الصحف السودانية اليوم اضحكتني جدا.. فبالمانشيت العريض كتبوا: ترامب يصافح طه... ولم يكتبوا طه يصافح ترامب... وكأنما ترامب هو الذي سعى وبادر لمصافحة مدير مكتب الرئيس المطرود .. في المؤتمر ترامب يصافح كل من يأتي اليه ويمد يده ولن يكسفه أو يحرجه.. لكن ماهو مؤكد أن ترامب لا يعرف من هو طه ولا من أي دولة ولا مشكلته ... قضية منع البشير من حضور المؤتمر قضية تتعلق بالقانون الامريكي وهي قضية بروتوكولية لا تهم ترامب كثيرا لأن البشير بنفسه لا يهم ترامب بل وربما لا يعرف البشير الا من خلال ذكر اسمه في تقارير الابادة الجماعية بدارفور كمجرم حرب..لكن لو شاهده قرب البيت الأبيض فلن يعرفه .. مشكلة المسؤولين عندنا أنهم قليلي خبرة في مجال العلاقات الدولية لأنهم زعماء الصدفة جاءوا اما بالسلاح أو بالتملق وليس بالخبرة ويعتقدون ان العالم كله يدور حولهم ، ويعتقدون ان الخمج والخطل الذي يمارسونه في الداخل هو نفسه ما تمارسه الدول الأخرى ... بل ربما يعتقد شخص ساذج وبسيط كالبشير أنه يقف كتفا بكتف مع ترامب باعتبار ان كلاهما رئيس دولة... ولا يفهم أن هذه دولة عظمى .. حتى حسني مبارك وهو صديق أمريكا وشرطيها في منطقة الشرق الأوسط كان يقضي أسابيع في امريكا قبل أن يسمح له بمقابلة الرئيس الامريكي وكذلك الحال لرئيس الوزراء الاسرائيلي وأي دولة أخرى اقل من دولة كبرى في التقسيمة العالمية للدول... إن البشير يعتبر احد الرؤساء الأفارقة الكثر الذين لا يعرفهم العالم الا من خلال الفساد والدموية وانتهاك حقوق الانسان والحروب الاهلية .. وقيمتهم بالتالي لا تتجاوز هذا الحد البائس الذي يعرفوا فيه لدى رئيس دولة عظمى كترامب أو دولى كبرى كميركل وبوتين وغيرهما .. لابد ان يتعلم السياسيون السودانيون هذه التقسيمات وبروتوكولات كل تقسيم ورحم الله امرء عرف قدر نفسه بالنسبة للعالم من حوله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة