تراث الاسترقاق..والانقطاع أثناء الإسهام الإبداعي بقلم صلاح شعيب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 02:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-17-2017, 01:32 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تراث الاسترقاق..والانقطاع أثناء الإسهام الإبداعي بقلم صلاح شعيب

    01:32 PM August, 17 2017

    سودانيز اون لاين
    صلاح شعيب -واشنطن-الولايات المتحدة
    مكتبتى
    رابط مختصر




    هناك باحثون، وسياسيون، كثرة آلوا على أنفسهم الغوص في المسكوت عنه في تركيبة الثقافة السودانية المهيمنة التي مظهرت سياستها بالقدر الذي ساهم في انفصال الجنوب. وقد امتلكوا أدوات منهجية، وقدرات فكرية، لمعالجة تراث الاسترقاق في البقعة الجغرافية المعروفة الآن بالسودان. وعلى المستوى الآخر هناك أصوات لنشطاء كثيرا ما يكون هذا التراث حاضرا في محاجاتها حول الأحداث الطارئة التي يُستشف منها الأثر العرقي، أو لا يستشف. ومنذ حين بدت ممارسات حكومة الإنقاذ التي تأخذ طابعا عنصريا مجالا لاحتدام الجدل ليس فقط بين مؤيدي الحكومة والمعارضة، وإنما أيضا بين طرفي الرحى في الممارستين السياسيتين. وإذ إن طبيعة العلاقة بين نشطاء الحكومة تتجاوز الجدل حول العرقي، وموقعه في صراع اليوم السياسي، بهدف اغداق التماسك على بنية السلطة التي يستفيدون منها، وهم داعموها، ولكن على مستوى المعارضة شكل استحضار شفرات الفعل الاسترقاقي في الجدل الماثل نوعا من البحث عن التوافق على الأسباب الأساسية لتضعضع السودان، وكنوع من الاهتمام بأهمية التخطيط للمستقبل وفي ذهننا الاعتبار من ماضينا الاسترقاقي.
    وبرغم أن هذا الجدل حول ما هو عرقي في الممارسة السياسية، أو غير ذلك، قد يفرز أحيانا تشاحنا، وتباغضا، وسط النشطاء، ولكن على مستوى آخر يعبر عن ذلك النوع من الاختلاف الذي ينبغي حسمه بمواصلة، ومضاعفة، السجال بكثير من الموضوعية، والتخلي عن الحساسية التي تغطي الجرح الناتئ. فلا مشاحة من وضع كل ما هو مختلف حوله في طاولة الحوار في زمان الانفتاح الإعلامي، إذا توفرت إمكانية لسماع كل الأطراف، ودفوعاتها، خصوصا أن كبت الجدل حول القضايا لا يولد إلا انفجارها بالشكل الذي حدث في الجنوب، وفي مناطق النزاع.
    لقد شكل تراث الاسترقاق، من جهة، معوقا أساسيا لبناء الأمة في السودان ما انعكس على بناء الدولة من ناحية أخرى. وما يزال هذا التراث يمنع اجتراح حلول عملية لما ينبغي أن تكون عليه عملية الإصلاح السوداني في عموم تفاصيله. بل إن هذا التراث الذي فرضته قوة دفع الأثر الاجتماعي التاريخي يعاد الآن إنتاجه عبر سياسات حكومية تعتقد إنها ستحافظ على الدولة بالشكل الذي يدفع عنها التآمر المظنون. والحقيقة أن لا شئ يتآمر على حاضر، ومستقبل، البلاد أكثر من اعتماد حلول ــ عفى عليها الزمن ــ لصب الناس صبا في قوالب فكرية، وثقافية، تفتقد الحجة، وتجافي المنطق، وتتناقض مع حركة التاريخ. وللأسف جربت حكوماتنا الماضية بشكل بائن، ومستتر، نوعا من هذه السياسات القامعة فلم يكن الحصاد إلا فقدان الجنوب، واستطالة الأزمات في مناطق النزاع، وانعدام فرص التنمية والإصلاح للتجربة التاريخية، وتهديد سلطة المركز القابض على مفاتيح الملعب السياسي.
    وبرغم أن معظم التيارات السياسية غضت النظر عن إمكانية فتح ملفات الاسترقاق السابقة عبر حوار بناء، وكافٍ، وشجب هذه الممارسات، وتضمينها في كراسات الدرس، بدافع إحداث التعافي الوطني إلا أن الحاجة ماسة الآن لفتح الحوار حول هذا الأمر الذي يشكل عقبة أساسية لهزيمة كل محاولات هذه التيارات لخلق سودان معافى. وربما نجمت تطورت الأزمة السودانية لهذا الدرك، ليس بسبب قصر نظر في المشاريع الوطنية والسياسات العامة المتقصدة النهوض، فحسب، وإنما لغياب الشجاعة في توصيف المشكلة الأساسية لاصطدام المكونات الجغرافية السودانية بعضها بعضا. فالحلول السياسية التي طرحت طوال نصف قرن مضى استبطنت عددا من الرؤى النيرة وشرحت الأزمة السودانية في جوانبها العضوية نسبيا. كما أن أدبيات الحوار السياسي والنشر الفكري والثقافي زاخرة بالعصف الذهني الذي خلق وعيا كبيرا بالقياس بالدول التي من حولنا، والتي حققت نهضة نسبية، ولكن بقي المسكوت عنه، لدوافع تتعلق بالحساسية تجاهه مكمن الداء الذي لا بد من علاجه. ومهما تجاهلنا إفرازات تراث الاسترقاق على السياسية المركزية، وبحثنا عن حلول أيديولوجية أخرى للأزمة الكؤود، مع تجاهل هذا التراث الذي ما يزال يتغذى كل يوم، فإن جسد البلاد سيكون ناتئا بلا تضميد، تتقطع الأوصال مرة، ثم مرة، إلى أن يفقد الناس يوما رأسها. وحينها سيدركون نتيجة المداورة، والالتفاف، على الحل الناجع لأزمة التساكن السوداني.
    -2-
    خلال الغناء السوداني القائم على شرائح نغمية خماسية، وميلودي أفريقي ـ تكشف عنه الأغنية نفسها ـ لاحظنا أن قبول السودانيين لإنتاج الفنانين نابع عن حاجة الروح للتعبير عن ذاتها الحقيقية. الذين شكلوا مادة الغناء يتحدرون من قوميات متعددة تأثرت بشكل متفاوت بتراث الاسترقاق. بل إن عددا من المبدعين المهرة جدا في هذا المجال من أبناء القوميات المسترقة. ولكن الاعتراف المتناهي بهم في الساحة الفنية ساهم في خلق فن يعبر عن جماع السودانيين، بينما لاحظنا أن الساحة السياسية ما تزال ترى أن الإبداع الحكومي مقتصر على أبناء قوميات دون أخرى. وربما أن تركيبتها لا تسمح بوجود منظرين ذوي حلول للمأساة السودانية من خارج بنية المركز السلطوي. وقد لاحظنا كيف أن فكرة السودان الجديد قد شيطنها المركز بالقدر الذي عدت بأنها مؤامرة لتفتيت السودان، أكثر من كونها طريقة حل سياسي قابلة للأخذ، والرد.
    ولعل هذا الهجوم غير المسبوق على تلك الفكرة، خصوصا من حملة الثقافة العربية ـ الإسلامية، ينبع من استبطان الشر في دوافع الذين يتحدرون من قوميات مسترقة، ومن ناحية أخرى يستنكف هؤلاء إمكانية أن يحوز أحد أبناء هذه القوميات على القدرات الفكرية، أو النظرية، التي تمكنه من إرساء فكرة خلاقة لتنظيم سياسي لديه الشروط المنطقية للإصلاح أكثر من هذه الأفكار التي يكون منبعها في المركز السلطوي. وإذا كان السياسي مثل المغني، يُعترف أولا بقدراته العلمية المماثلة لمدى الصوت، وبناء اللحن، وجودة الأداء، حتى يتقدم الصفوف لإظهار تجربته عبر التاريخ، فإن عددا من السياسيين الذين صاروا رموزا ستسقطهم لجنة النصوص ذات التخصص السياسي، إذا افترضنا وجودها. وفي هذا الجانب تشبه تجربتنا المتأثرة بتراث الاسترقاق التجربة الأميركية بذيولها كافة.
    فسيطرة الأفارقة الأميركيين على مجال الفن حتى حققوا لثقافة الولايات المتحدة الموسيقية انتشارا كثيفا في كل تخوم العالم عبرت عن أن الإبداع لا يرتبط باللون، والعرق، وإنما بالقدرات مثل التي امتلكها أبناء الجنوب أمثال رمضان حسن، ورمضان زايد، وعبد المنعم عبد الحي، وأحمد زاهر، مثالا. وحين نضجت التجربة الأميركية وتناءت عن تراثها الاسترقاقي أثبتت أن الرئاسة الأميركية لا يديرها من هو أفضل من رجل المرحلة الأفريقي الأصل. وهكذا هي الفنون ترينا إلى أي مدى قدرتها على هزيمة المتمسكين بتراث الاسترقاق على مستوى العالم، وإحراج الصامتين الرافضين لاستحضاره في معمل البحث لمعرفة صلته بمآسي الحاضر.
    إن إبداع المغنين المتحدرين من بيئات الاسترقاق، والتهميش، بشروط المركز الثقافية، وحيازتهم للقمم اللحنية والشعرية، والغنائية، يمكن أن يشكل دلالة خصبة على أن بقاء ثقافة الاسترقاق في ساحة السياسة المركزية معوق للإصلاح والتجديد. فضلا عن ذلك فإن ذلك يكشف أن المفاهيم الإصلاحية الجيدة مقصورة على جهة دون أخرى، وبالتالي يصبح من الصعب إحداث التعافي الوطني على المدى القصير ما لم يتم تبني الأسس الموضوعية التي قامت عليها إبداعية الأغنية، وسائر النشاطات الثقافية والفنية التي تخاصم تراث الاسترقاق بالمزيد من الثقة في الذات الإبداعية السودانية، أيا كانت خلفياتها الإثنية، ومنطلقاتها الأيديولوجية. وهنا تكمن قدرة المبدعين على إظهار التعدد الثقافي الذي تقمعه سلطة الدولة المركزية الديموقراطية، والديكتاتورية، عن طريق الفخاخ السياسية التي تدجن أبناء الاسترقاق، والهامش، في مشاريعها ذات النفع السلطوي. ولذلك ظلوا تابعين، ذليلين، لهذه المشاريع السياسية التي منحتهم بعض الاكتفاء المعاشي بينما هزمت عندهم قدرة الاستئناس في ذاتهم بأنهم يمكن أن يصبحوا أيضا قادة أحزاب، أو مستنيرين إصلاحيين، ما دام البشر يولدون بالتساوي في القدرات الذهنية والحركية. على أن القمع السياسي لا يقتصر على الإبداع السياسي، وتنوعه، وإنما يمتد ليشمل التعدد الإبداعي عن طريق ممثلي سلطة الاسترقاق المركزية في الموصلات الإعلامية.
    -3-
    من خلال التجربة الرياضية التي بدأت بروابط الناشئين، والأندية، والاتحادات الرياضية، لاحظت أن لا أثر لتراث الاسترقاق السوداني على مستوى الإبداع . بل إن المعايير المستخدمة في تقديم الموهبة على العرق، واللون، والمنطقة، واللكنة اللغوية، تقوم على أساس الإبداع وحده، خلافا لما يحدث في الاجهزة الإعلامية، مثالا. إذ ينتصر اللون، وتلعب العلاقة الاجتماعية دورا، وتفضل لهجة للعربية على ما عداها، وليس من الصدفة أن تكون لهجة مقدمي برامج الإذاعة والتلفزيون قاصرة على خلفية مكون واحد، بينما تتنوع لهجات كباتن أندية القمة، وغيرها، والفريق القومي، والعداءين القوميين الذين حملوا شعلة الأولمبياد، وحققوا سمعة طيبة في مضمار ألعاب القوى: خليفة عمر، الكشيف حسن، وموسى مدني، موسى جودة، وأبو بكر كافي، وغيرهم. فالتنوع الرياضي السوداني في محافله كافة هو انعكاس مستمر للسودان الجديد بصورة لن يلحظها زعماؤنا السياسيون الذين يترفعون من الاختلاط بالرياضيين. وبينما يستهجن كثير من المثقفين طبيعة الممارسة في الوسطين الرياضي، والفني، ويبدون تعاليا نحو الرياضيين، سوى أن هذا التجاهل لطبيعة هذين المكونين حرمنا من إجراء دراسات علمية عن الكيفية التي بها يتمظهر تماسك السودانوية في أنصع صورها في المجالين الحيويين.
    قليل جدا من المثقفين، أو المتعلمين، الذين نالوا دراسات عليا ارتبطوا بالنشاط الرياضي، وللأسف سعى كثير منهم لترسيخ سياسة الاسترقاق عبر احتكارهم لتسيير إدارتها. فالملاحظ أن التنوع الذي ينعكس على ملعب القدم، والطائرة، والملاكمة، والسباحة، والسلة، ومضمار ألعاب القوى، لا ينعكس على مستوى إدارات الأندية، والاتحادات، واللجنة الأولمبية، ولذلك يفهم احتجاج قدامى اللاعبين على محاربة الإداريين لهم. والغريب أن ناديا مثل الهلال والمريخ لا تجد في عضويته، لا سكرتاريته حتى، لاعبا مثل علي قاقرين، أو عوض دوكة، أو حامد بريمة، بما لديهما من خبرات رياضية، وعلمية، وأكاديمية. فالحقيقة المرة أن إدارات أندية مثل أندية القمة لا تمثل إلا نوعا في كثير من الأحيان إلا تمظهرا من تمظهرات الرأسمالية المسماة وطنية، وهي التي تدفع بيمينها الملايين لتسجيل اللاعبين بينما تسترد أضعافا أضعافا منها عبر الاستفادة التجارية بناءً على الامتياز الرياضي.
    حين النظر للتركيبة العرقية لأندية القمة، والأقاليم، ومشجعييها، تراهم يمثلون التنوع السوداني بشكل لا تخطئه العين. وتقوم العلاقات في الوسط الرياضي وسط هذه المجموعات على قدر كبير من الاحترام، والتقدير، لكل صاحب مساهمة نوعية، سواء إبداعية، أو إدارية، أو تشجيعية. ولا ينطبق الأمر على مجال كرة القدم فحسب، وإنما على كل مناشط الرياضة بلا استثناء. فالأصل في التفوق في المجال يقوم على الموهبة الخارقة، والتنافس مبني على كيفية تنمية القدرات، والتبجيل قائم على السجل الناصع من المساهمات التي تحقق الانتصار الرياضي. ولذلك لا مجال هنا لاستحضار تراث الاسترقاق لسرق الأضواء، والمجد، والاستعلاء على الآخر. فكل من يبذل العطاء سيجد التقييم، بل إن طبيعة العمل الرياضي تمهد للمبدع دوما فرصا للتطور لا التعويق، ويندر أن تجد رياضيا مبدعا عانى الاضطهاد، أو التهميش، لكونه ينتمي لقومية مستضعفة، أو مشكوك في ولائها للمركز. الأكثر من ذلك أن الترقي إلى الكابتنية القائم على تراتبية الانتماء للنادي كثيرا ما وضع رياضيين يتحدرون من قوميات مسترقة، أو مهمشة، في قمة المسؤولية الرياضية وربما شملت فرص الكابتنية لاعبين يتحدرون من قوميات تمتد أصولها إلى خارج السودان، وشاهدنا كثيرا أن تكريم هؤلاء الكباتن عبر عن وفاء مستحق، وخرج آية في التبجيل. لا سبيل لشفاء أمة تسعى لتمام التشكل إلا بكشف بؤر ماضيها الكالح، ثم نقده، وسن القوانين الصارمة لمحاربة سيماءاته، وخلق بعض التمييز الإيجابي لسد الفجوات في التفاوت الاجتماعي، والوظيفي. وبغير ذلك سيعيد التاريخ إنتاج نماذجه الكارثية التي تفتت كيان الدولة مهما تحصنت بالقمع الثقافي وسيلة لترسيخ الفشل.
    تراث الاسترقاق..والانقطاع أثناء الإسهام الإبداعي
    صلاح شعيب
    هناك باحثون، وسياسيون، كثرة آلوا على أنفسهم الغوص في المسكوت عنه في تركيبة الثقافة السودانية المهيمنة التي مظهرت سياستها بالقدر الذي ساهم في انفصال الجنوب. وقد امتلكوا أدوات منهجية، وقدرات فكرية، لمعالجة تراث الاسترقاق في البقعة الجغرافية المعروفة الآن بالسودان. وعلى المستوى الآخر هناك أصوات لنشطاء كثيرا ما يكون هذا التراث حاضرا في محاجاتها حول الأحداث الطارئة التي يُستشف منها الأثر العرقي، أو لا يستشف. ومنذ حين بدت ممارسات حكومة الإنقاذ التي تأخذ طابعا عنصريا مجالا لاحتدام الجدل ليس فقط بين مؤيدي الحكومة والمعارضة، وإنما أيضا بين طرفي الرحى في الممارستين السياسيتين. وإذ إن طبيعة العلاقة بين نشطاء الحكومة تتجاوز الجدل حول العرقي، وموقعه في صراع اليوم السياسي، بهدف اغداق التماسك على بنية السلطة التي يستفيدون منها، وهم داعموها، ولكن على مستوى المعارضة شكل استحضار شفرات الفعل الاسترقاقي في الجدل الماثل نوعا من البحث عن التوافق على الأسباب الأساسية لتضعضع السودان، وكنوع من الاهتمام بأهمية التخطيط للمستقبل وفي ذهننا الاعتبار من ماضينا الاسترقاقي.
    وبرغم أن هذا الجدل حول ما هو عرقي في الممارسة السياسية، أو غير ذلك، قد يفرز أحيانا تشاحنا، وتباغضا، وسط النشطاء، ولكن على مستوى آخر يعبر عن ذلك النوع من الاختلاف الذي ينبغي حسمه بمواصلة، ومضاعفة، السجال بكثير من الموضوعية، والتخلي عن الحساسية التي تغطي الجرح الناتئ. فلا مشاحة من وضع كل ما هو مختلف حوله في طاولة الحوار في زمان الانفتاح الإعلامي، إذا توفرت إمكانية لسماع كل الأطراف، ودفوعاتها، خصوصا أن كبت الجدل حول القضايا لا يولد إلا انفجارها بالشكل الذي حدث في الجنوب، وفي مناطق النزاع.
    لقد شكل تراث الاسترقاق، من جهة، معوقا أساسيا لبناء الأمة في السودان ما انعكس على بناء الدولة من ناحية أخرى. وما يزال هذا التراث يمنع اجتراح حلول عملية لما ينبغي أن تكون عليه عملية الإصلاح السوداني في عموم تفاصيله. بل إن هذا التراث الذي فرضته قوة دفع الأثر الاجتماعي التاريخي يعاد الآن إنتاجه عبر سياسات حكومية تعتقد إنها ستحافظ على الدولة بالشكل الذي يدفع عنها التآمر المظنون. والحقيقة أن لا شئ يتآمر على حاضر، ومستقبل، البلاد أكثر من اعتماد حلول ــ عفى عليها الزمن ــ لصب الناس صبا في قوالب فكرية، وثقافية، تفتقد الحجة، وتجافي المنطق، وتتناقض مع حركة التاريخ. وللأسف جربت حكوماتنا الماضية بشكل بائن، ومستتر، نوعا من هذه السياسات القامعة فلم يكن الحصاد إلا فقدان الجنوب، واستطالة الأزمات في مناطق النزاع، وانعدام فرص التنمية والإصلاح للتجربة التاريخية، وتهديد سلطة المركز القابض على مفاتيح الملعب السياسي.
    وبرغم أن معظم التيارات السياسية غضت النظر عن إمكانية فتح ملفات الاسترقاق السابقة عبر حوار بناء، وكافٍ، وشجب هذه الممارسات، وتضمينها في كراسات الدرس، بدافع إحداث التعافي الوطني إلا أن الحاجة ماسة الآن لفتح الحوار حول هذا الأمر الذي يشكل عقبة أساسية لهزيمة كل محاولات هذه التيارات لخلق سودان معافى. وربما نجمت تطورت الأزمة السودانية لهذا الدرك، ليس بسبب قصر نظر في المشاريع الوطنية والسياسات العامة المتقصدة النهوض، فحسب، وإنما لغياب الشجاعة في توصيف المشكلة الأساسية لاصطدام المكونات الجغرافية السودانية بعضها بعضا. فالحلول السياسية التي طرحت طوال نصف قرن مضى استبطنت عددا من الرؤى النيرة وشرحت الأزمة السودانية في جوانبها العضوية نسبيا. كما أن أدبيات الحوار السياسي والنشر الفكري والثقافي زاخرة بالعصف الذهني الذي خلق وعيا كبيرا بالقياس بالدول التي من حولنا، والتي حققت نهضة نسبية، ولكن بقي المسكوت عنه، لدوافع تتعلق بالحساسية تجاهه مكمن الداء الذي لا بد من علاجه. ومهما تجاهلنا إفرازات تراث الاسترقاق على السياسية المركزية، وبحثنا عن حلول أيديولوجية أخرى للأزمة الكؤود، مع تجاهل هذا التراث الذي ما يزال يتغذى كل يوم، فإن جسد البلاد سيكون ناتئا بلا تضميد، تتقطع الأوصال مرة، ثم مرة، إلى أن يفقد الناس يوما رأسها. وحينها سيدركون نتيجة المداورة، والالتفاف، على الحل الناجع لأزمة التساكن السوداني.
    -2-
    خلال الغناء السوداني القائم على شرائح نغمية خماسية، وميلودي أفريقي ـ تكشف عنه الأغنية نفسها ـ لاحظنا أن قبول السودانيين لإنتاج الفنانين نابع عن حاجة الروح للتعبير عن ذاتها الحقيقية. الذين شكلوا مادة الغناء يتحدرون من قوميات متعددة تأثرت بشكل متفاوت بتراث الاسترقاق. بل إن عددا من المبدعين المهرة جدا في هذا المجال من أبناء القوميات المسترقة. ولكن الاعتراف المتناهي بهم في الساحة الفنية ساهم في خلق فن يعبر عن جماع السودانيين، بينما لاحظنا أن الساحة السياسية ما تزال ترى أن الإبداع الحكومي مقتصر على أبناء قوميات دون أخرى. وربما أن تركيبتها لا تسمح بوجود منظرين ذوي حلول للمأساة السودانية من خارج بنية المركز السلطوي. وقد لاحظنا كيف أن فكرة السودان الجديد قد شيطنها المركز بالقدر الذي عدت بأنها مؤامرة لتفتيت السودان، أكثر من كونها طريقة حل سياسي قابلة للأخذ، والرد.
    ولعل هذا الهجوم غير المسبوق على تلك الفكرة، خصوصا من حملة الثقافة العربية ـ الإسلامية، ينبع من استبطان الشر في دوافع الذين يتحدرون من قوميات مسترقة، ومن ناحية أخرى يستنكف هؤلاء إمكانية أن يحوز أحد أبناء هذه القوميات على القدرات الفكرية، أو النظرية، التي تمكنه من إرساء فكرة خلاقة لتنظيم سياسي لديه الشروط المنطقية للإصلاح أكثر من هذه الأفكار التي يكون منبعها في المركز السلطوي. وإذا كان السياسي مثل المغني، يُعترف أولا بقدراته العلمية المماثلة لمدى الصوت، وبناء اللحن، وجودة الأداء، حتى يتقدم الصفوف لإظهار تجربته عبر التاريخ، فإن عددا من السياسيين الذين صاروا رموزا ستسقطهم لجنة النصوص ذات التخصص السياسي، إذا افترضنا وجودها. وفي هذا الجانب تشبه تجربتنا المتأثرة بتراث الاسترقاق التجربة الأميركية بذيولها كافة.
    فسيطرة الأفارقة الأميركيين على مجال الفن حتى حققوا لثقافة الولايات المتحدة الموسيقية انتشارا كثيفا في كل تخوم العالم عبرت عن أن الإبداع لا يرتبط باللون، والعرق، وإنما بالقدرات مثل التي امتلكها أبناء الجنوب أمثال رمضان حسن، ورمضان زايد، وعبد المنعم عبد الحي، وأحمد زاهر، مثالا. وحين نضجت التجربة الأميركية وتناءت عن تراثها الاسترقاقي أثبتت أن الرئاسة الأميركية لا يديرها من هو أفضل من رجل المرحلة الأفريقي الأصل. وهكذا هي الفنون ترينا إلى أي مدى قدرتها على هزيمة المتمسكين بتراث الاسترقاق على مستوى العالم، وإحراج الصامتين الرافضين لاستحضاره في معمل البحث لمعرفة صلته بمآسي الحاضر.
    إن إبداع المغنين المتحدرين من بيئات الاسترقاق، والتهميش، بشروط المركز الثقافية، وحيازتهم للقمم اللحنية والشعرية، والغنائية، يمكن أن يشكل دلالة خصبة على أن بقاء ثقافة الاسترقاق في ساحة السياسة المركزية معوق للإصلاح والتجديد. فضلا عن ذلك فإن ذلك يكشف أن المفاهيم الإصلاحية الجيدة مقصورة على جهة دون أخرى، وبالتالي يصبح من الصعب إحداث التعافي الوطني على المدى القصير ما لم يتم تبني الأسس الموضوعية التي قامت عليها إبداعية الأغنية، وسائر النشاطات الثقافية والفنية التي تخاصم تراث الاسترقاق بالمزيد من الثقة في الذات الإبداعية السودانية، أيا كانت خلفياتها الإثنية، ومنطلقاتها الأيديولوجية. وهنا تكمن قدرة المبدعين على إظهار التعدد الثقافي الذي تقمعه سلطة الدولة المركزية الديموقراطية، والديكتاتورية، عن طريق الفخاخ السياسية التي تدجن أبناء الاسترقاق، والهامش، في مشاريعها ذات النفع السلطوي. ولذلك ظلوا تابعين، ذليلين، لهذه المشاريع السياسية التي منحتهم بعض الاكتفاء المعاشي بينما هزمت عندهم قدرة الاستئناس في ذاتهم بأنهم يمكن أن يصبحوا أيضا قادة أحزاب، أو مستنيرين إصلاحيين، ما دام البشر يولدون بالتساوي في القدرات الذهنية والحركية. على أن القمع السياسي لا يقتصر على الإبداع السياسي، وتنوعه، وإنما يمتد ليشمل التعدد الإبداعي عن طريق ممثلي سلطة الاسترقاق المركزية في الموصلات الإعلامية.
    -3-
    من خلال التجربة الرياضية التي بدأت بروابط الناشئين، والأندية، والاتحادات الرياضية، لاحظت أن لا أثر لتراث الاسترقاق السوداني على مستوى الإبداع . بل إن المعايير المستخدمة في تقديم الموهبة على العرق، واللون، والمنطقة، واللكنة اللغوية، تقوم على أساس الإبداع وحده، خلافا لما يحدث في الاجهزة الإعلامية، مثالا. إذ ينتصر اللون، وتلعب العلاقة الاجتماعية دورا، وتفضل لهجة للعربية على ما عداها، وليس من الصدفة أن تكون لهجة مقدمي برامج الإذاعة والتلفزيون قاصرة على خلفية مكون واحد، بينما تتنوع لهجات كباتن أندية القمة، وغيرها، والفريق القومي، والعداءين القوميين الذين حملوا شعلة الأولمبياد، وحققوا سمعة طيبة في مضمار ألعاب القوى: خليفة عمر، الكشيف حسن، وموسى مدني، موسى جودة، وأبو بكر كافي، وغيرهم. فالتنوع الرياضي السوداني في محافله كافة هو انعكاس مستمر للسودان الجديد بصورة لن يلحظها زعماؤنا السياسيون الذين يترفعون من الاختلاط بالرياضيين. وبينما يستهجن كثير من المثقفين طبيعة الممارسة في الوسطين الرياضي، والفني، ويبدون تعاليا نحو الرياضيين، سوى أن هذا التجاهل لطبيعة هذين المكونين حرمنا من إجراء دراسات علمية عن الكيفية التي بها يتمظهر تماسك السودانوية في أنصع صورها في المجالين الحيويين.
    قليل جدا من المثقفين، أو المتعلمين، الذين نالوا دراسات عليا ارتبطوا بالنشاط الرياضي، وللأسف سعى كثير منهم لترسيخ سياسة الاسترقاق عبر احتكارهم لتسيير إدارتها. فالملاحظ أن التنوع الذي ينعكس على ملعب القدم، والطائرة، والملاكمة، والسباحة، والسلة، ومضمار ألعاب القوى، لا ينعكس على مستوى إدارات الأندية، والاتحادات، واللجنة الأولمبية، ولذلك يفهم احتجاج قدامى اللاعبين على محاربة الإداريين لهم. والغريب أن ناديا مثل الهلال والمريخ لا تجد في عضويته، لا سكرتاريته حتى، لاعبا مثل علي قاقرين، أو عوض دوكة، أو حامد بريمة، بما لديهما من خبرات رياضية، وعلمية، وأكاديمية. فالحقيقة المرة أن إدارات أندية مثل أندية القمة لا تمثل إلا نوعا في كثير من الأحيان إلا تمظهرا من تمظهرات الرأسمالية المسماة وطنية، وهي التي تدفع بيمينها الملايين لتسجيل اللاعبين بينما تسترد أضعافا أضعافا منها عبر الاستفادة التجارية بناءً على الامتياز الرياضي.
    حين النظر للتركيبة العرقية لأندية القمة، والأقاليم، ومشجعييها، تراهم يمثلون التنوع السوداني بشكل لا تخطئه العين. وتقوم العلاقات في الوسط الرياضي وسط هذه المجموعات على قدر كبير من الاحترام، والتقدير، لكل صاحب مساهمة نوعية، سواء إبداعية، أو إدارية، أو تشجيعية. ولا ينطبق الأمر على مجال كرة القدم فحسب، وإنما على كل مناشط الرياضة بلا استثناء. فالأصل في التفوق في المجال يقوم على الموهبة الخارقة، والتنافس مبني على كيفية تنمية القدرات، والتبجيل قائم على السجل الناصع من المساهمات التي تحقق الانتصار الرياضي. ولذلك لا مجال هنا لاستحضار تراث الاسترقاق لسرق الأضواء، والمجد، والاستعلاء على الآخر. فكل من يبذل العطاء سيجد التقييم، بل إن طبيعة العمل الرياضي تمهد للمبدع دوما فرصا للتطور لا التعويق، ويندر أن تجد رياضيا مبدعا عانى الاضطهاد، أو التهميش، لكونه ينتمي لقومية مستضعفة، أو مشكوك في ولائها للمركز. الأكثر من ذلك أن الترقي إلى الكابتنية القائم على تراتبية الانتماء للنادي كثيرا ما وضع رياضيين يتحدرون من قوميات مسترقة، أو مهمشة، في قمة المسؤولية الرياضية وربما شملت فرص الكابتنية لاعبين يتحدرون من قوميات تمتد أصولها إلى خارج السودان، وشاهدنا كثيرا أن تكريم هؤلاء الكباتن عبر عن وفاء مستحق، وخرج آية في التبجيل. لا سبيل لشفاء أمة تسعى لتمام التشكل إلا بكشف بؤر ماضيها الكالح، ثم نقده، وسن القوانين الصارمة لمحاربة سيماءاته، وخلق بعض التمييز الإيجابي لسد الفجوات في التفاوت الاجتماعي، والوظيفي. وبغير ذلك سيعيد التاريخ إنتاج نماذجه الكارثية التي تفتت كيان الدولة مهما تحصنت بالقمع الثقافي وسيلة لترسيخ الفشل.



    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 16 اغسطس 2017

    اخبار و بيانات

  • البدوي : الحكومة باعت كل الذرة في السودان لثلاثة أشخاص فقط
  • المراجع: ارتفاع نسبة جرائم المال العام بالخرطوم
  • الأمم المتحدة تطالب اللاجئين الجنوبيين باحترام القوانين السودانية
  • دقيقة حداد في برلمان جنوب السودان على وفاة فاطمة أحمد إبراهيم
  • الخرطوم تستورد خضار و فاكهة بـ(146)مليون دولار
  • محمد حمدان دقلو حميدتي: ترتيبات لجمع سلاح قوات الدعم السريع
  • الخرطوم تنزع أراضي استثمارية لم تستغل
  • الإمدادات الطبية تشكك في استيلاء البنوك على أموال الدواء
  • ابراهيم السنوسى يوجه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالحرص علي تعزيز الاستخدامات الايجابية لل
  • وفد برلماني يصل الكويت لأول مرة القطاع الخاص الكويتي يرغب في شراكات مع نظيره السوداني
  • سودانير: اكتمال صيانة آيرباص 320
  • الخطوط الجوية السودانية تخصص (3) رحلات يومية لنقل الحجاج للأراضي المقدسة
  • معارك عنيفة بين أنصار عقار والحلو في النيل الأزرق
  • توقف 35% من مصانع الخرطوم لنقص الكهرباء وضعف التمويل
  • وقفة حداد لروح الفقيدة (فاطمة) في محكمة طالب جامعة الخرطوم,,المتهم بقتل شرطي أمام المحكمة :( التغيي
  • توجيه تهمة إشانة السمعة لاستشاري انتقد سياسات مامون حميدة
  • كلمة إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة في ذكرى إحياء عيد الشهداء والذكرى رقم ١٦ لتأسيس حركة جيش تحرير ا


اراء و مقالات

  • ملحمة موت الإله بقلم إبراهيم أمين مؤمن
  • السنوار يتحدى: (سنهشمهم) بقلم د. فايز أبو شمالة
  • قراءة في دفاتر عملية جمع السلاح المزعوم بقلم محمد عبد الرحمن الناير
  • كيف نذهب للعلاج بالخارج ؟ وكلية الطب تأسست قبل قيام اسرائيل بفترة طويلة بقلم كنان محمد الحسين
  • المعلم والدرس: بقلم د: عمر القراي
  • ذيل عرمان عقار..توماً جري.. أبردوا الحساب ولد !. كتب:أ. أنـس كوكو
  • السماح يا فاطنِي فما زال بيننا بقية سُفهاء!!! بقلم جمال أحمد الحسن
  • الموازنة العامة والنمو في الاقتصادات النفطية بقلم د. حيدر حسين آل طعمة
  • جريمتا العراق الكبريان بقلم عبد الحق العاني
  • تيارات الفكر و أثرها في مشروع النهضة في السودان 3 – 6 بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • أيها الناس، شركات الكهرباء تحتقركم.. ثوروا على أنفسكم! بقلم عثمان محمد حسن
  • هي والحب في زمن الشتاء بقلم جمال السراج
  • التنفيذ ثم الحُكم ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • محمود درويش.. شاعر لا يموت بقلم د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب مصر
  • إنسى الارهاب: الغاز الطبيعي السبب الحقيقي وراء الأزمة القطرية بقلم تايلر دوردن
  • المهدي لم يطبق الشريعة بقلم عبد الله الشيخ
  • الجُرْمُ الأكبر بقلم د. عارف الركابي
  • الحركة الشعبية لتحرير التعليم..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • لئام المواطنين !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الوسط النيلي والحفاظ على الهوية السودانية بقلم الطيب مصطفى
  • ® الشينةُ منكورةٌ £
  • نبحث عن الإجابة ! بقلم عمر الشريف
  • من أين يصدر المخلوع مالك عقار اير بياناته التضليلية والكاذبة؟.. بقلم عبدالغني بريش فيوف
  • دعوهم يعيشوا زمانهم .. !! - بقلم هيثم الفضل
  • سيبقى نجم المناضلة المقدامة فاطمة إبراهيم ساطعاً في سماء السودان بقلم د. كاظم حبيب

    المنبر العام

  • المعلم والدرس د.عمر القراي
  • لله درك يا شعبا لازلت بعافيتك !!!
  • ** شيوخ انصار السنة محمد مصطفي عبد القادر ..احمدونا.. وقصي ..**
  • صور وفيديو .. بكري وعدد مِنْ المَسْئولين في تشييع فاطمة أحْمد إبْراهيم وعميد الأُسْرة يعْتذر لهم
  • هل سيسهم كبرى سوبا الجديد فى تعمير الوادى الأخضر؟! ... صور
  • حظر عمليات نقل الاعضاء من السودانيين بالخارج
  • كانوا هناك فى وداع فاطمة السمحة بنت احمد ود ابراهيم ...صور ارفع صورتك
  • الذنب لا ينسي
  • نسألكم الدعاء لى خالي والد زميلكم الدكتور علي محمد الفكى
  • Fatima Ahmed Ibrahim
  • شبير علي...shaber ally...معقولة بس!!!-فيديوهات عجيبة...
  • عقار يقر بفقدان سيطرته على النيل الأزرق ويمد يده للمصالحة
  • انفجار الاوضاع بالعدل والمساواة وقيادات ترتب لعزل (دبجو)
  • ارهقت الاذناب حيا وميتا يا جادات
  • بنات مضوى (صورة تقطع القلب)
  • “بُجاة” حلايب من “البشاريين”: لالوبنا ولا تمر الجيران!! -بقلم عيسى إبراهيم
  • المكتب القيادي للوطني بالبحر الاحمر يطيح برئيس المجلس التشريعي
  • يا فاطنة دغرية ديل الحرامية ... الجماهير الشريفة يطردون الكيزان من العزاء .. فيديو !
  • نظام مرعوب (صورة)
  • الرئاسة : مجموعة تتبع لموسى هلال تجند مواطنين لصالح حفتر
  • ديل كلهم شيوعيين؟!
  • البشير يرقي قاتل زوج فاطمة أحمد ابراهيم لرتبة الفريق
  • تقديم التنازلات الجنسية طريق الطالبات للتفوق بالجامعات الحكومية السودانية
  • الجماهير تمنع وزراء الفساد من دخول عزاء المناضلة فاطمة
  • بدون تعليق(فاطنة)(صورة)
  • ملحمة وداع فاطمة
  • واحيانا على بكر اخينا.... اذا لم نجد الا اخانا (حميدتي وموسى هلال)
  • اتفاق بين اقتصاديين محسوبين على الحكومة بفشل وزارة المالية
  • علي عثمان.. تحليل سطحي وضحالة معرفية وسقوط في مستنقع التحريض الطائفي النتن
  • الدكتور محمد البراك الوهابية فرقة إباضية ضالة
  • مطلوب إستشارة من طبيب نفسي
  • برلمان جنوب السودان يعلن الحداد على فاطمة
  • مبااااااااااااااشر وداع رفيقـــة الشهيد الشفيع (صور.فيديوهات)
  • اللوتري
  • ﺳﻌﻮﺩﻱ ﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ
  • جمع السلاح في غرب السودان ولوردات الحرب عقار وعرمان..!!!
  • فراشتِي اليتِيمةُ
  • يا احمدونا .... ما صحة هذا الكلام وماهي استعداداتكم لنفيه ؟؟؟
  • واشنطون: التحالف الديمقراطي و الحزب الجمهوري وبعض المنظمات المدنية والأفراد ينعون الأستاذة فاطمة أح
  • الموت
  • نحن بتاعين فوضي
  • من الناشط الحقوقي والكاتب والمؤلف الدكتور عبدالمنعم موسى ابراهيم الى محمد النور صغر( يساوي صفر)...
  • عاجل عاجل عاجل هااااام .ورد قبل قليل بخصوص تشييع ام احمد فاطنة
  • Re: ده البياض يا شيخ الكريبه تحمينا من جنون و�
  • Re: قبائح (قبائل) السودان في كندا.......................
  • Re: ما قلنا ليكم ياعربجية ركوب التونسية بجيب

    Latest News

  • Sudanese tribesmen shun ruling party for non-implementation of agreements
  • Al-Basher and Desalgen Witness Graduation Ceremony in War College
  • Date set for Sudanese student’s murder verdict
  • Khartoum to Host Conference of African Heart Association in 7-11 October
  • Citizenship for children of Sudanese and South Sudanese parents
  • Amir of Kuwait Affirms Support to Sudan























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de