذين ربطهم بملة الروافض الخوارج. ولم يحدثنا عن الثمن الذي تلقاه وذاك الذي كان يحلم به لقاء مجهوداته الدنيئة هذه. وقد كان يجدر به أن يعترف بما اعترى علاقاته بالروافض، وانتهى بها إلى الاهتراء والنقض. وهل كان ذلك صراعا من نوع الصراع المادي حول المناصب والمغانم، أم هو خلاف مبدئي حول المفاهيم والحقائق الأصلية. وربما أراد النيل أن يشير إلى الناس ويؤكد لهم أن خلافه مع الروافض كان من هذا النوع الأخير. لأنه أعلن في تصريحه المقتضب المروي عنه أن خلافة أبي بكر الصديق، رضي الله تعالى عنهما، كانت خلافة شرعية صحيحة! وسبحان الله رب العرش العظيم .. فهل كان السودانيون، وكان سوادهم الأعظم الأغلب سنيون مالكيون، في حاجة إلى من يقنعهم بأن خلافة سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما كانت صحيحة؟! كلا! فلم يكن أحد منهم بالقطع محتاجا إلى شئ من هذا. وربما كان المحتاج إلى هذه النوع من اليقين هو القائل المرتاب نفسه وهو هذا النيل ذو القرون! وقد كان من المفترض أن يخبر هذا النيل الناس بطبيعة اعتقاده السابق، الذي استقاه من الروافض، الذين رفضوا خلافة الصديق والفاروق وذي النورين. وبذلك استحقوا هذا الاسم المقيت. وكان من المرجو من هذا النيل ذي القرون أن يخبر الناس إن كان في ماضيه القريب يعتقد بعدم شرعية هؤلاء الخلفاء الثلاثة. وإن كان قد درج على رميهم بالكفر مثلما يفعل أحبابه الروافض. وإذا كان النيل في ما مضى من أمره القريب يعتقد بذلك، فهو مرجو أن يخبر السودانيين لماذا صبأ عن عقيدة أهل السنة والجماعة، ولماذا اتبع دعاة التكفير الباطنيين الروافض، الذين بدأوا حركة التكفير. وإنهم لم يبدأوها كما يفعل التكفيريون المعاصرون بتكفير المسلمين العاديين، وإنما بأودها بتكفير كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأئمة الإسلام وأبطاله التاريخيين الذين جاهدوا وأبلوا في سبيله أعظم بلاء. ثم ليخبرنا النتيل لم تاب وثاب وآب إلى عقيدة أهل السنة والجماعة من جديد. هذا إن كان صادقا فعلا في توبته وثوبته وأوبته. ولم يكن زنديقا تائها حائرا مترددا بين معالم الهدى وملامح الضلال، كما أفتى في حقه إمام من أئمة أهل السنة والجماعة في السودان، هو فضيلة العلامة الشيخ عبد الحي يوسف، أيده الله تعالى بالحق وأيد الحق به.
|
|
|
|
|
|