|
تغيير السودان المتاريس والفرص القادمة(2) الحركة الاسلامية الجذور، غياب الرؤية والمألات بقلم فيصل سع
|
00:16 AM Oct, 13 2015 سودانيز اون لاين فيصل سعد - مكتبتى فى سودانيزاونلاين
شوك الكتر فيصل سعد
(1) توقفنا في المقال السابق عند محور الحركة الاسلامية كمعول هدام، استطاعت ان تقود البلاد للمرحلة الحالية . ويتضح ذلك عندما نربط حاضرها بماضيها، والرؤية احادية الإتجاه مما زاد من توجهها الإقصائي ، الذي أنعكس على كافة مكونات الحياة. في بواكر سنها دشنت الحركة الاسلامية نهج التشريد عبر التعذيب لتخلو لها الساحة السياسية ، وبالفعل قامت بعمليات إستهداف ممنهج لكل الناشطين السياسيين والمثقفين، ابرزهم د.فاروق محمد ابراهيم ،الذي اشرف على تعذيبة تلميذه د. نافع على نافع ،اول من أستن ثقافة بيت الأشباح . الامر الذي عجل بالرحيل، لمعظم الكادر السياسي الفاعل، تاركاً الباب على مصراعيه للإنقاذ ، التي وضعت خطة محكمة، لغرس أنيابها في ثنايا الوطن . وهنا يكمن ضعف المعارضة السياسية بالسودان .حتى صار الهروب من وطيس الإنقاذ، سلوك ينتهجه كل من يدعى انه سياسي . وفي المقابل قامت الأجهزة الأمنية بتفعيل ذاك المنهج، وتطويره الى أن وصل بنا الأمر الى التهيؤات. وتعجيل المغادرة، للتخلو لهم الساحة. (2) في عرف السياسية وتاريخ النضال للتحرر ،إنجبل الساسة على مواجهة الديكتارويات، وليس موارة الاوجه عنها.! فقيادة الشعوب لن تأتي من علي . وانما بالتلاحم مع مكونات الشعب، الناشد لاي عملية تغيير .ولكن في الساحة السودانية، بعد مجىء الانقاذ ،درجنا على المعارضة بالخارج . ما خلاء حفنة قليلة اثرت الصمود ، وهي الوحيدة، القادرة على زعزعة امن السلطان أنياً. وفي خضم الهلع، ورحلة الهروب من بطش الإنقاذ ، قامت السلطات ،بإختطاف الدولة، بكاملها تحت منهج التمكين ، الذي قام على إحالة كل الكوادر ،غير الموالية في الخدمة للصالح العام .وتوطين بني إسلاميتهم، في مفاصل امور الدولة الهامة منها ، مقيمين بذلك اكبر تأسيس للفصل العنصري، في السودان . بتوطين فئات محددة ،في الوظائف على حساب الأخرين . وفي هذا الصدد نورد مثال حي لبداية التوهان، ودق أسفين القبيلة في السودان .ذكر لي احد كبار موظفي البنوك. بأنه اقرض وزارة المالية ،بولاية نهر النيل، مبلغ ليس بالبسيط ،لتطوير البنية التحتية في الولاية . وعندما طالب بإرجاع المبلغ، لم تكن وزارة مالية نهر النيل، قادرة على سداد (الدين) فتم تحويله الى وزارة المالية الإتحادية . وبحكم درجته الوظيفية، قام بمقابلة وكيل الوزارة الإسلامي ،الذي وافق على الفور، لسداد المبلغ من ميزانية إحتياطي الولايات . فسأل عن الموظف المسئول من ذاك البند ، فلما عرفه . قال محدثي ان الوكيل اشتاط غضباً وقال (ما قلت ليكم، الغرابة ديل ،ما تمسكوهم الملفات الهامة الذي دي ) كان هذا الحدث في منتصف تسعينيات القرن الماضي .والشاهد في هذا الحدث هو التوجه الإقصائي، بالنسبة للإسلام السياسي، كتوضيح لغياب الرؤية . (3) تاريخ الحركة الإسلامية منذ المنبت، يرتكز علي الدعوة الباطنية . التي هي في الأصل، دعوة حكم وليس دين. وهو مالم يقف امامه المنأون، لصد افكارها التي تقسم الارض، الى معسكرين، معسكر حرب، ومعسكر سلام، او كفر وايمان . ومن هنا بدأ العنف ،الذي شكل مدخل رئيسي، للإسلام السياسي . فالترابي صمت فترات طوال، يدعي بفكره المثالية . ولكن ما أن أوتي فرصة ،في عهد نميري إنقلب على الجميع، ساناً تشريعات قطع الرقاب و الأيادي، ثم جلد المواطنين، في الشارع.بقوانين سبتمبر الشهيرة، التي قال عنها الاستاذ المقتول جوراً، محمود محمد طه (أنها مخالفة للشريعة وللإسلام. أكثر من ذلك، فإنها شوهت الشريعة، وشوهت الإسلام، ونفّرت عنه. يضاف إلي ذلك أنها وضعت، واستغلت، لإرهاب الشعب، وسوقه للاستكانة، عن طريق إذلاله. ثم إنها هددت وحدة البلاد) بعد وصول الاسلام السياسي، الى الحكم في 89. كان العنف هو النهج الأوحد . تعالت الشعارات، بمافي ذلك استعداء العالم الخارجي علي شاكلة (امريكيا روسيا، قد دنى عذابها ) و(فلترق كل الدما) وبالفعل اُريقت دماء، غزيرة عزيزة ، داخل المركز وخارجه ،بغية إخلاء الساحة . ثم جاءت شعارات الجهاد. وإنخرطت العاطفة الدينية، تردد شعارات الإسلام السياسي وهي لاتدري . إن ظاهر الأمر إسلام ،وباطنه سلطان . (4) الحركات الإسلامية، تنطلق من الأرهاب الفكري ،المعنوي الذي يصل حد الإرهاب البدني. ومقابلة اي جسم مناوىء، بالعنف فضلاً عن تزينه بالجنان، واقناع العامة بأن الموت خير غاية، لبلوغ السموء الإنساني . ومن هنا تجسدت افكار الجهاد، وتجريف العباد ،بأخذهم ذُرافتاً ووحداناً، الى الموت الحتمي . ولكن عندما تختلط الافكار بالفساد، وتتسع الشقة ،يستبين الناس أنهم منساقون الى الضياع. وهي حالتنا في السودان . فتحنا للإسلام السياسي ابواب، اعتلى من خلالها صدور الناس، ولما انكشف زيف شعارته، وجدنا أن البلاد قد أختطفت بالكامل. تحولت الى دولة تدار لمصلحة اناس محددين. وربط ربانها مستقبله بمصير الشعب . فالمألات التي نحن عليها ، نتجت عن تخبط العشواء، وغياب الرؤية الحقيقية لهذه الجماعة ، والتي كان يعلمها الجمع ،الذي اراد بنا اكتشاف علة المشروع الحضاري بانفسنا ، وبالفعل اكتشفناه، بعد ضياع الوطن ،الذي نتباكي عليه الأن . ولكن رغم ذلك فأن فرص التغيير مازالت قائمة فقط علينا إستثمارها لنفك عقدة البلاد. الحلقة القادمة المعارضة السودانية ونهجها الناعم لتتغير. لنا عودة. mailto:[email protected]@gmail.com
أحدث المقالات
- نَوال السَّعدَاوي: المرْأةُ التي هددتْ عرشَ الرِّجال بقلم مبارك أباعزي 10-12-15, 05:10 PM, مبارك أباعزي
- زعزعة أمن المستوطنين شرط الانتصار بقلم د. فايز أبو شمالة 10-12-15, 05:07 PM, فايز أبو شمالة
- مشروع قومي: تواضع على التواضع 1 التواضع هو الإسلام نفسه بقلم الريح عبد القادر محمد عثمان 10-12-15, 05:05 PM, الريح عبد القادر محمد عثمان
- الخدمة المدنية لا يصلح العطار ما أفسده دهر الانقاذ بقلم عصام جزولي 10-12-15, 02:40 PM, عصام جزولي
- يا جراكس الحوار الوطني المطلوب حلّ جذري لا عملية تجميلية بقلم الفاضل سعيد سنهوري 10-12-15, 02:38 PM, الفاضل سعيد سنهوري
- المؤتمر الشعبي: يهدد ويتوعد المعارضة!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 10-12-15, 02:36 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- فشل حل الدولتين والى الدولة الواحدة"" رؤية تحليلية"" بقلم سميح خلف 10-12-15, 02:35 PM, سميح خلف
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (3) شبابٌ يافعٌ ونساءٌ ثائرات بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 10-12-15, 02:34 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- لحظة خارج زمن بقلم مأمون أحمد مصطفى 10-12-15, 02:32 PM, مأمون أحمد مصطفى
- يوم المحامي تأكيد للانتقال من الاعتبار الشخصي الى القومي والانساني بقلم المحامي عمر زين 10-12-15, 02:31 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- توقعات ( متفائلة) بنتائج الحوار الوطني ....!!!؟؟؟ بقلم محمد فضل-جدة 10-12-15, 01:22 PM, محمد فضل-جدة
- (دع القيادة لنا.. واستمتع بالرحلة)! بقلم عثمان ميرغني 10-12-15, 01:18 PM, عثمان ميرغني
- خبر الشؤم!! بقلم صلاح الدين عووضة 10-12-15, 01:16 PM, صلاح الدين عووضة
- مرحباً بـ «البدون»..!! بقلم عبد الباقى الظافر 10-12-15, 01:15 PM, عبدالباقي الظافر
- الوالي والاستقالة المستحيلة بقلم الطيب مصطفى 10-12-15, 01:12 PM, الطيب مصطفى
- ما أشبه الليله بالبارحه ... ( 1 ) بقلم ياسر قطيه 10-12-15, 06:08 AM, ياسر قطيه
- وبعدين يا كوكي!! بقلم كمال الهِدي 10-12-15, 05:37 AM, كمال الهدي
- د. الترابي : درجة درجةوالف أف!! بقلم حيدر احمد خيرالله 10-12-15, 05:32 AM, حيدر احمد خيرالله
- زيارة الجنرال(خليفة حفتر)الى تشاد، وقصة سياسية قصيرة بين تشاد وليبيا 10-12-15, 00:29 AM, محمد علي كلياني
|
|
|
|
|
|