|
تدمير مستشفي الخرطوم مسرحية سيئة الإخراج بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
|
03:12 PM Oct, 29 2015 سودانيز اون لاين سيد عبد القادر قنات-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم وجهة نظر
عرفا وقانونا وعدلا ومنطقا وشرعا الحكومة هي المسئولة عن تقديم الخدمات للمواطن ومن ضمنها الصحة وهذه تشمل التعليم الطبي والتدريب والتثقيف والبحث العلمي والرعاية الصحية الأولية كقاعدة هرم تعتمد عليها الخدمات الصحية وصولا للمستوي الثالث و المراكز المتخصصة في قمة الهرم وبتوزيع جغرافي لكثافة سكانية عادلة من أجل راحة المواطن. السيد وزير الصحة الإتحادي بحر إدريس أبوقردة أفاد في إحدي الورش بأن لامركزية الحكم قد أضرت بالخدمات الصحية أيما ضرر ومن قبله أصدر السيد رئيس الجمهورية توجيهات لجهات الإختصاص بالعودة للكشف الموحد لتنقلات الأطباء والإختصاصيين إدراكا لمسئوليته وإحساسه بأن هنالك قصورا في الخدمة المقدمة. قبيلة الأطباء كلهم جميعا مع توفير الخدمات الصحية بدءاً بالرعاية الصحية الأولية وعدالة توفيرها في جميع مناطق السودان خدمة للمريض بأن تكون الخدمة بالقرب منه وأن لايتكبد مشاق الإنتقال وهو في أسوأ الظروف –المرض-، ومن ثم التدرج العلمي النوعي والكمي في توفير وتقديم المستويات الأعلي من الخدمات الصحية في تناغم وتسلسل هرمي يخدم المواطن ويرتقي بنوع الخدمة المقدمة وصولا لقمة الهرم في المستوي الثالث والمراكز العلاجية المتخصصة. من المتعارف عليه أن هنالك مؤسسات عامة وأخري خاصة وقد تلتقي في تقديم نفس الخدمة للمواطن، العامة مسئولية الحكومة المناط بها توفير الخدمة مجانا أو برسم رمزي زمانا ومكانا وبدرجة عالية من الكفاءة والمقدرة لصالح المواطن، أما الخاصة تقدم نفس الخدمة ولكنها ربحية في المقام الأول وهذا هدفها الذي من أجله أنشأها صاحبها،و معلوم أنه يحق له التصرف بالتخلص منها حسب النظم القانونية المتبعة بالبيع أو بغيره فهذا ملك خاص. الحكومة هي لخدمة المواطن وليس لتحكمه والمؤسسات العامة فقها وشرعا لايجوز التخلص منها إلا بعد الوضوح أنها أصبحت خاسرة وعبئا علي كاهل المواطن وفق أدلة قطعية لايمكن الشك فيها وتُعرض علي أهل الإختصاص للتشاور وإتخاذ القرار المناسب الذي يخدم المواطن فهو صاحب الحق الأول، وهذا المواطن له من يمثلونه تحت قباب البرلمان أو السلطة الرابعة وفوق ذلك المهنيون المناط بهم إدارتها . هنا نتساءل ويحق لإي مواطن وطبيب وكوادر طبية ونقابات ونواب برلمان وسلطة رابعة هل مستشفي الخرطوم التعليمي أصبح مؤسسة خاسرة ؟ هي مؤسسة خدمية!!! وإذا كانت الإجابة بالإيجاب عند أهلنا ناس المؤتمر الوطني وقيادة صحة الخرطوم هل هنالك إتباع للإجراءات القانونية المعلومة للجميع فيما يختص بالتخلص من هذه المؤسسة المستشفي العامرة التي ظلت تقدم خدماتها في جميع المجالات منذ إنشائها قبل أكثر من قرن ومازالت في تقدم مضطرد ونمو وإزدهار بل عنابرها وأسرتها وقاعات محاضراتها ومعاملها منارة سامقة تخرج منها فطاحلة في الطب صار يشار لهم بالبنان في كل العالم بل هم مفخرة لوطنهم،! دعونا نتعجب ونندهش ونتساءل ماهو مفهوم أنها مؤسسة خاسرة؟ المستشفي العام ليست مؤسسة ربحية إطلاقا إلا في عقول التجار الذين همهم الأول كنز المال وبأي طريقة كان . يحق للجميع أن يتساءل هل هنالك دراسة أجريت بأن مستشفي الخرطوم التعليمي الأول في السودان قد أصبحت مؤسسة خاسرة من الناحية المادية؟ هل يفترض أن يكون المستشفي العام ذا صبغة تجارية ربحية؟ مالكم كيف تفكرون وتحكمون وتقررون؟ هل أصبح مستشفي الخرطوم التعليمي وما تحويه جنباته وأقسامه وملحقاته مزعجا للسلطة من الناحية الأمنية؟ إن كانت الإجابة بالإيجاب فلماذا لا يطرح هذا الشأن علي المواطن لأنه هو المالك الحقيقي لتلك المؤسسة العامة ، أما الحكومة وقيادة الصحة هي الوكيل فقط تتكفل بالرعاية والإشراف خدمة للمواطن وبأعلي مستويات الجودة. ما يحدث من لغط وحديث حول نقل الخدمة للأطراف ، نعتقد أنه كذبة كبري وخديعة إنطلت علي القيادة السياسية بمعسول كلام وتنميق حديث، ونقول إن قبيلة الأطباء والكوادر الطبية كلهم جميعا مع توفير الخدمات الطبية ليس في أطراف الخرطوم ولكن في كل بقاع السودان فقد أتو هم من صلب هذا الشعب صحاريه وجباله ورماله وضهاريه وأريافه ومدنه ووديانه ويعملون علي رد الجميل له ويخدمونه حفايا في أي بقعة نقلوا إليها ، أما من يتخذون القرارات ضد مصلحة المواطن المريض من تلك الأبراج العاجية فسيأتي يوم حسابهم بإذن الله. نختلف في مقولة نقل الخدمة ، بل نقول توفير الخدمة وهذه لا تتناطح عليها عنزتان ، ومع ذلك نقل الخدمة للأطراف ليس المستشفي الأكاديمي الخيري وليس إبراهيم مالك الذي يضاهي مستشفيات أوروبا، بل هذه الأطراف تشمل مثلا أمضوا بان وجبيل الطينة وجبل أولياء والفتح وقري ومستشفي أمبدة النموذجي(حتي بعد إعادة إفتتاحه وصرف المليارات لصيانته ولكن)، ومستشفي الإمام عبد الرحمن المهدي للأطفال بالفتيحاب ، والجزيرة إسلانج وود أبصالح وغيرها كثر فكثر هي الأطراف التي تحتاج لخدمات رعاية صحية أولية ولكن.! توفيرالخدمات الطبية للأطراف لا يعلل إطلاقا الإستعجال في تفكيك وتجفيف بل وتدمير مستشفي الخرطوم التعليمي، هل تعلمون وتدركون إنه مؤسسة عريقة خدمية ما زالت في قمة عطائها وإنها ليست سكن عشوائي أو حيازات يمكن تدميرها بجرة قلم أو ببلدوزر بعد منتصف الليل ، وما يتحرك في ظلامه إلا الخفاش لأن ضوء النهار يكشفه ويعري حقيقته. في هذه الأيام يُعقد مؤتمر الحوار الوطني لحل قضايا الوطن المتشعبة وهنا لابد لنا أن نخاطب الذين يجتمعون تحت قبة برلمان قاعة الصداقة صباحا من أجل الوطن وقضاياه المصيرية فقد أتوا من جميع فجاجه لحلحلتها ، ولكن لابد لنا أن نقول لهم هلا تكرمتم بإستصحاب هذه المؤسسة العريقة مستشفي الخرطوم التعليمي التي أصبحت ترفع أكف الضراعة كل صباح ومساء تلعن فينا كلنا جميعا لأننا وقفنا متفرجين لم نوفيها أبسط حقوقها كأم رؤوم ولم نقف إلي جانبها وندافع عنها بكل ما نملك من فكر وعقل ، بل حتي جزء من أبنائها الذين تشبعوا من قاعاتها علما وفكرا ونضجا فصاروا علماء يشار لهم تقاعسوا عن ذلك وبعضهم عرضها في دلالة سوق الله وأكبر، فماذا نقول فيهم؟ حسبي الله ونعم الوكيل. أنتم تجتمعون وتناقشون ولكن نقول لكم بالصوت العالي هلا تكرمتم وإعتبرتموها من القضايا المُلحة العاجلة وكلفتم نفسكم بزيارتها ، تلك المؤسسة التي ما من أحد من أهلكم أو بناتكم أو أبنائكم الأطباء والكوادر الطبية إلا وكانت له عونا في علمه وتخصصه ، ومن من السودان لم يستشفي فيها أمراة أورجل كبير أو صغير؟ كلنا جميعا دون إستثناء حتي البروفات أُكرِموا داخلها سواء إستشفاءا أو تعليما أو تدريبا أو بحثا، نتمني أن تسجلوا زيارة لإطلالها قبل أن تصبح خرابات ينعق فيها البوم وأن تُصلّوا بداخل أسوارها صلاة مودع لها ومن ثم تنقلوا نعشها وسترها في قبر تتفقون علي مكانه حتي يكون مزارا لكل من تخرج منها أو إستشفي فيها ليسكب دمعة حزن وأسي علي ماصارت إليه حالها، أما أولئك التجار المسئولين الذين لاهم لهم غير الربح حتي فوق صدور المرضي فنقول لهم إن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب . مستشفي الخرطوم التعليمي مؤسسة قومية كغيرها من المؤسسات القومية التي أضحت مقارها في الخرطوم لقوميتها ورمزيتها، إذا هل يحق لوالي الخرطوم ترحيل أي منها أو تجفيفها أو تدميرها أو ترحيلها خارج الخرطوم؟ بل نسأل مباشرة إن كان له الحق في ترحيل القصر الجمهوري ، فكذلك له الحق في أن يفعل ما يشاء بمستشفي الخرطوم التعليمي منطقا وقانونا، أليس كذلك؟ بقدرة قادر أصبحت مستشفي الخرطوم التعليمي المؤسسة العريقة القومية المنشأ تتبع لوالي الخرطوم بعد أيلولة تحتاج لمراجعة ويكفي ماقاله السيد وزير الصحة الإتحادي عن فشل الحكم اللامركزي وأثره علي الخدمات الصحية وتدهورها وفشلها،. هل نسيت الخرطوم أنها العاصمة القومية ومسمي قومية هذا لا يأتي إعتباطاً وإنما لمؤسسات قومية كمستشفي الخرطوم التعليمي والقصر الجمهوري و القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والبنك المركزي والسجن الاتحادي وإستاد الخرطوم وكثير من المؤسسات القومية التي أصبحت جزء منها ، مثلا هل مطار الخرطوم يتبع لولاية الخرطوم أم أنه مطار قومي يتبع لسلطة الطيران المدني التي هي إتحادية ؟! مستشفي الخرطوم التعليمي مازالت في قمة عطائها وهي دون منازع المستشفي التعليمي الأول في السودان شاء من شاء وأبي من أبي ونقول إن دوام الحال من المحال لأن هذه سنة الله في أرضه .. كسرة: المواطن السوداني لايهمه كم عدد أسرة المستشفي أو أسرة العناية المكثفة، بل همه الأكبر أن يجد الرعاية الصحية الأولية، يجد الطبيب، يجد المعمل، يجد السرير للتنويم، يتم إجراء الفحوصات والعملية في سلاسة ويسر، وإن كانت الهجرة غير مزعجة وغير مقلقة وخليهم يهاجرو بجي غيرم، الشافي هو الله، أللهم أستر فقرنا بعافيتنا.
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- الشعب السوداني ما بليد ، الشعب السوداني ولوف!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
- اقصر رسالة للرئيس السوداني عن أبشع جريمة... !! بقلم قريمانيات .. بقلم الطيب رحمه قريمان
- لماذا تزال مستشفي الخرطوم من الوجود(2) بقلم عميد( م ) طبيب .سيد عبد القادر قنات
- بـرلمان أكْـل عـيـــش بقلم مصعب المشرّف
- ماذا قال الله ورسوله فى أمثال الانقاذيين بقلم عصام جزولي
- للأجيال القادمة كي لا تنسى عدم شرعية وعد بلفور بقلم د.غازي حسين
- نواب في البرلمان لا يعرفون ( الطريق إلى البرلمان)..! بقلم عثمان محمد حسن
- أين قضايا الفساد؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
- أصابع الاتهام !! بقلم صلاح الدين عووضة
- ندوات لا تجرح الخاطر ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
- الاتصالات الحيطة القصيرة! بقلم الطيب مصطفى
- قناة النيل الأزرق :ايستقيم الظل والعود اعوج!! بقلم حيدر احمد خيرالله
- أي أمن وطني هذا؟ بقلم اسراء الزاملي
- ليه يا جامعة يا عربية بقلم سعيد شاهين
- تصدر تهديد مدير عام وزارة التخطيط العمرانى بولاية شمال بقلم ياسر قطيه
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (19) الخليل تتقدم وشهداؤها يتسابقون بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
|
|
|
|
|
|