|
تعزية للشهيد فضيل محمد رحومة/ الطيب الزين
|
تعزية للشهيد فضيل محمد رحومة
أعزيك أيها الفارس المغوار، ليس لإنك أبن عمي، أعزيك ليس لإنك من كردفان، مستودع الخير، وعرين الرجال، أعزيك ليس لإنك من المجلد، التي يلقبها أهلنا عيال حمرا، بدينقا أم الديار، وضواحيها الصامدة في الدبب، أعزيك أيها البطل المقدام كما عزيت من قبل، شهداء رمضان، ورمزها الخالد، خالد الزين ورفاقه الميامين، ومن بعدهم قائد حركة شهامة موسى علي حمدين، أعزيك أيها الصنديد، كما عزيت بالأمس الشهيد أبورنات، والشهيد رئيس حركة العدل والمساواة، د. خليل إبراهيم، أعزيك لإنك أخترت موتك بنفسك وإرادتك، إرادة الرجال الشرفاء، الذين يستشهدون من أجل العدل، العدل الذي ليس هو شعاراً زائفاً، العدل الذي ليس هو صورة جامدة، يراها الناظرون فيعرفونها أو ينكرونها، العدل الذي ليس هو كلمة جوفاء، العدل الذي ليس هو شعاراً بلا مضمون، العدل الذي قاتلت من أجله هو رؤية وفكرة وممارسة وسلوك وإرادة ومكتسبات وحقوق للجميع، العدل هو إستجابة لضرورات الحياة ومشاعرها، العدل الذي قاتلت من أجله هو روح الحياة ومعناها على اوسع مدى، والذي لن يتحقق في ظل حكم الأقلية الفاسدة المستبدة..! لذلك بذلت روحك الطاهرة رخيصة، لتكون لنا جسراً لذرى الأحلام والتطلعات المشروعة لكل إنسان. فما أشرفه من موت، موت نفقد فيك جسدك فقط، لكن روحك الطاهرة حاضرة معنا، تغذينا بقيم العز والكبرياء، ايها الفارس، إن الرجال العظماء لا يموتون يوما وإن ماتت أجسادهم وفنيت عظامهم تحت التراب. بل يكون الموت تعظيما لهم وتمجيدا، وتوقيرا وتنبيها إلى مقامهم العالي، وتلك حسنة من حسنات الموت أن يدلً الموت على قدر الرجال وقيمة الأبرار، وعدالة قضيتهم، وما تركوه خلفهم من دوي هادر من الملايين، ورجع عميق في مسمع الدنيا. هكذا يأتي الموت ليدل على الرجال الذين هم في إتساع البحار وأمواجها، وفي قوة البراكين وعنفوانها، لذلك أعزيك، وأعزي اسرتك أيها الشهيد البطل، ورفاقك الميامين، من أعمق أعماق القلب، أعزيكم، وأقتسم معكم أساكم وحزنكم الثقيل، بفقد الشهيد فضيل محمد رحومه، وحظكم في العزاء مني قليل، قليل، قليل، إذ لستم وحدكم في هذا الحزن والأسى، لأن الفقيد، فقيد شعب باسره، يأخذ معكم ومنكم كل الحزن، ولا أدري إن كان يبقي لكم من الحزن بقية..! سلام عليكم، والجنة والرحمة لفقيدنا الكبير.
الطيب الزين
|
|
|
|
|
|