|
تقرير المصير بين الواقع والخيال بقلم محمد ادم فاشر
|
06:19 AM Jun, 10 2015 سودانيز اون لاين محمد ادم فاشر- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
ان الحرب الدائرة الان في دارفور رسمت صورة سياسية بالغة الخطورة فالكثير لا يحسنون قراءتها ولكن المؤكد ان الدماء التي سفكت في دارفور والحال الذي ال اليه اهل البلاد من المحال ان تذهب هدرا وان كان لا يعرف من الذي يدفع الثمن فان سكوت اهل السودان علي جريمة دارفور وتركهم وأسرهم والطلبة يواجهون الكارثة لوحدهم احدث شرخا كبيرا في جدار الامة فان نظرة اهل دارفور علي أمم السودان التي تشاهد ما يحدث في دارفور كأنها مسرحية أعدت للفكاهة لم توفر إحساسا الضروري بان هناك هم وألم مشترك وهو شي لا غني لأية أمة تجمعهم حضن دولة واحدة موحدة واذا كان ليس هناك ما يجمعهم هذا يعني ان الانفصال البشري قد تم بالفعل علي الأقل مع جزء من أمم دارفور وان بقاؤهم في داخل الخريطة الجغرافية للسودان سيظل لحسابات كثيرة ولكن ليست من بينها رغبة البقاء في حظيرة السودان طوعا بيد ان هناك حقيقة اخري وضع اهل دارفور امام خيارات صعبة في مسالة تقرير المصير ان دارفور لا يصلح ان تكون دولة بمعايير دول اليوم لانها مغلقة ومحكمة في الإغلاق تجاورها تشاد وإفريقيا الوسطي وجنوب السودان ولربما دولة شمال جنوب السودان او دولة جبال النوبة هي الاخري كلها مغلقة اما ليبيا سيظل الصحراء حاجزا طبيعيا ولو حدث انفصال سيكون دارفور الدولة الوحيدة في العالم تبعد حدودها من البحر في جميع الاتجاهات اكثر من الف ميل أقربها البحر الأحمر عبر دولة معادية التى انفصلت منها بعد حروب الإبادة من الصعب الترتيب للاستفادة من بحر الأحمر كمنفذ للعالم بالرغم من ان دارفور من المناطق النادرة من جنوب الصحراء افريقيا تمكنت ان تخلق أمة بثقافة واحدة ولغة مشتركة مع احتفاظ بخصوصية القبائل وهذا النموذج قلما نجد له نموذجا الا في أمدرمان القديمة وان تعمدت الحكومات السودانية في إتلاف هذه الخصوصية بزراعة الخصومة بين مكوناتها الا ان الشعور العام اتجاه المركز لا يوجد فرق كبير سواء موحدين او مختلفين بالرغم من محاولات السلطة المركزية في جذب بعض الأطراف لصناعة تحالف استراتيجي ولكن حظها من النجاح لم تكن كافية للاستمرار بسبب عدم توفر الثقة بينهما منها لأسباب تاريخية اخري تتعلق بأطماع كل طرف في السباق نحو كرسي الحكم وعندها تكمن الخطورة في علاقة دارفور بالخرطوم ولكن انفصال الجغرافي لم ياتي من دارفور بل من الخرطوم والحال كذلك عندما أدركت الجلابة حقيقة ان سلطتهم في طريقها للزوال بتحالف دارفور سياسيا وعسكريا مع الجنوب كانت من المحال استمرار سلطة الجلابة حربا او سلما أسرعوا الي بتر الجنوب حتي قبل التفكير في عواقب الفصل وسوف يتكرر هذا المشهد يوم ان يصل التحالف الهش بين البقارة الجلابة الي نقطة الانهيار فأمام الجلابة خيار واحد ليستمروا في السلطة هوان تكون لهم دولتهم الخاصة وسبق ان حددوا لها الحدود في المثلث المشهور باسم مثلث الحمدي رأسه في دنقلا وقاعدته مدني كوستي وهو معني ان تكون دولة سودانية ثالثة في شكل قوس هلال تبدأ من بورتسودان الي شمال دارفور ولكن من المحال ان تتمكن الجلابة من رسم الحدود للدولة التي يريدونها لان الانفصال اذا تم سبب عدم القدرة في الحفاظ علي سلطتهم تصاحبه العجز في ترتيب الرضع السياسي الجديد واحتمال ان يكون هذا القوس جزء من دولة الجنوب ومن الصعب جداً ان تعترف بدولة الشمال قبل ان تهرب دولة الشمال الي حضن مصر وتبقي مسالة رسم الحدود بين مصر الجديد والسودان الجديد اما فرصة بقاء السودان دولة موحدة هي ان تؤسس نظام يتم التراضي حوله وتستمر علي نهج ديموقراطي وهذا الاخير احتمال ضعيف جدا لان ذلك لا يحدث الا بنهاية هذا النظام وهم يعملون بنظرية لا ذنب بعد الكفر ولا احد يستطيع تصور نهاية هذا النظام اقل من ميلاد دولة اخري او حتى دويلات او فرضي عارمة تعود سلطة القبائل ولكن من المحال ان يتخلوا عن السلطة الي المشانق ولا احد يستطيع منحهم حق العفو في جرائم ضد الملايين الا نموذج جنوب افريقيا وهذا يضع الجلابة كلهم في مربعة الاتهام من الصعب وضع كلهم في قفص واحد لرسم واقع سياسي جديد وحتي ان تقرر فصل دارفور لحسابات غير متوقعة من الصعب جدا تحديد حدود لدارفور لان الحدود الحالية ليست الحدود التاريخية لدارفور لان اقليم كردفان واسمه التاريخي المسبعات وحدودها النيل الأبيض كان جزء من أملاك دارفور بدون جدل وبل أملاك داجو حتي نهر النيل حدها الشرقي حتي دنقلا وبل فترات كثيرة ممالك الشمال كانت تخضع ولو اسميا للمملكة الفور الي جانب فترة حكم الخليفة عبدالله التعايشي تم تهجير أعداد كبيرة من اهل دارفور الي الوسط وتواصلت النزوح ولم تتوقف من دارفور الي اقليم الوسط والشرق وكونت الديموغرافية الغالبة في اكثر المناطق بل حدث خلطا من المحال تطبيق نظرية عبيد وحقنته ولذلك الواقع تحقق المقولة ان السودان هو جزء من داوفور من أراد ان ينفصل من السودان ذلك خيار سياسي ولكن دارفور هو السودان اما الذين يراهنون علي مصر في بقاء السودان موحد هي نظرية اثبتت فشلها في محطة جنوب السودان عندما جد الجد لم تحصل مصر حتي الاستشارة في مصير السودان والذين يعتقدون الهروب الي حضن مصر توفر فرصة للهروب من الملاحقة عليهم ان يدركوا ان تحديد الحدود جديدة للدولة غير متروك بقرار الحكومة بل بقرار من الامة حتي فصل الجنوب لم يكن قطعا بقرار من حكومة الإنقاذ بل بقرار من كل أمم الجلابة وهو الشي الوحيد لا يلام عليه المؤتمر الوطني و لا احد من الجلابة ايا كان موقعه زرف دمعا علي ذلك اذا استثنينا دموع التماسيح وأصوات المرفوعة بغرض الهروب والمسؤولية التاريخية اما الخيار النهايء لأهل دارفور لابد في ان يكون هناك وضعا سياسيا مميزا بين الفدريالية في حدها الاقصي والكنفدريالية في حدها الادني الي ان تتعافي الوسط السوداني من أمراضه مثل العنصرية وتمجيد التاريخ المسيء للسودان والتعالي والتسلط وارتباطه بالقوميات خلف البحار واستغلال الدين في خدمة القضايا السياسية واستهلاك ثقافة الشعوب الاخري و توفر حس قبول الاخر
محمد ادم فاشر
أحدث المقالات
- إعلان 9 يونيو 1969: بصمة الرفيق جو بقلم عبد الله علي إبراهيم 06-10-15, 03:40 AM, عبدالله علي إبراهيم
- كيف دمر النوبييون حضارتهم و دمروا السودان بقلم Tarig Anter 06-10-15, 03:37 AM, Tarig Anter
- حان الوقت لاستراتيجيّة جديدة بقلم ألون بن مئير 06-10-15, 03:35 AM, ألون بن مئير
- الى الأمام بقلم عمر الشريف 06-10-15, 03:33 AM, عمر الشريف
- أبطال في زمن العبيد بقلم ماهر إبراهيم جعوان 06-10-15, 03:10 AM, ماهر إبراهيم جعوان
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير المصير بين الواقع والخيال بقلم محم (Re: Bakrico)
|
أحلام الأقزام تظل بحجم الأقزام إلى قيام الساعة .. من هو ذلك القادر الذي يتحدث باسم دارفور وكأنه يمتلك الزمام .. فو الله ذلك القزم الحقير هو حتى في داخل داره وبيته أضعف رجال السودان ناهيك عن إيجاد دولة .. والدول يوجدها الرجال وليس أشباه الرجال .. ونحن نتواجد في إقليم دارفور منذ مئات السنين .. وهؤلاء الأقزام الدخلاء الذين نزحوا من أطراف تشاد يطمعون في انفصال ،، كما يطمعون في دولة حتى مشارف أم درمان .. وقد هزئت أحلام الأقزام ،، يا قزم المطلوب منك أولاَ أن تجد موضع قدم في دارفور قبل إيجاد دولة منفصلة ،، والفكرة السائدة الآن في أذهان الأغلبية الدارفورية الابطال الأحرار هي طرد هؤلاء الدخلاء الحاقدين وإجبارهم للعودة لداخل تشاد . وهذا الغبي ينسى ذلك الدرس القاسي حين تطاولوا على أم درمان في يوم من الأيام .. وقد واجهوا اسود الساحات الأشاوس الذين لقنوهم درساَ في معاني البطولات ،، وهؤلاء الجبناء ما زالوا يركضون في الصحراء حفاة حتى اليوم من تلك المحاولة الفاشلة .. ومع ذلك هو يحلم بدولة حتى حدود أم درمان ( طز فيك يا غبي يا بليد ،، يا أجبن الرجال في ساحات الرجال ) .
[ /B]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير المصير بين الواقع والخيال بقلم محم (Re: ابن الجنوجويـــد)
|
The Jenjweed are integral part of Darfur just remember Tairab Dinar, Altaishi, Great Madibo, Ibrahim Garad. Everyone knew that and the cloud of the last ten years will go and they have thousand of years before. Whatever happened of this war, Darfur ,is Sudan, the winner of all
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير المصير بين الواقع والخيال بقلم محم (Re: محمد ادم فاشر)
|
في اليوم الواحد تكتب الأقلام المليارات والمليارات من تلك الحروف .. حروف القلة منها مفيدة وصادقة .. والأكثرية منها مجرد هرطقة ضارة فارغة مصيرها الزوال والتلاشي دون أثر لها كزبد البحار .. حروف مهدورة بغير فائدة لا تقدم ولا تؤخر في أمر من الأمـور .. أصحابها يعيشون الأوهام .. ويظنون الفاعلية في أنفسهم وهم يفتقدون كلياَ تلك الفاعلية .. ولسان حال القراء عند المرور بتلك الحروف الكثيفة الغثة بغير معنى القول : ( اللعنة على أصحاب الأقلام الذين يهدرون أوقاتنا سـداَ في الفارغ!! ) .. ولو أن تلك المليارات والمليارات من الحروف التي تبذل يومياَ كانت تملك الأثر في حياة الناس وفي قضايا الناس لفسدت حياة الناس ولفسدت الأرض بما كسبت أقلام الكتاب .. لأن معظم تلك الحروف مجرد أكاذيب وافتراءات وتأليف من أصحاب أذهان خاوية .. أذهان لا تختزن المفيد من الأفكار والثقافات .. أرصدتها معدومة من المعلومات والحقائق والعلوم .. مجرد أشخاص هواة لا يجيدون عملاَ ولا يجيدون قولاَ .. فقط يملكون الفراغ من الأوقات ليمطروا الصفحات بالأكاذيب التافهة الناقمة الحاقدة .. وهي تلك الأحرف من الأكاذيب والافتراءات والمؤلفات .. وفي نفس الوقت يظنون أنهم قد جاءوا بالعمل الكبير والكبير جداَ !! .. ولكن في حقيقة الأمر هم لا يوجدون إلا تلك التوافه من الحروف والثرثرة .. والتي لا تستحق المرور والوقفة أبداَ .. ومع كل ذلك فإن الفضل يكمن في الميزان العقلي لإنسان هذا العصر .. ذلك العاقل الذي يميز الخبيث من الطيب .. فالعالم الحقيقي اليوم يتعامل مع الحكمة والعقل .. ذلك العقل الواعي الذي يميز بين حروف الهرطقة والثرثرة وبين حروف الكلام العاقل المفيد .. وتلك الحكمة العالية هي التي تجعل تلك المليارات والمليارات من الحروف التي تكتب يومياَ تروح أدراج الرياح غير مأسوف عليها .. ملحوقة بلعنات العقلاء من القراء .
د . ياسر الهادي
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|