|
تكبيرات تجبرك على ممارسة سلطاتك على الريموت كونترول! بقلم عثمان محمد حسن
|
إنه أحد ( الرساليين) الجدد.. يحمل كل مؤشرات الظلم.. و الكذب.. و الانكار المستمر للفشل.. و المناداة بالشريعة مع الخصم من رصيدها.. و ينتمي للمؤتمر الوطني.. لذلك لا ينظر إلى ما وراء الأفق..!
يعمَى أن يرى ضحايا الجوع يتخبطون في الشوارع.. و لا يهمه الخوف من الغد يجتاح الشباب.. و لا تهزه الكفاءات تهاجر في ارتباك غير مسبوق هرباً من المتاريس المهولة و التي و ضعها (الانقاذ) كعبلةً على دروب و مسارب الخلق و الابداع..
و تسمع وعوداً هي وعود ( حشاش بي دقنو).. لا تشبع جائعاً و لا تطيب مريضاً لا يملك ( حق) الكشف و ما يستتبعه من علاجات.. و ترى ظهوراً كثيفاً له في التلفاز و تسمع حذلقاته عن ملايين الأطنان من الذهب.. و تريليونات البراميل من البترول تعلم يقيناً أنها، حتى و إن وُجدت، فلن يكون لك نصيب منها.. و ( تُمَغِصُك) تكبيرات غير مقنعة.. و تهليلات منافقة تجبرك على استخدام سلطاتك على الريموت كونترول.. لأنك لا تملك سلطة إيقاف إرسال ما يستخف بعقلك من شاشات قنوات عديدة المسميات ذات قاعدة بيانات واحدة..
- و قال لك من أحس بوجودك منهم " شهاداتك المرموقة دي ما بتشربك موية!.. تزكية الشهادات ما مُفعَّلة الأيام دي.. دي كانت زمان! و الواضح ما فاضح.. لو ما معاك تزكية، فتش ليك عن واحدة.. "
أبحث لك عن شخص ينتعل مركوباً ( فاشرياً) و جلباب سكروتا.. و عمامة مطرزة ب ( قطبة) حريرية و يتلفح شالاً- دليل انتماء للمتنفذين مستجدي النعمة- و إن لم تجده، سارع بالبحث عن من يوقع لك تزكية بالحبر الأخضر دليلاً على أن ( التزكية) من بدلة وزير من الوزراء.. أو بالقلم الأحمر إشارة إلى بدلة وكيل من وكلاء الوزارات.. و الهاتف من أي منهما سوف يكون سريع المفعول يا زول.. ده حيدخلك دائرة التمكين و التكويش على طول.. ما تقول لي " الأرزاق بيد الله!" و إنت عارف " و جعلنا لكل شيئ سببا"!
و تلك إحدى أسباب هجرة عشرات من الشباب إلى أي مكان في العالم، حتى إلى إسرائيل.. !
إسرائيل؟! نعم إسرائيل.. و قد عاد بعضهم بثروة معتبرة.. و بعضهم ب( شروى نقير) لكن برؤية مختلفة عن ( اليهود).. و ( عدالة) المؤسسات.. و منهم من لا يزال هناك متشبثاً بالإقامة.. و ربما مشاركاً في تظاهرات تطالب بحق منحه حق اللجوء السياسي بينما هو في واقعه يطالب بحق اللجوء الاقتصادي..
و قد قص لي أحدهم عن معاناته في مصر ( الشقيقة) قبل تسلله إلى دولة ( العدو الصهيوني).. و عن معاملة البدو القاسية له.. و مساوماتهم الفجة بدفع مئات الدولارات نظير مساعدته للتسلل إلى دولة اسرائيل.. ليس ذلك فحسب، بل و تعذيب بعض السودانيين في سيناء و قتل بعضهم.. و ذلك قبل الثورة المصرية.. و قبل تنحية مرسي الذي كان انتوى تمكين ( أخوان الشيطان) على مصر.. و يبدو أن الشيطان نفسه هو الذي كان يتولى جمع الدولارات من السودانيين ليساعدهم على التسلل إلى إسرائيل.. لأنه كان يتحكم في سيناء ( المرشد)..
هاجرت ( السواعد) و ( العقول).. انتشرت في أركان الدنيا الأربعة.. و يا للحسرة، عمل بعض الشبان (بودي قارد) في حراسة المواخير في إسرائيل.. و عملت بعض الشابات عارضات لمفاتنهن الأنثوية في المواخير بدبي..؟ و برلمان ( الانقاذ) يتحدث عن الحلال و الحرام في الشريعة الاسلامية .. و عن امرأة دخلت النار في هرة .. و عن حقوق الحيوان?! إنه برلمان يعكس ماهية ( الرساليين) الجدد..
مارس سلطاتك على الريموت كونترول.. إضغط على الزر الأحمر قبل أن يقتلك الغيظ.. أو ، أقول لك، حرك زر الريموت إلى قناة أخرى تحترم عقلك..! منصات حرة مكتبة بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
|
|
|
|
|
|