|
تهديدات حماس والافق السياسي والامني بقلم سميح خلف
|
08:53 AM Jul, 15 2015 سودانيز اون لاين سميح خلف-فلسطين مكتبتى فى سودانيزاونلاين
في الايام القليلة الماضية وفي ذكرى العصف الماكول الذي اكل كثير من مفاهيم سياسية ماضية ودفع قطاع غزة ثمنا باهظا في مواجهة الاحتلال، وما اعلن عنه ابو عبيدة من تطوير لسلاح الصواريخ وما اتى من الجانب الاخر حول فضيحة حكومة نتنياهو والجيش والامن الاسرائيلي وما نشرته الفضائيات عن اسرى لدى حماس وصفتهم الحكومة الاسرائيلية بالمرضى نفسيا...!!! والذين تسللوا باختيارهم الى الحدود الشمالية لقطاع غزة....... اما في الجانب الاخر مما تبقى من ارض الوطن في الضفة، تعجز اجهزة الامن الصهيونية في ملاحقة والكشف عن الافراد الذين قاموا بتنفيذ بعض العمليات العسكرية تجاه المستوطنيين وفشل السلطة في الكشف عن هوية هؤلاء.... قامت السلطة بعملية اعتقالات جماعية طالت اكثر من 136 ناشط تقول السلطة انهم من اتباع حماس، وعلى اثر ذلك يصرح احد قادة حماس بانه ان لم تكف السلطة عن ملاحقة نشطائها فانها ستكون محل استهداف، ويرد الضميري الناطق باسم الاجهزة الامنية ان فعلت حماس ونفذت تهديداتها فانها ستلاقي ردا صاعقا عليها ويرد ابو مرزوق على ذلك ان هذا زمن ولى.... في حين ان تصريحات رئيس وزراء اسرائيل واجهزته الماضية تؤكد ان السلطة لها مصلحة حقيقية في تواجد الاحتلال ولان الاحتلال هو العمود الفقري المحافظ على وجودها والا كان ومنذ زمن ان استولت حماس على السلطة في الضفة.
واقع غزة يختلف تماما عن واقع الضفة سياسيا وامنيا ، قد تجد انتقادات شعبية واسعة للسلطة في الضفة الغربية وانصار كثر لحماس في الضفة وخاصة في منطقة الخليل التي تحسب تاريخيا لحماس وهذا ما يفسر خسارة فتح في الانتخابات سواء في البلديات او التنظيمات الشعبية ، في غزة كذلك الامر وجهت لحماس انتقادت شعبية واتهمتها بالعمل كفصيل ابان حكمها غزة وتخصيص الوظائف لابناء حماس وتحول المؤسسة والترشيح للوظيفة الى داخل اروقة الجوامع، حماس لديها على الارض مؤسسة امنية وعسكرية قوية تتنامى يوما بعد يوم، اما السلطة فلقد خضعت اجهزتها ايضا لارقى انواع التدريب في الامن الوطني واجهزة الامن الاخرى شاركت فيها امريكا ودول اوروبية وعربية.
كل منهما يحشد قواه على الارض ويدعمها وتعمل حماس الان على فك الحصار عن قطاع غزة وبورقة حمساوية فقط بدون مرجعيات اخرى وطنية، في الضفة الغربية سلطة عمودها الفقري الاجهزة الامنية والتمويل والتنسيق المشترك بينها وبين اسرائيل فكل منهما له مصلحة في استمرارية التنسيق.
امام تلك المقارنات لا يوجد مقاربات بين برنامج حماس وبين برنامج السلطة بل تعمل حماس ليلا نهارا لتكون قوة الاحلال وبديلة عن ضعف السلطة وتناقضاتها الداخلية وخاصة حالة الضعف التي تشهدها حركة فتح من وهن وضعف وصراعات من تحت الطاولة تتنافس لتحل بخلافة عباس الذي يتحدث جميعهم عن سنه الطاعن الذي لا يخوله للاستمرار في قيادة منظمة التحرير وفتح وعدة اجراءات اتخذها لتصفية معارضية سياسيا وتنظيميا سواء في فتح او السلطة.
ولكن هل تستطيع حماس تكرار سيناريو 2007 في الضفة..؟؟ وهل ظروف غزة في ذاك الوقت تشابه ظروف الضفة الان...... وهل المناخات التي وفرتها سلطة عباس عام 2007 يمكن ان توفرها لحماس الان.......... بالقطع لا للاسباب الاتية:-
1-الاجهزة الامنية في الضفة تكاد لها استقلالية وقوة اكثر نفوذا في الضفة الغربية عن القيادة السياسية ولالتصاقها ببرنامج امريكي اسرائيلي مشارك في الواقع الامني للضفة.
2- الضفة الغربية في حالة احتلال بالكامل ومحاولة اي انقلاب على السلطة لن يمر الا بموافقة اسرائيل
3- الحالة العشائرية والقبلية وهي تشكل قبائل كبرى في الخليل وجنين ونابلس وطول كرم قد تكون عائقا امام تغيير قد يصاحبه فوضى وهذا مالايقبله الاحتلال والدول المجاورة كالاردن الذي يمكن ان يهدد امنها الاقليمي.
على ضوء تلك اللوحة وتمترس مؤسسات قوية كالامن والعسكر وهي مؤسسات سيادية في غزة وتخضع لبرنامج سياسي وكما هو الحال في الضفة مؤسسات سيادية بالتفاق مع الاحتلال تدريبا وعتادا يخلق تباين واسع لا يمكن اللقاء فيه بالاندماج او بوحدة وطنية او بحكومة توافق..... قد يكون البرنامجين مختلفين ولكنهما يتفقان على استثمار شكل السلطة من مخللفات اتفاقية اوسلو....... ولكن لن تستطيع احداث تغيير رسمي او شعبي في الضفة كونها محتلة تماما الا في نطاق برنامج تفاوضي بين حماس والاحتلال توافق فيه اسرائيل على عملية الاحلال........ وكذلك لن تستطيع السلطة السيطرة على قطاع غزة الا ببرنامج سياسي يتوافق مع متطلبات برنامج حماس وهذا لن يحدث على ضوء معادلة قيادة السلطة التي يقودها ابو مازن....... ولكن يمكن لحماس ان تحرج السلطة في الضفة وتثير انواع محدودة من التمرد والفوضى من خلال عمليات ضد الاحتلال التي قد تفرض على الطرفين المواجهة وفي هذه الحالة قد يصبح هذا الواقع خطرا على السلم الاهلي ومنظمة العشائر والقبائل التي تضطر اسرائيل كدولة احتلال فرض قيادة جديدة للسلطة ، تلك الفرضيات تتوقف على ماستقدمه حماس من ورقة سياسية في المرحلة القادمة ومن جهة اخرى هل تستطيع السلطة الخروج من مأزقها السياسي والوطني وهل قصة خلافة عباس ستمر بأمان..!!! وما هو برنامج السلطة بعد فشل المفاوضات ..؟؟ وهل محطات الانتظار للدور الامريكي ستنقذ السلطة من مأزقها لا اعتقد ذلك.....
بلا شك ان الواقع الفلسطيني يمر بمنعطف شديد سواء في الضفة او غزة....... وان نجحت حماس في فك الحصار وميناء ومطار وتسوية اوضاعها مع مصر قد تكون ليست بحاجة للسلطة ولا بحاجة لحكومة توافق عاجزة وليست في حاجة لبرنامج عاجز يقوده محمود عباس..... بل سيفقد عباس كل اوراقه اذا لم يكن قد فقدها...... والايام حبلى بالمفاجأت.
سميح خلف
أحدث المقالات
- "صوت المرأة" (الاتحاد النسائي) في عامها الستين (يوليو 1955): بقلم عبد الله علي إبراهيم 07-15-15, 08:26 AM, عبدالله علي إبراهيم
- (هُس) !! بقلم صلاح الدين عووضة 07-15-15, 08:22 AM, صلاح الدين عووضة
- يا غندور.. حذار من الخديعة بقلم الطيب مصطفى 07-15-15, 08:16 AM, الطيب مصطفى
- ( نتحصن كلنا) بقلم الطاهر ساتي 07-15-15, 08:08 AM, الطاهر ساتي
|
|
|
|
|
|