|
تداعيات أكبر فضيحة كروية مصرية! /فيصل الدابي/المحامي
|
تداعيات أكبر فضيحة كروية مصرية! بتاريخ 15/10/2013، وضمن تصفيات كأس العالم بالبرازيل لعام 2014 ، هزمت غانا مصر 6/1! وصفت الصحف المصرية هذه الخسارة بالفضيحة الكبرى التي حولت فرحة عيد الأضحى إلى حزن كبير وسط الجماهير المصرية خصوصاً وأن المنتخب المصري كان قد أنهى تصفيات الدور السابق في صدارة مجموعته محققاً النقاط الكاملة في الست مباريات التي لعبها كما وُصفت هذه الهزيمة بأنها أكبر هزيمة في تاريخ كرة القدم المصرية ، لكن التاريخ يقول إنها ثاني أكبر خسارة فقد خسرت مصر 11/3 أمام إيطاليا في أولمبياد أمستردام عام 1928! انعكس الانقسام السياسي الحاد على نتيجة المباراة ، فالأخوان يقولون إن أقطاب الإعلام الحكومي المصري قد سيسوا المباراة وأقحموا فيها إسم السيسي بلا مبرر وطلبوا من الشعب المصري أن يعلن الأفراح بعد انتهاء المباراة ويقوم بأول احتفال شعبي ورسمي بالسيسي قبل إعلان ترشحه للرئاسة لكن بدلاً من تحقيق فوز مشرف بطعم السياسة كما كانوا يحلمون حصلوا على هزيمة مذلة بطعم السياسة! أما معارضو الإخوان فيتهمونهم بالخيانة العظمى ويقولون إن أنصار جماعة الإخوان المسلمين قد احتفلوا احتفالاً مطولاً بسقوط المنتخب المصري أمام غانا ونظموا مسيرة في منطقة "ميت عقبة" احتفالاً بخسارة المنتخب المصري وهتفوا مطولاً باسم المنتخب الغاني! تقرصن التلفزيون الحكومي المصري والتلفزيون الحكومي الجزائري على الحقوق القانونية لقناة الجزيرة الرياضية القطرية فقام الأول بنقل مباراة مصر وغانا التي انتهت 6/1 لصالح غانا وقام الثاني بنقل مباراة الجزائر وبوركينا فاسو التي انتهت 3/2 لصالح بوركينا فاسو ، أما تونس ، التي احترمت حقوق قناة الجزيرة الرياضية، فقد انتهت مباراتها مع الكميرون بالتعادل السلبي 0/0 ، أكدت قناة الجزيرة الرياضية لجوئها للقضاء للدفاع عن حقوق البثّ التي اشترتها من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ، علق أحد الجزائريين قائلاً "وأخيراً سجل التاريخ أول اتفاق مصري جزائري!" وعلق آخر قائلاً "الله يعاقب السراقين ولذلك خسرت الجزائر وتلتها مصر بينما تونس تعادلت لأنها لم تسطو على حقوق الغير!" حفل موقع ‘فيس بوك’ بالكثير من التعليقات المصرية الساخرة حول هزيمة المنتخب المصري منها (واضح أن مصر مافيهاش فريق سوى الفريق السيسي!)، (هو السيسي مبيفرضش حظر التجول في منطقه الـ18 لمنتخبنا ليه ؟!) ، (السيسي يطلب من المصريين الخروج الى الشوارع والميادين لمنحه تفويضاً بقلب نتيجة مباراة المنتخب المصري ضد منتخب غانا!) وقد نال المدير الفني للمنتخب المصري، الأمريكي بوب برادلي، نصيبه من التعليقات الساخرة فقال أحدها (‘دي أخرة المعونة الأمريكية… بعتين لنا أسلحة فاسدة"!) بينما قال تعليق معارض (التحالف الوطني لدعم الشرعية (المؤيد لمرسي): برادلي مدرب شرعي، ولا بد أن يكمل مدته، وسندعو لمليونية "برادلي والشرعية!") عقب عودتهم من غانا ، تم إخراج لاعبي المنتخب المصري من بوابة البضائع في مطار القاهرة بدلاً من بوابة الركاب خوفاً من تعرضهم لاعتداءات من قبل الجماهير الغاضبة! ولا يملك المرء إلا أن يقول: كان الله في عون اللاعبين فالنصر له آباء كثيرون لكن الهزيمة دائماً يتيمة! أعلنت إحدى لجان النادي الأهلي بأنها ستخصص طبيب نفسي لمعالجة الدوليين من تداعيات الهزيمة التاريخية الثقيلة وتهيئتهم نفسياً لتحقيق المعجزة والفوز على غانا في لقاء العودة بمصر بخماسية نظيفة! نتمنى أن يتمكن علم النفس الرياضي من القضاء على مرض الفجور في الخصومة الرياضية والسياسية وإنجاح الانقلاب المنشود ولكن إذا حدث العكس فعلى الجميع أن يقتنعوا أنه ليس بكأس العالم وحده يحيا الانسان!
فيصل الدابي/المحامي
|
|
|
|
|
|