|
تعقيب على د البخارى الجعلى/محمد طاهر بشير حامد
|
بسم الله الرحمن الرحيم تعقيب على د البخارى الجعلى
كتب استاذنا الجليل البروفسور البخارى عبدالله الجعلى فى صحيفة التغيير بتاريخ 17/12/2013 م مقال بعنوان (مربـط القرس هو تغيير طبيعة النظام و ليس كشف تنقلات و ترقيات و احالة وزراء للاستيداع )فاننى اتفق معه فى مجمل ما كتبه فى هذا الموضوع عن الحزب الحاكم و ازيد عليه بان هذا الحزب قد جاء الى السلطة بانقلاب عسكرى و قام بتعطيل الدستور و حل جميع الاحزاب السياسية القائمة فى ذلك الوقت رغم انه اتى للسلطة بشعارات اسلامية ( المشروع الحضارى ) الا انه اتخذ النظام الشمولى طريقا للحكم و هو النظام الذى يقوم على فلسفة اسقاط الغير و عدم الاقبول برأى الاخر وهى مؤخوذة من الفكر الشيوعى الذى يقوم شموليته على دكتاتورية البلروتاريا و ان هذه الفلسفة لا ترى ولا تسمع ولا تعتقد ولا تحب الا من منظور واحد و هذا يتناقض تماما مع الفكر الاسلامى الذى يقوم على الحرية و المسئولية ولكن لا ادرى كيف تمكن المؤتمر الوطنى من المزاوجة بين فلسفتين متناقضتين . و لما تكالبت على الحزب مشاكل شتى داخلية و خارجية حاول ادخال بعض اصلاحات فى مجال الحريات وادخل قوانين كثيرة تدل فى ظاهرها على الحرية و الديمقراطية و سيادة حكم القانون و لكن فى الواقع العملى و التطبيقى نجد ان هذا الحزب شمولى فى سلوكه حتى النخاع و انه قابض على جميع مفاصل الدولة و انه لا يستطيع ان يتصور ان هناك مؤسسة ما فى السودان خارج سيطرته حتى منظمات المجتمع المدنى بدليل تدخله المباشرفى انتخابات الاتحادات النقابية و الطلابية و النسائية و حتى الرياضية اما الموضوع الذى دفعنى لكتابة هذا المقال هو ما كتبه د البخارى الجعلى ان السبب الذى جعل المؤتمر الوطنى لم يتطرق لوزراء بقية الاحزاب المشاركة فى السلطة فى تغييره الوزارى هو ان للمؤتمر الوطنىمقاصد جمة و من بينها ابقاء وزراء الحزب الاتحاد الديمقراطى الاصل فى السلطة و يقول د البخارى فى المقال المذكور بالحرف الواحد (ان الحزب الاتحادى الديمقراطى الاصل قد قبل بالمشاركة فى الحكومة ابتداء بعد عملية مخاض قيصرية متعسرة جدا اوشكت ان تنتهى به الى انشقاق فلقد تاكد للجنة المفاوضة ان المؤتمر الوطنى يستهدف فقط ان يزين حكومته بحزب كبير ذى قامة سامقة مثل حزبنا و لكن لاسباب محيرة حتى الان تحولت توصية رفض المشاركة بقدرة قادر الى قبول مشاركة هزيلة و بائسة ) و يقول ايضا فى مكان اخر (ان الذى فرض عليتا استدعاء هذه الحقائق على مرراتها هو ما نسمعه فى هذه الايام من اسف و حزن تلك المجموعة و من شايعها على الورطة التى ورطو فيها حزبنا مع ادراكهم بعدم امكانية الحزب فى التأثير على اى قرار تصدره الحكومة و يرسمه حزب المؤتمر فضلا عن ان تلك المشاركة وضعت الحزب فى مركز لا يليق به و قد نؤدى به الى انفصامات و انقسامات و تشتتات و بعثرة ولعل ما قررته رابطة طلاب الحزب فى جامعة الخرطوم مؤخرا يقطع لسان كل من ايد تلك المشاركة و صفق لها فقد تاكد الان انها جرت الحزب الى حالة لا يحسدها عليها) نقول لاستاذنا الجليل ان الحزب الاتحادى الديمقراطى الاصل ذى قامة سامقة الذى تعرفه انت و بقية اهل السودان قد انتهى مع وفاة زعمائه المرموقين امثال الزعيم الازهرى والهندى وزروق والحزب الاتحادى الحالى قد تغير شكلا و مضمونا عند ما تحول رئاسته الى زعيم طائفى دينى و رغم احترامنا الشديد لمولانا باعتباره زعيم طائفى له مريدوه الا انه فشل فى قيادة الحزب فشلا ذريعا ذلك أن الزعامة الدينية والطائفية شئ وقيادة الحزب والعمل فى دهاليز السياسة شئ آخر فقد كان والده السيد على الميرغنى يمثل راعى الحزب وليسرئيسا للحزب فقد كانت الرئاسة للزعيم الأزهرى لذا كان الحزب سامقا و كان زعماءه يديرون الحزب والدولة بكل جدارة لكن الحزب الإتحادى الديمقراطى الأصل الآن حدث ولا حرج يكفيه ما ذكرته أنت فى المقال المذكور و اننى فى غاية الاستغراب كيف جاز لأمثال البروفسور الجعلى يستمرون فى هذا الحزب وأسأل السيد البروف ماذا تتوقع ان يكون موقف الحزب أكثر من هذا اذا كان رئيسكم يطبق عليكم سياسة ولاية الفقيه لذى يمارسه آية الله الخامينائى فى ايران وماذا تتوقع ان يكون موقف الحزب اذا كان مؤتمره العام لم يقم منذ 1968م أيام الزعيم الأزهرى وماذا تتوقع ان يكون موقف الحزب اذا الحزب ليس له دستور ولا لائحة ولامكاتب داخلية يتم إنتخابها بأسس حرية وديمقراطية اسالك بالله هل للحزب مكتب سياسى أو هيئة قيادية اومكتب شورى منتخب ديمقراطياً ويتم إتخاذ القرارات بصورة ديمقراطية ويمرر القرار الذى يفوز بالأغلبية .؟ انه خير للحزب الاتحادى الديمقراطى الاصل ان يعقد مؤتمره العام فى اقرب فرصة وان يتم اختيار رؤساءه ومؤسساته الداخلية بالطرق الديمقراطية والحرية وان يرجع مولانا الميرغنى فى موقعه الذى كان يشغله والده مع الاحتفاظ باحترامه وتقديره وبعد ان يمارس الحزب الديمقراطية فى مؤسساته الداخلية كأسمه . حينها يستطيع ان يحدد المشاركة فى الحكومة او الخروج منها بقناعات أعضاءها وليس بقدرة قادر كما ذكره البروف الجعلى وحينها يستطيع الحزب الدخول فى انتخابات عامة ويستطيع الفوز فيها كما كان يفوز فى عهد زعمائه المخرفين وليس الفوز بفضل ترك دائرة من المؤتمر الوطنى كما حصل فى الولاية الشمالية . محمد طاهر بشير حامد
|
|
|
|
|
|