02:37 PM March, 10 2016 سودانيز اون لاين
توفيق الحاج-فلسطين
مكتبتى
رابط مختصر
كل منا يرى العالم من حوله كما يعتقد...نتاجا لتراكمات وقناعات فكرية لملمها في رحلة عمرة من مواقف ودروس ومجطات ..!!
والقناعات الاولى حتى ولو كانت ملقنة ومضللة.. تكون اشبه بسجن اختياري في قفص من حديد او زنزانة خرسانية ارسخ من ان تزال..بدليل ان المرء غالبا مايتمترس للدفاع عن فكرته الاولى مهما كانت ساذجة او طوباوية..ويستنفر كل ميكانزمات الاستعداد والتربص في مواجهة أي فكرة جديدة اكثر صوابا ومنطقية...
ولا يبقى اسير هذا السجن الاختياري الا كل ذي عناد استاتيكي وكل مطمئن للثبات..مهما بلغ من الدرجات الاكاديمية والثقافة النظرية وحمل ماحمل من الشهادات العليا.... فهناك من يحملها..وهناك من تحمله..!!
في حين ينجح في هذا التحدي كل ذي بصيرة ووعي ومن يتمتع بافق ديناميكي قادر على التكيف والتحول والتغير لضرورات منطق التطور..
ولنقترب من الصورة اكثر لنرى ان كل متطرف ديني مثلا قد تعرض في مراهقته وصياعته لبرمجة خبيثة من متطرف قبيح .. فاصبح اقبح منه واخطر ..يرى العالم من حوله كافرا فاجرا لايستحق الا جهنم وليس له الا الذبح والحرق والعبوات الناسفة..!!
وكل مرهف و رومانسي يرى العالم من حوله ملائكة وعشاقا وفضاءات غزل وزهورا وعصافير بينما المتظلم القانط يرى العالم من خرم ابرة ويطفح سوداوية ملؤها الحقد والغل ويعتبر نفسه ضحية لمجتمع طبقي جشع وسلبي مما يدفعه للتخلص من حياته.. وهذا ماييرر ازدياد عدد حالات الانتحار في غزة ..!!
مادعاني لهذا الاسترسال ماسمعته من صديق عزيز مؤخرا في ندوة سياسيةقبل اسبوعين وهو يصف انطباعته عن الايرانيين والاتراك والنهضويين التونسيين والحمامسة... كان صديقي في طرحه رومانسيا الى ابعد حد بما يختلف تماما عن الواقع..فالاربعة وغيرهم سياسين ملاعين ومنكحين بسياسة بنت كلب ليس لها دين..وهم اصحاب مصالح واجندات وتحالفات وسخة ومانحن الفلسطينيين الا بيدق من بيادقهم على رقعة الشطرنج الدولية..!!
اما حزب النهضة الغنوشي مع كل الاحترام فهو ليس الا قطعة كبيرة من جبنة الجماعة القديمة مغلقة بسلوفان اوروبي..لها طموحاتها واحلامها واخطاؤها واحباطاتها..ربما بصورة اخف من مصيبة الحركة الام التي فشلت فشلا ذريعا بعد 90عاما من التنظيم والحشد والامكانات والضحايا في البقاء اكثر من سنة في خلافة المرشد الرشيدة... لانها وبشهادة الشيخ عبد الفتاح مورو نائب غنوشي النهضة.. ركبت الموجة وتعجلت قطف الثمار واقصت الشركاء...وكان الله من فوق والمرشد من تحت..!!
ان علينا كمثقفين ونخبة ان نعترف ان مايسمى الربيع العربي كما تبين بشكل مفضوح لاحقا ..لم يكن الا اكذوبة جميلة مغمسة بالدم ..خطط لها الامريكان ونفذتها في البداية (مجموعات شبابية) متعوب عليها ..مدربة وموجهة من (جارد كوهين) وكيل وزارة الخارجية وبرنار ليفي الفرنسي بهدف زعزعة انظمة معارضة او مهترئة وبالتالي استبدالها بزعامات اسلام سياسي مهجنة حسب المقاس الاسرائيلي على امل اقامة ديمقراطيات كرنفالية او ديكتاتوريات خلافة اسلامية موالية او الفوضى الخلاقة..!!
اما نقطة الاختلاف بيني وبين صديقي المحاضر فكانت (المصالحة )فهي حسب وجهة نظره التي يكررها منذ 8سنوات.. قادمة لامحالة..!! في حين انها من وجهة نظري ..المستحيل الرابع.. !! وهو في الحقيقة يقول مايتمنى ونتمنى جميعا وهناك فرق بين التفاؤل المفرط وبين التشاؤل... وبدا ان مفهوم المصالحة بيننا مختلف عليه ..هل هي مصالحة تقسيم الفلوس ام مصالحة تقريب النفوس؟ !!!
ان كان القصد تقسيم الفلوس فهو على حق وهي قادمة ومؤقتة بين ذئبين طامعين .. وان كان القصد تقريب النفوس فأنا على حق والمصالحة مستحيلة لان فيها دما وضحايا..!!
ورغم الاختلاف وهو ظاهرة سلوكية صحية .. فاننا نتفق على احترام عقل الاخر وهذا اساس كل شراكة فكرية وجوهر كل عصف مستنير
ومن هنا فاني اشكر باسم الجميع لصديقي العزيز مبادرته الطيبة وطرحه الجميل وان اختلفنا معه... فنحن نختلف في قليل لنتفق في كثير واؤكد على احترامه احترامي لنفسي خاصة وانه يجمعنا في النهاية دين واحد وانسانية واحدة وعروبة واحدة وفلسطين واحدة..!!
أحدث المقالات
امتحان الترابي..! بقلم عبد الباقى الظافرطلاق وحسرة بقلم صلاح الدين عووضةهاشم بدر الدين لا يبكي بقلم أسحاق احمد فضل اللهبين الترابي والشانئين بقلم الطيب مصطفىالترابي بين التفكير والتدمير بقلم مجاهد عبدالله - أسترالياوصية الترابي بقلم شاكر عبدالرسولهزى بجذع ألنخل , مريم ألبتول مناسبة يوم ألمرأة ألعالمى شعر نعيم حافظالثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (99) بقلم د. مصطفىالسيادة المنقوصة : الطائرة الرئاسية – نموذجاً ! بقلم فيصل الباقر