|
ترهات عثمان ميرغني .. والمصداقية المفقودة!! /شوقي إبراهيم عثمان
|
ترهات عثمان ميرغني .. والمصداقية المفقودة!! عثمان ميرغني غير مؤهل أن يكتب عن إيران أو العلاقة السودانية الإيرانية!!! كثير من القراء، بل مئات الآلاف من القراء قد ينخدعون في كلمات عثمان ميرغني التي يصبها بعموده في قالب جميل مسبوك!! هذه هي موهبة عثمان ميرغني..!! ما يكتبه من "روائع" لا ينطبق على سلوكياته ومع أساليبه في الابتزاز، وخطف الأضواء، والتسلق، ووضع نفسه أو صحيفته "عند الطلب"!! هذه الأوصاف في هذا الصحفي لم يحدثني بها أحد!! بل خرجت بها عبر تعامل شخصي معه!! ولقد سبق أن كتبت في هذا الصحفي عدة مقالات.!! وعلى ضوءها تم غلق صحيفته "التيار" بالشمع الأحمر!! أغلقت صحيفته ليس لأن عثمان ميرغني "معارض" سياسي، بل لأن عثمان ميرغني أبعد من مهنة الصحافة. لقد وقر في ذهنه أن العمل الصحفي مهنة ارتزاق مثل غيرها، ومساحة للرقص على حبال ""تناقض المصالح".. بقليل من الذكاء الخائب يعتقد عثمان ميرغني إنه قد يحصد منها منافع معنوية ومادية!! ولم يرد عثمان ميرغني على أية مقالة من مقالاتي، لعب لعبة "الكبار"، وكأن قامته أطول من قامتي، وفي ذهنه إنه "يتعالى" – موهما بعدم رده القراء إنه قد يشهرني أو يصعد من نجمي!! ولم يفهم إنني لا أحتاج لنجومية!! يرد فقط على وزن الدكتور المتعافي وصاعدا!! وفي واقع الأمر لم يستطع عثمان ميرغني صاحب الخيال الخصيب أن يرد على مقالاتي!! وأكرر إحدى القصص مرة أخرى، وشاهدي الصحفي عبد الباقي الظافر!! في قمة خضم الصراع ضد فساد سودانير، وهي "شركة فاسدة" باللفظ الحرفي، يعصر الأمن الاقتصادي المدير العام السابق العبيد فضل المولى في مساء يوم الخميس، فيفاجئنا عثمان ميرغني في نسختين متتاليتين (نسخة السبت والأحد) بوصلة تلميع للعبيد فضل المولى، لم يكن سوى إعلان مدفوع الثمن في صورة حوار اجتماعي – إدارته الصحفية .. فايزة!! القضية كانت أوضح من الشمس!! العبيد فضل المولى كان يرغب أن يجلس مع عمر البشير –هكذا أتى الخبر- محتجا ضد الأمن الاقتصادي، ولكنه لسبب ما غير رأيه، ووضع "حسناته" في صحيفة التيار – متحديا الأمن الاقتصادي!! فهل هذه خدمة مجانية يقوم بها عثمان ميرغني!! وعلى حسب قول عثمان ميرغني لي شخصيا إنه "سيجر الخيط"، (قضية سودانير) فيما معناه "أترك الموضوع لي"، ولكن يبدو أن عثمان ميرغني جر الخيط والعصفور معا. فشخص يقدم خدماته الصحفية لمن يدفع، ليس جديرا أن يكون صحفيا!! أقولها بالفم المليان. فمن يظن عثمان ميرغني يخدع؟ عثمان ميرغني يربط كمبيوتر مكتبه مباشره بحواسيب المحررين ويتابع تحرير كل صفحة، وكل كلمة الخ، ويرفع السماعة من الطابق الأرضي ويأمر المحرر: البنط الفلاني يجب أن يكون كذا، فهل معقول كأن "تكرم" الصحفية فايزة العبيد فضل المولى بتلك الأريحية محض صدفة؟ شخص مثل عثمان ميرغني ليس جديرا أن يضع قلمه في موضوع إيران!! لقد فاجأنا الصحفي عثمان ميرغني، صاحب الخيال الخصيب، بترهات حول الأمن القومي السوداني وإيران!! لمن يكتب عثمان ميرغني؟ ومن يغازل؟ وهل في رؤوسنا قنابير؟ يقول الصحفي الملتوي (فعلاقة السودان مع إيران لا يمكن فهمها في الخليج – وخاصة المملكة العربية السعودية- ببراءة.. والحيثيات واضحة..). ونقول: أي حيثيات – لا توجد إلا في خايله الخصيب، بل المريض؟ لماذا الغموض؟ لسوء حظ عثمان ميرغني، هنالك زيارتان ترجم قلمه المشبوه، خذ أيها القارئ الكريم ماذا قال أمير الكويت في لقائه بوزير خارجية إيران محمد جواد ظريف!! http://arabic.farsnews.com/newstext.aspx?nn=9205196779 أو خذ ماذا حدث وماذا قيل في زيارة وزير خارجية الأمارات عبد الله بن زايد الأخيرة في إيران قبل أيام!! http://arabic.farsnews.com/newstext.aspx?nn=9205196179 وخذ ماذا قال الرئيس المؤقت المصري قبل أسبوعين: http://arabic.farsnews.com/newstext.aspx?nn=9205194293 العبقري عثمان ميرغني يخرج علينا بلهجة قديمة (جبنة قديمة) تتناغم ولهجة بندر بن سلطان ودبلوماسية دفتر الشيكات!! ما زال عثمان ميرغني يعتقد أن السودانيين سذج فيصرف عليهم مثل "الطبيب" حبوب الهلوسة التي يبيعها بندر بن سلطان. وهكذا يجزم صحفي العبيد فضل المولى: (السياسة الخارجية السودانية يجب أن تقوم على ثوابت ومفاهيم راسخة.. ندرك كيف نرتب أولوياتنا.. دولة مثل السعودية لا يمكن أن نخطط لأمننا القومي دون أن تكون جزءاً أصيلاً لا يتجزأ من خريطة إستراتيجية سياساتنا الخارجية.. وبكل يقين يصبح تلقائياً أي خطر تتحسبه السعودية.. هو خطر على السودان بالضرورة.). يا سلام!! وفي الحق، لو لم تكن هنالك صحافة "تمكين" في السودان، تعمد إلى تجهيل القارئ السوداني وتعبث بعقله، لما وجد عثمان ميرغني مرعى يجتر فيها حبوب بندر بن سلطان ويتبرز ترهاته. ما لا يفهمه عثمان ميرغني –أو يفهمه ويتجاهله- أن دول العالم كلها بلا استثناء أصبحت الآن مقتنعة أن سياسات المملكة السعودية خطر ليس فقط على الأمن القومي، كل دولة على حدة، بل خطر على السلم العالمي!! ويرجع الفضل إلى تعرى سياسات المملكة السعودية كونها ترعى الإرهاب وتشكيلات القاعدة المختلفة، إلى صمود وانتصار الشعب السوري ودولته اللذان حولا أرض سورية إلى مقبرة للإرهابيين!! كذلك يعزى التعري إلى ثورة الشعب المصري وسقوط تنظيم الأخوان المسلمين والتنظيم الدولي والإسلام السياسي برمته في الإقليم!! فبعد أن فشل التحالف السياسي الإستراتيجي ما بين باراك أوباما والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وتمزق التحالف إلى قطع، وانتهت "أسطورة" الشرق الأوسط الجديد – وكما قلنا بفضل الشعبين السوري والمصري، انتقلت الإدارة الأمريكية إلى خطوة أرعبت آل سعود. الولايات المتحدة الأمريكية تعمل الآن على تغيير جذري في السعودية على غرار التغيير الذي تم في قطر، وعليه لم تجد السلطة السعودية مفرا من التحالف مع إسرائيل علنا والتنسيق معها، لمزيد من الحروب، بحجية "الخطر النووي" الإيراني!! لقد اعترفت العواصم الغربية وواشنطون (أوباما) بحق إيران في التكنولوجيا النووية السلمية وبحق إيران في التخصيب – طبقا للاتفاقية الأخيرة!! فكان أكبر الخاسرين والمحتجين السعودية وإسرائيل!! واعترف الكيان الإسرائيلي أن إيران هزمتها دبلوماسيا وسياسيا – الصحف الإسرائيلية طافحة بهذا الاعتراف!! بل اعترفت دول العالم أن إيران عنصر مهم في استقرار منطقة الشرق الأوسط وحفظ أمنه القومي، بل أيضا في حفظ الأمن والسلم العالمي. وأمام هذا الاعتراف المقرون بالحدث على الأرض (الأزمة السورية) أتضح لجميع العالم (ما عدا في عقل عثمان ميرغني الصغير) أن سياسات كل من السعودية وقطر تهدد السلم العالمي استقرار المنطقة، ويدخلانها في حروب مدمرة بعقلية القبائل وداحس والغبراء!! إذن فأي أمن قومي سوداني هذا الذي يربطنا بالسعودية أو بقطر الذي يبشرنا به عثمان ميرغي!! فهل عثمان ميرغني يدندن على وتر ذلك الملتقى الذي قام في الخرطوم عبر "ماسورة" أكاديمية نايف الأمنية، وعرابينه أساتذة جامعة الرباط الوطني – الذين يلهثون نحو الرواتب الخيالية التي تسيل لها "ريالة" "الررريال"!! ربما. المطلوب في صالح الأمن القومي السوداني فك هذا "الرباط" مع الريال السعودي. وما زلنا مع ترهات عثمان ميرغني!! في خاتمة كلامه، يتلبس عثمان ميرغني "البراجماتي" بثياب الرجل الإستراتيجي، ويعطينا درسا في الإستراتيجية والأمن القومي، يقول: (يجب أن ندرك أن وضعنا (الجيوبولتيكي) يفرض علينا أن نراعي بكل دقة دائرة الجوار أولاً.. كل ما يمس أمن جيراننا فهو يمس أمننا.. ينطبق ذلك على دولة جنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا والسعودية ومصر وليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى.. بمبدأ ثابت غير قابل لأي افتراضات. إيران دولة مسلمة.. هذا ما يجمعنا في إطار عريض.. لكن بالتأكيد ليس لنا مصلحة في أي علاقات تتعدى هذه الوشيجة.. لغياب المصالح المشتركة.. ومقارنة بتركيا –مثلاً- فإن علاقات (تاريخية) تجمعنا مع تركيا تعضدها الآن علاقات اقتصادية ومنافع متبادلة..). ونسأل عثمان ميرغني الإستراتيجي، ما هو الرابط (الجيوبولتيكي) الذي يربط سوريا (بوتين) بسوريا (بشار الأسد)!! وشنو حكاية: (بمبدأ ثابت غير قابل لأي افتراضات). في هذه الفقرة بالذات من تخاطب – يا ذكي؟ هل تخاطب أكاديمية نايف؟ هل معنى ذلك، وحتى إن ثبت للعالم أجمع أن السعودية مهدد خطر كبير للأمن والسلم العالمي (يكفي التذكير كم حرب في الإقليم تم تحريكها بفضل السعودية منذ 1979، وأيضا في إقليم القوقاز مثل باكستان، وأفغانستان والشيشان الخ) هل علينا كسودانيين أن نصبح "ترلة" "للمهلكة السعودية"؟ ولأن عثمان ميرغني لا يفهم في السياسة، ومدعي كبير، يخالف ظاهره باطنه، لم يفهم أن العلاقة الحالية ما بين السعودية وتركيا (أردوغان) هي في الحضيض – وبينهما حرب خفية!! لقد دق الله بينهما عطر منشم!! (ترجمة من الانترنيت: يزعم الرواة الأقدمون أنّ مَنْشِمَ اسمُ امرأةٍ عربية كانت تبيع العطر في مكّة في العهود الموغِلة في القِدَم، فكان الناس إذا أرادوا الحربَ عرَّجوا عليها، فتعطّروا بعطرها!!). لم يفهم أن ذكره تركيا بالخطأ قد يغضب عليه السعوديين!! ما زال عثمان ميرغني يعتقد أن إيران تكابد توتراً في علاقاتها مع غالبية دول العالم.. وكما يقول: بغض النظر عن أسباب ذلك التوتر.. فليس من الحكمة أن نضع أنفسنا في موقع يحاسبنا العالم فيه على فواتير لم نستهلكها..!! أليست هذه لغة العبيد؟ ويتذاكى عثمان ميرغنى ويرمى رميته الأخيرة بأسلوب التورية، وهو يخاطب أكاديمية نايف الأمنية، فبدلا من أن يقول على حكومة الإنقاذ أن تترجل، وأن يتم تفكيك هذه الدولة التي فسدت لمشاشها، ولم تعد تفهم لا داخليا أو خارجيا، يسحقنا عثمان ميرغني بنفاقه، حين يقول: (أتفق –جداً- مع وزير الخارجية الأستاذ علي كرتي أن السياسات الخارجية السودانية تحتاج إلى مراجعة جذرية.. مؤسسية.. فنحن ندفع فاتورة فادحة بلا مبرر) شوقي إبراهيم عثمان
|
|
|
|
|
|