[email protected] في يوليو الماضي اتهم اردوقان وكالة المخابرات المركزيه الامريكيه C.I.A بضلوعها في الانقلاب الفاشل واشارت تقارير صحفيه إلي تدهور العلاقات مع الولايات المتحده بسبب رفضها تسليم فتح الله قولن المتهم بهندسة الانقلاب بل وذهب وزير العدل التركي للقول ((اذا كانت الولايات المتحده لم تسلم قولن فانها تكون قد ضحت بعلاقتها مع تركيا لصالح الارهابي )). بل قام الاعلام التركي بتضخيم زيارة اردقان لموسكو اوصلها حد القول بالتعاون في ((القطاع الامني ). وذلك لمحاولة الايحاء للشعب التركي ان النظام السياسي التركي قد صار مستقلاً عن التبعيه للولايات المتحده ولكن سرعان ما دحضت الممارسه العمليه ومعيار الحقيقه هو الممارسه. ان السياده الوطنيه التركيه لازالت في يد الولايات المتحده . ومثل اكاذيب اخوانهم في السودان الذين يتركون سيادة البلاد في يد الاجهزه الامنيه الاميريكيه وحالما انتهي السيد اردوقان من تصفية خصومه الاسلامين الوطنين وخاصه في الجيش الذين رفضوا الاشتراك في الحرب في سوريا انفضح امر الانقلاب المدبر من المخابرات الامريكيه لصالح تصفية كافة التيارات الاسلاميه الوطنيه وقواعد حركة الاسلام الشبعي والقاعده والتي اسسها قولن وصعد علي اكتافها اردوقان ولان المكر السئ لايحيق الإ باهله فان اردوقان بعد ان ركل السلم الذي صعد من فوقه صار دكتاتوراً خانعاً ينفذ اجندة دولة الاحتلال الاميريكي . اذن كان الانقلاب هو خطه الولايات المتحده لاعادة السيطره والهيمنه علي مناطق العراق اوسوريا بعد ان فرضت عليها روسيا التخلي عن تنظيم الدوله الاسلاميه وتنظيم القاعده والتي بالقتال ضدها تمكن التوجه الوطني السوفيتي علي حكومات ايران والعراق وسوريا ولبنان . اتضح للولايات المتحده انها ليست القطب الاحادي الذي تدعيه بانهيار خطتها بخلق زعزعة الاستقرار وزيادة المعروض من المواد الاوليه مما اغرق الاسواق بالبترول وافقده اكثر من سعره في سنه 2010 . اذن فرض التدخل الروسي علي الولايات المتحده ان تعيد حساباتها وتعود للاسلوب التقليدي بتحريك الدول التي تسيطر عليها في هذه الحاله تركيا. لتكون الوكيل الاقليمي بدل داعش في ان تصل قوات المعارضه السوريه المعتدله للسلطه . وتقوم القوات التركيه بغزو سوريا بدعم لوجستي ومعلوماتي من حلف الناتو . فبعد كل الضجيج حول حقوق الانسان لالاف المعتقلين والمشردين ولم يتم تجميد عضوية تركيا في الناتو ولم يتم فرض عقوبه امريكيه علي تركيا وذلك لان الانقلاب صٌمم لتصفية الاثر السياسي لقواعد الاسلام الشعبي والانتقال بتركيا من الشراكه السياسيه للتبعيه الكامله .وكان التطبيع الكامل مع اسرائيل هو اختبار لمدي تبعية النواب فاتضح انها المؤسسسه الاساسيه التي لن يجري تصفيتها اسوة بما حدث للقضاء والجيش واكثر من اثنين الف مؤسسسه اخري تم تصفيتها . وحالما عبرت الدبابات التركيه الحدود السوريه تكون العلاقات التركيه الروسيه قد عادت لنقطة الصفر وانكشاف الخطه الاميريكيه بان تصبح تركيا البديل الحاضن لما يسمي بالمعارضه السوريه المسلحه .ورغماً عن محدودية نطاق العمليات حتي الان في الشريط الحدودي إلأ ان النتيجه العمليه الاولي هي تسليم المناطق التي انتزعها الجيش التركي للمعارضه السوريه وبالتالي يكون ارهاب الدوله مستمراً ولم يتغير سوي المسميات حيث ان داعش فقط اعادت تغيير ملابسها وانضمت للمسميات المعتمده فيما عرف بالمعارضه ‘‘المعتدله’’ وبالفعل تم اعلان الهدنه بين هذه الفصائل والجيش التركي ويتوقع المراقبون ان يكون هذا الاحتلال التركي هو رأس جسر لتدخل واسع النطاق تشترك فيه قوات الناتو لوسطو جنوب سوريا بقصد تغيير ميزان القوي وانهاء المكاسب التي تحققت لصالح الدوله السوريه وبالتالي تصفية التحالف الروسي الايراني العراقي السوري للمخطط الغربي القاضي بان تكون المنطقه تحت جماعات طائفيه وعرقيه لصالح المشروع الصهيوني الاستيطاني للكيان الصهيوني المماثل والذي يعطي الصهاينه المشروعيه في إقامة دولة الفصل العنصري التي تمثلها اسرائيل . لم يستفيد اردقان طوال فترة معارضته لمشروع تغيير الانظمه وتفكيكها الذي تقوده الولايات المتحده منذ مطلع التسعينات .فالدول التي فككها الغزو الاميريكي عادت للتعافي ببرنامج اكثر ديمقراطيه .اما الدول التي استخدمتها الولايات المتحده مثل بلدان الخليج فلم تحصد سوي التدهور الاقتصادي . فالسعوديه التي استنزفت في حروب سوريا والعراق ثم التدخل في اليمن وهي حروب لا ناقه لها فيها ولاجمل تسير في اتجاه الافلاس الاقتصادي ويكفي ان المستثمرين في السعوديه بعد تصاعد عجز الموازنه ووصوله لثلاثه واربعين مليار او 17%من الناتج المحلي الاجمالي مما فرض علي الحكومه زياده الدين المحلي وسحب السيوله من المصارف فابدأ المستثمرين في القلق علي استثمارتهم من توقع الافلاس فذادت اسعار تامين مخاطر الافلاس بنسبة سته اضعاف في هذا العام عما كانت عليه في العام الماضي . لن يعي اردقان الدرس وستنهار تركيا كما حدث لاخوانها العرب . ان الذين يدافعون عن بقائهم في السلطه وهزيمة كافة قيم الوطنيه والدين بتسليم امرهم للصهيونيه العالميه . ومايجري في السودان هو من باب تحالف التعيس وخائب الرجاء كما يقول المثل السوداني وكما قال الامام علي رضي الله عنه ((اعرف الحق تعرف رجاله ))
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة